عرض مشاركة واحدة

قديم 03-09-09, 10:31 PM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عبدالحليم أبو غزالة
مشرف قسم المدفعية

الصورة الرمزية عبدالحليم أبو غزالة

إحصائية العضو





عبدالحليم أبو غزالة غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

هل يخدم الاتفاق الشركات الأمريكية؟
والسؤال الهام: هل مثل هذا الاتفاق سيخدم القوى العاملة الأمريكية؟. ففرنسا، الدولة الرائدة في الطاقة النووية المدنية، تتفاوض مع دولة الإمارات العربية حول اتفاق مماثل للتعاون النووي، وهناك دول أخرى تسعى إلى مثل هذا الاتفاق. وهناك هاجس أمريكي من أنه حتى ولو وافق الكونجرس الأمريكي على (اتفاق 123) فإنه ليس هناك ما يضمن أن الشركات الأمريكية هي التي ستتولى بناء وإدارة المنشآت النووية الإماراتية. وفي حقيقة الأمر فإنها ستخسر في بداية الأمر أمام الشركات الفرنسية التي لديها خبرة واسعة في مجال الطاقة النووية المدنية، فما يقرب من 75% من الطاقة الفرنسية يأتي من القوة النووية.

وفي الاتفاق النووي بين البلدين حذفت الولايات أحكام التأمين. ففي حين أن الشركات الفرنسية سوف تتولى الحماية في حال التعرض إلى حادث نووي مؤسف، فإن الشركات الأمريكية ستضطر إلى التوصل إلى تسوية قانونية، وتعويض المتضررين. وطالما تفوق المخاطر المكاسب المحتملة فإن الشركات الأمريكية ستتردد قبل التوجه إلى منطقة الخليج العربي، وهو الأمر الذي يجعل أي اتفاق نووي أمريكي مع دولة شرق أوسطية غير مجدٍ.

وفي رد ضعيف على تلك التحديات تقول وكلية وزارة الخارجية لشئون السيطرة على التسلح والأمن الدولي إلين تاوشر Ellen Tauscher،: "التكنولوجيا الأمريكية في هذا المجال متقدمة جدًّا". وتضيف "إن الولايات المتحدة تتوقع أن دولة الإمارات ستعطي أهمية للولايات المتحدة في إطار مساعيها قدمًا في تنفيذ خططها النووية السلمية". بعبارة أخرى إن الشركات الأمريكية ليست سوى بعض من كثير من المنافسين على الفوز بعقود الاتفاق النووي مع دولة الإمارات، وإن دولة الإمارات ستمنح امتياز تنفيذ مشاريعها النووية إلى الشركات الأمريكية.

مصلحة أمريكية من الاتفاق
وعلى الرغم من القلق الأمريكي من آفاق العمل الأمريكي بمشروعات الطاقة النووية الإماراتية، إلا أن هناك جملة من المكاسب التي تعود على الولايات المتحدة من مثل هذا الاتفاق الأمريكي ـ الإماراتي، فعدم موافقة الكونجرس الأمريكي على اتفاق التعاون النووي الإماراتي سوف يجعل فرص الشركات الأمريكية صفرًا أو عدمًا في وقت تنهي دولة الإمارات اتفاق تعاون نووي مع فرنسا ـ على الأقل ـ وعدة بلدان أخرى.

وتعتقد الولايات المتحدة الأمريكية ـ بلا شك ـ أن دولة الإمارات لن تنتهك شروط الاتفاق. فتولي الولايات المتحدة الأمريكية إدارة وبناء المنشآت النووية الإماراتية سيمكن واشنطن من مراقبة الأنشطة النووية الإيرانية، حتى لا يتحول التعاون النووي الأمريكي ـ الإماراتي لتهديد الأمن القومي والمصلحة الأمريكية بالمنطقة.

ومثل هذا الاتفاق النووي يتيح للولايات المتحدة الأمريكية فرصة التأكيد على ترحيبها ببرامج الطاقة النووية السلمية. لاسيما مع تزايد الانتقادات الدولية والأمريكية على وجه الخصوص للأنشطة النووية الإيرانية التي يراها المجتمع الدولي لأغراض عسكرية على الرغم من إعلان النظام الإيراني أنها سلمية وتأتي تمشيًّا مع حقها في امتلاك طاقة نووية سلمية. وعدم التعاون الأمريكي مع دولة الإمارات سيجعل البعض يذهب إلى تخلي الولايات المتحدة عن الدولة الراغبة في إحداث تطوير وتنمية في الطاقة النووية المدنية.

وأخيرًا، فقد أضحت دولة الإمارات شريكًا استراتيجيًّا للولايات المتحدة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، ومن شأن هذا التعاون النووي تعزيز العلاقات الاقتصادية والأمنية والسياسية المهمة بين البلدين والتي تنامت مؤخرًا. فقد تعاونت دولة الإمارات مع نظيرتها الأمريكية في تدعيم السلطة الفلسطينية، والعراق وأفغانستان. ويُؤمل أن تكون الإمارات بعد هذا الاتفاق أكثر امتثالًا للولايات المتحدة ولجهود المجتمع الدولي لكبح الطموح النووي الإيراني.

وخلاصة القول: إن هناك مناقشة حامية الوطيس داخل الكونجرس الأمريكي حول اتفاق التعاون النووي الأمريكي ـ الإماراتي، وإن كان من غير المرجح أن يعارض الكونجرس توقيع الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" على مثل هذا الاتفاق. وهذا لا يمنع من وجود هواجس لدى أعضاء الكونجرس الأمريكي من علاقات الإمارات بإيران وعدد من المنظمات الإرهابية. ولكن في واقع الأمر اتخذت دولة الإمارات خطوات جادة لتهدئة المخاوف من الانتشار النووي. ويستخدم أعضاء الكونجرس فترة مراجعة الاتفاقية لنقل تلك المخاوف إلى الرئيس الأمريكي وتقديمه ضمانات تبدد مخاوفهم.

وفي التحليل الأخير يدرك أعضاء الكونجرس الأمريكي أن مثل هذا الاتفاق سيعزز أواصر التعاون مع دولة الإمارات التي أضحت حليفًا استراتيجيًّا للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط. ومثل هذا الاتفاق سيعزز من الأمن والمصلحة الأمريكية بمنطقة الشرق الأوسط بدلًا من تهديدهما.

 

 


   

رد مع اقتباس