الموضوع: كتاب : قصة تونس
عرض مشاركة واحدة

قديم 02-06-11, 07:24 AM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي كتاب : قصة تونس



 

قصة تونس
"جاءت ثورة تونس لتخلص البلاد من طاغية متمكن، تمرس على الظلم، واحترف الفساد، وكان مثالاً صريحا لأعداء الإسلام. يصرّح ذلك ولا يخفيه، ويتباهى به ولا ينكره، ثم مرت الأيام، ودالت عليه الدولة، وهرب الطاغية من البلد هروب الفئران".
كانت هذه المقتطفات البسيطة، من المقدمة التي بدأ بها الدكتور راغب السرجاني كتابه، الذي يعرض فيه قصة تونس من البداية وحتى هذه الثورة البيضاء العارمة، التي غيرت كيان الدولة وأخرجتها من الظلمات إلى النور، وكانت الشرارة التي امتدت بلهيبها إلى معظم البلدان العربية.

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


-الكتاب: قصة تونس (من البداية إلى ثورة 2011م)
-المؤلف: د. راغب السرجاني
-عدد الصفحات: 136
-الناشر: أقلام للنشر والتوزيع والترجمة, القاهرة
-الطبعة الأولى/2011



لمحة تاريخية
بدأ الكاتب بلمحة تاريخية عن نشأة الدولة التونسية من عهد الفينيقيين في قرطاج، التي عرفت باسم مقاطعة إفريقية أثناء الحكم الروماني لها، وبعد أن فتحها المسلمون في القرن السابع الميلادي وأحدثوا فيها البنيان والبساتين سميت "تونس"، وهى كلمة بربرية معناها البرزخ.
وأصبحت إفريقية (تونس حاليا)، مقرا للحضارة الرومانية لمدة ستة قرون، وتحولت بعد ذلك إلى إحدى أهم العواصم الروحية المسيحية المهمة في الغرب، إلى أن دخلها الإسلام على يد القائد المسلم "حسان بن النعمان" (79 هـ ـ 698 م).
وقد قسم الكاتب تاريخ تونس الحديث إلى ثلاث فترات، بدأت بانضمام تونس إلى الدولة العثمانية عام 1574م، حتى فرض الحماية الفرنسية على البلاد عام 1881م.

الاحتلال الفرنسي لتونس
من المعروف أن الاحتلال والاستعمار كعادته يتذرع بكثير من الحيل حتى يحصل على ما يريد، وهذا ما فعلته فرنسا حين تذرعت بهجوم بعض القبائل التونسية على الحدود مع الجزائر حتى تتدخل عسكريا في الدولة التونسية، وحاصرت بالفعل قصر الباي بيارو في مايو/أيار 1881م، وفرضت الحماية الفرنسية على تونس، بعد معاهدة المرسى الكبير، التي قضت بتولي فرنسا إدارة شؤون البلاد.

ومن ذلك التاريخ فرضت فرنسا سياستها الفرنسية على الشعب التونسي، حيث قمعت جميع الحريات، عملت على فرنسة الشعب التونسي، لكن سرعان ما اتخذ المسلمون موقفا مضادا، وأصدروا قرارا بأن كل من تخلى عن الجنسية التونسية لصالح الجنسية الفرنسية لا يحق له أن يدفن في مقابر المسلمين، واعتبروه خارجا عن الإسلام، مما جعل العديد من المسلمين يرجعون عن قرارهم الحصول على الجنسية الفرنسية، وهو ما أثار غضب فرنسا، فقامت بسلسلة من الاعتقالات لقيادات شبابية، أمثال (الشاذلي خير الله، والحبيب بورقيبة، ومحمود الماطري)، كما أثارت القلاقل والفتن داخل أوساط الشعب التونسي، ومدت يدها لنهب ثروات البلد.
التونسيون لم يبقوا مكتوفي الأيدي، بل بدأت الحركات المضادة الثائرة على الاستعمار البغيض، ومنها حركة الشيخ محمد السنوسي، والشيخ الملكي بن عزوز، والشيخ عبد العزيز الثعالبي.

إعلان الجمهورية
وبعد عقود عاشتها تونس تحت وطأة الاحتلال والاستعمار، أعلنت الجمهورية التونسية بقرار من المجلس التأسيسي التونسي عام 1957م، وتم إلغاء الملكية، بعد إعلان الاستقلال مباشرة، كما تسلم قيادة الحكم البطل السياسي آنذاك "الحبيب بورقيبة"، بعد أن تم انتخابه من قبل حزبه الدستوري الجديد.
وقد بدأ الرجل حياته ثوريا يناهض الاستعمار من أجل استقلال بلده، فمنذ تخرجه في كلية الحقوق عام 1927م، وتأسيسه للحزب الدستوري الجديد وهو رمز للعمل الثوري، وتم اعتقاله أكثر من مرة، وتنقل بين السجون الفرنسية، وبعد إعلان الثورة التونسية المسلحة، تم إطلاق سراح بورقيبة في يونيو/حزيران 1955م، وقامت فرنسا بعقد معاهدة منحت من خلالها تونس الاستقلال الداخلي، وشكل بورقيبة أول حكومة تونسية بعد الاستقلال 1956م، وعين رئيسا للبلاد عام 1957م.

سياسة بورقيبة في تونس
وأشار الكاتب إلى أن الوجه الحقيقي لبورقيبة ظهر وانكشف بعد أن تولى الحكم، فقد اتبع سياسة الترهيب والقهر للشعب، فبدأ يستخدم سياسة التغييب الإسلامي، وتحويل الدولة إلى مركز للعلمانية، عن طريق تغيير المناهج التعليمية الإسلامية، كما بدأ في التشكيك في كافة الأمور الدينية، واستبعد الموضوعات الشرعية والفكرية والإسلامية، وبدأ يركز على المناهج التي تظهر الإسلام السياسي بأنه صراع لا نهائي على السلطة.

من ثم، بدأ بورقيبة في محاربة الإسلام بكافة وسائل البطش والتنكيل، خاصة أبناء الحركة الإسلامية، كما جرم ارتداء الحجاب، ونزل إلى الشارع، ونزع الحجاب بيده من على المرأة التونسية، وسن قوانين تمنع ارتداء الحجاب وتعتبره زيا طائفيا، ولم يكتف بهذا، بل أعلن الحرب على الإسلام والمسلمين، وكرس جهوده وسلطاته لمحو الهوية التونسية الإسلامية، كما تجرّأ على الله ورسوله (صلى الله عليه وسلم)، وأعلن نفسه ندا لله، بعد أن صرَّح بأن القرآن الكريم مليء بالمتناقضات، وبدَّل أحكام الله بسن قوانين أخرى بعيدة كل البعد عن الإسلام. كما قلب الأحكام الإسلامية، فأباح المحظورات، وحظر المباحات.

لفت الكاتب إلى أن سياسة بورقيبة التعسفية أثارت مشاعر الغضب لدى الكثيرين، فقد أَحَقّ الباطل وأبطل الحق، وشجع الفساد، وعمل على تفتيت الأسرة التونسية بإلغاء قوانين القوامة، باعتبارها إهانة للمرأة، وأصدر قانونا للحد من السلطة الأبوية.

بن على والوعود الزائفة
تولي زين العابدين بن علي، بعد انقلاب عرف (بالانقلاب الأبيض)، في نوفمبر/تشرين الثاني 1987م، بعد أن استند بن علي -الذي كان يعمل وقتذاك رئيسا للوزراء- على تقرير طبي لإثبات عدم قدرة بورقيبة على تسيير أمور البلاد، وبالفعل كان له السبق في تولي مقاليد الحكم ليكمل ما انتهى عنده بورقيبة من سياسة الطغيان.

