حروب النفط الصليبية
إن أحد المقومات الأساسية للثورة الصناعية الحديثة التي بدأت في بريطانيا في الربع الأخير من القرن الثامن عشر هي الطاقة. ومع تزايد استخدام الآلة في مجالات الإنتاج المختلفة من زراعية وصناعية وخدمية تزايد الاعتماد على الطاقة في حياة الإنسان بصورة عامة.
وبدخول الدول الصناعية المتقدمة في المرحلة التي سماها المؤرخ الاقتصادي و. و. روستو (Walt Whitman Rostow) مرحلة الاستهلاك الكبير الواسع، ازدادت الحاجة إلى الطاقة، وارتفع استهلاكها ارتفاعا كبيرا. وحيث إن تواجد الطاقة الرخيصة غير متوزع بالتساوي على مختلف مناطق العالم -شأنها شأن معظم الأشياء والقدرات- تسعى الدول المتقدمة إلى تأمين مصادر حصولها على الطاقة بكافة السبل. وتزداد أهمية ذلك في ضوء الطبيعة الناضبة لأحد أهم مصادر الطاقة النظيفة نسبيا البترول والغاز.
ويتضح ذلك جليا من النظر إلى إحدى الدول من كبريات مستهلكي الطاقة –وهى الولايات المتحدة الأمريكية– التي تستورد كميات كبيرة من البترول، ليس لعدم تواجد احتياطاته فيها، ولكن بغرض إطالة عمره من المصادر الداخلية بدلا من الاستيراد.