عرض مشاركة واحدة

قديم 22-07-09, 09:04 PM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
المقاتل
مشرف قسم التدريب

الصورة الرمزية المقاتل

إحصائية العضو





المقاتل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

عرض الكتاب

يتألف الكتاب من: (مقدمة للمترجم)، أشار فيها إلى معسكر غوانتانامو، وكيف آل إلى الإدارة الأمريكية، وماكتسبه من شهرة عالمية بعد أن أصبح معتقلاً لسجناء الحرب على الإرهاب، ولما تم فيه من انتهاك لحقوق الإنسان. تأتي بعد ذلك (مقدمة المؤلف) التي يستعرض فيها بإيجاز كيفية القبض على بعض البريطانيين الذين كانوا متواجدين لأسباب اجتماعية خاصة في باكستان وأفغانستان عند بدء الحرب الأمريكية على أفغانستان، وكيف تم نقلهم بصورة لا إنسانية مكبلين بالسلاسل، مغمضي العيون، مسدودي الآذان على متن إحدى طائرات (سي 17) العسكرية الأمريكية إلى غوانتانامو بعد رحلة استغرفت (27) ساعة، ليودعوا زنزاناتهم الفولاذية المكشوفة ذات الأرضية الأسمنتية الصلبة، فيما كان يسمى آنذاك بمعتقل (أشعة اكس) والذي تم تحويله فيما بعد إلى معتقل (دلتا)، ليستكملوا مسلسلاً طويلاً من الإهانة والإذلال والتعذيب.

ويذكر المؤلف في (المقدمة) الأسباب الكامنة وراء تأليفه لهذا الكتاب بقوله: "يحاول هذا الكتاب الإجابة عن سؤال (رسول) وهو أحد المعتقلين البريطانيين، وكان سؤاله عندما وصل إلى غوانتانامو هو: ما هذا المكان بحق الجحيم؟ وأن ينظر في أسئلة أخرى: من هم سجناء غوانتانامو؟ وما هو سبب احتجازهم؟ وما هو موقع غوانتانامو فيما يسمّى (الحرب على الإرهاب)؟ وإلى أي حد كان فعالاً في إنجاز المهمة المرجوة منه؟ وما مدى توافقه مع مزاعم الرموز البارزة في إدارة (جورج بوش) حوله وحول نزلائه؟".
وقد سعى المؤلف إلى الإجابة عن هذه الأسئلة عبر صفحات الكتاب، التي جزّأها أربعة أجزاء، جاءت على النحو التالي:

الجزء الأول: (بدافع الشرف):

يستعرض المؤلف في هذا الجزء الجرائم التي ارتكبتها القوات الأمريكية في حق الشعب الأفغاني بمساعدة قوات (رشيد دستم)، الحليف الأفغاني للقوات الأمريكية في أفغانستان معتمدًا على مصادر عديدة ممن عملوا في أفغانستان آنذاك تحت رعاية الأمم المتحدة، ومن خدموا في القوات الأمريكية، فضلاً عمن التقاهم من المعتقلين الذين تم الإفراج عنهم من غوانتانامو. وقد أجمعت هذه المصادر رغم تباعدها واختلافها على عدة حقائق، أبرزها:
أن عمليات الاعتقال التي كانت تتم في أفغانستان بواسطة قوات الجنرال (رشيد دستم) عند بدأ القصف الجوي الأمريكي، اتخذت صورة عشوائية، الأمر الذي أوقع الآلاف من الأهالي الفارين من القصف الأمريكي، ممن ليس لهم علاقة بطالبان أو القاعدة في أيدي قوات (دستم).

أن المحتجزين في سجن (شيبارغان) التابع لقوات (دستم) تعرّضوا لظروف مروعة، حيث كانت مباني السجن لا تحمي السجناء من الظروف الجوية السيئة، فكان الثلج ينهمر عليهم بين الحين والآخر، ناهيك عن كثافة أعداد المساجين في الزنزانة الواحدة، وقلة الطعام والمياه، حيث لم يكن نصيب كل سجين من الطعام يتجاوز ربع رغيف هندي مع فنجان ماء صغير؛ وكان من السجناء مصابون بإصابات مريعة كأطراف ممزقة، وجراحات نافذة ولم يجدوا من يقدم لهم أي علاج، وظلوا يعانون الآلام إلى أن قضى كثير منهم بسبب إصابته.

انتشار المقابر الجماعية في كثير من المدن الأفغانية لمواراة الآلاف من جثث القتلى الذين لاقوا حتفهم جراء القصف الجوي الأمريكي، والقصف المدفعي لقوات (دستم)، أو المعاناة الشديدة داخل سجن (شيبارغان)؛ وهو ما أكده (وليم هاغلند) مسؤول الأمم المتحدة للطب الشرعي، الذي كشف بعض المقابر الجماعية، واستخرج من إحداها ثلاث جثث قام بتشريحها، وأرجع سبب الوفاة إلى الاختناق؛ وقال عن عدد الجثث التي حواها هذا القبر: "كان من المستحيل إحصاء عدد الجثث التي احتواها ذلك القبر الجماعي، لكن الرقم قد يعود إلى الآلاف". ص 38.

قيام قوات (دستم) بتسليم أو بالأحرى بيع من تم القبض عليهم من الأهالي إلى القوات الأمريكية، والحصول على (500) دولارمقابل كل أسير؛ بعد إقناع الأمريكيين بأن أولئك الأسرى من مقاتلي طالبان أو تنظيم القاعدة لضمان إتمام الصفقة والحصول على الثمن.

إساءة معاملة الأسرى الذين تم استلامهم شرائهم من قِبل القوات الأمريكية للحصول على معلومات عن طالبان أو القاعدة وقائدها (أسامة بن لادن)، حيث كان يتم تقييدهم بالسلاسل عند إيداعهم سجن القوات الأمريكية في (قندهار) واستجوابهم وهم جاثون على ركبهم والأسلحة موجهة إلى رؤوسهم، مع توجيه اللكمات والركلات إلى أجسادهم.

نقل الأسرى بعد استجوابهم في (قندهار) أو (بغرام) بأفغانستان إلى معتقل (أشعة اكس) (دلتا) فيما بعد بغوانتانامو لمواصلة (سيناريو) التعذيب والإهانة والإذلال المخالف لكافة القوانين والأعراف الدولية، وخصوصًا اتفاقية (جنيف) الثالثة لحقوق الأسرى لعام 1949م، والتي تجرّم كافة الأفعال السالفة الذكر.
لماذا غوانتانامو ؟

غوانتانامو هي قاعدة للقوات البحرية الأمريكية، تقع على الساحل الجنوبي الشرقي للجزيرة الكوبية، تبلغ مساحتها (55،116) كلم2 من الأراضي والمياه الكوبية، وقد حصلت الولايات المتحدة على هذه القاعدة كغنيمة حرب انتصرت فيها القوات الأمريكية على القوات الأسبانية التي كانت تستعمر كوبا عام 1898م حسبما تشير إليه بعض الروايات فيما تشير رواية أخرى إلى أن سلطة أمريكا على غوانتانامو تعود إلى عام 1903م، عندما قبلت كوبا التخلّي عنها لجارتها الصديقة آنذاك كبادرة امتنان من الكوبيين على الدعم الذي قدمه لهم الأمريكيون أثناء مقاومتهم للمستعمر الأسباني، وذلك مقابل إيجار سنوي (2000) قطعة ذهبية، تبلغ قيمتها آنذاك (4085) دولارًا أمريكياً.

وبعد انتصار الثورة الكوبية، وتولي (فيدل كاسترو) حكم كوبا، طالب الأمريكيين مرارًا باستعادة الجزيرة، ورفض استلام قيمة إيجارها، إلاّ أن الأمريكيين رفضوا طلب (كاسترو) استنادًا إلى الاتفاقية القديمة، مما جعلها نقطة خلاف رئيسة بين الدولتين.
وقد حرصت الإدارة الأمريكية على أن تجعل غوانتانامو مقرًا لاعتقال من وصفتهم ب (الإرهابيين)، لأهداف سياسية أفصح عنها مسؤول رفيع المستوى في البنتاجون ممن عملوا مع وزير الدفاع الأمريكي السابق (رامسفيلد) بقوله: "جاءت المشورة القانونية بأننا يمكننا فعل مانشاء بهم

هناك، فهم سيكونون خارج الصلاحيات القضائية لأي محكمة" ص 43. وقد أكّد الرئيس (بوش) نفسه ذلك الأمر عندما أصدر أمرًا عسكريًا رئاسيًا في (نوفمبر 2001م) يعلن فيه أنه ستتم محاكمة إرهابيّ القاعدة من قِبل لجان عسكرية خاصة لا تخضع لأي من القيود المفروضة على المحاكم المدنية؛ كما أكّد أنه لن يتم التعامل مع هؤلاء كأسرى حرب بل كمقاتلين خارجين على القانون؛ وبذلك أصبح المعتقلون في غوانتانامو مسلوبي الحقوق القانونية، سواء التي يمنحها لهم القانون الأمريكي لأنهم غير محتجزين في سجون تقع في الأراضي الأمريكية أو القانون الدولي، لأن الرئيس الأمريكي لم يعتبرهم أسرى حرب تسري عليهم اتفاقية (جنيف) الثالثة لعام 1949م التي تنص في مادتها (17) على حقوق أسرى الحرب ومعاملتهم.

وقد كان هذ الموقف من الإدارة الأمريكية تجاه المعتقلين مفاجئاً، حتى للأمريكيين أنفسهم لمخالفته للقوانين الأمريكية والدولية؛ ويشير المؤلف إلى أن وزير الخارجية الأمريكي آنذاك (كولن باول) جادل إدارته في هذا الخصوص موضحاً لها مخالفة ذلك لما تسير عليه السياسة الأمريكية منذ أكثر من قرن من الزمن، كما أنه قد يؤدي إلى تقويض الحماية التي يتمتع بها الجنود الأمريكيون أنفسهم في ظل قانون الحرب، فضلاً عما قد يؤدي إليه من إضعاف الدعم الذي تلقاه أمريكا من الأوروبيين؛ إلاّ أن أياً من أفراد الإدارة الأمريكية أعار جدال (باول) أهمية، حيث كان صوتًا فرديًا ضد تكتل عزم على انتهاك حقوق الإنسان.

ورغم حرص الإدارة الأمريكية على مخالفة القوانين الأمريكية والدولية بشأن معتقلي غوانتانامو، إلاّ أن ذلك لم يمنع تلك الإدارة من أن تضلل الرأي العام الأمريكي والدولي بشأن ما يحدث في غوانتانامو من انتهاكات صريحة ومخالفات واضحة، حيث كان الرئيس الأمريكي يصرّح أمام وسائل الإعلام بالقول: "كمسألة سياسية، فإن القوات المسلحة للولايات المتحدة ستمضي في معاملة الأسرى بشكل إنساني؛ وذلك في مدى يتناسب ويتسق مع الظروف العسكرية، وبأسلوب ينسجم ومبادئ اتفاقية جنيف".

ويختتم المؤلف هذا الجزء من كتابه بالحديث عن الأخطاء الفاحشة التي ارتكبتها الاستخبارات العسكرية الأمريكية بشأن من تم اعتقالهم في أفغانستان، ونقلهم إلى غوانتانامو، حيث يشير إلى أن عمليات التحرّي عن المعتقلين، وعمليات استجوابهم من قِبل المحققين الأمريكيين، كانت تفتقر إلى المهارة والدقة والحرفية والموضوعية، نظرًا لأن من قاموا بهذا العمل في أفغانستان كانوا من الخريجين الجدد في مدرسة الاستخبارات العسكرية في ولاية (أريزونا)، ولم تتجاوز فترة تدريبهم (16) أسبوعًا فقط، فضلاً عن اعتمادهم على مترجمين تم التعاقد معهم عن طريق شركات خاصة، وكان أغلبهم ردئ المستوى عديم الخبرة العسكرية. فضلاً عن دافع الكسب المادي، الذي دفع حلف الشمال بقيادة (دستم) إلى زج آلاف الأبرياء للحصول على المكافأة المالية. ويصل المؤلف مما سبق إلى أن أغلب من تم اعتقالهم ونقلهم إلى غوانتانامو لم يكونوا إرهابيين كما زعمت الإدارة الأمريكية وحاولت أن توهم العالم بذلك بل كانوا أبرياء لم يرتكبوا جرمًا.
الجزء الثاني: (أقل الأماكن سوءاً):

خصص المؤلف هذا الجزء لوصف معتقل غوانتانامو بكل ما فيه من: زنزانات، ومساجين، وحراس، ومراكز صحية، وأطباء، ومسؤولين. وقد مكّنته زيارته التي قام بها إلى المعتقل ضمن وفد مكون من (250) صحفيًا في (أكتوبر 2003م) من دقة الوصف، كما مكنته حرفيته الصحفية من الحصول على ما يحتاج إليه من معلومات عبر حواراته مع العناصر البشرية المتواجدة بالمعتقل باستثناء المعتقلين، الذين كانت هناك تعليمات مشددة على الصحفيين بعدم الاقتراب منهم أو الحوار معهم ورغم أن زيارة المؤلف للمعتقل قد تمت بعد الانتهاء من الأبنية الدائمة له وتغيير اسمه إلى معتقل (دلتا)، إلاّ أنه وضع أمام القارئ صورة للمعتقل عند افتتاحه في يناير 2002م، تحت مسمى معتقل (أشعة اكس) واستقباله للأفواج الأولى من المعتقلين الذين قضوا أربعة أشهر ثقيلة في زنزانات الفولاذ المكشوف قبل نقلهم إلى الزنزانات المعدنية سابقة التجهيز، التي ضمّها معتقل (دلتا). كما صوّر للقارئ معتمدًا على مقالة نشرتها صحيفة (ميامي هيرالدز) للصحفية (كارول روزنبرغ) التي سُمح لها مع بعض زملائها الاطلاع على مايدور داخل المعتقل عند افتتاحه من أعلى تلة مجاورة له عبر مناظير الرؤية؛ وعلى ما صرّح به أحد المعتقلين الباكستانيين المفرج عنهم ويدعى (محمد صغير) إلى صحيفة (الغارديان) البريطانية، ما كان يحدث في معتقل (أشعة اكس) عند افتتاحه، حيث كان الأسرى ينقلون من زنزاناتهم إلى مكان استجوابهم وهم مقيدون بالسلاسل على نقالات حديدية، فإذا عادوا إلى الزنزانات حُرّم عليهم الاستناد إلى جدرانها الفولاذية، أو التحدث مع من بجوارهم من السجناء، كما كان يُحرّم عليهم تغطية أيديهم أثناء النوم، الذي كان يتم تحت كشافات ليلية شديدة الإضاءة. كما منعوا من الأذان أو الصلاة داخل الزنزانات وإلاّ تعرّضوا للضرب وتكميم الأفواه. ولم يكن يسمح لهم بإغلاق باب المرحاض أثناء تواجدهم فيه، إذ إن أيديهم اليمنى تكون مكبلة، ويمسك بها الحارس .. إلى غير ذلك من الممنوعات.

وقد طالبت لجنة من الصليب الأحمر عندما زارت المعتقل لأول مرة المسؤولين عن المعتقل بالحدّ منها، فضلاً عن مطالبتهم الإدارة بوضع ستائر فوق الزنزانات لتأمين الظل للمعتقلين بداخلها من أشعة الشمس الشديدة، وتزويد المساجين بالملابس الداخلية التي يفتقرون إليها، وزيادة كم ما يقدم إليهم من طعام لسدّ جوعهم، حيث لا يكفي ما يقدم لهم حاليًا لذلك، ورد الطرف الصناعي الذي صودر من أحد المعتقلين بزعم خطورته الأمنية، والسماح لهم بالخلاء في المرحاض لما في مرافقة الحراس من حرج شديد للرجال في الثقافة الإسلامية.

وبعد أن يغطي المؤلف هذه المرحلة، ينقل القارئ إلى المرحلة التالية، التي انتقل فيها المعتقلون إلى مقرهم الدائم بسجن (دلتا) بزنزاناته المعدنية التي تبلغ مساحة الواحدة منها (2،5) م2، وتشتمل على سرير مثبت في أحد جدران الزنزانة، وبجانبه مرحاض عبارة عن حفرة في أرضية الزنزانة مواجهة لقضبان الباب المفتوحة، حيث يمر الحراس ومن بينهم نساء كل 30 ثانية، لمراقبة المعتقلين، وإلى جانب المرحاض توجد مغسلة صغيرة وصنبور قريب من الأرض لا يمكن استخدامه إلاّ بعد الركوع أرضًا، وتخلو الزنزانات من المراوح التي لا توجد إلاّ في الممرات ولا يتم تشغيلها من قِبل الحراس إلاّ إذا تجاوزت الحرارة 30 درجة مئوية.

ويتابع المؤلف الوصف التفصيلي الدقيق لمشتملات معتقل (دلتا) من أبنية خاصة بالمستشفى، وبسكن الحراس، والأكشاك الخاصة بالتحقيق، ومحل بيع التذكارات، ومطعم مكدونالدز؛ وكلاهما يستخدمان من قِبل الحراس والمحققين، لا المعتقلين. ويمعن المؤلف في دقة الوصف، فيذكر عهدة السجين ومحتوياتها، وما يقدم إليه من طعام ونوعيته، وما يقدم إليه من علاج عبر المستشفى، الذي يعتبر أكثر رواده من المرضى النفسيين المصابين بالاكتئاب، نظرًا لما يتعرضون له بصفة دائمة من معاملة سيئة تهدر كرامتهم الإنسانية، وليأسهم من الخروج من هذا المكان الموحش، فضلاً عن العزلة القاتلة التي يعيشون فيها سواء عن العالم الخارجي، أو عن بعضهم البعض داخل المعتقل، فقد كان من المعتقلين صينيون لا يجدون سوى لغتهم التي لا يعرفها أحد غيرهم.

ونظراً لتفشي مرض الاكتئاب بين المعتقلين، فإن إقبالهم على محاولات الانتحار كانت في تزايد مستمر، وقد أدت محاولة أحدهم الانتحار بشنق نفسه مستخدمًا غطاء سريره إلى إصابته بضرر دماغي متعذر العلاج، حيث أكد طبيبه المعالج للمؤلف أنه سيتعذر عليه المشي مدى الحياة دونما مساعدة. كما أدت محاولة أحدهم الانتحار بالامتناع عن الطعام إلى إشرافه على الهلاك، ما جعل إدارة المعتقل تقيّده في سرير بالمستشفى ويغذونه قسرًا عبر أنبوب تم تمريره من إحدى فتحتي أنفه ليصل إلى معدته موصلاً إليها الفيتامينات والمواد المغذية بالبروتين.

ولم يفت المؤلف أن يصف الحالة النفسية المتردية للحراس المتواجدين بالمعتقل، حيث إن أكثرهم يشعرون بالملل، والوحدة، والقلق على أسرهم بالخارج؛ وبعضهم يشكو من كثرة العمل الذي يصل إلى(8) ساعات يوميًا على مدى خمسة أيام في الأسبوع، كما يشكو سوء الخدمات التي تقدم لهم داخل المعتقل، فعنابر النوم ضيقة، ويتكدس فيها ثمانية أفراد، وأماكن الترفيه منعدمة، والاتصال بينهم وبين أهاليهم ليس ميسوراً لارتفاع ثمن المكالمات، ولوجود كبائن الاتصال في أماكن مكشوفة معرضة للشمس.
ويذكر المؤلف أن الحراس يسلّون أنفسهم على هذا الوضع غير الجيد أنهم في هذا المكان ب (دافع الشرف) و (دفاعًا عن الحرية)، وأن ما هم فيه من سوء (ليس العراق). وعن علاقاتهم بالمعتقلين، نقل المؤلف عن بعضهم أنهم يتعاطفون معهم كونهم بشرًا، ولأن بعضهم يبدو لطيفاً نوعًا ما، ولكنهم عند التعامل معهم ينطلقون من قناعة: "أنهم إرهابيون، وأن هناك سببًا وراء وجودهم هنا". ص 92.

ويختم المؤلف هذا الجزء بالحديث عن القواعد الثلاث عشرة التي يجب على السجناء الالتزام بها، ثم يتبعها ببيان العقوبات التي يتعرّض لها من يخالفها؛ وأبشعها مهاجمة المخالف من قِبل (قوى الرد الصارم).

 

 


المقاتل

القائد في منظور الإسلام صاحب مدرسة ورسالة يضع على رأس اهتماماته إعداد معاونيه ومرؤوسيه وتأهليهم ليكونوا قادة في المستقبل ويتعهدهم بالرعاية والتوجيه والتدريب بكل أمانة وإخلاص، وتقوم نظرية الاسلام في إعداد القادة وتأهيلهم على أساليب عديدة وهي أن يكتسب القائد صفات المقاتل وأن يتحلى بصفات القيادة وأن يشارك في التخطيط للمعارك ويتولى القيادة الفعلية لبعض المهام المحددة كما لو كان في ميدان معركة حقيقي

   

رد مع اقتباس