الموضوع: جندي أميـركي (1)
عرض مشاركة واحدة

قديم 28-03-09, 03:27 PM

  رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

جندي أميـركي (12) ـ فرانكس : إنها واشنطن.. تحقق معك إذا رافقت زوجتك.. وتريدك أن تحارب لها طالبان..!
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
في يوم الاثنين 3 فبراير (شباط) 2003، تلقيت تقرير المفتش العام لوزارة الدفاع، والذي طال انتظاري له منذ اكتوبر (تشرين الأول) 2002. وكان التقرير نتيجة لشكوى قدمها ضدي ضابط ساخط في قيادتي في اكتوبر 2002.
وتتركز اتهاماته حول زوجتي كاثي. وبصفة خاصة، اشتكى الضابط من انني سمحت لمرؤوسي خلال وقت العمل الرسمي بتقديم خدمات شخصية لها، وانني انتهكت اللوائح العسكرية بالسماح لكاثي بالسفر في طائرات حكومية، والاكثر خطورة من ذلك انني انتهكت اجراءات أمن وزارة الدفاع بمنحها تفويض بالاطلاع على معلومات سرية. وبرغم اعتباري للاتهامات بأنها سخيفة، الا انني لاحظت ايضا احتمالاتها الخطرة في ضوء المضايقة التي ستحدثها على القيادة في وقت نشاط ملح في افغانستان والخليج العربي. اتصلت فور ظهور تلك الاتهامات برامسفيلد، وقلت: «سيادة الوزير، لا اعتقد بوجود اي شيء في ذلك، ولكني اعتقد بضرورة التحقيق في كل اتهام بطريقة شاملة. واذا ارتكبت أي اخطاء، سأتحمل مسؤوليتها، ومن المهم ان يكون التحقيق مفتوحا وشاملا». قال رامسفيلد: «اجعل المفتش العام بتولي الأمر ولكني لا اريد ان تنشغل بهذا الموضوع». رددت عليه:«فليحدث ما يحدث. لدي عمل مهم».
كان ذلك في شهر اكتوبر، ومنذ ذلك الوقت بدأت العجلة البيروقراطية في التحرك ببطء. كنت اعلم من خبراتي كضابط شاب برتبة ميجور ان التحقيق في تصرفات جنرال يتم بطريقة اسرع. ولكني لم تكن لدي أية سيطرة على العملية.
وكان التقرير، عندما ظهر في غاية الشمولية، ولم يجد المفتش العام أي دليل على الاتهامات المتعلقة بأن طاقم مكتبي قدموا خدمات خاصة الى كاثي، وفيما يتعلق بمصاحبتها لي في رحلات الى منطقة مسؤوليتي لم يجد التقرير اية اخطاء.
أما اخطر الاتهامات فتقول بأني سمحت لها بالاطلاع على وثائق في غاية السرية في الطائرة. وهو أمر غير حقيقي، ولكني لم اتمكن من اثبات انني لم اناقش مثل هذه الوثائق مع طاقمي خلال وجودها في قاعة المؤتمرات في الطائرة. وعندما اثيرت تلك القضية عام 2002 كانت كاثي قد وقعت «اتفاقية بخصوص الكشف المتعمد» التي تمنعها من الكشف عن أية معلومات يمكن ان تكون قد سمعتها. ويضاف الى ذلك انها حصلت على تصريح أمني منذ اكثر من عامين، وقد ارضاني ذلك، كما ارضي دونالد رامسفيلد.
وفي اول رحلة لي الى واشنطن بعد تقرير المفتش العام، ناقشت الموضوع ثانية مع الوزير، فقال لي:«كلما زادت قوتك وسلطتك، يجب عليك ان تكون اكثر حذرا، وتذكر أن الادراك يدخل في الحساب». قلت:«تمام سيدي» ووصلت اداء عملي.
