عرض مشاركة واحدة

قديم 03-03-09, 08:07 PM

  رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي كيف يتم تجنيد الجواسيس في وكالة الاستخبارات الامريكية؟



 


كيف يتم تجنيد الجواسيس في وكالة الاستخبارات الامريكية؟

بقلم : دكتور سمير محمود قديح
باحث في الشئون الامنية والاستراتيجية

إن الاستخبارات الامريكية لايمكن لها ان تنجح في مهامها الا بواسطة أمرين:

1- تجنيد الجواسيس لاختراق الدول والمؤسسات والجماعات.

2- التصنت على الهواتف و اجهزة الكومبيوتر.

وهذا ما سنتناوله بالتفصيل.

و حتى نكون على علم بما تقوم به الcia من عمليات قذرة سنتطرق وكيفية عمل أجهزة الاستخبارات الامريكية في مجال التجنيد .

فهناك ست خطوات اساسية لعملية التجنيد والاختراق هي كالاتي :

اكتشاف الجاسوس

هذه الخطوة تقوم على تحديد الاجانب من غير الامركيين وغيرهم من الاشخاص الذين يكونون مستعدين للتجسس لحساب الوكالة .

ويقوم رجل الاستخبارات الاختلاط مع السكان المحليين في البلد الذي يعمل فيه أملا في اكتشاف عملاء محتملين وهو يركز جهوده عادة على المسؤولين في الحكومة المحلية وعلى افراد القوات المسلحة وممثلي دوائرالاستخبارات في البلد المضيف ذلك لأن الاشخاص الآخرين اللذين يعملون في مهن اخرى حتى وان كانوا قابليين للتجنيد لا يطلعون عادة على المعلومات الاستراتيجية العالية المستوى التي تسعىلها وكالة الاستخبارات المركزية ويعمل معظم رجال الوكالة في السفارات الامريكية لأن الستار الدبلواسي يوفرلهم الفرصة المناسبة للوصول الى اهدفهم عن طريق اعداد لا تحصى من المسؤوليين كما ان الاتصالات الاجتماعية التي تتميز بها حياة الدبلوماسي حتى وان كان دبلوماسيا وهميا يعمل لوكالة الاستخبارات المركزية تعطيه فرصة ذهبية للوصول الى الاهداف و البعثة الدبلوماسية وحدها هي التي تعطي الغطاء لموظفي الوكالة للعمل في اي بلد , وهناك وظائف رسمية اخرى تعطي مثل هذا الغطاء مثل وكالة المعلومات الامريكية والقوات المسلحة وغيرها كثير .

وليس من الضروري لموظفي وكالة الاستخبارات المركزية ان تكون له صفة رسمية . اذ ان كثير من الذين يعملون لحسابها من طلاب او صحفييون او حتى قساوسة .

ويتلقى رجل الاستخبارات تعلميات تستند الى دراسات يقوم بها خبراء الوكالة او اساتذة الجامعات المتعاقدين مع الوكالة . حول نوعية الناس الذين يتأثرون بسرعة بدسائس الجاسوسية واسترتيجيتها و تتفاوت شخصية الجاسوس المحتمل بين بلد وبلد وبين حالة وحالة , غير انه تم تحديد اصناف معينه لأنواع العملاء السريعي التأثر الذين تفضلهم الوكالة , و المخبرون الذين تسعى الوكالة الى تجنيدهم اكثر من غيرهم هم المسؤولون الاجانب الغير راضيين عن سياسات بلدانهم واللذين يتطلعون الى الولايات المتحدة طالبين الارشاد منها والتوجيه منها مثل هؤلاء اكثر استعدادا لأن يكونوا عملاء اوفياء متفانين من اؤلئك الذين يكونون دافعهم الاساسي مادياً ,ولا شك في ان المال يساعد كثير في الحصول على معلومات وعلى الاخص في دول العالم الثالث ولكن الرجل الذي تستطيع وكالات الاستخبارات شرائه يشكل هدفاً للخصوم والعميل الذي يعتقد ان مايفعله يشكل هدفا ساميا, لان يكون في الغالب سهل الانقياد لإغراءات البوليس السري او ايه استخبارات معادية وهو كذلك اقل تأثرا بالشعور بالذنب وهو وما يرافقه هذا الشعور من انهيار نفسيا كثيرا ما يعرقل عمل الجاسوس ويعتبر العمل العقائدي (الخارج على حكومته داخل بلاده ) صيدا ثمينا للعاملين في الوكالات ومن المرشحين المحتلملين للتجسس عن لاؤلئك المسؤولين الذين يعيشون حياة باهضة النفقات ولا يستطيون المحافظة على مستواها عن طريق دخولهم العادية او اؤلئك الذين يعانون من ضعف لا يستطيعون التغلب عليه تجاه المال أو امام المشروبات المسكرة والمخدرات او جنس او حتى امام الابتزاز .

ولا يبحث رجل المخابرات دواما عن عملاء محتملين بين اؤلئك الذين يشغلون مناصب ذات اهمية . ويعتبر الطلاب عادة اهدافا قيمة في هذا المجال وعلى الاخص في بلدان العالم الثالث حيث يرتقي خريجوا الجامعات الى مناصب حكومية رفيعة بعد تخرجهم .

وتبدي وكالة الاستخبارات اهتماما خاصا في البحث عن عملاء داخل القوات المسلحة لأن العسكريين هم العنصر المتحكم في هذه البدان او السيطرة عليها . ومن هنا جاء التركيز على استخدام اساتذة الجامعات التي يكثر فيها الطلاب الاجانب وكذلك على مدارس القوات المسلحة ومعاهد التدريب التي تستقبل الضباط الاجانب في دوارت تدريبية مثل ( مدرسة قيادة الميدان ) في ( فورت لافنوودث ) بولاية تكساس .

تقييم الجاسوس

بعد اكتشاف الجاسوس المحتمل . تقوم الوكالة بدراسة دقيقة عنه لتقرير ما اذا كان سيصبح في وضع يستطيع معه تقديم معلومات مفيدة والخطوة الاولى في هذه العملية هي التدقيق في ماضي هذا الشخص بالرجوع الى اخبار مفصلة في رئاسة الوكالة في ( لنغلي ) التي انشأت ( بنك للمعلومات) بحسب وكالات الاستخبارات المركزية وهو يتضمن معلومات عن الملايين من الاشخاص . فاذا عثر على اي معلومات عن العميل المترقب تصل هذه المعلومات الى ضابط الميدان الذي يواصل في غضون ذلك دراسة احتمال التجنيد ويقوم بتحريات خفية لرسم الصورة الحقيقية عن هذا العميل وقد يوضع الجاسوس المرشح تحت المراقبة لمعرفة المزيد عن عاداته وآرائه . ثم تبدا دراسة دقيقة لمعرفة الدوافع وراء قبوله العمل كجاسوس وهل هي عقائدية او نفسانية أو مادية واذا لم يكن له مثل هذا الدافع فان الوكالة ستلجأ الى وسائل اخرى كالتهديد والضغط وعلى الضابط المسؤول عن عملية التجنيد هذه ان يقرر ان كان الجاسوس المترقب حقيقة ام انه عميل للعدو اي عميل مزدوج .و عند انتهاء فترة تقييم العميل التي قد تمدتد اسابيع او اشهرا تقرر رئاسة الوكالة بالتشاور مع عناصر الميدان ان كان يجب الاتصال مع العميل المرتقب كي يبدأ العمل . فاذا كان القرار ايجابيا فمن الطبيعي ان يتصل رجل من الوكاله من الخارج بالعميل المترقب ولا يتصل به عادة الرجل الذي اكتشفه او الذي قام بتقييمه او اي من رجال الوكالة المحللين زيادة في الحفاظ على رجال الوكالة والعاملين لحسابها ومتى وصل الرجل الذي سيقوم بالتجنيد الى المنطقة يقوم العاملون بترتيب اجتماع بينهم وبين العميل المرتقب ويتم تعريف هذا الضابط المجند ( بكسر النون ) الى الرجل الهدف وفقا لظروف يُعد لها اعدادا دقيقا تسمح لرجل الاستخبارات الذي قام بدور المعرف بالنسحاب بهدوء تاركا الضابط وحيدا مع العميل المحتمل .


وقد تتخذ خطوات تحسبية توفر للضابط طريقا مأموننا للهرب في حال وقوع ما في الحسبان واذا حدث ان كان العميل المرتقب في صفوف المعارضة في بلده فان الضابط المجند ربما يبدأ في الحديث عن المبادئ التي يجب ان يلتزم بها المواطن نحو وطنه وعن ميول اخرى ايديولوجية ويقترح وسائل يمكن للرجل معها ان يساعد بلاده وشعبه عن طريق التعاون سرا مع دولة اجنبية خيرة.اما اذا ظهران العميل المرتقب يتميز بالضعف بالمال فان الضابط قد يضرب على هذا الوتر مؤكدا انه يعرف الطريق لكسب كميات كبيرة من المال بسرعة وبسهولة أما اذا كان العميل المرتقب يهتم بالسلطة او اذا كان واقعا تحت تأثير ( الجنس او المخدرات ) او اذا اراد الهرب من بلاده والابتعاد عن عائلته ووضعه الاجتماعي فان الضابط المجند يحاول ان يركز جهوده على هذه الحاجات البشرية وينصرف الى تقديم مقترحات تتعلق بكيفية يمكن ان يحصل على حاجته هذه عن طريق التعاون مع(رفقاء معينيين ) ومن مهمة الضابط المجند تحديد السبب الذي يؤثر في العميل المرتقب واذااستنتجت الوكالة ان العميل يخشى التهديد والابتزاز , فان تهديد مبطننا بفضحه قد يستخدم , يواجه العميل المرتقب في بعض الحالات بالبيئة التي قد تستخدم في فضحه , اذا هو تردد في العمل لحساب الاستخبارات وتسجيل المحادثة بين الرجلين في جميع الاحوال اما بواسطة جهاز تسجيل او باتباع وسيلة اخرى كالتصوير او التقاط بصمات الاصابع او اي شئ قد يشكل بينة قد تستعمل ضده وبعد ان يقبل العميل المرتقب عرض وكالة الاستخبارات او يستسلم للتهديد يخوض الضابط المجند في تفصيلات الترتيبات فيعرض عليه راتب مغريا بين500 دولار او1000 دولار في الشهر كل حسب وضعه الاجتماعي يدفع جزء منه نقدا والباقي يوضع في حساب سريا امريكيا او سويسريا ويعود السبب في ذلك الى محاولة منع العميل من تبذير الاموال من جهة و كي لا يلفت انظار جهاز الامن المحلي والى احكام القيد على الجاسوس من ناحية اخرى يتعهد الضابط المجند بأن تضمن وكالة الاستخبارات سلامة العميل وافراد عائلته في حالة تعرضه لمشاكل مع البوليس وتحقيق هذه الوعود تتفاوت تفاوت كبيرا اذا يتوقف على نوع المهمة وشخصية ضابط الوكالة المسؤول ومعظم هؤلاء الضباط يحنثون بوعدهم في معظم الاحيان, ويحاول الضابط المجند حمل العميل الجديد لدى موافقته العمل مع وكالة الاستخبارات ان يوقع قصاصة ورق تربطه رسميا وبوضوح مع الوكالة وهي عقد عمل يمكن استعماله في وقت لا حق لتهديد العميل الذي يقوم بفضحه اذا هو توقف عن العمل . والمهمة الاخيرة من الضابط المجند هو التهيئة للجتماع بين العميل الجديدورجل الوكالة العامل في تلك البلاد الذي سيكون مسؤولاً عنه و كثيرا ما ينطوي هذا على اشارات متفق عليها سلفا ومن الاساليب المتبعه مثلا اعطاء العميل زرارين معينة ويقال له ان رجال يحملوا زرارين مماثلين سيقتربو منه او اعطائه كلمة سر ويقال له ان ضابطه سيستلمها في وقت لاحق لتعريف نفسه اليه . وحين يتم هذا كله يترك الضابط المجند الاجتماع ويغادر البلاد بأسرع ما يكون.

تجربة الجاسوس


ومتى جُند العميل يذهب الضابط المسؤول الى اختبار ولائه ومدى الاعتماد اليه فيعهد اليه في مهمات معينة تعطي له في حالة تنفيذها تكون الدليل على ولائه و اخلاصه كما تبرهن على قدراته وقد يطلب الى العميل مثلا جمع معلومات عن موضع يُعرف انه سبق للوكالة ان حصلت على معلومات كثيرةعنها , فان لم تتفق المعلومات التي يأتي بها مع المعلومات المتوفرة لدى الوكالة , فيفسر ذلك بأن العميل اما ان يكون مزدوجا يحاول ان يخدع ضابطه او انه مصدر ضحل للمعلومات يحاول ان يرضي رئيسه الجديد ويظل العميل خلال فترة الاختبار تحت مراقبة دقيقة ترصد معها حركاته وسكناته ويطلب الى العميل بالأضافة كل ما تقدم ان يخضع لجهاز لكشف عن الكذب .يقول احد هؤلاء الخبراء ان اختبار العملاء الاجانب يتطلب مهارات اكبر من تلك التي يتطلبها استجواب الامريكيين الذين يبحثون في توظيفهم في الوكالة فقد وجد هذا الخبير ان الامريكيين صريحون عادة ويمكن التكهن نسبيا بتجاوبهم مع الاختبار مما يجعل من السهل نبذ اؤلئك الذين لا يرتقون الى المستوى المطلوب . ولكنه يقول ان اختبار العملاء الاجانب اصعب بكثير اذا يجب تعديل طريقة الاستجواب حيث تستوعب فيها الفروق الثقافية كما تستوعب فيها حقيقة اخر ى مثل ان العميل سيقوم بعمل سري غير مشروع وشديد الخطر .

تدريب الجاسوس

عندما تنتهي عملية اختبار العميل يبدأ تدريبه للمهارات الخاصة التي يطلبها عمله كجاسوس ويختلف نو ع التدريب ومكانه وطبيعته باختلاف ظروف العملية ويكون التدريب السري في بعض الحالات دقيقا , وقد يفتقر في حالات معينة الى العتاد اللازم فيترك للعميل حرية العمل معتمدا على غريزته وموهبته وعلى كفاءة ضابطه وسعة اطلاعه .

واثناء فترة التدريب يُعلم العميل طرق استعمال الاجهزة والآلات التي قد يحتاج اليها كجهاز تصوير دقيق مصغر لإلتقاط صور الوثائق ووسائل الاتصالات السرية والكتابة السرية وغيرهما وقد يلتقي بعض العملاء تدريبا خاصا في استعمال اجهزة استراق السمع او استخدام الحلقة السرية المتسلسلة للإتصالات وتقتضي عملية التدريب عزلة العميل لمدة ايام او اسابيع بعيدا عن اهله ومجتمعه ويطلب اليه في هذه الحالة اختلاق المبررات لغيابه هذا.


وتوجد قواعد تدريب خاصة للمجندين معزولة عن كل النشاطات الاخرى في كامب بيري ( المزرعة ) في جنوب ولاية فريجينيا .

وخلال فترة تدريبه يلمس الجاسوس كفاءة اجهزة الوكالة وفعالياتها كما يعيش في جو من التلاحم بين العملاء المحترفين وهذا ما يساعده على اقناع نفسه بأنه اصبح يواجه حياة افضل من حياته السابقة.

تشغيل الجاسوس

هناك طريقتان في العمل السري يمكن تطبيقها على عمليات التجسس التقليدية وعلى عمليات العملاء بوجه عام وهما الاتصالات السرية والاتصالات المباشرة وعلى الضابط المسؤول ان يقيم رسائل مأمونة للإتصال بالعميل والا انعدمت وسيلة يتبقى بواسطتها المعلومات التي يحصل عليها العميل ويزود بواسطتها بالتعليمات والتوجيهات اللازمة وتستخدم طرق مختلفة بين اونة واخرى للحد من احتمالات القضاء على العملية ولا توجد انظمة ثابتة او قواعد تتحكم في الاتصال بالعميل السري كما هي الحال في لعبة التجسس بأسرها فما دامت الاساليب المستعملة مأمونة وتفي بغايتها فان للضابط المسؤول حرية الابتكار .

ويفضل كثير من العملاء نقل معلوماتهم شفويا الى الضابط المسؤول ذلك لأنهم يرون ان ذلك اكثر امنا وسهولة من تضمين هذه المعلومات اوراقا رسمية او استخدام اجهزة تجسس قد تدينهم بالجريمة اذا اكتشفتهم السلطات المحلية ولكن وكالة الاستخبارات تفضل الوثائق لإمكانية التدقيق فيها والتأكد من مدى اخلاص العميل ويرى عملاء آخرون ان يكون اتصالهم الشخصي بالضابط المسؤول ذلك لأنهم يرون أن كل اجتماع سري يعرضهم الى الافتضاح وبالتالي الى السجن او ما هو اسوء من ذلك ويفضل مثل هؤلاء الاتصال فقط بأساليب غير مباشرة او بوسائل ميكانيكية ولكن وكالة الاستخبارات تصر على المحافظة اتصالاتها الشخصية بين الضباط وعملائهم الا في الحالات التي تنطوي على خطورة ذلك لأنه لابد من تقييم ولاء الجاسوس ومدى اندفاعه في العمل في اجتماعات تعقد بين آونه واخرى .

وكلما اجتمع الضابط المسؤول مع عميله كلما تعرض لخطر ملاحقتهما من جانب قوى الامن المحلية او من جانب استخبارات معادية وللتخفيف من هذه المخاطر تستخدم في معظم الأحيان وسائل غير مباشرة للإتصال وعلى الاخص عند نقل معلومات من العميل الى الضابط المسؤول من الطرق القياسية واستخدام شخص ثالث يعمل وسيطا وقد يكون هذا الشخص عالما بالأمر او غير عالم وقد يكون عميلا آخر وقد يكون مقيما في بلد آخر او من الضابط المسؤول تم نقلها الى آخريين دون ان يعلم شيئا عن محتواها وهناك اسلوب آخر هو نوع من صندوق البريد يسمى الصندوق الميت ( ومن بين الاماكن التي استعملت صندوق بريد في عملية سرية الفراغ القائم وراء انابيب التدفئة المركزية امام مدخل احدى الشقق في ثكنة عسكرية في موسكو ) ويقتصر الامر على ان يقوم العميل بوضع مادة المعلومات في صندوق البريد في موعد سبق ترتيبه من جانب الضابط المسؤول او الشخص الثالث الذي يستخدم لهذه الغاية .

ثم ان هناك اسلوب يستعمل كثيرا هو اسلوب الاحتكاك اذ يلتقي بموجبه العميل او الشخص الثالث بالضابط المسؤول او الشخص الثالث الذي يستخدم لهذه لغاية .

وبعد ثورة الاتصالات خصوصا بعى انتشار الانترنت و البريد الالكتروني تيسر الاتصال مع العملاء من دون خطورة علي حياتهم.

وعلى الرغم من ان الضابط المسؤول كثيرا ما يستخدم اسلوب الاتصال الغير مباشر فان عليه ان يهيء اجتماعات شخصية مع عميلين بين حين وآخر عندما يتم لقاء سري في باص او منتزه او مطعم فان رجال استخبارات آخرين يقومون بدور المراقبة كاجراءات وقائية ضد الخصوم الذين يحاولون التقاط المحادثة و التدخل فيها ويعرف هذا في عالم التجسس (بالمراقبة المضادة ) ويمكن للضابط او العميل او اي فرد من فريق المراقبة الاشارة على الآخرين بالمضي قدما في الاجتماع او تفادي كل اتصال او الغاء الاجتماع وتستخدم بيوت مأمونه ( تحتفظبها الوكالة ) مكانا للإجتماعات مع العملاء وتسمى البيت الامن.

وتتوقف المعاملة على قوة العلاقة التي يستطيع الضابط المسؤول اقامتها مع العميل يقول رجل استخبارات سابق في الوكالة ان على الضابط المسؤول ان يجمع بين مؤهلات الجاسوس الكامل وطبيب الامراض العقلية وكاهن الاعتراف هنا تواجهك نظريتان سائدتان داخل الوكالة الاستخبارات المركزية فيما يتعلق بأفضل الوسائل في معاملة العميل فوجهة النظر الأولى تقول : ان على الضابط المسؤول ان يقيم علاقة شخصية وقوية مع العميل ويقنعه بأنهما يعملان معا لتحقيق هدف سياسي مهم . ويوفر مثل هذا الاسلوب قوة دافعة قوية تشجع العميل على ركوب المخاطر في سبيل صديقه غير ان معظم كبار رجال الوكالة يعتقدون ان هذه الطريقة تنطوي على خطر قيام ارتبط عاطفي بين الضابط المسول وعميله قد تسبب في بعض الاحيان في ان يفقد رجل الاستخبارات الموضعية التي تتطلبها مهنته . اما وجهة النظر الثانية فتنادي بأن على الضابط المسؤول في الوقت الذي يتظاهر فيه بالاهتمام شخصيا ان يعامله معاملة بعيدة عن الرحمة والتساهل اذ ان ما يهم الضابط المسؤول هو النتيجة والنتيجة فقط فهو يدفع بالعميل الى اقصى الحدود املا بالحصول منه على اقصى ما يمكن من معلومات . على ان لهذا الاسلوب نقائص ايضا ذلك لأنه ما ان أدرك العميل انه موضع استغلال من ضابطه حتى تتقلص همته بسرعة.

إن المخاطر وجو التوتر اللذان يترتب عليهما العمل وفي ظلهما يكون العملاء متلقلبين من ذوي النزوعات ويصعب التكهن بما يدور في خلدهم ولذاك فان على الضابط المسؤول ان يكون واعيا لأي دليل يشير الى عملية تعرضه للإنزعاج او الى انه لا يقوم بعمله كما يجب وعلى الضابط ان يستخدم اسلوب التملق والتهديد واسلوب الايديولوجيه والمال والارتباط العاطفي والقسوة لكي يبقى العميل نشيطا في عمله .

سافر ( بنكوفسكي ) وهو جاسوس امريكي في موسكو سافر مرتين الى خارج الاتحاد السوفياتي في مهمة رسممية كبيرة كعضو في وفد حضر معارض تجارية نظمت برعاية الاتحاد السوفياتي وتمكن في هاتين المرتين في لندن ثم باريس من الافلات من زملائه السوفيات لتلقي التوجيهات من ضباط بريطانيين وامريكيين وطلب خلال احد الاجتماعات في لندن مشاهدة الزي العسكري للجيش الامريكي ولم يكن احد من رجال الاستخبارات الامركييين او البريطانيين يتوقع مثل هذا الطلب ولكن ضابطا سريع البديهة قال ان زي الجيش الامريكي موجود في بيت امين آخر وان التوجه الى هناك والعودة يستغرقان بعض الوقت . وقد هدأ الجاسوس مؤقتا وارسل احد الضباط المسؤوليين في الوكالة للبحث عن زي كولونيل يشاهده الجاسوس وبعد ان امضى هذا الضابط في شوارع لندن حوالي ساعتين بحثاعن لباس ضابط برتبة كولونيل يناسب جسم( بنكوفسكي ) عادومعه الزي الذي تسلمه الجاسوس بكل امتنان وتقدير .

وكانت وكالة الاستخبارات المركزية في الخمسينات قد جندت ضابط استخبارات من اوروبا الشرقية في ( فيينا) كان دافعه مثل (بنكوفسكي ) عقائديا في اساسه ومع انه وعد براتب كبير ( وبعلاقة حسنة عند انتهاء العملية التي يلجأ بعدها الى الولايات المتحدة ) فان الضابط المسؤول عنه امتنع عن دفع اية مبالغ مباشرة له في فيينا حتى لا يلفت انظار الخصوم اليه وقدر العميل الحاجة الى مثل هذه الاحتياطات ولكنه اثار قيامه بعملية التجسسس دون ان يبين لماذا يريد المال وقد اتضح اخيرا ان استمرار العميل يتوقف على حصوله على المال الذي طلبه وبعد ان تشاور هذا الضابط مع مدير المحطة ومع الرئاسة تقرر نهائيا ركوب هذا المركب الخطر واعطى العميل المال املا منه بأنه لن يقم بعمل طائش ينطوي على خطورة وكم كانت خيبة امله عندما وجدوه في نهاية الاسبوع التالي يروح ويغدوا في نهر الدانلوب في زورق تجاري اشتراه وبعد ذلك ببضعة ايام جابهه الضابط هو طلب منه التخلص من القارب لأنه لا يمكن لرجل مثله يعيش في ظروف قاسية ان يشتري مثل هذا القارب من راتبه وحده ووافق العميل على ذلك قائلا انه كان يحلم منذ ان كان صغيرابأن يملك قاربا اما الآن فقد تبخر ذلك الشوق وهو مستعد تماما للتخلي عن القارب.

وثمة مشكلة كبيرة في معاملة العميل تنجم عن تغيير الضابط المسؤول ويترتب ووفقا لسياسة وكالة الاستخبارات المركزية التي تقضي باستخدام الستارالدبلوماسي والرسمي لجميع رجالها العاملين في الخارج ان ينقل الضباط المسؤليين الذين يتسترون كدبلوماسيين امريكييين او مسؤووليين في وكالة الانباء الدولي او كممثليين لوزارة الدفاع الى بلد اجنبي آخر او الى رئاسة في واشنطن مرة كل سنتين اواربع سنوات كما هي الحال مع جميع المسؤوليين في الدوائر الرسمية الحكومية . ويقوم الضابط المسؤل المنقول بتعريف الضابط الذي سيخلفه الى جميع عملائه قبل سفره ولكن العملاء يترددون حينذاك في العمل مع رجل جديد ذلك لأنهم لا يميلون بعد ان اقاموا علاقات مقبولة مع ضباط مسؤول الى التحول عنه الى غيره ويزداد هذا التردد في كثير من الأحيان بسبب تعيين الوكالة ضباطا صغار السن لإدارة عملاء قدامى اثبتوا اخلاصهم وولائهم وبهذه الطريقة يستطيع رجل الاستخبارات الجديد ان يكسب خبرة من عملاء لا يحتاجون الى توجيه وخلاصة القول ان معظم العملاء يشعروا بأن التعامل مع ضابط تنقصه الخبرة يزيد في احتمالات القضاء على العملية ولهذا فان عملية تغيير الضابط المسؤول يمكن ان تكون شائكة ولكنها لن تؤدي الى الاضرار باي عملية مقررة وقد تتفادى الوكالة في حالات معينة وخاصة في العمليات الحساسة مسألة تغيير الضابط المسؤول عنها لرغبات عميل له مكانه عالية .

انهاء التعامل مع الجاسوس

لابد لكل عملية سرية من نهاية ( العمليات التي تعتمدعلى نشاط العملاء ) قصيرة الامد وكثيرا ما تنتهي بصورة مفاجئة فقد يموت العميل لأسباب طبيعية او نتيجة لحادث . وقد يعتقل ويسجن او ربما يعدم . وفي مثل هذه الحالة ينصب اهتمام رجال الوكالة على حماية مصالح مؤسستهم ويكون هذا عادة بانكار كل زعم بأن ذلك الرجل كان عميلا سريا للحكومة الامريكية ( تضطر الوكالة نفسها في بعض الاحيان الى انهاء العملية ( التخلص من العميل ) وقرار انهاء العملية انما يتخذه رئيس المكتب في البلد الذي تجري فيه العملية بموافقة رئاسة الوكالة وقد يعود السبب في انهاء كل علاقة مع العميل الى فقدانه سبيل الوصول الى الأسرار التي تريد الوكالة الحصول عليها او الى عدم الاستقرار العاطفي او عدم الثقة مما يهدد العملية بالفشل او يؤدي الى هتك حجاب السرية وهناك سبب آخر ربما كان اهم هذه الأسباب مسألة عدم الركون سياسيا الى الرجل ذلك حين يشتبه بأنه عميل مزدوج او انه اصبح كذلك او بات فريسة لاستخبارات الخصم .

ويمكن شراء العميل العديم الفائدة وغير المستقر اذا اقتضت الضرورة ثم اسكاته عن طريق التهديد .

جواسيس مابعد 11سبتمبر:

كشفت مجلة "التجسس العالمي" الأميركية في تقرير لها أن هناك فرقة تسمى (sad) يجري تدريبها في "كامب بيري" وهو معسكر قرب وليام سبورغ (فرجينيا) يشكل مركزاً للتدريب الخاص ب"السي آي أي" إضافة إلى بوينت هارفي في نورث كارولاينا.

ويؤكد جيفري ريشيلسون، الكاتب المؤرخ الذي اختص بتاريخ التجسس، أن هذه الفرقة (sad) تقوم بمهام متنوعة وهي تضم بعد إنشائها حديثاً، 200 ضابط تم تقسيمهم على شكل مجموعات عدة هي: مجموعة العمليات الخاصة، مجموعة تدريب الأجانب، مجموعة الدعاية والعمل السياسي المختصة بمعالجة المعلومات ونشر المعلومات المطلوبة، مجموعة الكومبيوتر التي تختص بحرب المعلوماتية، ومجموعة هيئة إدارة الممتلكات (pms) التي تختص بترتيب تأسيس شركات تجارية أو شرائها وإعداد المكاتب التي تمنح غطاءً مناسباً لضباط فرقة (sad) .

ويجري تجنيد هؤلاء الضباط من بين العسكريين الذين تقاعدوا أو استقالوا من الجيش، وخصوصاً من العسكريين في "قوة دلتا"، ومن العسكريين الذين عملوا خارج الولايات المتحدة في مهام خاصة.

هناك توصية واضحة إلى الإدارة الأمريكية تقضى بأن تقوم وكالة الاستخبارات الأمريكية فى عهدها الجديد، وبعد تطهيرها من الدماء الفاسدة لشخصيات مخضرمة، بمحاكاة دقيقة وحرفية لنظام عمل الجماعات الإسلامية الجهادية، كأن تقيم الوكالة جمعيات للبر والتقوى ومنظمات لجمع التبرعات والهبات ومؤسسات تربوية إسلامية تتجمع فى داخلها وحدات وفرق من أعداد صغيرة من ضباط مخابرات يتحدث أعضاؤها اللغات المحلية ويمارسون شعائر الدين الإسلامى وتتوفر فى كل منهم حماسة وإيمان بالمهمة المكلف بها تماماً كحماسة عضو الجماعة الإسلامية الجهادية . خلاصة القول، ينتهى نظام العمل بضباط مخابرات متنكرين كرجال أعمال أو صحفيين أو رجال دين ويبدأ نظام العمل بضباط شبان يسعون نحو المغامرة والمخاطرة بحياتهم ويرتدون ثياباً إسلامية ويمارسون شعائر المسلمين إن دعت الحاجة لإتقان التخفى، أى يذوبون فى المجتمعات الإسلامية والعربية. هكذا لن يحتاج العمل الاستخباراتى إلى خطة عظمى يقرها رئيس الدولة أو الكونجرس وربما لا يحتاج إلى جهاز استخباراتى فى واشنطن يخطط عن بعد. فلكل فريق أو وحدة فى الميدان خطة تتجدد يومياً حسب التطورات ولا تخضع لترتيبات من جهة عليا إلا بقصد إطلاع القائد العسكرى الأمريكى الذى يقع ميدان عمل الوحدة المصغرة بها ضمن اختصاصه.

ان الاعلانات المستمرة عن العروض السخية التي تقدر بالملايين للبحث عن قيادات اسلامية ماهي الا احدي الوسائل الحديثة للتجنيد في وكالة الاستخبارات الامريكية.

 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية
من مواضيعي

   

رد مع اقتباس