عرض مشاركة واحدة

قديم 23-02-10, 11:26 AM

  رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

الفصل الثالث

تطوير الدفاع الجوى


المبحث السابع

التطور العالمي في نظم الحرب الجوية

مما لا شك فيه، أن المواجهة بين طائرات القتال، وعناصر منظومة الدفاع الجوي، تعتبر أعقد المواجهات، على الإطلاق، في ساحات القتال، بما يستخدم فيها من حشد هائل للإمكانيات والأساليب، خاصة التكنولوجية منها، بدءاً من المراقب الجوي، حتى مستوى ما يدور في الفضاء، من أقمار صناعية. وببساطة، فإن متطلبات أي منظومة دفاع جوي، للتصدي لهدف جوي مهاجم، تتلخص في، اكتشاف مبكر لهذا الهدف، وتتبع خط السير، وتخصيص المهمة لأحد العناصر الإيجابية "مقاتلة، أو صاروخ، أو مدفع".

وعلى الجانب الآخر، تحاول الطائرة إلغاء أو إضعاف هذه المتطلبات، بإعاقة الاكتشاف المبكر للهدف، وإضعاف التتبع المستمر لخط السير، مع الهجوم من خارج مناطق عمل العناصر الإيجابية، واستخدام أسلحة الجو الحديثة.

أولاً: اتجاهات التطور العالمي في أسلحة الجو الحديثة: (في مجال طائرات القتال)

1. استخدام تكنولوجيا الإخفاء Stealth

اتجهت التكنولوجيا العالمية، إلى تحقيق أكبر قدر، من إخفاء للطائرات، بأنواعها "مقاتلات، وقاذفات، وهليكوبتر، وطائرات موجهة من دون طيار"، وأسلحة الهجوم الجوي الحديثة، في أثناء الطيران، وأن هذا التكنيك سيقضي على الكم الأكبر من مخاطر وسائل الدفاع الجوي، وستوفر على الطائرة أعباء الطيران المنخفض؛ لتفادي كشف الرادار لها، وكذا تقليل حجم الأجهزة الملاحية وأجهزة الإعاقة، التي كانت ضرورية للحماية، في أثناء الاقتراب.
وتعتمد تكنولوجيا الإخفاء على الآتي:

أ. الهيكل الخارجي
يصمم بأسلوب، يقلل من المقطع الراداري للطائرة، وذلك عن طريق التخلص من الأسطح العاكسة، بإمالة كل التقاطعات، بزوايا تشتت الأشعة الرادارية، وباحتواء الأجزاء الخارجية داخل جسم الطائرة، مثل خزانات الوقود، ومعدات التسليح، بالإضافة إلى التخلص من الزعانف والذيل وجميع الأسطح الرأسية، التي تمثل مساحة كبيرة، وإمالة الأجنحة للخلف بزاوية قدرها 30ه.
أما التصميم الخاص لكابينة الطائرة، فيتسم بالتسطيح التام لها وانخفاضها لأسفل، ويتم إخفاء المحركات، وفتحات العادم، خلف عوارض تمتص الأشعة بزاوية ميل.

ب. الإخفاء الحراري

بالرغم من تركيز الجهود على مفهوم الإخفاء الراداري، فإن الطائرة الخفية مازالت معرضة للكشف، بمستشعرات الأشعة تحت الحمراء، ولذلك فقد تم تطوير مادة الطلاء؛ لتقليل كمية الانبعاث الحراري لها، مع العمل على خفض درجة حرارة الأجزاء الخارجية للتخلص من حرارة المحرك، وذلك بتشتيت حرارة جسم المحرك، بنظام تبريد حديث، يكفل القضاء على الحرارة المنبعثة من جسم المحرك، وذلك بتشتيت العادم لأعلى.

ج. الإخفاء الإلكتروني

العمل على تجهيز الطائرة بوسائل إلكترونية للاتصالات، والملاحة الجوية، ولتوجيه الطائرة، وتوجيه مقذوفاتها، ومن ثم فإن هذه الوسائل تبث طاقة كهرومغناطيسية، تؤدي إلى إمكانية استطلاعها بالوسائل السلبية، وقد تمت معالجة هذا الأمر بالآتي:

(1) تقييد استخدام المعدات الإلكترونية قدر الإمكان.
(2) تجهيز الطائرة بالمعدات الحديثة، التي تعمل بالأسلوب الرقمي التشفيري.
(3) تزويد الطائرة بأجهزة إخفاء وخداع إلكتروني؛ لتضليل وسائل الدفاع الجوي والقوات الجوية.
د. الإخفاء البصري
ويتم ذلك، بمحاولة تعمية وسائل الرؤية البصرية، لوسائل الدفاع الجوي المعادية، سواء بالنظر، أو بالتلسكوبات، أو بالكاميرات التلفزيونية، عن طريق تقليل درجة تباين لون الطائرة عن الخلفية المحيطة بها.

