عرض مشاركة واحدة

قديم 17-12-18, 06:24 PM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي دور الأخ الأكبر ... كيف صنعت الصين اضخم نظام مراقبة في العالم ؟



 

على مدار الشهور الثلاثة الأولى من العام الماضي 2017 بدت الأحوال طبيعية كعادتها في مدينة "شينزن" الحضرية جنوب جمهورية الصين الشعبية، أحوال اعتادها أهالي المدينة وحتى المدن المجاورة التي تحظى بالروتين اليومي نفسه تقريبا، ومشاهدُ تقليدية لسكان "شينزن" بينها الوجود اليومي تقريبا لخبراءَ تقنيين يضعون كاميرات وشاشات كبيرة فوق إشارات المرور، ومن ثم يقومون بتوصيل كل مجموعة على صندوق أسود مُثبّت على عمود حديدي على جانب كل طريق. ولم يكن مشهد الشاشات بعد عملها بمرور الأيام مستهجنا بحال وهي تعرِض صورا مختلفة تخاطب الناس في الشوارع بشكل مستمر، إلا أن "غان ليبنج"، المواطنة الصينية الواصلة منتصف العام نفسِه من أرياف الصين النائية الفقيرة لـ "شينزن"، سرعان ما أثارت تلك الشاشاتُ فضولها وربما خوفها، خاصة وهي ترى عرضا مستمرا طوال اليوم لمعلومات الكثير من المارة الشخصية، مع تلفظ تلك الشاشات لأسماء أولئكم المارة و"جريمتهم" الحالية وسوابقهم بمجرد مخالفتهم لأي قاعدة مرورية، لتقودَها التجربة المفاجئة في إحدى ليالي نوفمبر/تشرين الثاني من العام نفسه لمعرفة وظيفتها بأوضح وسيلة ممكنة.
لم تكن "ليبنج" أمام أحد أفلام الخيال العلمي، أو تلعبُ دور "وينستون" مع شاشات الرصد في مسرحية تحاكي فصلا من رواية "1984" الشهيرة لجورج أورويل، وكل ما تطلبه الأمر منها تكرار لخطأ مشاة فقط، فعندما وصلت بدراجتها لعبور الطريق، كما أخبرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، سارعت للرصيف الآخر محاولة تفادي انتهاء زمن العبور، إلا أن الإضاءة الحمراء كانت بمنزلة تأكيد سريع على أنها فشَلت في ذلك، ولأن تلك هي المخالفة الثانية لـ "ليبنج"، كان النظام بالفعل يتعرف على وجهها ليضعها على شاشات الطريق معلنا أنها "صاحبةُ جناية مكررة".
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
في الصين، يكفي تماما أن ترتكب مخالفة مرورية أو اثنتين ليتم تسجيل المُخالف كـ "معتدٍّ" على أحد القوانين الصينية، ومن ثم يتسبب ذلك بتدني تقييم ذلك الشخص في عمله، وربما يُرفض طلبُه لركوب أي رحلة جوية بسبب ما يسمى أمنيا بـ "عدم الجدارة بالثقة"، ومن ثم يحصل الشخص على علامة متدنية في تقييمه كـ "مواطن صيني صالح". ولا ينسحب الأمر على المخالفات المرورية البسيطة فقط، فبفضل نظام المراقبة والتعرف على الوجوه العملاق، باستخدام الذكاء الاصطناعي، يمكن لفهرس كل مواطن أن يخبره بالنقاط التي خسرها جراء شراء مأكولات غير صحية مثلا، أو فواتير التدخين الزائدة، أو التأخر في سداد القروض البنكية، والتقييم السيئ في العمل، وهو نظام يُعرف بـ "نظام الائتمان الاجتماعي"، نظام جلبت الصحافة الحديث عنه مؤخرا للأضواء بالتزامن مع تساؤلات حول جذور هذه الفكرة ضمن سياسات الحزب الشيوعي الحاكم العامة نفسها.
لطالما أحكم الحزب الحاكم قبضته على مفاصل الحياة السياسية والاجتماعية الصينية، وكانت قبضته تلك سببا في بقائه لأكثرَ من نصف قرن كمتحكم أعلى في بلد يُصنّفُ كثاني عملاق اقتصاديّ عالمي بعد الولايات المتحدة، وفي المرتبة 19 للأنظمة الأكثر ديكتاتورية عالميا أيضا. ومنطلقا من انفراده بالحكم بجوار أحزاب صورية شُكِّلَت لتحسين مظهره، عمل قادة الحزب المتعاقبون على غرس الولاء المطلق لمبادئ الشيوعية في صفوف الشعب، ولاء استلزمَ بلوغُه عدة إجراءات أمنية واسعة النطاق، بينها توظيف أعداد كبيرة من الشرطة السرية لمراقبة الأفكار واستجابة الأفراد لخطط الدولة، إلى جوار ضخ إعلامي حاشد لتكريس أدبيات الماركسية الاشتراكية، وانتهاء بمعاقبة "الخونة" بحسب تعريف الحزب لمخالفيه، وهي إجراءات كانت حاضرة بمجموعها في النظام الجديد اليوم، ولكن مع استثمار للتقانة شديدة التطور في مستويات أعلى.( 1)
بمساحة جغرافية شاسعة، وعدد سكان يقترب من الـ 400 مليون بعد المليار، وتطور مطّرد في تقانة المعلومات، ووفاء لفكرة المؤسسين الأوائل، تعلّم الحزبُ أن يجاري عجلة التطور متخذا من الرباعية السابقة حافزه للانتقال من نظام الرقابة والعقاب، إلى التأثير في سيكولوجيا الأفراد وصناعة سلوكهم، الأمرُ الذي يُتوقع أنه سيخلقُ نمطا موحدا من الولاء الذاتي يخفف قلقَ الحزب بشأن انضباط الجماهير، ولأجل ذلك، وللمضي في الشقّ العملي، فقد اعتمدت الحكومةُ النظام الذي جرى الحديثُ عنه، حيثُ يتم عبره احتساب رصيد الفرد من الأفعال "الصالحة" و"السيئة" بحسب معايير الحزب، معتمدا على قاعدة ضخمة من البيانات تغذيها التقارير اليومية للمُخبرين، وفيديوهات تتدفقُ من شبكة مراقبة على مستوى الدولة كاملة، لتضع النتيجةُ المتدنيةُ صاحبها أمام عقوبة الحرمان من بعض الامتيازات الوطنية أو بعض حقوقه بحد أدنى، ومانحة إياه في الآن نفسه فرصة لتصحيح سلوكه مقابل استعادة حقوقه بمرور الوقت، وهو نظام اعتُبِرَ امتدادا لمبدأ السلطة الأخلاقية اللينيني، ويستدعي الإعلان عنه الرجوعَ إلى بدايات العمل بهذا النموذج في الصين، وهي بدايات لم تكن أبدا وليدة اليوم وإنما تعود لعقود طويلة للوراء.

 

 


 

الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس