عرض مشاركة واحدة

قديم 21-08-09, 12:37 PM

  رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
المنتصر
مشرف عام

الصورة الرمزية المنتصر

إحصائية العضو





المنتصر غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

الوكالة تعيد استعمار الكونجو



الكونجو البلد الإفريقي الصاخب مصدر كل الأطماع، تعرض لكل الجرائم التي يمكن للاستعمار، أي استعمار، أن يقترفها في مسيرته الظافرة. وقد كتب السّير أرثير كونان دُويْل، وهو مؤلفّ كتاب هجائي غير معروف بشكل كبير، حول الجرائم والفظاعات التي اقترفتْ ما بين سنتي 1885 و1908 في “دولة الكونجو المستقلة”، المِلْكية الشخصية لملك بلجيكا والغنية بالثروات الطبيعية، ما يلي: “إن استغلال الكونجو هو أكبر جريمة ضد الإنسانية تمّ ارتكابها في تاريخ البشرية”. قبل أن يحصل هذا البلد على استقلاله سنة ،1960 أزهقت أرواح الملايين من سكانه. وما إن حصل الاستقلال حتى بدأت مختلف الفصائل الوطنية في التناحر ومن بينها الحركة الوطنية الكونجولية التي كان يقودها الزعيم الراحل باتريس لومومبا. الكونجو بلد مُحاط بتسع دول وهو ما جعل منه مسرحا للحرب الباردة ما بين أمريكا والاتحاد السوفييتي. وفي هذه الفترة، أي سنة ،1960 كان الأمريكيون متواجدين بل وسيستغلون مناجم الكوبالت (أي 75 في المائة من مؤونتهم) وأيضا الزنك والحديد والبوكسيت وهي معادن مهمة في ما يخص صناعتهم.

إن البلجيكيين ظلوا حاضرين على الرغم من استقلال البلد وذلك من خلال العديد من الشركات. “لقد حرصوا على ألا يفككوا استعمارهم وعلى ألاّ يُكوّنوا نُخَباً محلية قادرة على أخذ زمام الأمر، وهذا من أجل تأمين محافظتهم الفعلية على البلد”.
بدأ الصراع ما بين القبائل يوم الثاني من يوليو/ تموز، وفي الأيام القليلة التي تلت، قام قسم من الجيش بالتمرد على الضباط البلجيكيين. فقامت بلجيكا القلقة على مصالحها من تفجر الوضع بالضغط على رئيس الوزراء لومومبا للسماح لها بالتدخل عسكريا لحماية رعاياها ومصالحها الاقتصادية، وكجواب قرّر لومومبا إقالة رئيس أركان الجيش. وفي الثامن من يوليو ساعد الذعر في العاصمة التي كانت تسمى آنذاك ليوبولدفيل Léopoldville، فاضطرت السفارتان الفرنسية والبريطانية إلى إجلاء رعاياهما.

وقررت بلجيكا تجاوز موقف لومومبا وأرسلت قواتها في العاشر من نفس الشهر. وفي 11 يوليو أعلن إقليم كاتانغا الغني استقلاله تحت حكم موويز تشومبي بإيعاز من بلجيكا. أما الأمم المتحدة فقد طالبت البلجيكيين بالانسحاب. وقام رئيس الوزراء بزيارة إلى الولايات المتحدة كليا للتدخل لوقف التدخل البلجيكي، ولكن الاستقبال الأمريكي كان فاترا خصوصا حينما هدد الأمريكيين بطلب المساعدة من السوفييت إذا رفض الأمريكيون. ويرى المؤلف أن ملف باتريس لومومبا كان قد حُسِم أمريكيّا. إذْ إنّ “ألين دالاس، رئيس وكالة الاستخبارات الأمريكية كان يرى أن باتريس لومومبا “اشتراه الشيوعيون”، في حين طالب الرئيس ايزنهاور ب “عمل صارم” ضده. وفي السادس والعشرين من أغسطس/ آب أعطى كولس الأمر لمجموعته في العاصمة ليوبولدفيل “بتخليص الكونجو من رئيس وزرائها الأول.

تم التفكير في إطلاق مشروع تسميم رئيس الوزراء:

تم إرسال الدكتور سيدني غوتلييب وهو خبير كيماوي من وكالة الاستخبارات الأمريكية، إلى الكونجو لإيصال فيروس خاص بإفريقيا الوسطى، موجه لباتريس لومومبا. لكن السمّ لن يستخدم لأن الطاقم الأمريكي الموجود في عين المكان ارتأى أنه توجد وسائل أخرى لتصفية الرجل.

وعثر ألان دالاس على الرجل القادر على الحلول محل لومومبا، وهو أحد مسؤولي الجيش:

جوزيف موبوتو، “الرجل الوحيد في الكونجو القادر على إظهار نوع من الصرامة”. موبوتو كان صحافيا سابقا يتحدث اللغة الفرنسية جيدا (وهو تفصيل مهم بالنسبة لوكالة الاستخبارات الأمريكية، إذ لم يكن يوجد من أعضائها من يتحدث اللغة المحلية)، وأصبح مع حكم لومومبا كولونيلا. ومن بداية شهر أكتوبر/ تشرين الأول بدأت الاستخبارات الأمريكية تحول له الأموال: 250000 دولار وأسلحة.

وفي شهر نوفمبر/ تشرين الثاني خسر لومومبا السلطة بعد صراع سياسي مع الرئيس الكونجولي كازافابو وموبوتو. فالتجأ إلى حماية القوات الدولية ثم اعتقلته قوات موبوتو في الثاني من ديسمبر/ كانون الثاني، وفي 17 يناير/ كانون الأول تم إعدامه. وجرى تذويب جثمانه بالحامض. ويقول الكاتب إنه “من الناحية التقنية لا دخل لوكالة المخابرات الأمريكية في اغتياله، ولكنها هي التي سلمت موبوتو المعلومات التي أتاحت له اعتقاله. بعد يوم فقط من هذه المؤامرة أصبح جون فيتزجيرالد كينيدي الرئيس 53 للولايات المتحدة الأمريكية. وقام موبوتو بتغيير اسم الكونجو إلى الزائير سنة ،1971 حيث أصبح البلد قاعدة مهمة لوكالة الاستخبارات الأمريكية، في حين تميّز موبوتو عن غيره من القادة باعتباره من أكثر الديكتاتوريين فسادا وأكثرهم دموية في القارة الإفريقية، إذْ إنه اختلس عدة مليارات من عائدات المناجم، كما قام بتصفية العديد من المعارضين. وكأن الأمريكيين عبروا عن بعض الندم من تعاملهم مع الرجل، إذ ها هو ألان دالاس يقول في حوار تلفزيوني: “إن الأمريكيين بَالَغُوا في تقدير تورّط الروس في الكونجو”.

 

 


المنتصر

يقول احد القادة القدماء وهويخاطب جنوده . ( اذا لم تكونوا مستعدين للقتال من أجل ما تروه عزيزاً عليكم , فسوف يأخذه أحد ما عاجلا أو اَجلا , واذا كنتم تفضلوا السلام على الحرية فسوف تخسرونهما معاً , واذا كنتم تفضلوا الراحة والرخاء والسلام على العدل والحرية فسوف تخسروهما جميعا ) .

   

رد مع اقتباس