عرض مشاركة واحدة

قديم 25-04-10, 05:58 PM

  رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

تشكيلات حرب العصابات


ونظن أننا بحاجة إلى معرفة تشكيلات العصابات على الأقل من الناحية النظرية في الجبال وفي المدن، ونقصد بالناحية النظرية أي المفترض أن تكون، ولو أن المعطيات على أرض الواقع عطلت شيئاً من المفترض فإن هذا لن يؤثر في أصل العمل بإذن الله تعالى.

أولاً:
قوات العصابات في ميدان الجبال والأدغال:

هذه القوات هي عبارة عن وحدات فرعية صغرى ليس لها قواعد ثابتة داخل دولة الصراع، وهي قوات دائمة الحركة ولا تمكث في مكان واحد لمدة أكثر من 24 ساعة، وهذا ما يجعل أفرادها يحملون كل ما يحتاجونه على ظهورهم، ويفترض أن تتركز ميادين عمل هذه الوحدات في الأراضي التي لا تسيطر عليها القوات الحكومية سيطرة كاملة، وهي عادة ما تكون أراضي صعبة، كالمناطق الجبلية أو الغابات أو مناطق المستنقعات وما أشبه ذلك، هذه القوات دائمة الحركة ثم تقوم بضرب العدو وتتحرك مرة أخرى وهكذا، ومن المهم أن يتمتع أفراد هذه الوحدات بلياقة بدنية عالية ومستوى صحي جيد يمكنهم من العيش في العراء لفترات طويلة.

وهذا الوحدات تستخدم تشكيلات لا تناسب العمل في المدن، ولكنها تعمل في المناطق الأقل كثافة سكانية أو المناطق الجبلية أو الغابات، ولا يحاولوا العمل في المدن بهذه التشكيلات فالمدن لها تشكيلات وأساليب أخرى مختلفة .

وحدات العصابات لا يمكن ثباتها على تكتيكات بعينها إلى الأبد، ولكنها تستخدم هذه التكتيكات لفترة محدودة تمثل المرحلة الأولى من مراحل حرب العصابات، ثم تتحول إلى الشكل النظامي حتى تستطيع قطف ثمرة جهودها وأعمالها، فتتمكن من حسم الصراع لصالحها، ويكون الحسم في آخر مراحل العصابات، ولكن يجب تدريب قادة وكوادر العصابات على أساليب قتال وتشكيلات وأعمال القوات النظامية حتى إذا حانت المرحلة يتم التحول إلى الأسلوب النظامي بيسر وسهولة وكل سرعة.

أما عن تشكيل جماعة العصابات فقد أسلفنا أنها من حيث المسميات تتشابه تماماً مع مسميات التشكيلات النظامية، فهي تبدأ بجماعة ثم فصيل ثم سرية ثم كتيبة ثم لواء ثم فرقة ثم فيلق ثم جيش، إلا أنها من حيث التشكيل الداخلي تختلف عن الجيش النظامي، فجماعة العصابات تكون مدعمة بكافة التخصصات لأنها وحدة مستقلة مكلفة بإنجاز كافة المهام القتالية دون الاعتماد على غيرها من الوحدات، لذلك تكون تشكيلات العصابات في تسليحها مكتفية ذاتياً لإدارة جميع المهام القتالية، وعلى ذلك يصل إلى 24 فرداً في جماعة العصابات يشملون جميع التخصصات ليحصل الاكتفاء لجميع المهام القتالية، ويكون توزيع تخصصات 24 فرداً ممن يشكلون جماعة العصابات على هذا النحو (القائد ونائبه، 2 حملة رشاش متوسط، 2 حملة قناصة، 5 حملة بنادق, 2 حملة قاذف صاروخي (م/د)، 2 حملة قاذف صاروخي (م/ط)، 1 حامل هاون كماندوز مثل (60مم)، 2 متخصصان في المتفجرات والألغام, 2 متخصصان في الإسعاف الطبي، شخص واحد للاتصالات، 3 أفراد للتجهيز والإمداد والتموين).

هذا هو تسليح وتشكيل العصابات في الجبال، وعلى هذا النحو يكون ما بعد الجماعة من تشكيل:
فالفصيل يتكون من أربع جماعات والسرية تتكون من أربع فصائل والكتيبة تتكون من أربع سرايا.. وهكذا.

أما من الناحية الإدارية فقد قلنا سابقاً بأن فرد العصابات يحمل كل ما يحتاجه على ظهره، فتكون الجماعة تحمل كل ما تحتاج معها أثناء تحركها ولمدة محدودة مدروسة، وما زاد على ذلك يتم إنشاء مخازن للأطعمة والذخائر في مناطق عملها في أماكن متفرقة تقوم بالتزود منها كلما نفد زادها، ويقوم أفراد الإمداد بشكل مستمر على تعبئة هذه المخازن بكل ما تحتاجه الجماعة، مع ضمان سلامة المخازن وتغيير أماكنها لو لزم الأمر، والتركيز على تخزين كافة الأسلحة والمعدات العسكرية التي تحتاجها الجماعة، إضافة إلى ضمان سلامة المواد المخزنة من الرطوبة وذلك بمعرفة أساليب التخزين الصحيح وهذه المهام من المفترض أن يتقنها رجال التجهيز والتموين.

هذا هو بشكل عام تشكيل جماعة العصابات وتسليحها، ولا نحتاج إلى التنبيه أن هذا هو التشكيل المثالي للجماعة، ومعنى هذا أننا لو فقدنا هذا التشكيل أو بعض أنواع الأسلحة فلا يعني ذلك أن العمل سيكون مصيره إلى الفشل كلا، ولكن لو عدمت صواريخ (م/ط) أو عدمت أسلحة القنص أو غيرها فإنه بالإمكان إجراء تعديلات على تكتيكات هذه الجماعة بحيث تنتقي الأهداف التي لا تحتاج فيها إلى ما ينقصها من سلاح، كما أنها لو فقدت فرد الاتصالات فلا يعني هذا أنها تتوقف عن العمل، فهذا التشكيل السابق الذكر ليس تخصصاً تكاملياً كما هو الحال في الجيوش النظامية، إنما هو للتنظيم فقط وتبادل الأدوار، ومن المفترض أن يكون رجل العصابات مدرب على جميع هذه الأعمال فبإمكان رجل الاتصالات أن يكون رجل طبوغرافيا كما أنه يمكن أن يتولى عمل (م/ط) أو القيادة، فالفارق بين رجل العصابات وجندي الجيش النظامي هو الأهلية والكفاءة، فرجل العصابات مدرب على جميع أنواع الأسلحة وجميع الفنون العسكرية هذا ما يفترض فيه، فلو أن الجماعة في العصابات قتل نصفها فبإمكانها تأدية مهامها دون الشعور بالنقص المعطل للأعمال، وربما تفقد جماعة العصابات القدرة من حيث التسليح أو من حيث الأفراد على التشكل بهذه التشكيلة، فعليها أن تتشكل بأية تشكيلة تناسب واقعها وميدانها وقدراتها وتسليحها وتعدادها، فلو تيسر سلاح ثقيل لرجال العصابات لتنفيذ مهمة قتالية أو عملية بعينة فهل يتوقفون عن استخدامه وإدخاله ضمن الخطة بحجة عدم وجود قدرة تشكيلية على استيعابه؟ كلا ولكن عليهم أن يستعدوا لاستخدام كافة أشكال الأسلحة فيما يناسب الحال، فالتشكيل في حرب العصابات تشكيل مرن وغير مقيد بقيود، لأنه تشكيل هجومي وهو صاحب المبادرة، ولكن ما ذكرناه هناً هو التشكيل المثالي فقط.

 

 


   

رد مع اقتباس