عرض مشاركة واحدة

قديم 31-03-09, 07:19 PM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
جيفارا
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

إقامة نظام أمريكي جديد من الأسلحة الفضائية

تخلَّت الولايات المتحدة عن نظام الدفاع (سيفجارد) في عام 1976م، حيث كثرت الشكوك حول مدى فاعلية هذا النظام، واستبدلته ببرنامج إقامة قوة ردع فضائية، وهو ما أعلنه الرئيس الأمريكي (رونالد ريجان) في 23 مارس 1983م، والذي أُطلق عليه برنامج حرب النجوم، ودعا فيه علماء أمريكا إلى أبحاث مكثفة من أجل تطوير نظام جديد من الأسلحة الفضائية لتدمير الرؤوس النووية المعادية قبل وصولها إلى أهدافها في الولايات المتحدة أو أراضي حلفائها باستخدام التكنولوجيا الحديثة المتمثلة في استخدام أسلحة الطاقة الحركية وأشعة الليزر عالية الطاقة والأشعة الجزيئية لتدمير الرؤوس النووية التي تحملها الصواريخ الاستراتيجية العابرة للقارات بدلاً من الرد المكثف بضربات نووية مضادة، وأصدر توجيهاً لوضع برنامج يتمكّن من التوصل إلى أسلحة فضائية مضادة للصواريخ قبل عام 2000م على أن تكون لهذه الأبحاث الأولوية على كل البحوث الأخرى، وكان التقدير المبدئي لتنفيذ هذا البرنامج وفقاً للتخطيط أن يتم خلال نهاية هذا القرن، بدءاً بمرحلة الأبحاث والتجارب ومدتها خمس سنوات، نليها تطوير إنتاج الأسلحة الفضائية ونشرها ومدتها عشر سنوات، واعتمدت الأموال لتمويل مرحلة الأبحاث والتجارب، ودار الجدل حول إمكانات هذا النظام في صد الهجمات الفضائية، واختلفت الآراء داخل الولايات المتحدة بين مؤيدين ومعارضين.

وأظهرت الدراسات والأبحاث التي تمت أن نفقات الاستمرار في المشروع ستكون باهظة للغاية، فقد تم إنفاق (9،33) مليار دولار خلال عشر سنوات من 1983 1993م على الأبحاث التي كانت تصوّر للرئيس (ريجان) أنها ستوفّر درعاً من المنصات الفضائية التي تحمل الليزر لوقاية الولايات المتحدة من هجوم سوفيتي نووي متوقع.

وكان السؤال الذي تردد في هذا الوقت بواسطة الخبراء العسكريين: هل يستطيع نظام الدفاع الفضائي الأمريكي بتكاليفه الباهظة تدمير جميع الرؤوس النووية المعادية المتجهة نحو الولايات المتحدة بنسبة 100% في حالة الهجوم الشامل للعدو بكثافة عالية؟ هذا أمر مشكوك فيه، وستتمكن رؤوس نووية من الإفلات، وإحداث التدمير.

الدوافع التي أدت إلى تقليص دور برنامج حرب النجوم

انتهاء الحرب الباردة عام 1989م، وانهيار حلف وارسو وتحوّل أعضاءه إلى دول مستقلة تسعى إلى صداقة الغرب.
تفكك الاتحاد السوفيتي واختفاء التهديد النووي.
خفض الأسلحة الصاروخية النووية بمقدار الثلثين على مدار عشر سنوات تنتهي في عام 2003م بموجب اتفاقية (ستارت 2) التي وقّعها الرئيس الأمريكي (جورج بوش الأب) والرئيس الروسي (بوريس يلتسين) في 3 يناير 1993م وقد صدَّق عليها الكونجرس في عام 1996م أما مجلس النواب الروسي (الدوما) فلم يصدّق عليها، ورأى إدخال تعديلات على المدة لتكون 2007م بدلاً من 2003م، والخفض يكون بمقدار النصف بدلاً من الثلثين.

أدّت هذه الدوافع إلى عدم التوسّع في مبادرة الدفاع الاستراتيجي، وإعادة النظر في الهدف الذي كان مقرراً لها، وهو تأمين المجتمع الأمريكي تماماً من أخطار أي هجوم نووي، ليصبح تقديم حماية كاملة شاملة لأهداف استراتيجية هامة ضد الضربات المحدودة، وسيؤدي هذا إلى تخفيض ملموس في النفقات الباهظة التي تنفق على برنامج حرب النجوم، وكان متوقعاً في ضوء ذلك أن تعمد إدارة الرئيس الأمريكي (جورج بوش الأب) إلى إلغائه، ولكنها لم تفعل، بل اكتفت بتغيير أهدافه، وأصبح البرنامج يهدف إلى مجرد توفير حماية جزئية ضد الهجمات النووية المحدودة.
وفي 13 مايو 1993م، أعلن (ليس أسبن) وزير الدفاع الأمريكي إنهاء مبادرة الدفاع الاستراتيجي، وأن أنظمة الدفاع الفضائية قد آلت إلى المعامل.

موقف البرنامج ومستقبله في ظل إدارة الرئيس الأمريكي (بيل كلينتون)

استمرت هذه الإدارة في تنفيذ هذا البرنامج تحت شعار المحافظة على تفوق أمريكا التكنولوجي، والإفادة من توظيف التكنولوجيا لرفع كفاءة التسلح بعد خفض الأسلحة الاستراتيجية، وذلك لملء الفراغ الأمني الذي سيترتب على إزالة هذه الأسلحة، وبدأ التفكير في التحوّل إلى استثمار وتوظيف الإنجازات التي أفرزتها سنوات الأبحاث والتجارب لتحقيق هذا الغرض.

وأجريت ثلاث تجارب في إطار مشروع الدرع الأمريكي المضاد للصواريخ:
الأولى: في 13 أكتوبر 1993م، وأعلنت المصادر المسؤولة عن التجارب أنها كانت ناجحة.
والثانية: في 18 يناير 2000م، وفشلت التجربة.
والثالثة: في 7 يوليو 2000م، وفشلت التجربة.
في 13 يوليو 2000م رفض مجلس الشيوخ الأمريكي اقتراحاً بإجراء مزيد من التجارب الصاروخية قبل أن تقوم وزارة الدفاع (البنتاجون) ببناء نظام الدفاع المضاد للصواريخ.

في أول أغسطس 2000م، أعلن الرئيس الأمريكي (بيل كلينتون) أنه سيترك لخليفته في البيت الأبيض مهمة اتخاذ القرار بشأن مشروع النظام الدفاعي المضاد للصواريخ الذي تعارضه روسيا والصين بشدة، في حين أبدى عدد من الحلفاء الغربيين في مقدمتهم: فرنسا، وألمانيا تحفظاً على المشروع، حيث إنه ينذر ببدء سباق جديد للتسلح.

 

 


   

رد مع اقتباس