عرض مشاركة واحدة

قديم 28-03-09, 04:06 PM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

أفغانستان من الداخل (الحلقة الثانية) ـ عبد السلام ضعيف: ما فعله بن لادن مسؤوليته الشخصية والملا عمر كان يطلب منه أن يحترم ضيافة أفغانستان
«صوت الملا عمر»: ورثنا الأفغان العرب .. وكنا ندافع عن الإسلام وليس عن أشخاص
كابل: محمد الشافعي
عادت افغانستان الى عين العاصفة وقلب الاحداث مع تصاعد اعمال العنف الدامي في جنوبها امتدادا الى قلب العاصمة كابل، مما دفع قوات التحالف الغربي الى اعادة النظر في استراتيجيتها وطلب المزيد من القوات، وسط خلافات بين دول الناتو على الوضع الامني المتصاعد ومطالب بسد النقص في القوات. وتقديم قوات مدربة تتسم بالمرونة لمحاربة نفوذ طالبان.
«الشرق الأوسط» زارت افغانستان خلال الاسبوعين الماضيين، وتنقلت بين قاعدة باغرام حيث يوجد اشهر سجن وقاعدة اميركية هناك، وزارت العاصمة كابل وولاية كونار واسعد اباد وباميان لنقل صورة ما يجري على الارض من احداث ساخنة.
وأجرت «الشرق الاوسط» سلسلة من التحقيقات الميدانية والحوارات مع شخصيات فاعلة لمعرفة حقيقة ما يجري هناك، وتعرفت على التغييرات الاجتماعية والثقافية في العاصمة كابل. والتقت «الشرق الاوسط» عددا من الشخصيات الحكومية ومن المعارضة وعدد اخر من المحسوبين على حركة طالبان السابقة التي سقطت نهاية 2001.
وفي هذه الحلقة يقدم الملا عبد السلام ضعيف «صوت الملا عمر» تجربته منذ اعتقاله في منزله بإسلام أباد وترحيله الى قاعدة باغرام ثم غوانتانامو.
في ضاحية خوشحال خان غرب العاصمة كابل، وفي منزل متواضع للغاية من دورين في شارع يمتلئ بالمياة المتراكمة بفعل الأمطار وذوبان ثلوج الشتاء، ويحرسه مسلحون اشداء، يقيم الملا عبد السلام ضعيف سفير «طالبان» السابق في إسلام أباد الذي كان العالم قبل ست سنوات ينتظر يومياً كل كلمة في مؤتمره الصحافي اليومي نيابة عن حكومته. فقد أدار ضعيف من مقر سفارته في إسلام أباد الآلة الإعلامية لـ «طالبان» بمساعدة مترجم بشتوني الاصل بعين واحدة في مواجهة الآلة الحربية الضخمة التي شنتها قوات التحالف من باكستان على طالبان.
«الشرق الاوسط» ذهبت الى مقر اقامته في غرب العاصمة كابل بوساطة خاصة برفقة الملا قاسم حليمي خريج كلية الشريعة بجامعة الازهر، مدير تشريفات الملا عمر سابقا الذي يشغل الان ثاني اعلى منصب قضائي في المحكمة العليا «سترة محكمة» بعد التصالح مع الحكومة وقضائه فترة السجن في قاعدة باغرام العسكرية برفقة وزير خارجية الحركة الملا وكيل متوكل. والملا عبد السلام ضعيف لم يتغير كثيرا في ابتسامته المرسومة على وجهه وبساطته الشديدة في الحديث، وعمامته السوداء التي كان يظهر بها على العالم قبل ستة اعوام، ودخل الى غرفة الضيوف التي ازدانت بكتب الفقه وتفسير الطبري وصحيح البخاري والحديث الشريف وهو يتدثر بعباءة ثقيلة يتقي بها البرد الشديد الذي ضرب اراضي الافغان في فصل الشتاء. ولم تغير سنوات السجن التي قضاها في بيشاور وفي سفينة حربية وفي ميناء كراتشي وقاعدتي باغرام وغوانتانامو لمدة اربع سنوات، من اعتقاده انه الصواب ونقده الحاد لما سماه «الغدر الباكستاني» في اعتقال سفير دبلوماسي على أراضيهم، وتسليمه للاميركيين مثل «الذبيحة» دون مراعاة للتقاليد والاعراف الدولية. وقال ضعيف لـ«الشرق الاوسط» ان القتال المستمر لن يحل مشاكل افغانستان، مشيرا الى أن الحوار هو الحل الوحيد للأزمة الأفغانية، لأن قوات التحالف لن تستطيع هزيمة طالبان التي تتعافى الآن أكثر من أي وقت مضى.
وقال انه تعلم العربية وحفظ القرآن الكريم بالكامل على يد السجناء العرب في غوانتانامو، وقال انه تعرف هناك على عدد من السجناء السعوديين والمصريين الذين كانوا قريبين الى قلبه، وهونوا عليه الأيام الصعبة في معسكر دلتا وفي السجن الاول والثاني ثم الخامس قبل ان ينقل الى الرابع. وأشار الى انه تعرف ايضا على اليمني سالم حمدان سائق اسامة بن لادن، وكان الاميركيون لا يعرفون شخصيته، لانه كان يستخدم اسم الكنية «صقر»، وكان يصر عليها، حتى عرف الاميركيون شخصيته من خلال التحقيق مع زوجته في اليمن .
ودافع الملا ضعيف عن موقف طالبان في استضافة بن لادن والأفغان العرب الذين لجأوا الى أفغانستان بقوله: نحن كنا ندافع عن الإسلام وتقاليده وليس عن اشخاص. وجاء الحوار مع ضعيف على النحو التالي :
> هل تعيش بحرية اليوم من جهة التنقل من مقر إقامتكم والذهاب الى المساجد او اماكن اخرى ؟
ـ يمكن القول انها نصف حرية، يعني مراقب تقريبا، ولكني أذهب لصلاة الجمعة في المسجد القريب. > ما تقديرك للدور الباكستاني في اعتقالكم ؟
ـ أقسى انواع الغدر .. لأنهم هم الذين اعتقلوني بداية في منزلي التابع للسفارة في العاصمة اسلام اباد، وأنا سفير معتمد لديهم، وجاءوا في الصباح الباكر في الساعة الثامنة، وقالوا انهم الفرع الخاص، وكنت اعيش تحت الرقابة لمدة اسبوع، وقالوا ان المخابرات الباكستانية ستاتي في الساعة الثانية عشرة ظهرا لاعتقالي ونقلي الى بيشاور لأن الاميركيين يريدون التحدث الي، لمدة عشرة ايام فقط ثم أعود الى منزلي واطفالي، وجاءوا فعلا في منتصف النهار، واعتقلوني وأخرجوني من المنزل ونقلوني الى بيشاور، وبعد عشرة ايام لم يتم الافراج عني من سجن الاستخبارات الباكستانية في بيشاور، بل سلموني الى الاميركيين، وما حدث لي يمكن وصفه بعبارة واحدة انه «الغدر»، وقد شرحت هذا الامر في كتابي «صورة غوانتانامو»، بالبشتو وهو 170 ورقة، وترجم ولكنه لم يطبع بالانجليزية لانني لم اجد الناشر، الذي يساعدني على هذا الامر، وأتمنى ان اجد ناشرا يطبعه باللغة العربية ايضا، رغم ان بعض الاخوة ذكر لي ان توزيعه في الدول العربية سيكون صعبا.
> هل كنت تتوقع أن يغدر بك الباكستانيون ؟ ـ كنت اتصور حالة من الغدر فوق هذا.
> هل أخطأت طالبان باستضافتها بن لادن زعيم القاعدة والعرب الأفغان.. وهل يمكن القول إن افغانستان تدفع الثمن الغالي اليوم بسبب تلك الاستضافة ؟
ـ طالبان لم تخطئ باستضافة بن لادن، لانها كانت تحترم تقاليد الدين، اما الذين استفادوا من تلك الضيافة بنية سيئة فذلك يرجع اليهم، وكان العرب موجودين قبلنا، اي اننا ورثناهم، أي انها تركة فرضت على طالبان، ونحن دولة اسلامية في الاساس نراعي تلك التقاليد، ومع ذلك فان الملا عمر طلب من بن لادن ان يحترم البلد الذي يعيش فيه كمهاجر، وقال له نحن لن نسلمك الى اي بلد، لانه لا يوجد اي بلد في العالم سيقبلك، وكان الملا عمر يطلب من بن لادن ان يعيش هو واخوانه باحترام في الاراضي الافغانية، وان لا يستخدم اراضينا ضد اي احد، وما فعله بن لادن هو مسؤوليته الشخصية وتبعته في رقبته. > خلال أربع سنوات في غوانتانامو.. هل تتذكر أحدا من المساجين ؟
ـ عرفت يوسف الطاجيكي وكان يتحدث العربية بطلاقة رغم ان لغته الاصلية الطاجيكية، واليمني سالم حمدان سائق بن لادن، وكانت زنزانتي قريبة منه، وابو عبد العزيز، وهو سعودي مدير مؤسسة وفا، قبض عليه في قندهار، وعرفت ايضا الشيخ عبد الرحمن والشيخ ابو علاء، وهما مصريان، ومن السعوديين غسان والشيخ ابو عبد العزيز والاخ شاكر، وكان يتحدث الانجليزية بطلاقة، وكان الحديث يتواصل مع الاخوة بالعربية.
> هل كنت تصلي إماما بالمساجين في غوانتانامو؟
ـ أغلب الأوقات كنت اصلي في العنبر إماما، ولكن الاول بموقعه في ترتيب الزنازين يكون هو الإمام .
> كم يوما قضيتها تقريبا في السجون منذ اعتقالكم في العاصمة اسلام اباد بداية عام 2002 ؟
ـ ثلاث سنوات وخمسة شهور.
> ما أصعب فترة في السجن كانت؟ باغرام أم غوانتانامو ؟
ـ أصعب لحظة مرت بحياتي كانت لحظة تسليمي من قبل الاخوة في الدين الباكستانيين الى الاميركيين، لم اكن اتصور هذا الامر يمكن ان يحدث، اما السجن في قاعدة باغرام فكان لمدة شهر واحد تقريبا، ولكنها كانت قاسية على الروح والنفس، كانت خلال فترة الشتاء، وهي منطقة مرتفعة، والرياح الباردة فيها مثل السموم، ولم يكن لدينا سوى بدلة زرقاء، ولم يسلمونا جوارب، احذية فقط لا غير، وبطانية واحدة، وخلال شهر كامل لم أغسل وجهي او يداي، ولم يفكوا السلاسل من يدي او قدمي، وكنت اتيمم فقط، ولم اعرف صلاة الجماعة ابدا في قاعدة باغرام. ومن الايام الصعبة ايضا احتجازي في سفينة اميركية قبل نقلي الى باغرام، كانت السفينة راسية خارج ميناء كراتشي ولم اكن اعرف الفرق بين الليل والنهار، ونقلت بعدها من باغرام الى قندهار ثم الى غوانتانامو .
> ما طبيعة الاسئلة الموجهة اليكم في التحقيقات في بـاغرام وغوانتانامو؟
ـ كانت تدور حول الملا عمر واسامة بن لادن، واخرى بالنسبة للمؤتمرات الصحافية التي كنت اعقدها في اسلام اباد قبل سقوط الحركة.
> أين مترجمكم الشهير الذي كان يساعدكم في المؤتمرات الصحافية ؟
ـ انه بخير والحمد لله وموجود في داخل الاراضي الافغانية .
> ما تعليقكم على برنامج الصلح المعلن الآن بين طالبان والحكومة في افغانستان ؟
ـ لا يوجد برنامج للمصالحة في افغانستان، وما حدث معي هو اني استكملت التحقيقات مع الاميركيين، ثم تركوني الى حال سبيلي، رغم انني دفعت ثمنا عاليا من عمري في الاحتجاز بالسجون الاميركية نحو اربع سنوات .
> هل كان لديكم امل بالافراج عنكم من المعتقل الاميركي ؟
ـ منذ اليوم الاول لم يكن لدي الامل في باغرام، ولكن بعد نقلي الى غوانتانامو كنت اشعر بان الله لن يتخلى عني وكان الامل موجودا في داخلي .
> عندما كنت سفيرا لطالبان في اسلام اباد .. اتصالاتكم كانت مع من؟ وزير الخارجية وكيل متوكل ام مع الملا عمر ؟ ـ كانت مع الاثنين.
> متى كان اخر اتصال مع الملا عمر ؟ ـ تقريبا بعد سقوط الحركة يوم 21 رمضان 2001، اذا اخذت في الاعتبار ان سقوط العاصمة كابل كان قبل دخول رمضان بيوم واحد، وسقوط قندهار مقر اقامة الملا عمر كان يوم 8 رمضان.
> ما سر استمرار طالبان في المقاومة حتى الان منذ ست سنوات وحتى اليوم.. هل هناك دول من الجوار تساعدها ؟
ـ لا اعتقد ان هناك دولا تساعدها، بل هناك شعوب اسلامية تقف الى جوارها وتساندها.
> هناك انقسام بين الافغان حول وجود قوات التحالف فوق الاراضي الافغانية والاغلبية تؤيد وجودها لما هو حاصل من تقدم في النواحي المعيشية كما يقولون.. ما رايك .. وهل تعتقد ان القوات الاجنبية ستخرج يوما ؟ ـ لا بد ان يخرجوا، ولو طال الزمن، لان هذا ليس بلدهم. > كنتم في سجن باغرام ثم في قندهار قبل نقلكم الى غوانتانامو، وشاهدت حجم القوات الاميركية، بالاضافة الى قوات التحالف في جميع انحاء البلاد أكان هذا يستحق من اجل استضافة شخص واحد ؟
ـ لا أستطيع ان اقول ان دخول كل هذه القوات الاجنبية كان بسبب استضافة بن لادن، ولكن اشعر ان هناك مؤامرة حيكت بنجاح لاسقاط الحركة . > إذا عاد الزمن الى الوراء .. هل كنت ستختار نفس الوظيفة الدبلوماسية كسفير للحركة الاصولية؟
ـ ابدا.. في حياتي كانت هذه الوظيفة هي الاصعب لما لحقني بها من مخاطر على حياتي ومستقبل اولادي. وكانت فترة السجن وقبلها صعبة وشقية ومحزنة من جميع جوانبها. ولو كان الاختيار في يدي لن اختار مثل هذه الوظيفة .
> كيف تتابع احداث العالم اليوم ومـاذا تشـاهد من محطـات تلفزيونية؟ ـ لا أشاهد التلفزيون، لانه يشغلني، ومعظم الوقت انا على الانترنت اراقب المواقع التي اريد ان اتطلع عليها ومن خلال الانترنت اعرف اخبار العالم .
> هل كتبت مذكراتك ؟ ـ نعم مشغول بها .
> ما الآية القرآنية التي دائما ترددها وكانت عونك في السجن ؟ ـ بسم الله الرحمن الرحيم: «الله لطيف بعباده يرزق من يشاءش. وآية اخرى حفظتني وهي تقول: «أفحسبتم اننا خلقناكم عبثا وانكم الينا لا ترجعون».
> كيف تقضي نهار يومكم ؟ ـ استقبل الضيوف، واكتب مذكراتي، وانام بعد الظهر قليلا، وبعد الفجر أتلو القرآن، واشرف على شؤون اولادي العشرة، واكبرهم عبد المنان 16 عاما . > هل تقبل ان يعمل ابنك الاكبر في السلك الدبلوماسي على غرار والده ؟ ـ أبدا لن اوافق، لأن معايير الدبلوماسية الاسلامية غير موجودة على ارض الواقع، لانه المفترض ان يكون الصدق هو الاول وما هو موجود اليوم للاسف الكذب هو الاول . > هل غيرت عمامتك السوداء او ترتدي الوانا اخرى ؟ ـ نعم ارتدي الوانا اخرى، ولكن السوداء هي الاثيرة الى قلبي، لان الناس والجيران يعرفونني بها.

 

 


   

رد مع اقتباس