عرض مشاركة واحدة

قديم 23-02-10, 10:53 AM

  رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

المبحث السابع

الصواريخ الطوافة سلاح الردع في الجيش الذكي الصغير

ستمثل الصواريخ الطوافة أهم أسلحة الردع التقليدية في الجيش الذكي الصغير، الذي لا يمتلك أسلحة التدمير الشامل. وقد ذاع صيت هذه الصواريخ في عمليات عاصفة الصحراء، واستخدمتها الولايات المتحدة بعد ذلك في الهجمات ضد مواقع في أفغانستان والسودان، ثم استخدمتها قوات حلف شمال الأطلسي في البلقان، مما جعلها تحتل رأس قائمة الأسلحة دقيقة التوجيه، عظيمة التأثير، ولكي تثير احتمالات واسعة، سواء من ناحية مجالات الاستخدام، أو فرص النجاح.

وعلى الرغم من نجاح الصواريخ الطوافة، من نوع "توماهوك"، ، في عملية عاصفة الصحراء، وإصابتها للعديد من الأهداف، التي وجهت إليها، فإن الكثيرين لا يعرفون أن التصميم الأساسي لهذه الصواريخ يرجع إلى سنوات عديدة مضت.

وقد تحققت زيادة فاعليتها بفضل الاستفادة من التطور التكنولوجي الكبير، في مجالات قوة الدفع للمحرك النفاث المروحي التوربيني الصغير الحجم، والاقتصادي في استهلاك الوقود، ويضاف إلى ذلك استخدام الإلكترونيات الدقيقة، وأساليب التوجيه الفائقة الدقة، للملاحة على ارتفاعات منخفضة جدا، وضغط الرؤوس الحربية إلى أحجام صغيرة.

وأهم خصائص الصواريخ الطوافة أنها مزودة بكمبيوتر، يحقق دقة كبيرة في إصابة الهدف، وتتمتع بالقدرة على تصحيح خط سيرها بشكل مستمر، كما أنها تزود بالمعلومات الجغرافية من خلال استقبالها لمعلومات الأقمار الصناعية في المنطقة.

ولكن مشكلة صواريخ الطوافة الأساسية، هي أنها تحلق بسرعة بطيئة، وعلى ارتفاعات منخفضة، وبالتالي يمكن للدفاعات الأرضية أن تصيبها بسهولة نسبية. والصاروخ الطواف له صوت واضح، لأنه يعمل بمحرك شبه نفاث، كما أنه يمكن رؤيته بالعين المجردة، حيث يبلغ طوله عدة أمتار. ولذلك، فإن من أول اتجاهات التطوير الحالية للصواريخ "الطوافة"، استخدام تكنولوجيا الإخفاء، سواء بتقليل البصمة الرادارية، أو البصمة الحرارية، أو البصمة الصوتية.

1. الصاروخ " توماهوك"

يعتبر الصاروخ الطواف " توماهوك" أحد أنواع الأسلحة "الذكية " التي ذاعت شهرتها بعد حرب الخليج. وهذا الصاروخ تحمله وتطلقه سفن السطح والغواصات، وتوجد منه أربعة أنواع، ويزن 1450 كجم عند الإطلاق، ويستخدم محركاً مروحياً توربينياً، ويعمل بالوقود الصلب.

ويستخدم الصاروخ نظام توجيه يقوم بالملاحة بمقارنة الصورة الأرضية الرقمية المخزنة مع نقاط أرضية حقيقية، على طول خط مروره، ويتم وضع خريطة لكل الطريق قبل بدء المهمة بواسطة مخططين لمسرح العمليات. ويوفر نظام التوجيه الابتدائي بيانات عن طبيعة الأرض، لضبط النظام، الذي يقارن الخريطة المخزنة بالأرض الفعلية لتحديد موقع الصاروخ، كما يقوم نظام التوجيه بتصحيح المسار.

ويتميز الصاروخ "توماهوك" ببصمة رادارية وحرارية صغيرة، وبدقة عالية في إصابة أهدافه، وقدرة على العمل في معظم الأحوال الجوية، وتحت ظروف رؤية متدنية، مع فرصة قليلة لاكتشافه أو إسقاطه.

وهناك نوع معدل جديد للصاروخ "توماهوك" يخضع للتطوير لإدخاله الخدمة لدى سلاح البحرية الأمريكي، وسيكون هذا الصاروخ قادرا على اختراق الأرض بعمق كبير، أو الأهداف المحصنة، باستخدام رأس حربية خارقة عالية الحرارة لهذه الغاية. وسيتمكن الصاروخ من الطيران على ارتفاع 25000 قدم قبل الانقضاض على هدفه، بدلا من المهاجمة، بحسب الصيغة التقليدية، على ارتفاع منخفض، ومتابعة التضاريس الأرضية

برنامج التطوير الأساسي للصاروخ "توماهوك"

يتم تنفيذ برنامج لتطوير صاروخ محسن من نوع "توماهوك" ليكون له دقة إصابة أعلى، مع القدرة على مهاجمة المقذوفات المتحركة. وقد أطلق على هذا البرنامج اسم "برنامج التطوير الأساسي لتوماهوك" ووضعت قائمة بالمتطلبات الأساسية المطلوب تحقيقها في هذا البرنامج ومنها:

أ. تحقيق درجة دقة في حدود ثلاثة أمتار من الهدف، حتى مع إطلاق الصاروخ من مدى 600 ـ 700 ميل.

ب. تطوير عملية تخطيط تصويب الصاروخ نحو الهدف.

ج. إضافة وصلة اتصالات للصاروخ من سفينة الإطلاق أو الغواصة لنقل المعلومات.

د. تطوير المستشعرات ليمكن للصاروخ البحث عن الأهداف القريبة في حالة عدم القدرة على تحديد الهدف الأصلي.

هـ. تطوير رأس حربية جديدة تسمح للصاروخ بإصابة الأهداف المحصنة، مثل ملاجئ مراكز القيادة والسيطرة ودشم الطائرات.

و. تحقيق إمكانية الاستخدام المزدوج لإصابة الأهداف في البر والبحر.

2. الصاروخ "ألكم"

تنتج شركة "بوينج" Boeing الأمريكية الصاروخ الطواف، المتوسط المدى، الذي يطلق من الجو "ألكم" Air Launched Cruise Missile: ALCM بنوعيه: النوع AGM-86B الذي يحمل الرأس النووية W-80-1، والنوع AGM-86C الذي ينتج باستبدال الرأس الحربية النووية W-80-1 في النوع AGM-86B برأس حربية تقليدية شديدة الانفجار زنة 450 كم، وسمي بالصاروخ "كالكم" Conventional Air-Launched Cruise Missile: CALCM. وبإمكان القاذفة B-52 أن تحمل 20 صاروخاً من ذلك النوع الذي يبلغ مداه 1000 كم.

3. الصاروخ "بيجاسوس"

الصاروخ الطواف "بيجاسوس" Pegasus هو من الأسلحة الحديثة، التي تستخدم توجيهاً ليزرياً، ومحركاً صاروخياً، ورؤوساً حربية تزن 225 كجم أو 900 كجم.

والصاروخ مزود بمحرك توربينى نفاث، لتأمين مدى أبعد، وبرأس حربي طور لاختراق الحوائط الخرسانية، ونظام آلي للملاحة بعد منتصف المسار، وبباحث لتكوين الصور بالأشعة تحت الحمراء، وبجهاز لنقل المعلومات التي تسمح للطيار بالتحكم في الصاروخ في المرحلة النهائية من طيرانه لتأمين مدى أبعد.

4. الصاروخ "سلام"

الصاروخ الطواف نوع "سلام" Standoff Land Attack Missile: SLAM تنتجه شركة "ماكدونال دوجلاس" Mc Donnel Douglas الأمريكية، وهو صاروخ مشتق من صاروخ "هاربون" Harpoon، وجربته طائرات F/A-18 المنطلقة من حاملات الطائرات في حرب الخليج، وضد أهداف الدفاع الجوى الصربية في البوسنة عام 1995م.

وكان هذا الصاروخ واحدا من الصواريخ الأولى التي حملت جهاز استقبال لنظام GPS بوصفه تحديثاً لنظام الملاحة بالقصور الذاتي. وتعتبر صواريخ "سلام" SLAM الأمريكية الهجومية هي الركيزة الأساسية للترسانة البحرية الأمريكية وحلفائها، حيث يستطيع هذا الصاروخ اقتحام وتدمير الأهداف الأرضية الحصينة، نظرا لنظمه الخاصة الباحثة عن الهدف والتحديد والتصويب الدقيق.

5. الصاروخ" سلامر"

طور نوع جديد من الصاروخ "سلام" هو الصاروخ "سلامر" Standoff Land Attack Missile- Expanded Response: SLAM-ER جو/ أرض،
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

وهو عبارة عن صاروخ "سلام" تم تحديثه باستبدال الأجنحة غير المسطحة بأجنحة مسطحة. وتستخدم هذه الصواريخ من الطائرات، التي تنطلق من قواعد أرضية، أو من حاملات الطائرات، وتتم عمليات الإطلاق من مسافة 150 ميل بحري.

وينتظر أن تستمر عملية إنتاج هذه الصواريخ حتى عام 2004م. وسيتم تحديث حوالي 700 صاروخ من النوع"سلام"، والموجودة في ترسانة البحرية الأمريكية، إلى النوع المحسن "سلامر"، والذي يتضمن أجنحة مستوية، ورأس حربي حديث، وبرنامج Software جديد للتوجيه. ومعظم الصواريخ التي تطلق من الجو، والتي سيتم إنتاجها حديثا، ستحتوي على رأس حربي شديد الانفجار.

6. الصاروخ "أباتشي"

تنتج شركة "ماترا" Matra الفرنسية للصناعات الدفاعية والإلكترونية صاروخها الطواف، من نوع "أباتشى" Apache،
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

بعيد المدى، وهو معد لتنفيذ مهام القصف الجوي الهجومية، ضد الأهداف الإستراتيجية والتكتيكية الحيوية، ذات القيمة العالية، وتقول المصادر الدفاعية الفرنسية أنه لا يوجد ما يوازيه من حيث مواصفات الأداء والأغراض القتالية إلا الصاروخ الأمريكي الطواف من نوع "توماهوك" والصاروخ الروسي S-15.

ويدخل الصاروخ "اباتشى" في عداد الصواريخ الطوافة متعددة المهام، والقادرة على ضرب الأهداف البعيدة، في النهار والليل، وفي مختلف الظروف الجوية.

ويطلق الصاروخ من طائرات "ميراج- 2000" و"رافال" المستخدمة لدى سلاح الجو الفرنسي، لإبطال فعالية القواعد الجوية المعادية، وتأمين السيطرة الجوية الضرورية لانتشار الجيوش.

وتشتمل مزاياه على دقته العالية جدا في إصابة أهدافه، إلى جانب بعد مداه، الذي يصل إلى حوالي 400 كم، وإمكان تزويده برؤوس حربية عدة، تختلف باختلاف طبيعة الهدف المزمع مهاجمته، كحاضنات ذخائر عنقودية، أو ذخائر دقيقة التوجيه مضادة للدروع، أو حشوات شديدة الانفجار، ضد الأهداف الكبيرة الحجم، وصولا إلى إمكان تزويده برؤوس نووية، أو كيماوية، عند الضرورة.

ويحمل الصاروخ 10 ذخائر ثانوية من نوع "كريس" Kriss مصممة لاختراق الحوائط الخرسانية، ويمكن برمجة توقيتات الانفجار لمنع أعمال الإصلاح للممرات الجوية لمدة كبيرة.

ويتميز صاروخ "أباتشى" بالمستوى المنخفض لبصمته الرادارية والحرارية، وذلك بفضل المواد المستخدمة وتشكيل السطح والمحركات الدافعة، بالإضافة إلى طيرانه على مستوى منخفض ملازم لتضاريس الأرض، وتساهم مرونته في الملاحة في دقته المتناهية لتحقيق أهدافه.

 

 


   

رد مع اقتباس