وكعادة الحكام المستبدين، حاول في البداية تخدير الشعب بكلمات زائفة ووعود مضللة عن تعديل الدستور، والإصلاحات السياسية، وتوفير فرص عمل و.... و....، لكن بعد بضعة أيام ظهر الوجه الحقيقي لزين العابدين بن علي، ليكمل مسيرة بورقيبة وسياسته في التخريب والفساد والإفساد، وظل يسيطر على مقاليد الحكم ويعدل في الدستور ويأخذ فترات رئاسية فترة تلو الأخرى، حتى رحل بثورة بيضاء للشباب في 14 يناير/كانون الثاني 2011م.

وقد واجه نظام زين العابدين أشكالا وصورا من الحركات المناهضة لسياسته وحكمه، منها حركة النهضة الإسلامية، وقد بدأت هذه الحركة عام 1970م، تحت اسم الجماعة الإسلامية، واهتمت هذه الجماعة بالجانب الفكري والتربوي والثقافي، والتأكيد على مرجعية الإسلام في مواجهة العلمانية التي زرعها بورقيبة، وتحولت الجماعة إلى حركة عرفت باسم "حركة الاتجاه الإسلامي"، وتزعمها راشد الغنوشي، ووضعت عدة مبادي، منها: (رفض العلمانية، ودعم التعريب ورفض الانفراد بالسلطة)، فتحولت الحركة من اتجاه فكري إلى اتجاه سياسي، فردت السلطة على ذلك بممارسة أشد أنواع البطش بالحركة، واعتقال قادتها.
وهكذا عاشت تونس أسوأ فتراتها في حقبة التسعينيات، خاصة الحركة الإسلامية، وبدأت المحنة التي تمخض عنها النفي لكل من يرفع شعار "الإسلام هو الحل لمعضلة الأمة في المجالات المختلفة"، فالسيف والقمع والظلم والجبروت كان هو الحل الذي اختاره زين العابدين لقمع الإسلام في تونس.

صحوة في وجه الاحتلال
ثم انتقل الكاتب لرصد مسار الصحوة الإسلامية، التي نشطت إبان أحداث سبتمبر/أيلول 2001م، حيث ازدادت القوة الإيمانية لدى المسلمين في تونس، على عكس ما كان متوقعا، وبدأ ظهور عدة مواقع إسلامية على الإنترنت، بالإضافة إلى القنوات الفضائية، وبدأ الحجاب يدخل الجامعات والمعاهد وكذلك الإدارات العمومية والخاصة.
لكن لم يدم الأمر طويلا، فبدأت الحكومة بإجبار الفتيات على خلع الحجاب، والتحرش بهن، وهو ما خلق جوا من الرفض والاحتجاجات على ما يحدث، عام 2003م؛ من أجل إيقاف مهزلة انتهاك حرمة النساء التونسيات.

الثورة
ولفت الكاتب إلى أن المشهد السياسي منذ تولي زين العابدين، خاصة في الفترة من 2000 وحتى ديسمبر/كانون الأول 2010م، كان يحمل في طياته ظلما واستبدادا للشعب التونسي، فرغم تعدد الأحزاب فإننا لم نجد سوى حزب واحد فقط هو الحزب الحاكم المسيطر على الحكم، والذي ظل ينتهج سياسة تكميم الأفواه وإبعاد أي صوت معارض، وخاصة الصوت الإسلامي، إلى المعتقلات والسجون، مما أغضب الشارع التونسي وحركات المعارضة.
وحذر قائد "حركة النهضة الإسلامية"، راشد الغنوشي، "زين العابدين"، في عام 2008م، من "أن إصرار السلطات على المضي في السياسات القديمة والبقاء دون تغيير ربما قد يوقع البلد في دوامة للعنف".

كما حذره الدكتور يوسف القرضاوي -رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين- من سياسته تلك، لكن زين العابدين ظل على نهجه مطمئنا إلى استقرار نظامه.

ولكن شهدت الجمهورية التونسية حدثًا فريدا من نوعه قلب نظام الدولة رأسا على عقب، حدث أثبت للعالم كله قدرة الشعب العربي على تغيير مصيره والتخلص من القهر والطغيان مهما طالت مدته، وبالفعل كانت الثورة التي هزت عرش الطاغية زين العابدين ليخر ويسقط على الأرض دون سند أو عون.
وهذا ما بينه الكاتب بالتفصيل عند حديثة عن بداية الثورة التونسية، مؤكدا أنها بدأت حينما توجه محمد البوعزيزي في صباح الجمعة 17 ديسمبر/كانون الأول 2010م، إلى مقر سيدي بو زيد جنوب غرب العاصمة التونسية لمقابلة المحافظ، لتقديم شكوى ضد شرطية صفعته على الملأ، أثناء قيام قوة من البلدية بمصادرة العربة التي يبتاع عليها الخضراوات والفاكهة، فرفض المحافظ مقابلته، فلم يستطع البوعزيزي تحمّل الإهانة والظلم، فأقدم على الانتحار وأشعل النار في جسده.
وهذه كانت الشرارة التي أيقظت الشعب ليتخلص من القهر والفساد. فعلت أصوات الاحتجاجات، وبدأ التظاهر في كل أرجاء المدينة.

ومن جانبهم، قام رجال الأمن بمحاولات شتى لتفريقهم ولكن دون فائدة، ازدادت التجمعات حتى صارت مواجهات بين قوات الأمن والشعب، فأصبحت الاحتجاجات أكثر اشتعالا وشملت باقي المدن التونسية، غير عابئين بطلقات الرصاص من إخوانهم التونسيين (قوات الأمن)، وسقط عشرات القتلى، حتى خرج بن علي يوم 29 من ديسمبر/كانون الأول 2010م، ليعلن عن إجراء تعديلات دستورية وتغيير خمس وزارت، ووضع برنامج للتشغيل، وتوفير فرص عمل لحاملي الشهادات.

وهذا لم يُرْضِ الشعب، بل زادت الثورة اتساعا، وأصبحت أكثر اشتعالا من ذي قبل، خاصة بعد أن توفي البوعزيزي في 4 يناير/كانون الثاني 2011م، واستمرت المواجهات حتى يوم 13 من يناير/كانون الثاني 2011م، حين ظهر "زين العابدين" على شاشات التلفزيون ليلقي آخر خطاب له، وأعلن عدم ترشيحه للانتخابات المقبلة.

وما إن أشرقت شمس يوم الجمعة 14 من يناير/كانون الثاني 2011م، حتي حملت خبر البشرى الذي أسعد الملايين في العالم العربي والإسلامي، وهو فرار "بن علي"، حيث أعلن رئيس الحكومة محمد الغنوشي تنحي "بن علي"، عن السلطة وتوليه مهام رئيس الدولة بصفة مؤقتة، ومن جانبه فر بن علي إلى مالطا بعدما أعلنت فرنسا رفضها استقباله، مما اضطره للاتجاه إلى إحدي دول الخليج العربي حتى انتهى به المطاف في المملكة العربية السعودية.
وقال في ذلك الشيخ القرضاوي: "بعد أن سقط الصنم الأكبر هبل، يجب أن تسقط بقية الأصنام المحيطة به من اللات والعزى، وبقية الخدام الذين ينتمون للنظام الذي عانى منه التونسيون لسنوات طويلة".

وقفة وتحليل
واختتم الكاتب هذه الجولة القيمة، بطرح عشر وقفات وتحليلها، حيث أبرز من خلالها موقف الشعب التونسي من الظلم والاضطهاد الذي عاشوه أيام حكم بورقيبة وزين العابدين، مؤكدا أن الظلم مهما طال لا يصنع إلا نظاما هشا سريعا ما يسقط بالثقة بالله وبإرادة الشعب على التغيير، مشيرا كذلك إلى أن سنة الحياة هي التغيير، فهي سنة إلهية تأتي من حيث لا نحتسب.
كما أشار أيضا إلى أن الأنظمة المادية سريعا ما تبيع بعضها بعضا، والقيادة الضعيفة دائما تخلق تيارات إسلامية قوية، وهذا ما تخشاه الدول الغربية

 

 


 

الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس