عرض مشاركة واحدة

قديم 25-08-10, 09:15 PM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

مراكز الثقل ودليل تحديدها والتعامل معها


مركز الثقل مصطلح هام في الفن العملياتي، ويعتبر أحد أعمدة الفن العملياتي الأساسية، وعنصراً أساسياً في وضع وإِعداد الخطط العملياتية، ويعتبر المفتاح الأساسي لنجاح الخطط والحملات المشتركة، ومع أن هذا المصطلح ظهر إِلى الوجود حديثاً وبالتحديد مع تبني الأفكار والفنون العملياتية الحديثة إِلا أنه في الحقيقة قديم في أساسه ومعناه ومفهومه، ولم تقل أهميته في الماضي عنها في الحاضر، ولكنه اختفى وعاد إِلى الظهور بوضوح مرة أخرى، ومن الأمثلة على قدم وأهمية هذا المصطلح:


تعريفه الذي ذكره كارل فون كلاوزفتز في القرن التاسع عشر والذي لم يتغير معناه ومفهومه حتى تاريخ اليوم، حيث عرفه بقوله:(مركز الثقل هو محور كل قوة والتحركات التي يرتكز عليها كل شيء، وهي النقطة التي يجب أن توجه إِليها كل طاقاتنا لكي نضمن النجاح) ،كما ذكر أيضاً مدى أهمية مركز الثقل في قوله:(الواجب الأول في التخطيط للحرب هو تحديد مراكز ثقل العدو، وإِذا أمكن تمحيصها حتى الوصول إِلى مركز ثقل واحد) .


لكن المشكلة التي تواجه المخططين للحروب المشتركة ليست في تعريف وأهميتة مركز الثقل، بل في تحديده بدقة حتى يتركز التخطيط والتنفيذ حوله لضمان نجاح الحملة أو العملية المشتركة وحسم الموقف بأبسط وأقرب الطرق وبأقل التكاليف، لكن ما يزيد الأمر صعوبة هو:

أولاً: تعدد مراكز الثقل مما يفرض علينا وضع أولويات لها.
ثانياً: تغير مراكز الثقل من فترة إِلى أخرى حسب تغير المواقف مما يفرض ضرورة متابعتها باستمرار.

ولتسهيل التعامل معها والقضاء عليها، سنحاول طرح بعض النقاط والعوامل التي قد تساعدنا على القيام بذلك، والتي نستطيع أن نستخدمها أيضاً كدليل عام للتعامل مع مراكز الثقل أثناء التخطيط والتنفيذ للحرب المشتركة، وتتلخص هذه النقاط في الآتي:
- مركز الثقل يمثل مصدر قوة الخصم ووسيلة تحقيقة لأهدافه العملياتية.
- مركز الثقل هو حلقة الوصل بين الأهداف الاستراتيجية واستخدام القوات العسكرية.
- نقاط القوة والضعف للخصم لا تعتبر دائماً مراكز الثقل، ولكنها قد تستخدم كطريقة للقضاء على مراكز الثقل الفعلية.
- لكل مستوى من المستويات الحرب مراكز ثقل خاصة به.
- الغايات الاستراتيجية تظهر مراكز الثقل الاستراتيجي، وهي التي تساعد على ترجمة هذه الغايات إِلى أهداف عملياتية ومراكز الثقل الخاصة بها.
- مراكز الثقل العملياتية تربط بين الأهداف الاستراتيجية والأهداف العملياتية.
- مراكز الثقل العملياتية هي التي تحدد أساسات اختيار الأهداف التكتيكية ومراكز ثقلها.
تعدد مراكز الثقل على كل مستوى من مستويات الحرب.

تغير مراكز الثقل من موقف لآخر وفقاً لتغير الغايات والأهداف العملياتية.
المعرفة التامة للخصم وقدارته، وإمكاناته ونقاط قوته، ونقاط ضعفه، وعقيدته، كلها وسائل أساسية لتحديد مراكز ثقله.

الفن الاستراتيجي


بعد بحثنا للفن العملياتي، وإدراكنا لمدى أهميته البالغة في الحروب الحديثة لتحقيق الأهداف الاستراتيجية المنشودة، وبعد أن تعرفنا على إطار هذا الفن ومتطلباته وما يحيط به، نحتاج الآن إلى أن نواصل مسيرتنا من هذه النقطة باتجاه قمة الهرم الاستراتيجي، ولكي نقوم بهذه المسيرة حتى خط النهاية الذي تكتمل فيه بقية الصورة للعلم العسكري العالي التي نبحث عنه، نحتاج إلى التزود ببعض العلوم التي تمكننا من استيعاب وفهم وترجمة هذه الصورة الكاملة، ومن هذه العلوم التي نحتاجها: معرفة فن آخر من الفنون العسكرية العالية التي تمثل قمة الهرم لمختلف مستويات الحرب من المنظور العسكري، وهو (الفن الاستراتيجي).


ونظراً لأهميته لنا كعسكريين سنبحثه من المنظور العسكري فقط، وكبداية نستطيع أن نعرّف الفن الاستراتيجي بأنه (هو التحديد الدقيق للأهداف الوطنية وطرق ووسائل تحقيقها، والتنسيق والتنفيذ لذلك في سبيل تعزيز وحماية المصالح الوطنية) .

من هذا التعريف يتضح لنا أن مفهوم الفن الاستراتيجي ينحصر في إيجاد علاقة بين القوة العسكرية وبين أدوات القوة الوطنية الأخرى في سبيل تحقيق الأهداف الوطنية المرسومة، وهذا يعني لنا أيضاً بوضوح أن هذا المستوى من الفن ينطلق من القيادات السياسية العليا المسئولة عن وضع الاستراتيجية الوطنية للدولة بما فيها تحديد كيفية استخدام أدوات القوة الوطنية المختلفة في سبيل تحقيق الأهداف الوطنية وحماية المصالح الوطنية.

لكن الجزء الذي يهم العسكريين من هذا الفن هو أنه دليلهم للقيام بمسئولياتهم الاستراتيجية تجاة القيادة العليا في الدولة، وذلك على محورين رئيسيين:
الأول: هو تقديم التوصيات السليمة للقيادة العليا من ناحية استخدام القوة العسكرية كأداة قوة وطنية،
والثاني: إِعداد الاستراتيجية العسكرية الوطنية بشكل دقيق بناءً على الاستراتيجية الوطنية.

لهذا يلزم العسكريين على هذا المستوى أن يدركوا ويعرفوا تماماً معنى ومفهوم الفن الاستراتيجي وما يحيط به، مع مراعاة أنه كلما اتسع إِطار التقدم التقني في مختلف المجالات وخاصة في المجال العسكري وكلما تطورت وسائل استخدام وتبادل المعلومات... زاد تداخل فنون الحرب مع بعضها وتقلصت الحدود فيما بينها، مما قد يدفع أحياناً الى دمجها عمداً مع بعضها في سبيل استخدام القوة العسكرية كأدة قوة وطنية واحدة بشكل متزامن ومنسق مع أدوات القوة الوطنية الأخرى، وعلى سبيل المثال: نجد أحياناً توفر نظام سلاح معين على المستوى التكتيكي يستطيع أن يقوم بدور فعال وحاسم على المستوى الاستراتيجي.

من هذا المنطلق قد تتداخل حدود مستويات الحرب إِلى درجة كبيرة وبشكل متعمد لتظهر على المستوى الوطني كأدة قوة وطنية واحدة تسعى لتحقيق الأهداف الاستراتيجية المحددة. لهذا يجب على العسكريين العمل عن قرب مع القيادات السياسية لكي تتمكن القيادات السياسية من استخدام القوة العسكرية كأداة قوة وطنية بطريقة فعالة وحاسمة لتحقيق الأهداف الوطنية ورعاية وحماية مصالح الدولة، مع ملاحظة أن هذه الأعمال والنشاطات على مختلف المستويات وفيما بينها يجب أن تتم في وقت السلم ووقت الحرب ولكن بدرجات متفاوتة حسب متطلبات الظروف والمواقف.

ومن أهم النقاط التي يجب أن نراعيها أيضاً عند العمل على المستوى الاستراتيجي وبالقرب من القيادات العليا، هو أن نكون مؤهلين وملمين بكل ما يدور حول مفهوم الفن الاستراتيجي، إِضافة إِلى حتراف الفن العملياتي، والتكتيك، والسبب لضرورة هذا العلم والمعرفة لكل من يعمل ضمن هذه الحدود هو أن أي شخص يعمل على المستوى الاستراتيجي نجده يزاول نشاطاته في اتجاهين في وقت واحد، حيث يقدم التوصيات للقيادات العليا حول استخدام القوة العسكرية كأداة قوة وطنية، وفي نفس الوقت يخطط على المستوى العملياتي لكيفية تحقيق الأهداف الاستراتيجية المرسومة وترجمة هذه الخطط إِلى نشاطات عسكرية فعلية على المستوى العملياتي، وما هو مطلوب على المستوى التكتيكي.

لهذا يجب على هذا النوع من القيادات أن يكون لديهم الإلمام التام بالعلوم والفنون العسكرية على مختلف المستويات (استراتيجية، وعملياتية، وتكتيكية)، وفي نفس الوقت أن يكونوا محترفين في مهنتهم بشكل يؤهلهم لممارسة وتطبيق هذه العلوم والفنون تجاه تحقيق الأهداف الوطنية، وقادرين على العمل في عدة اتجاهات وعلى مختلف المستويات في وقت واحد.

 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس