الموضوع: موسوعة الالغام
عرض مشاركة واحدة

قديم 17-11-09, 04:59 PM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي موسوعة الالغام



 

الشراك الخداعية





لمحة تاريخية عن الألغام، وتعريفها ومكوناتها، وأنواعها وأسلوب استخدامها





1. لمحة تاريخية عن الألغام




أ. منذ قرون عديدة، ابتكرت فكرة الألغام في الأوساط العسكرية، وكانت تعني حفر نفق تحت تحصينات العدو، توضع فيه العبوات الناسفة لتدمير هذه التحصينات.


ثم استخدم اصطلاح اللغم بعد ذلك لأي عبوات ناسفة، تدفن تحت سطح الأرض مباشرة، وتزود بوسيلة تفجير، تنفجر لدى دوس العدو فوقها. وقد استخدمت في الحرب العالمية الأولى (1914 ـ 1918)، كوسيلة للدفاع ضد الدبابات، وأدى استعمالها إلى تطويرها، وتحويلها إلى تصميمات ثابتة.


وكان بعض منها متطوراً للغاية خاصة بعد تصنيع المادة المتفجرة (ت. ن. ت) TNT، والتي كانت بمثابة بداية صناعة الجيل الأول من الألغام المضادة للدبابات، والتي أصبحت جزءاً من تسليح مختلف الجيوش.


وقد استخدمت، بكفاءة عالية، في الحرب العالمية الثانية، إذ استعمل أكثر من 300 مليون لغم مضاد للدبابات، سواء من قبل قوات الحلفاء أو دول المحور. فتوطدت بذلك مكانة الألغام في ترسانات الجيوش.



ب. وكان من مساوئ استخدام الألغام، في الحرب العالمية الثانية، سهولة اكتشافها لكبر حجمها، ومن ثم يمكن للعدو إزالتها بسهولة، والاستيلاء عليها لإعادة زرعها لمصلحته.


لذا، صنّع الجيل الأول من الألغام المضادة للأفراد، لتزرع مع الألغام المضادة للدبابات، وتكون سلاحاً معاوناً يعمل جنباً إلى جنب معها، بما يضمن عدم اقتراب أفراد العدو عند محاولتهم إزالة الألغام الأساسية.



ج. استمر تطوير الألغام ووسائل تفجيرها، فظهر، في أوائل الستينات وحتى أوائل السبعينات، الجيل الثاني من الألغام المضادة للأفراد وهي من نوع (Remotely Delivered Mines)، أي التي يمكن نشرها من مسافات بعيدة عن طريق الطائرات، وخاصة في عمق دفاعات العدو ومؤخرته، لإحداث خسائر به أثناء انسحابه، ووقف إمداداته. وقد استخدمتها القوات الأمريكية في الحرب الفيتنامية، وأُلقِي الآلاف منها على لاوس، وكمبوديا، وفيتنام.


د. استمر تطوير أساليب نشر الألغام المضادة للأفراد وبعثرتها، وظهر في الثمانينيات، قذائف المدفعية، والصواريخ الميدانية، وقنابل الطائرات الحاملة لها.


كما تطورت وسائل تفجيرها، لتكون "إلكترونية وموقوتة". وشمل التطوير الغلاف الخارجي للُّغْم، والمواد المتفجرة، والحشوة الرئيسية.


هـ. ومع تطور الألغام، تكنولوجياً، وقلة نفقتها (ثلاث دولارات إلى 30 دولاراً للغم الواحد)، عدا الألغام ذات التقنية العالية"، أصبحت أسلحة مفضلة، لا يُستغنى عنها في العمليات الحربية، أو الصراعات الداخلية. وقد شُبِّهت الألغام، في تقارير اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بمقاتلين، لا يحملون أسلحة ظاهرة، ولكنهم لا يخطئون هدفهم قط، ويصيبون ضحاياهم من دون تمييز، ويستمرون في ممارسة القتل، إلى ما بعد انتهاء القتال بأمد بعيد.



و. ونتيجة طبيعية للتوسع الهائل في استخدام الألغام، وخاصة المضادة للأفراد، وعدم تطهير الأرض منها بالدقة الكافية، فقد تزايدت أعداد ضحاياها، من المدنيين. فبينما كانت نسبة الإصابات في المدنيين بالألغام 15%، في الحرب العالمية الأولى، ارتفعت بحلول نهاية الحرب العالمية الثانية إلى 65% من إجمالي إصابات المدنيين خلال الحرب.


-----------------------------


 

 


 

   

رد مع اقتباس