عرض مشاركة واحدة

قديم 02-12-20, 08:09 PM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي "أرض الميعاد".. لماذا تختلف مذكرات أوباما عن مذكرات الرؤساء المعتادة؟



 


"أرض الميعاد".. لماذا تختلف مذكرات أوباما عن مذكرات الرؤساء المعتادة؟

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

2/12/2020

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

أعدَّ الكاتب والصحافي الأميركي، جورج باكر، مقالا لمجلة "الأتلانتك" تحدَّث فيه حول الكتاب الجديد للرئيس الأميركي السابق باراك أوباما بعنوان "أرض الميعاد". يستعرض باكر الأفكار الرئيسية التي ناقشها أوباما في مذكراته، التي يُنتظر صدور جزء ثانٍ منها، ويرى الكاتب أن أوباما تحدَّث بصراحة غير معهودة في مذكرات الرؤساء، ووضع بعض إجراءاته خلال الرئاسة تحت المجهر منتقدا ذاته بعمق، وهو ما يراه باكر امتداد للطريقة التي ألَّف بها أوباما كتابه الأول في عام 1995 بعنوان "أحلام من أبي".

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

غالبا ما تكون السير الذاتية للمشاهير مُحْبِطة، ذلك أنّ متطلبات الحياة العامة تحط من نثرية الأدب: تلطيف التعبيرات والتورية والتفاؤل القسري وذكر أسماء مشاهير، بالإضافة إلى الضغط الناتج من الرغبة في إسعاد جمهور آخر مختلف، والحاجة إلى إبراز شخصية الفرد على مسرح عريض، بالإضافة إلى الجداول الزمنية الصارمة والافتقار إلى وقت للانفراد بالنفس. أن تعيش وإحدى عينيك على الرأي العام والأخرى على التاريخ إنما يقتل كينونتك الداخلية، التي بدونها تتحوَّل الكتابة إلى مجرد إدلاء ببيانات.
فالشخص العظيم لا يمكنه أن يتحمل تكلفة أن يكون صريحا، إذ إنَّ كشف الكثيرِ من حياة المرء فشل وخيبة أمل، وذكر الكثير عن عظمة الشخص هو شيء من "الهوس الأحادي". لكن على النقيض من ذلك، فهم يتعلّمون من كل كبوة، ويتحرّكون صوب "التحدي" التالي، يستمدون الإلهام من أشخاص عاديين، وإن اضطروا لخوض حياتهم من البداية فلن يغيروا فيها شيئا واحدا. تصبح الأقنعة التي يلبسونها هي وجوههم، حتى كلماتهم التي يكتبونها بأنفسهم تبدو وكأن شخصا آخر كتبها نيابة عنهم.
يختبر الجزء الأول من مذكرات باراك أوباما قدرة الكاتب الجيد على الصمود رئيسا للبلاد. بدأ أوباما حياته السياسية كاتبا، وليس العكس، فكتابه "أحلام من أبي" الصادر عام 1995، عندما كان في الثالثة والثلاثين من عمره، يحكي رحلة بحثه عن الهوية والمغزى باعتباره ابنا لامرأة بيضاء من كانساس ورجل أسود من كينيا. بكل المقاييس تقريبا، يُعتَبر هذا الكتاب مضطربا ومُتقنا ومدفوعا بمعرفة متعمقة عن الذات.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

كتاب "أحلام من أبي" الصادر عام 1995تنتهي القصة قبل وقت قصير من دخول أوباما إلى عالم السياسة الصعب في شيكاغو في منتصف التسعينيات، وهو مكان بعيد عن الطبيعة الحساسة لبطل الحكاية. وبعد سنوات خلال سباقه لعضوية مجلس الشيوخ عام 2004، قال أوباما لصحافية إحدى المجلات التي كانت تَتبعه في أرجاء ولاية إلينوي إنه قد يحب تبادل الأدوار ليوم واحد، بحيث يكون هو الشخص الذي يُراقِب ويُدوِّن الملاحظات. هذا الصراع بين الكاتب والسياسي، الحالم والناشط، المنعزل والمنخرط -"الرغبة في العمل بالسياسة لا أن يكون من مكوناتها"- يلعب دورا بشكل أو بآخر على مدار مسيرته المهنية وفي مذكراته الجديدة.
جاء كتاب "أرض الميعاد" من بنات أفكار كاتب "أحلام من أبي" نفسه بلا منازع، ففيه القدرة ذاتها على الوعي بالذات ونقدها، وموهبة الوصف والإيقاع السردي، وجوانب التعاطف والسخرية. أفضل المقاطع -مثل تلك التي تصف صعود أوباما السياسي من شيكاغو إلى إلينوي والترشيح الديمقراطي للرئاسة عام 2008- تلك التي تمتعت بالطاقة المفعمة تجاه تجربة كان الكاتب مشتاقا للعودة لأيامها. كلما علا السياسي في منصبه تعيّن عليه أن يصارع بضراوة لكي تظلّ له اليد العليا في قصّ الحكاية. في تبيان سنوات رئاسة أوباما التي تنتهي بالهجوم الذي قُتل فيه أسامة بن لادن في 2011، تختفي النبرة السردية لصالح جدالات سياسية طويلة وسياقات تاريخية وجولات خارجية. يعترف أوباما في مقدمة كتابه قائلا: "إنني أدرك متألما أن كاتبا أكثر موهبة كان ليجد طريقه لقصّ الحكاية ذاتها بإيجاز أكبر". لكن بطريقة ما، خلال عقد ونصف من الظهور المكثف والخطابات والمقابلات والاجتماعات والمؤتمرات والاحتفالات، تمكّن الرئيس السابق من الاحتفاظ بكينونته وبهائه الأدبي. إن الصراع بين الشخصية العامة والرجل المنعزل هو أحد الموضوعات الرئيسية في الكتاب الجديد.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

كتاب "أرض الميعاد"يتجلّى شعور أوباما واضحا في الطريقة التي اختبر بها الغرابة المفاجئة والمستمرة للمنصب، عندما "صار اسمي الأول نسيا منسيا"، وعندما يقف الجميع حينما يدخل غرفة، وفي حبسه غير الطبيعي في البيت الأبيض، وحتى في رحلاته الخارجية. لديه حلم متكرر بالمشي بطول شارع مزدحم، وفجأة يكتشف بغمرة فرح أنه لا أحد يميزه، وقد اختفى طاقم الحراسة الشخصية. يتحدّث الرؤساء عن الوحدة التي يبعث عليها شغل المنصب، وهذا الكتاب المتخم بالشخصيات والأحداث يجعلك تشعر بالأمر، فمثلا حين يضطر أوباما لمغادرة اجتماع في غرفة عمليات البيت الأبيض حول ما إذا كان يتعين تنفيذ عمل عسكري في ليبيا، ويمشي لمقر الإقامة جالسا في عشاء رسمي ليُجري دردشة مع جندي مصاب، كل ذلك وهو يفكر في خطة حربية، ثم يعود إلى الجناح الغربي ليُعلنها.
وأظن أن الإرهاق الذي يُصيب علاقة الزواج في البيت الأبيض لم يُعبِّر عنه أحد طرفيه بهذا الوضوح من قبل، إذ غالبا ما يسهر أوباما للعمل حتى وقت متأخر من الليل في غرفة معاهدات البيت الأبيض بينما تنكب ميشيل على دراستها، وأخيرا يخلد هو إلى الفراش بعد أن تكون دخلت هي في نومها: "كانت هناك ليالٍ أفكر فيها، وأنا ممدد بجانب ميشيل في الظلام، في تلك الأيام التي كان كل ما بيننا فيها أخف، عندما كانت ابتسامتها لا تنزوي، وكان حبنا غير مثقل، وفجأة يضيق صدري بفكرة أن هذه الأيام قد لا تعود". إنه يتساءل ما إذا كان توتر زوجته أصدق من هدوئه، فهو نوع من الحماية الذاتية لا يمكن معه إلا أن تتزايد وحدتها.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

أوباما وزوجته ميشيل لدى أوباما عادة، أو رد فعل طبيعي تقريبا، أن يتراجع خطوة للخلف ليتخيل حياة أناس آخرين، لن يحاول رئيس آخر أن يسهب في الحديث عنها: هيلاري كلينتون وتنفيس الإحباط من الحملة الانتخابية في 2008، زوجة جندي أصيب بجروح خطيرة، أحد الوجوه المحفورة في أحد حوائط الهرم في مصر وشبهه بوجه أوباما. إنه يتأمل مليا أيضا في القراصنة الصوماليين المراهقين الذين اختطفوا سفينة شحن في المحيط الهندي في مطلع عام 2009 وأُطلقت عليهم النيران لتقتلهم بأوامر منه: "مشوّهين يقزِّمهم اليأس، أو الكبرياء، أو أحلام المجد الديني، أو عنف المحيطين بهم، أو خطط رجال كبار… أردت بطريقة ما إنقاذهم، أن أُرسلهم إلى المدرسة، أو أهب لهم مهنة، أو تخليصهم من الكراهية التي ملأت رؤوسهم. ومع ذلك فالعالم الذي كانوا جزءا منه والعملية التي أمرت بها جعلتني أقتلهم بدلا من ذلك".
هناك حدود لانعزالية أوباما، حدود للأسئلة التي كان مستعدا لطرحها على نفسه. فمثلا، يُقِرُّ بالنقد الذي وُجِّه له بشأن معالجته للأزمة المالية التي أعطت الشعب الأميركي انطباعا بأن إدارته تعبأ بالمصرفيين الجشعين أكثر من المواطنين العاديين، ويناقش ما إذا كان يجب عليه أن يُؤمِّم البنوك، أو يدفع بحِزَم تحفيز أكبر، أو يفعل المزيد من أجل أصحاب البيوت الذين يواجهون الحجز على ملكيتهم، ثم بعد ذلك يواجه الحقائق بأفكار لا سلوان فيها بأن "الحلول التي ظهرت وكأنها الأبسط، لم تكن بهذه البساطة"، و"تأكدت أننا ندير العملية جيدا". إن الوضع المُمَيِّز لأوباما ليس الإلهام المحتدم، ولكن الواقعية الساخرة، الاستعداد لقبول المحددات المأساوية للمساعي الإنسانية واستغلالها على أفضل وجه. خلال عامه الرئاسي الأول المفعم بالدراما بدا هذا الوضع ظاهريا وكأنه شكل من أشكال التكنوقراطية، بعيدا عن روح حملته الانتخابية في 2008 وشعارها "نعم نستطيع".
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
دفع وضع مماثل باثنين من قرارات أوباما في فترته الرئاسية الأولى ينطويان على الحرب والسلام، التقدم في أفغانستان في 2009، والغارات الجوية على ليبيا في 2011. وفي حسابه لكل حالة، من الصعب عدم استنتاج أنه لم يُرِد الدخول ولا الانسحاب، القبول بسياسة التسوية التي لم يكن يثق فيها هو شخصيا: إرسال عشرات آلاف الجنود إلى أفغانستان ثم التخطيط فورا لانسحابهم، وتدمير الدفاعات الجوية لمعمر القذافي، ثم ترك مشكلة ليبيا للأوروبيين.
