قره باغ.. أرمينيا تتحدث عن هجوم أذري واسع وتركيا تدعو المجتمع الدولي لدعم باكو وموقف إيراني لافت
دعت تركيا دول العالم لدعم أذربيجان، وقللت من أهمية الحاجة لوقف إطلاق النار، في حين تحدثت أرمينيا عن هجوم واسع من القوات الأذرية، كما تتواصل المعارك حول منطقة ناغورني قره باغ لليوم العاشر على التوالي.
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن على المجتمع الدولي الدفاع عن وحدة أراضي أذربيجان كما دافع عن وحدة أراضي جورجيا وأوكرانيا وسوريا والعراق.
وطالب جاويش أوغلو -خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأذري في باكو- المجتمع الدولي بالابتعاد عن ازدواجية المعايير في التعامل مع هذه الأزمة.
وأضاف أن "المناشدات الدولية تدعو للوقف الفوري لإطلاق النار، ولكن ماذا سيحصل بعد ذلك؟ وماذا حصل عقب تطبيق وقف إطلاق النار في السابق؟ هل يمكن أن يطالبوا أرمينيا بالانسحاب الفوري من أذربيجان أو إيجاد حل لانسحابها، أم سيتم الاكتفاء بالمناشدات نفسها التي شاهدناها على مدى 30 عاما؟"
وجاءت تصريحات جاويش أوغلو غداة دعوة من روسيا والولايات المتحدة وفرنسا الاثنين إلى وقف "غير مشروط" لإطلاق النار.
من جانبه، قال وزير خارجية أذربيجان جيهون بيرموف للصحفيين بعد اجتماع مع وزير الخارجية التركي إنه ليس هناك أمل في وقف لإطلاق النار ما لم تنسحب القوات الأرمينية من قره باغ.
وقال إنه "على القوات المسلحة الأرمينية مغادرة أراضي أذربيجان المحتلة"، مضيفا "سنقاتل حتى الرمق الأخير".
هجوم أذري جديد
وأكدت وزارة الدفاع بأذربيجان وسلطات إقليم قره باغ -غير المعترف بها دوليا- استمرار المعارك على عدة جبهات صباح الثلاثاء.
وقالت وزارة الدفاع الأرمينية إن القوات الأذرية بدأت اليوم هجوما واسعا على المحور الجنوبي للقتال في إقليم قره باغ.
وأضافت الوزارة أن جيش أذربيجان استخدم عددا كبيرا من القوات والآليات العسكرية والدبابات، في الهجوم الواسع عبر المحيط الجنوبي عند الحدود مع إيران.
ويؤكد كلا الجانبين تكبيد الآخر خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات، ويتهم كل منهما الآخر باستهداف مناطق مدنية.
وتوسعت رقعة النزاع في الأيام الأخيرة، بعدما طال القصف مدنا كبرى من بينها عاصمة الإقليم ستيبانا كرت، وغنجه (ثاني أكبر مدن أذربيجان).
وبعد أيام من القصف العنيف خيّم الهدوء على ستيبانا كرت الثلاثاء.
وقالت وزارة الدفاع الأرمينية إن محاور القتال في قره باغ شهدت هدوءا نسبيا الليلة الماضية، بعد دعوات المجتمع الدولي المتكررة لوقف إطلاق النار. وحملت الوزارة القيادة السياسية في أذربيجان تبعات أي تصعيد.
رئيس وزراء أرمينيا بالإقليم
ومع استمرار التصعيد العسكري، عقد رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان اجتماعا عسكريا في إقليم قره باغ.
وأعلنت الدائرة الصحفية لرئاسة الحكومة أن باشينيان اطلع على الأوضاع الميدانية، وعلى جبهات القتال في قره باغ، برفقة رئيس الإقليم غير المعترف به والقيادات العسكرية لما تعرف بقوات الدفاع الذاتي لقره باغ.
وأكدت الخارجية الأرمينية مجددًا الحاجة إلى الوقف الفوري لإطلاق النار، مشيرة إلى أنها أكدت ذلك منذ بدء النزاع.
وأشارت الخارجية الأرمينية إلى أنه ليس هناك بديل عن التسوية السلمية، وأي محاولة لحل عسكري سيتم تجنبه بحزم، حسب تعبيرها.
قلق روسي إيراني
من جهة أخرى، قالت وزارة الخارجية الروسية إن وزير الخارجية سيرغي لافروف ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف عبّرا عن قلقهما من احتمال ضلوع مقاتلين سوريين وليبيين في الصراع الدائر حول إقليم ناغورني قره باغ.
وأضافت الوزارة أن الوزيرين عبرا أيضا خلال اتصالهما الهاتفي -وهو الثاني منذ يوم الجمعة- عن "قلقهما الشديد إزاء التصعيد غير
المسبوق بشأن نزاع ناغورني قرة باغ".
موقف إيراني لافت
ومع استمرار التصعيد العسكري، قال علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الإيراني إن على أرمينيا الانسحاب مما سماها المناطق الأذرية المحتلة، والعودة للحدود المعترف بها دوليا.
وأكد ولايتي أن بلاده تقف ضد احتلال الأراضي الأذرية بالقدر نفسه الذي ترفض فيه الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين.
وحذر مستشار المرشد الإيراني من أن هناك حدا لصبر طهران على انتهاك سيادة أراضيها، وأنها ستتعامل بشدة مع الأوضاع على الحدود.
وأضاف ولايتي أن إيران توصي أصدقاءها في تركيا بعدم صب الزيت على النار، والمساعدة في إعادة الأراضي الأذرية المحتلة من دون إراقةٍ للدماء.
وقال ولايتي إنه إذا كان خبر إدخال مجموعات مسلحة للحرب في قره باغ صحيحا، فسيتحمل من قام بذلك كافة التداعيات.
ووصف مستشار المرشد الإيراني الطريقة التي تتدخل بها فرنسا في قضية قره باغ بالمدانة وغير المقبولة، وقال إن أرمينيا دولة جارة لإيران ولها معها تاريخ طويل من العلاقات، ولا تريد لها أن تتعرض لخسائر غير ضرورية.
وفي هذا الإطار أيضا، دعا البرلمان الأفغاني أرمينيا إلى إنهاء احتلالها فورا لإقليم قره باغ.
وأكد البرلمان -في بيان- أن إقليم قره باغ أرض أذرية، وأن على قوات الاحتلال الأرميني الانسحاب فورا من تلك المنطقة ومن دون أي شرط.
دعوات لوقف الحرب
وفي السياق ذاته، أكد وزير الخارجية الروسي ضرورة اتخاذ خطوات ملموسة لوقف ما سماها إراقة الدماء في إقليم قره باغ، وضرورة استئناف المفاوضات بين طرفي النزاع.
كما أعلن لافروف -خلال لقائه مع أعضاء رابطة رجال الأعمال الأوروبيين في روسيا- عن إعداد وزراء خارجية روسيا والولايات المتحدة وفرنسا بيانا مشتركا بشأن قره باغ.
من جانبه، أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش استمرار تصعيد العنف في منطقة قره باغ، رغم النداءات المتكررة من المجتمع الدولي لوقف القتال على الفور.
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام إن الأخير يشعر بقلق بالغ إزاء التقارير التي تتحدث عن اتساع نطاق الأعمال العدائية، واستهداف مناطق مأهولة، مذكرا الأطراف بالتزاماتها بموجب القانون الدولي.
وجدد الأمين العام الأممي تأكيد أنه لا يوجد حلٌّ عسكري للصراع، وحث الجانبين على وقف جميع الأعمال العدائية على الفور.
الجزيرة نت