وقد استخدمت الطائرة الشبح Stealth F-117 في حرب الخليج في نطاق ضيق، وذلك لفتح ثغرات في الحقل الراداري العراقي، وحققت نجاحاً كبيراً، وفي ضوء هذا النجاح، بدأ الإسراع في تصنيع الجيل الجديد، من هذه الطائرات Advanced Tactical Fighter ATF، وأبرز النماذج الموجودة هي الطائرة YF-22، التي يمكن أن تكون المقاتلة التكتيكية المتطورة للقوات الجوية الأمريكية، خلال العقد الأول من القرن الواحد والعشرين.

وامتد التطوير إلى استخدام المحركات، ذات السرعات الفائقة، وهو جيل جديد من المحركات يمكنه تحقيق معدلات سريعة للوصول بالسرعات الفوق صوتية المطلوبة في أزمنة قياسية، من دون استخدام الحارق الخلفي، مما يقلل استهلاك الوقود، ومن ثم زيادة مدى الطيران، كما أن البصمة الحرارية لهذه المحركات ضعيفة، مما يقلل تعرضها للإصابة بالصواريخ الباحثة عن الحرارة، وهذا المحرك من نوع F-119.

وتتضح نقاط القوة في هذا النوع من الطائرات، في صعوبة اكتشافها بواسطة أجهزة الرادار، التي تعمل في الحيز الترددي الميكروويفيMicrowave Frequency Band ، والقدرة العالية على مهاجمة الأهداف، في العمق، من دون أن يتوافر لأنظمة الدفاع الجوي الزمن الكافي للإنذار، مع إمكانية العمل في كل الأجواء والتزود بالوقود في الجو.

أما نقاط الضعف، فتتمثل في تكاليف إنتاج باهظة جداً، وحجم ووزن كبيرين، مقارنة بالطائرات الأخرى، وكذلك احتياج هذا النوع من الطائرات، إلى عدد كبير من أطقم الخدمة الفنية، والمعدات الخاصة.

2. القدرة على العمل في كل الأجواء

أحدث التقدم، الذي أمكن تحقيقه، في مجالات الأشعة تحت الحمراء، والليزر، والرادارات الميلليمترية، ونظم الملاحة الفضائية، ونظم الملاحة بالقصور الذاتي، دوراً كبيراً في تطور الأنظمة الملاحية، ذات الكفاءة العالية في الأداء، بجميع الأجواء نهاراً وليلاً، وظهرت أجيال جديدة من أنظمة القذف والتوجيه لأسلحة الهجوم الجوي الحديثة

3. القدرة على القتال الجوي

تطورت تكنولوجيا صناعة طائرات القتال ،وذلك بإنتاج طائرات حديثة، ذات قوة دفع عالية، تعطي معدل تسلق عالياً، وقدرة فائقة على المناورة، بالإضافة إلى تطوير إمكانيات الكشف والتتبع للأهداف الجوية المعادية، مع توفر العديد من أنواع التسليح؛ للتعامل مع هذه الأهداف، خاصة الصواريخ جو/ جو، التي تطورت تطوراً كبيراً، من حيث المدى وطرق التوجيه.

4. توافر قدرات الحرب الإلكترونية

ساعد التطور الهائل، في مجال الإلكترونيات، على تزويد طائرات القتال، بوسائل حديثة للحرب الإلكترونية، بهدف توفير الحماية الذاتية لطائرات القتال، ضد وسائل الكشف الراداري لأنظمة الدفاع الجوي المختلفة، وإجراء الإعاقة الإلكترونية، على نظم توجيه الصواريخ المضادة للطائرات أرض/ جو.
5. القدرة على التزود بالوقود جواً

أدى هذا التطور إلى زيادة مرونة استخدام الطائرات في العمليات، بزيادة زمن وجودها في الجو، وكبر مدى عملها، مما يسهل لها اتخاذ طرق اقتراب بعيدة لتحقيق عنصر المفاجئة.

6 .اتجاهات التطور في طائرات الهليكوبتر

أ. زيادة القدرة التدميرية للهليكوبتر المسلحة، وذلك بتزويدها بأسلحة متنوعة مضادة للدبابات، ومضادة للغواصات، وصواريخ جو/ جو، وجو/ سطح.

ب. تقليل المقطع الراداري، من خلال تغيير الهيكل الخارجي، واستخدام مواد خاصة تمتص وتشتت الإشعاع الراداري.
ج. استخدام المراوح المصنوعة من المواد المركبة، لتحسين الأداء وتقليل البصمة الصوتية والحد من استهلاك الوقود.

د. التوسع في استخدام تكنولوجيا المراوح القابلة لتغيير الاتجاه، بهدف الجمع بين خصائص التحليق العمودي، وقدرات الطيران المستوي.

هـ. تقوية الهيكل الخارجي، باستخدام سبائك ومكونات حديثة؛ لزيادة متانة الطائرة، مع الاحتفاظ بخفة الوزن.

و. التوسع في إنتاج الهليكوبتر، من دون مروحة الذيل No Tail Rotor: NOTAR، بما يساعد على خفض الضوضاء، وزيادة كفاءة الأداء والقدرة على المناورة.

7. اتجاهات التطور في الطائرات الموجهة من دون طيار RPV's

تعتبر الطائرات الموجهة من دون طيار، من أبرز أنواع الأسلحة، التي دخلت إلى ساحات القتال في الآونة الأخيرة. وقد بدأ استخدامها، في الحرب الفيتنامية الأمريكية، عام 1964، في مهام تدريب واستطلاع محدودة. وتستخدم هذه الطائرات، ضمن نظام متكامل للقيادة والسيطرة على كل المستويات، بصفتها أحد أهم مكونات منظومة المعلومات. ويتم تطويرها باستمرار؛ لاشتراكها في تنفيذ معاونة أعمال قتال الأفرع الرئيسية، على المستويات المختلفة. وشملت اتجاهات التطور: الهيكل، والمحرك، والوسائل الملاحية المتطورة المزودة بها، مثل نظام الملاحة باستخدام الأقمار الصناعية GPS، وزيادة المدى والسرعة، وقابلية التجهيز، واستخدام محطات توجيه متعددة أرضية/ جوية/ بحرية.

وكذلك، شمل التطوير ظهور جيل جديد من الهليكوبتر، الموجهة من دون طيار، تتميز بالقدرة على الإقلاع والهبوط العمودي.

8. اتجاهات التطور في أسلحة الهجوم الجوي

حدثت طفرات كبيرة، خلال السنوات القليلة الماضية، في نظم التسليح، بتطبيق تكنولوجيا الذكاء الصناعي، وذلك بإنتاج جيل من الأسلحة الذكية، لها القدرة على العمل، ذاتياً، على مسافات كبيرة، ومن خلال تكنولوجيا التعرف على الأهداف وتميزها. ومع تطوير تكنولوجيا المستشعرات، يمكن تدمير الأهداف، بأقل كمية من المقذوفات. وتتميز هذه الأسلحة الذكية، باستخدام أنواع مختلفة من المستشعرات، في آن واحد، مما يجعل إعاقة هذه الأسلحة أمراً صعباً. وشمل التطوير الأسلحة الآتية:

أ. الأسلحة الموجهة رادارياً
وفي هذا المجال، تم تطوير الصواريخ الموجهة جو/ سطح، بتزويدها بنظام توجيه راداري إيجابي، خلال المرحلة الأخيرة من الطيران؛ لزيادة دقة تدمير الأهداف.
ب. الأسلحة الموجهة تليفزيونياً
مثل القنبلة الأمريكية GBU-15، والصاروخ الأمريكي AGM-130.
ج. الأسلحة الموجهة بالأشعة تحت الحمراء
وتعتمد هذه الأسلحة على استخدام تكنولوجيا الأشعة تحت الحمراء.
د. الأسلحة الموجهة بالليزر
وفي هذا المجال، يتم تركيب مستشعر ليزري، في الصاروخ، يقوم باستقبال شعاع الليزر المنعكس من الهدف، بعد إضاءته، إما من الطائرة الأم، أو من طائرة أخرى، أو عن طريق زرع مصدر إشعاع في الهدف.
هـ. الأسلحة الموجهة ذات الأنظمة الملاحية الذاتية والفضائية:
مثل القنبلة JDAM، والصاروخ AGM-154JSOW

 

 


   

رد مع اقتباس