عرض مشاركة واحدة

قديم 28-08-09, 11:46 AM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
سعد الدين الشاذلي
مشرف قسم القوات البرية

الصورة الرمزية سعد الدين الشاذلي

إحصائية العضو





سعد الدين الشاذلي غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي كتاب : قواعد الحكم



 

قواعدالحكم: سياسة امريكا الخارجية في القرن الحادي والعشرين


هل أميركا الى انهيار كدولة وكقوة عظمى؟ هل انتهى العصر الأميركي؟ هل دخلنا في عالم ما بعد أميركا؟ ما هو وضع الولايات المتحدة الأميركية اليوم على المسرح الدولي؟ وكيف ستكون مكانتها الدولية في المستقبل القريب وطوال القرن الحادي والعشرين؟.
هذه الأسئلة - الإشكالية -- هي جزء من النقاش الفكري والسياسي الدائر منذ مدّة، في أروقة الجامعات ومراكز الأبحاث الأميركية، كذلك بين المفكرين والكتّاب والمهتمين بحاضر ومستقبل قوة أميركا ومكانتها الدولية.

"ليسلي غيلب"، الرئيس الفخري لمجلس العلاقات الخارجية، وهو من أقدم المؤسسات البحثية الأميركية ومقرّه في نيويورك، يدخل هذا السجال من بابه الواسع عبر كتابه الجديد عن قوة أميركا ، والذي يقارع فيه النظريات الكبرى التي أطلقها كلُّ مِن "توماس فريدمان" و "فريد زكريا" و"جوزيف ناي"،
ماذا في كتاب غيلب المعنون : قواعد الحُكم: كيف ينقذ المنطق السليم سياسة أميركا الخارجية؟ .

"قواعد الحُكم" ليس كتاباً جديداً فحسب ،بل نظرية تحاول أخذ مكانها في الفكر السياسي الأميركي المعاصر، يعلن المؤلف في مقدمة كتابه أن أميركا هي الأقوى عالمياً، وستبقى كذلك لإنها تملك كل عناصر ومقومات القوة العالمية الأولى إقتصادياً، سياسياً وعلمياً، إضافةً لحاجة العالم لدور أميركا القيادي في حلّ المشاكل الدولية، كل ما علينا فعله - يضيف الكاتب - هو أن نستعمل قوتنا الحقيقية بالشكل الصحيح والمكان التوقيت المناسبان في هذا العالم المضطرب جداً، وهذه مسؤولية كل رئيس أميركي، وهي أولى مهمات أوباما اليوم.

أخطأ اليمين الأميركي - يقول غيلب- حين اعتقد أن قوة أميركا هي في تفوقها العسكري فقط، وتعامل مع العالم بمنطق السيطرة العسكرية والأوامر، كذلك أخطأ اليسار الأميركي برؤيته أن قوة أميركا تكمن في لطفها ومحبتها للآخرين ، وقدرتها على إقناع الدول بسياساتها عبر اعتماد المسايرة والمجاملة. فالمجاملة أضعف من أن تكون إستراتيجية ناجحة في التعامل الدولي حيث لكلّ دولة مصالحها المتشعبة. تكمن قوة أميركا الحقيقية - بنظر الكاتب - في امتلاكها للإمكانيات التي تؤهلها لقيادة العالم دون الهيمنة عليه، أميركا تحتاج دوماً لقائد يتألق في اتخاذ القرارات الصحيحة والواقعية وينجح في تنفيذها بدقة .هكذا فعل الرئيس ترومان حين أعاد بناء المانيا واليابان ومعظم أوروبا، فربح أصدقاء جدد لأميركا بوجه الإتحاد السوفياتي. هكذا فعل جورج بوش الأب حين "أنهى الحرب الباردة من دون حرب" - على حدِّ تعبير الكاتب، كذلك فعل الجنرال بترايوس حين نجح في كسب تأييد السّنة العرب في العراق.

"إن العالم مسّطح" يقول توماس فريدمان في أحدث نظرياته . يقابله ليسلي غيلب بمقولة: "إن عالم اليوم هرمي جداً تقوده الولايات المتحدة الأميركية، التي لا غنى عنها". ويضيف بأن لأميركا القائدة شركاء كبار ثمانية هم: الصين ، اليابان ،الهند ،روسيا، بريطانيا، فرنسا، المانيا والبرازيل. الملاحظ هنا أن الكاتب لم يذكر أية دولة عربية بين شركاء أميركا الثمانية الكبار أو الأساسيين .

"القوة الناعمة (اللينة) ليست قوة حقيقية بل مجرد لعبة " يقول الكاتب في نقده لنظرية " القوة الناعمة" التي أطلقها "جوزف ناي" الأستاذ في جامعة هارفرد الأميركية ."العالم يعيش اليوم في العصر الأميركي" يقول غيلب ،ولم ندخل في مرحلة "ما بعد أميركا" كما يدّعي فريد زكريا في كتابه"عالم مابعد أميركا".
أميركا لا تزال الأقوى عالمياً، والأقدر على حل مشاكل العالم، لكن على إدارتنا أن تكون جديرة بهذه المهمة الكبرى، هذه خلاصة اعتقاد الكاتب.كتاب ليسلي غيلب جدير بالقراءة المعمقة ، وصفه بعد المعلقين بكتاب مكيافيللي الشهير بالأمير.

 

 


 

   

رد مع اقتباس