هذه المعضلات المبكرة في رئاسة أوباما تعكس صراعه في شبابه، وبحسب وصف ميشيل أوباما، "صراع بين العالم على ما هو عليه وبين ما يجب أن يكون عليه". تفاخره بـ "العملية الجيدة"، والركون إلى سياسات بغيضة لا تُرضي حتى مؤيديه الحماسيين مع عدم الفوز على أيٍّ من خصومه، قد يُنْظَر إلى ذلك باعتباره طريقة تعلُّم الشخص المثالي لكيفية الحكم في العالم كما هو عليه، وطلب الحكمة بالطريقة الصعبة. أراد أوباما إحياء الاقتصاد وليس تغييره، إذ كتب: "كنت مصلحا، محافظا بالطّابع إن لم يكن في الرؤية أيضا". لكن ربما أظهرت تلك الشهور الأولى، واقعيا، سياسيًّا شابًّا قليل التجربة تواجهه مصاعب غير مسبوقة، فالأمر لم يكن يتعلق بوضع العالم على ما هو عليه، ولكن بطبيعة الرئيس على ما كانت عليه.
كان أوباما قاب قوسين أو أدنى من الاعتراف بذلك الأمر في فترة انتقاد ذاتي، جديرة بالتقدير، حول سياساته المحلية. ففي عام ونصف استطاع خلالها صدّ الكساد، وتمرير رعاية صحية شاملة، وإصلاح أسواق وول ستريت، فإنه أيضا خسر الجمهور الأميركي. فقد اختفت العلاقة المُلهمة التي شكَّلها مع المُصوِّتين في 2008 في اللحظة التي وطأت فيها قدمه البيت الأبيض. كان لدى الجمهور الأميركي فكرة منقوصة عما يفعله وكيف يبدو ذلك في الرؤية الأوسع. صيغ إنجازه الأول، قانون الانتعاش، خصيصا حتى لا يلاحظ آثاره أحد، إذ حثّه مستشاروه بالإبقاء عليه محدودا بما يكفي لجذب أصوات الجمهوريين التي لم تأتِ أبدا. قرَّر أوباما أن السياسة الجيدة تتطلّب تخفيضات ضريبية متصاعدة وليس دفع مبالغ إجمالية يمكن للمستفيدين أن يدّخروها بدلا من إنفاقها. لم يروج أوباما لمشروعاته للبنية التحتية بشعار مميز مثل النسر الأزرق في مشروعات "الصفقة الجديدة" في عهد روزفلت، وكان معتدا للغاية بمبادئه على صعيد سياسات مماثلة.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
العديد من الأميركيين من الذين رحّبوا بأوباما استنتجوا أن اللعبة محسومة زورا لصالح الأغنياء والمحاسيب، وبينما كان هو يُجري اجتماعات أليمة في المئة يوم الأولى له في الرئاسة، كانت "حركة الشاي" تنتفض كعاصفة شرسة خارج البيت الأبيض. وبينما كان الحزب الديمقراطي يعاني هزيمة فادحة في الانتخابات النصفية في 2010، نتج عنها إعاقة الحزب الديمقراطي طوال بقية مدة رئاسته وعقد كامل من التلاعب في دوائر الدولة، سارعت بنفسي بنقد أوباما وحكومته التكنوقراطية لفشلهم في إدراك اللحظة الراهنة.
إذا كانت حالتنا هي نوع من الانهيار الديمقراطي -تآكل المؤسسات، وانهيار ثقة الجماهير، وانفجار الأكاذيب- فإنه لم يوجد سياسي وقف في مواجهة ذلك بإخلاص وبلاغة أكثر من أوباما. مع كل عام كانت أخطاء رئاسته تتلاشى ومكانته تعلو. عندما أغوته الفلسفة الكلبية في شبابه تشبَّث بـ "الفكرة الأميركية: ما كان عليه البلد في الماضي، وما يمكن أن يكون عليه مستقبلا"، وما زال يتشبّث بها اليوم، وسيكون هو آخر مَن يتخلّى عن هذه الفكرة.
———————————————————————————
هذا المقال مترجم عن The Atlantic

 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس