عرض مشاركة واحدة

قديم 03-09-09, 10:28 PM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عبدالحليم أبو غزالة
مشرف قسم المدفعية

الصورة الرمزية عبدالحليم أبو غزالة

إحصائية العضو





عبدالحليم أبو غزالة غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي التعاون النووي مع الإمارات مصلحة أمريكية



 

التعاون النووي مع الإمارات مصلحة أمريكية


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



تقرير واشنطن

على الرغم من الوفرة النفطية والغاز الطبيعي بدولة الإمارات العربية المتحدة، إلا أن القيادة الإماراتية قد أعربت عن رغبة قوية في تنويع مصادر طاقاتها بدلا من الاعتماد على الطاقة التقليدية (النفط والغاز الطبيعي)، وكذلك الاستثمار في الطاقة النووية. وهذه الرغبة الإماراتية لاقت ترحيبًا من الولايات المتحدة الأمريكية، ليس لأن التعاون النووي الأمريكي ـ الإماراتي سيشكل فرصة لخلق وظائف للأمريكيين في حال تولي الأمريكيين بناء وتشغيل مفاعلات الطاقة النووية الإماراتية، ولكنه سيعزز من العلاقات الاستراتيجية بين البلدين من جهة، وتعزيز تطوير برامج القوى النووية السلمية تحت الإشراف الدولي من جهة أخرى، بدلاً من الانتشار غير القانوني لبرامج إنتاج الأسلحة النووية.


الفصل (123).شروط الاتفاق
قبل أن تشرع الولايات المتحدة الأمريكية "بصورة قانونية" في إمداد دولة أجنبية بالتكنولوجيا النووية السلمية فإن عليها التوصل إلى اتفاق تعاون نووي مع تلك الدولة. فكما نص الفصل (123) من قانون الطاقة الذرية Atomic Energy Act لعام 1954 فإن على الدولة الأجنبية المتلقية لتكنولوجيا نووية من الولايات المتحدة تقديم ضمانات أن تلك التكنولوجيا لن تُستخدم لأغراض عسكرية، وتقديم الضمانات الأمنية لمنع انتقال تلك التكنولوجيا النووية إلى أشخاص أو جماعات أو دولة غير مخول انتقال التكنولوجيا النووية إليها، ويحظر الفصل (123) تخصيب أو إعادة تشغيل أو تبديل المواد النووية.


والفصل (123) في حد ذاته لا يسمح بنقل التكنولوجيا النووية السلمية وإمداداتها إلى الدول الأجنبية، ولكنه يقدم الإطار القانوني لعقود الشركات الأمريكية المنخرطة في مشاريع التطوير النووي في الدول الأجنبية. إن أي عملية بيع للمنتجات نووية لابد أن تمر من خلال مراجعة إضافية وفردية لمدة تصديرها.


وفي الثاني عشر من مايو الماضي قدم الرئيس الأمريكي طلبًا رسميًّا لمثل هذا الاتفاق مع دولة الإمارات العربية المتحدة. ويدرس الكونجرس الأمريكي طلب الرئيس ومدى استيفائه لمتطلبات الفصل 123. وعلى الرغم من توافر كافة متطلبات الفصل 123 في الاتفاق إلا أنه مازال هناك بعض المخاوف لدى أعضاء لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب.


هواجس أمريكية من علاقات الإمارات
منذ سنوات الحرب الباردة والتنافس الأمريكي ـ السوفيتي القوي والظاهر لبناء أكبر مخزون من الأسلحة النووية والولايات المتحدة الأمريكية مهتمة بمخاطر انتشار الأسلحة النووية. فيرى الأمريكيون أنه مع تزايد عدد الدول التي تمتلك قنابل نووية تتزايد احتمالية الحروب النووية. فحاليًّا ليست دولاً فقط، بل جماعات إرهابية أيضًا، تسعى بقوة إلى امتلاك الأسلحة النووية، في حين تسعى الولايات المتحدة بصورة نشطة لمنع انتشار الأسلحة النووية وامتلاك الدول والمنظمات الإرهابية تكنولوجيا نووية تستخدمها في إنتاج أسلحة نووية.


ويتساءل كثيرون داخل الولايات المتحدة الأمريكية حول ما إذا كانت دولة الإمارات العربية الدولة المناسبة لمثل هذا التعاون النووي غير المسبوق؛ لعلاقاتها الطيبة والقوية مع إيران، وتواطئها في أنشطة المنظمات الإرهابية وإهمالها وغض طرفها عن عدد من تلك الأنشطة.


فتحافظ دولة الإمارات العربية المتحدة على علاقات اقتصادية استراتيجية مع دولة إيران المنبوذة دوليًّا لسعيها لامتلاك برنامج نووي عسكري، ضاربة بعرض الحائط التزاماتها النووية بعدم تطوير أسلحة نووية. ففي الوقت التي تتزايد فيه العقوبات تلو العقوبات المفروضة على إيران من قبل مجلس الأمن الدولي تُعد دولة الإمارات مركزًا للمنتجات الخارجية والأموال المتجهة إلى طهران، مساعدة إيران في تطوير برنامجها لتخصيب اليورانيوم. وفي هذا السياق يُشير البعض إلى تصريح الرئيس الإماراتي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان الذي أكد فيه على العلاقات القوية بين بلده ودولة إيران، والتصريح بأن البرنامج النووي الإيراني سلمي والذي يتعارض مع رؤية المجتمع الدولي للبرنامج النووي الإيراني بأنه غير سلمي يهدف إلى إنتاج أسلحة نووية.

وفيما يتعلق بقضية الإرهاب، فلدى دولة الإمارات أيضًا سجل سيء. فقد استفادت كثير من المؤسسات المالية داخل الدولة الإماراتية من غياب فاعلية قوانين غسل الأموال، بحيث أصبحت تلك المؤسسات مصادر ذا قيمة لتنظيم القاعدة وعديد من التنظيمات الإرهابية الأخرى. وتعتبر عدد من المنظمات الإماراتية وعدد من الإماراتيين أنها ليست أنشطة لتسهيل الأنشطة الإرهابية وإنما فرصًا تجارية متبادلة. بالإضافة إلى أن شبكة عبد القدير خان ـ التي نقلت تكنولوجيا نووية سرية إلى ليبيا وإيران وكوريا ـ استخدمت مواد تم شحنها عن طريق دبي. وحتى وقت قريب كانت الدول الثلاث (ليبيا وكوريا الشمالية وإيران) على قائمة وزارة الخارجية كدول داعمة للإرهاب.


ومع تزايد تلك الهواجس لدى كثير من أعضاء لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب الأمريكي، حاولت إلين تاوشر Ellen Tauscher، وكلية وزارة الخارجية لشئون السيطرة على التسلح والأمن الدوليUnder Secretary of State for Arms Control and International Security، أمام لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي تبديد تلك المخاوف. قائلة: إن لدى دولة الإمارات العربية سجلًا قويًّا ومشرفًا في التعاون ومكافحة الإرهاب ومنع الانتشار النووي في الآونة الأخيرة. فدولة الإمارات من الدول الموقعة على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية Nuclear Nonproliferation Treaty (NPT، والاتفاقية الدولية لقمع الأعمال الإرهابية International Convention on the Suppression of Acts of Terrorism، وتشارك الولايات المتحدة في قيادة مبادرة أمن الانتشار Proliferation Security Initiative، وتشديد الرقابة على الصادرات والعمل النشط لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.

اتفاق يُحتذى به مستقبلًا
يدعو عديد من أعضاء الكونجرس الأمريكي إلى أن أي اتفاق تعاونٍ بين البلدين لابد أن يضمن آليات فاعلة وأكثر صرامة للمراقبة. وقد قدمت النائبة الجمهورية روس ليهتينين Ros- Lehtinen مشروع قرار حمل عنوان "House Resolution 364" لتهدئة مخاوف أعضاء الكونجرس الأمريكي. وهذا يتطلب أن يُؤكد الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" على امتثال دولة الإمارات العربية المتحدة للعقوبات الدولية المفروضة على إيران، وتطبيق جميع القوانين الأمريكية فيما يتعلق بالتجارة مع إيران، والقضاء على تمويل المؤسسات المالية الكائنة داخل حدودها للإرهاب.

وحتى إذا وافقت دولة الإمارات بشروط الاتفاق فإنه ما يزال هناك فائدة كبيرة لوضع ضوابط صارمة في الاتفاق، لأن هذا الاتفاق بين الولايات المتحدة ودولة الإمارات بمثابة نموذج لاتفاقات في المستقبل مع باقي دول منطقة الشرق الأوسط الساعية إلى حذو الإمارات في امتلاك طاقة نووية سلمية. ومثل هذا الاتفاق سيقلل من خطر انتشار الأسلحة النووية ولاسيما مع وجود دول عربية أخرى مثل مصر والأردن واللتان تؤكدان على حقهما في الطاقة النووية المدنية بوصفهما موقعان على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، وأنهما يفاوضان مع الولايات المتحدة على اتفاق مماثل، ومن ثم من الصعب حرمانهما من حقهما في امتلاك تكنولوجيا نووية سلمية لإنتاج الطاقة.

 

 


 

   

رد مع اقتباس