عرض مشاركة واحدة

قديم 20-08-10, 11:43 AM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

الصواريخ جو/جو الروسية قصيرة المدى

للإنصاف، فإن صواريخ جو/جو متوسطة المدي يعود ظهورها الفعّال إلى روسيا، حيث أنتجت هذه الصواريخ تحت تسمية R-27 ضمن تكنولوجيا كانت سرّية أيام الاتحاد السوفيتي، ولكنها كانت تكنولوجيا أعطت الصواريخ قدرة على التخفّي عند إطلاقها، ودقة كبيرة في إصابتها للهدف، ومقاومتها للأشعة والرصد الراداري، وكان يمكن إطلاقها من منصات بعيدة جداً عن ساحة المعركة، وقد استمر تطوير هذه الصواريخ قبل وبعد سقوط الاتحاد السوفتي، فظهر في عام 1985م الصاروخ الروسي جو/جو قصير المدى R-73 مزوّداً بنظام توجيه كهرو ـــ بصري وبقدرات كبيرة على التمييز بين الطائرات المسيرة بدون طيار واطئة التحليق، ولم يتوقف تطوير هذه الصواريخ حتى الآن حيث توجد منها ثمانية أنواع تتزود بها المقاتلات الروسية.

وكمثال آخر، نذكر الصاروخ الروسي قصير المدي aa-2 atool و k-13، فقد كان الجيل الأول منها صواريخه مسيّرة بالأشعة تحت الحمراء وقدرتها على المسح ضمن (30) درجة، فجاء الجيل الثاني ثم الثالث من هذه الصواريخ بقدرات جديدة لم تعرفها صواريخ الجيل الأول، ومازالت هذه القدرات طيّ الكتمان، ولكن المعروف عن صواريخ الجيل الثالث قدرتها على المسح ضمن زاوية مفتوحة مع قدرة هائلة على كشف الهدف. وفي عام 1985م، ظهر الجيل الرابع تحت اسم R-73، مجهزاً بنظام توجيه كهرو ـــ بصري مع قدرة على التمييز بين الطائرة والتشويش، وكشف الطائرات المسيّرة بدون طيار على ارتفاع منخفض، بالإضافة إلي قدرة كبيرة على التحليق.

وفي عام 1992م، ظهر الجيل الخامس من هذا الصاروخ تحت اسم R-77، ومن مميزاته أنه يعمل بالقصور الذاتي مع أوامر تصحيح عبر موصّل بيانات في المرحلة المتوسطة للتحليق، ثم بالتوجيه الذاتي عبر باحث راداري نشط في المرحلة النهائية، ويستطيع هذا الصاروخ أن ينطلق من ارتفاع (20) متراً حتى (25) كلم، ويلتقط الهدف على مسافة (90) كلم، ويجري العمل حالياً على إنتاج الجيل الجديد من هذه الصواريخ تحت تسمية R-77 m، ليصل مداه إلى (150) كلم، مع باحث راداري خامد لضرب طائرات المراقبة وطائرات الاتصالات الجوية التي تشكّل الحلقة الأساسية من شبكة الحرب الإلكترونية لأنها تبث النبض الراداري واللاسلكي بشكل واسع.

الصواريـخ الأمريكيـة

اشتهرت الصواريخ الأمريكية aim-9 قصيرة المدى لحقبة غير قصيرة، وكانت تُوجَّه بالأشعة تحت الحمراء، ومدي عملها من (1000) متر إلى (9) كلم فقط، وكان هذا النوع من الصواريخ وعاء تطوير أثمر عن الصاروخ جو/جو المحسّن aim-9b ثم الصاروخ aim-9c المسيّر برادار نصف نشط، ثم الصاروخ aim-9d المسيّر بواسطة الأشعة تحت الحمراد ويصل مدى الأخير إلي (18) كلم.

وقد اعتمد سلاح الجو الأمريكي في البداية على نموذج aim-9e، ولكن تم تطوير هذا النموذج في عام 1972م بظهور نموذج جديد هو aim-9g، وهكذا توالت أجيال هذه الطرز واستعملت في جميع صنوف القوات الجوية الأمريكية.

وفي عام 1991م، تبنَّت القيادة العسكرية الأمريكية برنامجاً جديداً لإنتاج صاروخ يحل محل الصاروخ aim-9r، واستمر هذا البرنامج حتى عام 1996م بظهور الصاروخ الموجه جو/جو aim-90، وتمت تجربة أول صاروخ منه عام 1998م، وكانت تجربة ناجحة شجّعت على تسليح القوات الجوية به عام 2002م، وقد تم تزويد هذا النوع من الصواريخ بأجنحة أصغر من الصواريخ السابقة، والتطوّر الأهم أنه تم وصله بخوذة الطيار مما يمكّن الطيار من تعيين الهدف بالنظر.

ومن الصواريخ الأمريكية الموجهة جو/جو التي لاقت شهرة منذ الثمانينيات، الصواريخ من طراز amraam aim-120، ويتميز هذا الطراز بمدى يصل إلى (110) كلم في الساعة، وقدرة تحليق من صفر إلى (20) قدماً، ويمكن تصحيح مساره بواسطة موصّل بيانات من الطائرة المطلقة له ثم يوجّه ذاتياً بواسطة باحث راداري. وقد شكّل هذا الطراز ثورة في مجال الصواريخ الموجهة لأنه سمح لأول مرة بإطلاق عدة صواريخ نحو عدة أهداف في وقت واحد من قِبل الطيار.

ومن الصواريخ الأمريكية الموجهة جو/جو الصاروخ aim-120 c، وقد صنع خصيصاً ليستعمل على الطائرة المقاتلة f-22 raptor، وقد بوشر بتسليمه للقوات الجوية منذ عام 2000م، ويتميز بمحرك قوي جداً مع رأس متفجّر مطوّر.

ويُعتبر الصاروخ الأمريكي الموجه جو/جو phoenix aim-45 من الصواريخ التي حازت على شهرة عالمية، وهو بعيد المدى، يُحمل على الطائرة المقاتلة f-14، ويصل مدى إطلاقة إلى (165) كم، ويتم توجيهه بثلاث مراحل: في المرحلة الأولي يتم تحليق الصاروخ وفق البرنامج المقرر، وفي المرحلة الثانية يستخدم التوجيه الذاتي نصف الإيجابي مع إضاءة الهدف بالمحطة الرادارية، وفي المرحلة الثالثة يستخدم التوجيه الذاتي الإيجابي على القطاع الأخير من المحرك.

وهناك الصاروخ الجوي الموجه طراز sparow air ذو المدى المتوسط، حيث يبلغ مداه (50) كلم، ويتم توجيهه بتوجيه نصف إيجابي.والصاروخ الجوي الموجه طراز side winder، وهو صاروخ جوي موجه، وهو الفئة الأكثر شيوعاً واستعمالاً بين الصواريخ الأخرى جو/جو، ويوجد منه في الوقت الحاضر ثلاثة أجيال، وكل جيل له طريقة خاصة بالتوجيه.

الصواريـخ الأوروبيـة

من الإشكاليات التي كانت تواجهها معظم صواريخ جو/جو الموجهة، محدودية قدرتها على سلوك طريق غير الطريق المحدد لها، وقد تم التغلّب على هذه الإشكالية عبرالصاروخ الأوروبي (ميكا)، وهو صاروخ قصيرالمدي يعمل بالقصور الذاتي بعد إطلاقه، ويكاد يعتبر ـــ حتى الآن ـــ هو الصاروخ الوحيد الذي يسمح عند إطلاقه بسلوك عدة طرق، فعند إطلاق الصاروخ على هدف أو على عدة أهداف يتم ملاحقتها، ويتم تصحيح المسار بالأوامر عبر وصلة بيانات من الطائرة، وعند بلوغه منطقة الهدف يوجّه ذاتياً بواسطة باحث نشط أو بباحث حراري، ثم يتجه نحو الأهداف بتوجيه ذاتي دون أي تدخل من الطيار، وبالتالي سمحت تقنياته عند إطلاقه بأن يكون من فئة (اطلق وانس).
وهناك الآن نموذجان من هذا الصاروخ، الأول يستعمل باحثاً رادارياً نشطاً، والثاني يعتمد على باحث سلبي يستعمل الأشعة تحت الحمراء، ويتميز هذا الصاروخ بخفة وزنه، حيث يبلغ وزنه (112) كلغ، وطوله (3،10)م.

ومن الصواريخ الأوروبية جو/جو التي نالت شهرة، الصاروخ abda الذي يتمتع بدفع تغيير الاتجاه وبباحث يستطيع المسح بقطاع زاوي (90) درجة، وهو من الجيل الخامس، حيث يعتمد في مساره أثناء التقاطه الهدف على نظام توجيه كهروبصري، وله قدرة علي التمييز بين الطائرة والتشويش، مع إمكانية ملاحقة كبيرة وكشف وتمييز الأهداف وملاحقتها.

ومن أوروبا أيضاً تنطلق شهرة الصاروخ (ميتيور) الذي يُعدّ تاج أسلحة القتال الجوي، وهو صاروخ جو/جو يعمل بأبعد من مدي الرؤية ولايزال قيد التطوير، ومن المتوقع وضعه في الخدمة عام 2013م، ومن ميزاته: تمتعه بمحرك نفاث ضغطي، وبقدرة تمكّنه من الانطلاق بسرعة تصل إلى (4) ماخ، ويعمل على مبدأ (أطلق وانس).

ومن الصواريخ الأوروبية نذكر الصاروخ الفرنسي r-530 super0530، ويبلغ مداه (35) كم، ويعمل بتوجيه راداري نصف إيجابي، والصاروخ الجوي الموجه طراز r-350 macic، الذي يبلغ مداه (10) كلم، ويعمل بتوجيه حراري بواسطة الأشعة تحت الحمراء.

وفي بريطانيا اشتهر الصاروخ الجوي الموجه طراز sky flash، وقد تم تطويره عام 1975م، ووضع في الخدمة عام 1977م، ومداه يصل حتى (40) كلم، ويتم توجيهه رادارياً نصف إيجابي.
ولا نستطيع ـــ مهما اجتهدنا ـــ أن نستعرض كافة أنواع الصواريخ الموجهة جو/جو، ولعل ما ذكرناه في هذه الوقفة لا يتعدى أن يكون أمثلة من عالم تتنافس فيه القوى الكبرى للتفوق فيه، وتحرص فيه القوى العسكرية في جميع دول العالم على امتلاك ما يمكن امتلاكه من صواريخ جو/جو الموجهة، درة الدفاع الجوي وعلامة القوة والتفوق العسكريين لمن امتلكها من الدول ?

المصادر:
ـــ مجلة الحوادث اللبنانية، شركات إنتاج الصواريخ، ترجمة: شوين أوير، 8/2/2009م.
ـــ مجلة العلم والحياة الفرنسية، عدة أعداد.
ـــ فريد محمد زيدان، الرادارات الحرارية، جريدة الرياض، 21/3/2008م.

 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس