عرض مشاركة واحدة

قديم 31-03-09, 07:19 PM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
جيفارا
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي درع الدفاع الصاروخي المضاد للصواريخ وتطور الاستراتيجيات وظهور الأزمات



 

نشأت فكرة الدفاع المضاد للصواريخ البالستية في الوقت نفسه الذي بدأ فيه أول اختبار للصواريخ الاستراتيجية الهجومية، ففي أوائل الستينيات بدأ الاتحاد السوفيتي في نشر وحدات القوات الصاروخية الاستراتيجية، ونشطت التجارب التي كان يجريها على الارتفاعات العالية في محاولة لإنشاء أنظمة الدفاع المضاد للصواريخ (إيه بي إم)، لحماية أهم الأهداف السوفيتية، وشرع في توسيعها في أواخر الستينيات، وأخذ السوفييت يلوّحون بأهمية تطوير الدفاع بالصواريخ المضادة للصواريخ، واتضح هذا المفهوم في الاستراتيجية العسكرية السوفيتية للمارشال (سوكولوفسكي)، ومؤداه أن الجانب الذي يسبق في إنشاء دفاع مضاد للصواريخ سيحقق ميزة استراتيجية هامة تتيح له التهديد بالحرب، أو إثارتها بدون الخطر الناشئ عن الضربات الرادعة للعدو.


سباق التسلح


(1) بظهور أنظمة الصواريخ الاستراتيجية الهجومية التي تُطلق من قواعد برية، ومن الغواصات وتشمل: الصواريخ العابرة للقارات ذات القوة التدميرية الهائلة، والصواريخ ذات الرؤوس النووية المتعددة (ميرف)، وهي الأجيال الحديثة التي يحمل فيها الصاروخ عدة رؤوس نووية يتجه كل منها إلى هدف مستقل، برزت الحاجة الماسة إلى ضرورة تنظيم دفاع فعّال ضد هذه الأسلحة، لحماية الأهداف السياسية والاقتصادية والعسكرية، وظهرت الحاجة إلى تنظيم الدفاع المضاد للصواريخ.

(2) في الاتحاد السوفيتي، كانت شبكة الدفاع المضاد للصواريخ مكونة من الصاروخ (جالوش) للاعتراض في الفضاء الخارجي، والصاروخ (جامون اس ايه 5) للاعتراض في داخل الغلاف الجوي. أما الولايات المتحدة فقد بدأت في عهد الرئيس الأمريكي (جونسون) بإنشاء نظام (سنتيل) في سبتمبر 1967م، للدفاع ضد الصواريخ الموجهة من الصين، وفي مارس 1969م، أعلن الرئيس الأمريكي (ريتشارد نيكسون) خطة جديدة تناولت تعديلاً في الدفاع المضاد للصواريخ يُعرف باسم نظام (سيفجارد) لمواجهة الهجمات الصاروخية الموجهة من الاتحاد السوفيتي والصين باستخدام الصاروخ (سبارتان) للاعتراض خارج الغلاف الجوي، والصاروخ (سبرنت) للاعتراض داخل الغلاف الجوي، وكلا النوعين مزوّد برؤوس نووية.

(3) ظهرت فكرة التخلّي عن التوسّع في استخدام هذه الأنظمة نتيجة ظهور عديد من المشاكل التي توصّلت إليها الدراسات والتطبيقات العلمية، مثل: صعوبة تمييز الرؤوس النووية الخداعية من الحقيقة، وحدوث آثار تدميرية في مناطق القتال الدفاعية، وتلوث هذه المناطق بدرجة من الإشعاعات، علاوة على أنه على الرغم من النفقات التي تتكلفها هذه الأنظمة، فإن قدرتها على اعتراض جميع هجمات صواريخ العدو غير محققة، وأنه حتماً سيتمكن أحد الرؤوس النووية المعادية من الإفلات والاختراق في حالة الهجمات الصاروخية الكثيفة.


الدعوة للحدّ من نظم الصواريخ المضادة للصواريخ


جاءت هذه الدعوة بعد أن أجهدت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي طويلاً في سباق التسلّح، وأصبحت الرؤية واضحة حيال النفقات الباهظة التي تتكلفها الشبكات الدفاعية، مما دعا إلى إجراء الاتفاقات الآتية:
(1) معاهدة الحد من الأسلحة الاستراتيجية (سولت 1) الموقّعة في موسكو في 26 مايو 1972م من كل من: الرئيس الأمريكي (ريتشارد نيكسون)، والزعيم السوفيتي (ليونيد بريجنيف)، والتي تهدف إلى حظر انتشار الصواريخ البالستية المضادة للصواريخ، وسمحت المعاهدة لكل من الدولتين بإقامة موقع للدفاع عن العاصمة السياسية، وموقع آخر للدفاع عن قواعد الصواريخ البالستية العابرة للقارات، وحددت مساحة كل موقع، وعدد القواذف، وأنواع الرادارات، وعدد الصواريخ في كل موقع.

(2) تلا ذلك اتفاقية تخفيض الدفاع المضاد للصواريخ التي وقّعها الرئيس الأمريكي (فورد)، والرئيس الأمريكي (ليونيد بريجنيف) في موسكو في 28 يونيو 1974م، وتنص على قصر الدفاع عن موقع واحد في (جراند فوكس) بالنسبة للولايات المتحدة لحماية (14) صومعة للصواريخ البالستية العابرة للقارات باستخدام نظام الدفاع المضاد لصواريخ (سيف جارد) المكونة من (30) صاروخاً طراز (سبارتان)، وعدد (70) صاروخاً طراز (سبرنت). أما الاتحاد السوفيتي، فيقتصر على نظام الدفاع المضاد للصواريخ (جالوش) المكون من (64) صاروخاً منظمة في أربع مجموعات كل مجموعة من (16) قاذفاً، وصواريخ (سام 5 جامون) للدفاع عن العاصمة موسكو، وهذا النظام بمثابة درع اعتراض مزدوج يتألف من صواريخ مضادة للصواريخ الباليستية داخل وخارج الغلاف الجوي، واستمر الاتحاد السوفيتي السابق (روسيا الاتحادية حالياً) في الإبقاء على نظام (جالوش)، وبدأ في عام 1980م عملية تحديث لهذ النظام، حيث تم التخلّي عن نصف عدد الصواريخ القديمة، وتم نشر صواريخ مكانها من أجيال حديثة مثل (اس اتش ر 4)، للاشتباك مع الرؤوس النووية خارج الغلاف الجوي، ونوع آخر من الصواريخ (اتش 8) للاشتباك مع الرؤوس الحربية بعد دخولها الغلاف الجوي، كما تم بناء شبكة رادارية في (كراسويارسك) لاكتشاف وتتبع الصواريخ الباليستية.

 

 


 

   

رد مع اقتباس