عرض مشاركة واحدة

قديم 29-10-09, 08:49 AM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي العمليات الخاصة في المناطق الجبلية



 

العمليات الخاصة في المناطق الجبلية

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

"اقتراب استراتيجي تعبوي مشترك، وتكتيكي خاص أيضاَ، يوضح أهمية التناول غير التقليدي للتعامل مع الأزمات ذات الصفة العسكرية في عصر ما بعد الحرب الباردة"

مقدمة

تأرجح المحللون العسكريون والاستراتيجيون حول آليات العمل العسكري المرجّح لمعالجة موضوع الحرب في أفغانستان: هل تكون من خلال حشد كبير للقوات العسكرية في المنطقة من جانب الولايات المتحدة وحلفائها لتأكيد القضاء على قيادات تنظيم القاعدة وقيادات حركة طالبان الحاكمة التي رفضت تسليم بن لادن المشتبه الأول للتخطيط والتنفيذ لأحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001م في نيويورك وغيرها من مدن الولايات المتحدة، حيث أعلنت الحركة قيامها بالدفاع عن أفغانستان بكل القوات والوسائل المتاحة لديها؟ أم من خلال القيام بتنفيذ عمليات عسكرية خاصة تتم بالتنسيق التام مع أجهزة الاستخبارات الإقليمية والعالمية؟ وتضاربت التحليلات أيضاً حول الفترة الزمنية اللازمة لتنفيذ

العملية: هل ستكون طويلة كما حدث للقوات السوفيتية عندما غزت هذه الدولة الأفغانية عام 1978م واستمرت لعشر سنوات دون تحقيق شيء يذكر، سواء على المستوى السياسي أوحتى على المستوى العسكري، وكما حدث من قبلها للولايات المتحدة في فيتنام خلال احتلالها لفيتنام، الفترة من 1965 حتى 1972م، وحيث خرجت أيضاً خالية الوفاض من تحقيق أي مكسب سياسي، بل وخسارة عسكرية وسياسية سيظل يذكرها التاريخ شاءت أم أبت بصرف النظر عن أي أسباب لذلك؟ أم أنها ستكون معركة قصيرة تتناسب ومقتضيات العملية العسكرية الحديثة، وذلك على نحو ما حدث مثلاً في حرب 1973م بين العرب وإسرائيل أو الفوكلاند عام 1982م بين الأرجنتين وبريطانيا؟ أم أنها ستكون حرباً خاطفة مثلما حدث في حرب تحرير الكويت، حيث استغرقت العملية البرية لتحريرها والمسماة بعاصفة الصحراء مائة ساعة فقط، وهي الحرب التي تعدُّ في رأيي الحرب النموذج للنظام الدولي الجديد ومفهوم العولمة العسكرية المنتظرة، التي جاءت في أعقاب نهاية الحرب الباردة رسمياً بين العملاقين عام 1990م في هلسنكي؟

كان من المتوقع أن الأسلوب الذي سوف يتبع في تلك الحرب هو أسلوب العمليات الخاصة، وأن الفترة الزمنية ستكون أقصر مما يتوقع الكثيرون، وذلك قبل أن تبدأ العمليات وأثناء فترة الحشد العسكري في المنطقة وخلال الفترة التي كانت تستمع فيها الولايات المتحدة لنصائح الآخرين وقبلما تتوصل إلى استراتيجية واضحة للتعامل العسكري والاستراتيجي مع الموقف أو الأزمة.

هذا ما سوف تشمله هذه المقالة، بغض النظر عن النتيجة النهائية لهذه الحملة العسكرية، والتي مازالت مستمرة منذ نهاية عام 2001م إلى اليوم، باعتبار أن معالجة مثل هذه الأزمات تأتي في إطار ما يعرف بالنظام الدولي الجديد، وأن دراستها بالشكل الواجب يوفر للمتلقي العربي العسكري والسياسي موجزاً واضحاً عمّا يجب اتخاذه حيال السياسات والاستراتيجيات والخطط العسكرية القادمة في هذا الصدد، وباعتبار أن هذه الحملة هي الثانية في منطقة الشرق الأوسط وحدودها الخارجية التي تحدث عقب نهاية الحرب الباردة، وتغيّر المفاهيم العسكرية والسياسية التي كانت قائمة من قبل، بعد حرب الخليج الثانية، ويكتمل فيها عديد من عناصر ومفردات المنظومة العسكرية الشاملة الواجبة الدراسة.

وسوف نتعرّض في هذه المقالة لموضوع العمليات الخاصة، ثم نقوم بالإبحار قليلاً في شكل وطبيعة المسرح الجبلي الأفغاني وتأثيره على العمليات العسكرية المختلفة، باعتبار أن هناك أجزاء عديدة من الوطن العربي بوجه عام والخليج بوجه خاص تتمتع بكامل صفات هذا المسرح، مثل المسرح اليمني والعماني وبعض أجزاء المملكة العربية السعودية في الجنوب الغربي في تهامة وغيرها، هذا فضلاً عن التعرض لأسباب اعتناق مفاهيم العمليات العسكرية المشتركة التقليدية، ومن ثم نصل في النهاية إلى الخلاصة الواجبة.

 

 


 

   

رد مع اقتباس