عرض مشاركة واحدة

قديم 11-04-09, 09:50 AM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 


خواص الدفاع الجوي في البحر:
كل قوة بحرية تخرج إلى عرض البحر يكون خروجها لغاية محدودة ومهمة معينة، ومن ذلك ينتج خطوط سير وسرعات وتشكيلات متتابعة، كما يتحدد نوعية وعدد السفن التي تتشكل منها هذه القوى. ومهما تكن المهمة المعطاة للقوى البحرية فإنها بالتأكيد لن تكون مقتصرة على الدفاع الجوي، ومن هنا يظهر لنا بوضوح المعطيات الأساسية لآلية الدفاع الجوي لقوة بحرية في عرض البحر، وهي تنبع من تناقض ضرورة الدفاع الجوي مع المهمة الأساسية التي خرجت من أجلها السفن ونظرا للمهمة الأساسية المعطاة للسفن فإنها لا تتمكن من تطبيق المبدأ الأساسي للدفاع الجوي بشكل عام، وهو السيطرة على الجو وذلك بالقيام بأعمال الهجوم على مطارات العدو وضربه على الأرض وفي الجو بغية إنهاك قواه المهاجمة.
وبالرغم من أن القوة البحرية لا تستطيع القيام بذلك على حساب مهمتها الأساسية، فيجب ألا يغيب عن بالنا أنها لا تملك المبادرة في كل لحظة، ولكي تكفل عدم مفاجأتها من قبل العدو الجوي فهي تنظم دفاعها الجوي على مبدأ المنطقة الخطرة المحدودة التي يمكنها أن تستخدم فيها وسائط الدفاع الجوي غير المخصصة للمهمة الأساسية. ومن جهة أخرى تجدر الملاحظة أن القوة البحرية مشكّلة من عناصر متحركة، وهي بذلك تمتاز بمرونة وحركة واسعة، فتشكل أهدافا غير واضحة تتغير أوضاعها باستمرار وهذا مما يقلل نتائج الهجوم الجوي عليها إذا لم يستطع هذا العدو استطلاعها بشكل دقيق ومعرفة تشكيلاتها. ومن هذه العناصر الثلاثة الواضحة (وجود مهمة أساسية - حدود منطقة خطرة - الحركة والمرونة) تتكون خصائص الدفاع الجوي لقوة بحرية.

التطور الفني للخطر الجوي:
بسبب ضعف الاستطلاع وقلة المعلومات عن الهجوم الجوي المنتظر فقد كانت الأساطيل في عرض البحر تعتمد على منطقة ممنوعة، حيث توجه كافة أسلحتها المضادة بفعالية عند ظهور العدو الجوي في هذه المنطقة، وكان ذلك يكفي لمنع طائرات العدو من الوصول إلى أهدافها، ولهذه الغاية كانت السفن ذات القيمة تسير في الوسط تحيط بها سفن الدفاع الجوي، وعند بدء المعركة مع العدو الجوي فإن نيران هذه المجموعة كانت تشكل بحق كرة من النيران ندر أن استطاع عدو جوي الخروج منها بسلام، ولتفاديها كان على العدو الجوي التخلي عن مهمته في تدمير الهدف. وكان ذلك في حرب المحيط الهادي حيث كانت أسلحة الطائرات قنابل أو طوربيدات يتوجب إلقاؤها بدقة لإصابة الهدف. ويعني ذلك إطلاقها على مسافة قريبة أي ضمن مدى المدفعية المضادة، وكانت طلقة أو قذيفة واحدة كافية لتعطيل السفينة، بينما تحتاج إلى عدة إصابات لجعلها خارج المعركة.
وإذا أخذنا بعين الاعتبار حساب الاحتمالات فإننا نجد أنه يلزم أعداد كبيرة من الطائرات المهاجمة للوصول إلى نتيجة مقبولة للهجوم على قوة بحرية. ومن السهل اكتشاف مجموعات الطيران الكبيرة في الجو بواسطة القنص إذا لم تكن محمية بطيران مقاتل قوي. كان ذلك في الماضي وأما اليوم فإن التطور الفني قد قلب معطيات المسألة على ما يبدو لصالح العدو المهاجم:
- من جهة أولى نرى أن الاستطاعة التدميرية لقنبلة نووية قد حررت العدو المهاجم من مهمة الدقة في الإصابة وكذلك من مهمة تعدد الطائرات المهاجمة، إذ تكفي قنبلة نووية بدون إصابة مباشرة لتعطيل مجموعة من السفن إذا كانت في التشكيل المنظم.
- وبالإضافة إلى ذلك فإن ظهور الصواريخ الضاربة أو الموجهة (جو - أرض، أرض - أرض) قد قلب طرق الهجوم، إذ أعطى للطائرات المهاجمة وكذلك لسفن السطح إمكانية إطلاق شحناتها على مسافات مساوية وأكبر من مدى المدفعية، وخاصة مدى المدفعية المضادة للطائرات، وبذلك لم يعد العدو الجوي القادر على توجيه الضربة القاتلة.. لم يعد هذا العدو طائرة محملة وبطيئة نسبيا ومضطرة لاقتحام النار التي تشكلها المدافع المضادة للطائرات.. إنها اليوم مجموعة صغيرة من الطائرات وربما طائرات منفردة يقودها طيارون أو موجهة آليا تطير بسرعات هائلة على ارتفاعات منخفضة قاذفة شحنات نووية.

 

 


   

رد مع اقتباس