* الجنرال : السحب حجبت طائرتي قصف صدام وإبنيه من أجهزة الرقابة العراقية ولكنها حجبت في نفس الوقت مكان الاجتماع
* في الساعة الخامسة و41 صباحا، كنت أتنقل بين الفضائيات. وكان أحد المراسلين، وفي نفس وقت الحدث، يتحدث من على شرفة فندق فلسطين ببغداد، عن «انفجارات عنيفة» جنوب المدينة وفي ضواحيها الغربية. وكما هو متوقع أطلقت الدفاعات الجوية العراقية صواريخها المضادة للطائرات وأجهزة ملاحقتها. كان الصباح قد طلع في العراق، ولكنا لم نسمع شيئا من طياري طائرات ستيلث.
عندما وصل تقرير العمليات، عكس بعض الدراما التي ميزت الهجوم. فقد اقتربت طائرتا «اف 117»، «رام 1» و«رام 2»، من مزارع الدورة من جانبين، في مسار حلزوني نازل، إحداهما من الشرق والثانية من الغرب. وكانت الشمس فوق الأفق تقريبا. وقد حجبتهما السحب من أجهزة الرقابة الأرضية، ولكنها حجبت في نفس الوقت الهدف المقصود. وفي اللحظة الأخيرة وجد الطيارون فجوة في السحب المتراكمة وبقيت أمامهم ست ثوان لتحديد الهدف وإلقاء قنابلهم. ولكن نقاط التصويب كانت قريبة جدا والأسلحة التي تقودها أجهزة تصويب دقيقة جدا كانت تستخدم لأول مرة في معركة حقيقية. وكانت من الدقة بحيث أن القنابل كادت تتصادم قبل انفجارها.
القنابل كانت مصممة بحيث تنفذ عميقا إلى الأرض قبل انفجارها، وتدمر البناء الفخم، على ضفاف نهر دجلة، الذي كان يعتقد أن صدام ونجليه يوجدان داخله في تلك الفترة.
وبعد أن شاهد الطيارون قنابلهم وهي تنفجر، صعدوا إلى السحب مرة أخرى، وهم يشاهدون صواريخ توماهوك وهي تصيب نفس الأهداف. وعادت الطائرتان سالمتين إلى قاعدة العديد، في وضح النهار.
قال لي جيف كيمونز على الهاتف وأنا أخرج من الحمام:
«نحن نعد تقرير الخسائر وتقارير الوكالات يا جنرال».
وعلى الرغم من كل تقدمنا في التكنولوجيا فان تقييم الأضرار في المعارك ما يزال مشكلة راهنة. وبسبب افتقارنا الى تقارير شهود عيان من مواقع الأهداف، تعين علينا الاعتماد على التصوير. فاذا ما قامت طائرة استطلاع بتحديد موقع مجموعة من ست دبابات عراقية، نصف مخفية بسعف النخيل، على سبيل المثال، فانها يمكن ان تحدد الهدف لضربة جوية. وبعد أن يزول الدخان فان طائرة الاستطلاع أو التصوير بواسطة الأقمار الصناعية قد يكشف ان اثنتين أو ثلاثا من الدبابات قد دمرت فعلا. وقد تعكس عملية التنصت على الاتصالات انه ليس هناك اتصال لاسلكي من أي من الدبابات. وبدون وجود حركة من أولئك الذين لم يتضح أنهم ضربوا، سيكون من السهل التوصل الى ان جميع الدبابات الست غير فعالة. ولكن كيف يمكننا التعرف على ذلك على وجه الدقة ؟ وهي يتعين على المستهدفين أن يشطبوا على كل مجموعات المدرعات العراقية من قوائمهم، أو أن يعود الطيارون الى توجيه الضربات الى تلك التي لم نستوثق من مصيرها؟
وكنت أعرف ان مثل هذه المشاكل يمكن أن تؤرقنا في الأيام والليالي المقبلة.
ومن خلال طائرات الاستطلاع لم نتعرف على الكثير عن مزارع الدورة. فصدام اما أن يكون حيا او ميتا، جريحا أو سليما. ويمكن أن نكتشف ذلك في نهاية المطاف، وفي غضون ذلك سيكون هناك الكثير من الأهداف «الناشئة» التي يتعين ضربها. ففي ميدان المعركة، فالتقارير الاستخباراتية حول مثل هذه الأهداف تكون دقيقة في بعض الأحيان، وغير دقيقة في احيان أخرى. ولكننا لا نريد أن نفقد فرصة قطع رأس النظام وإنهاء الحرب مبكرا.
وفكرت قائلا لنفسي: لا تقلق على أمور لا تستطيع التحكم بها. فقد حل صباح يوم الخميس 20 مارس وتعين علينا خوض الحرب.
أعاقت ضربة مزارع الدورة هذا النموذج بحلول الساعة السابعة وعشرين دقيقة من يوم الخميس، العشرين من مارس، وهو اليوم الأول من عملية حرية العراق. والى ذلك بدأت يومي بقراءة برقيات ورسائل من مكتب وزير الدفاع وديك مايرز وسفارات في المنطقة، وعودة ديلونغ الى القيادة الوسطى ومعه قادة الأسلحة. وتطلب مني الأمر ساعة للإطلاع على هذه المجموعة من الرسائل والبرقيات.
وفي الساعة الثامنة أنهيت الأوراق التي جلبها العاملون معي الى مكتبي، وهو ملجأ، بدون نوافذ شأن البقية، أعد بقابلية آمنة على رؤية مؤتمر الاتصالات عبر الفيديو، وعبر أربع شاشات على الجدار. وكانت لدي منضدة في نهاية طاولة اجتماعات على شكل حرف تي، وخمسة مقاعد على كل جانب منها. وجلس جون أبي زيد عند النهاية البعيدة في مواجهتي. وكان رئيس أركاننا الجنرال ستيف ويتكومب يجلس الى يساره وجلس المديرون على جانبي الطاولة.
وبعد عرض سريع لعمليات التحالف البرية والجوية والبحرية من جين رينوار تحولت الى جيف كيمونز سائلا «ما الذي يمكن أن يبلغنا به مدير هيئة الأركان المشتركة ؟».
فقال: «هنا ما حصلنا عليه حتى الآن حول ضربة قيادة النظام. فالتقارير تأتي بشكل دفعات شحيحة. وتظهر خلاصة وصور طائرات الاستطلاع مباني مدمرة واضرارا وعربات محترقة من النوع الذي يستخدمه حراس صدام حسين ونجليه». وأضاف جيف: «وهناك تقارير وكلاء تشير الى أن صدام سحب من الركام بعد أن أصيب بجروح بليغة وربما لا يزال حيا. وكان وجهه مغطى بقناع أوكسجين، وهناك نقالة مصابين تنقل سيارة اسعاف».
قلت: «دعونا لا نقضم هذا المر حتى الموت، لقد انتهت تلك الضربة، وسنكتشف ما حدث في نهاية المطاف. انتم تعرفون مشاعري تجاه التقارير الأولية التي تأتينا من اجهزة الاستطلاع».
وقال جون أبي زيد: «انها دائما على خطأ». وكانوا قد سمعوا رأيي هذا في السابق.
ومن الطبيعي ان صدام ونجليه، كما علمنا لاحقا، نجوا من ضربة مزارع الدورة. ولكن ذلك كان يستحق الجهد الذي قمنا به. فلن يكون بوسعهم الاحساس بالأمان مرة أخرى بين مستشاريهم الأقرب. فمن خانهم فأفشى سر وجودهم في ذلك الموقع ؟ فاما أن يكون هناك جواسيس مقربون منهم، أو أن نظام استطلاع التحالف كان متطورا بما فيه الكفاية لملاحقة تحركاتهم. وتتوالى هذه الشاكلة من الأسئلة: هل استطعنا استهدافهم عبر هواتفهم الجوالة؟ هل كانت أقمارنا الصناعية تتابع عرباتهم من الفضاء ؟ والمسألة الجوهرية اننا دفعناهم الى التخمين.
ان الطيارين الشجعان لطائرات ستيلث، مع أجهزة بوز موسلي لتحديد الأهداف، والتي نفذت الضربة وفقا لمعلومات استخباراتية، في الوقت المحدد، إنما أظهروا لصدام وعدي وقصي، انه ليس هناك مكان آمن يختفون فيه. وبمعنى آخر: اذا كنت تقود سيارة أو تتحدث بالهاتف أو تبعث رسالة الكترونية أو تدون ملاحظة ، أو تقوم بأي عمل كان، فان التحالف يراقبك.

* أيا كان الجدل .. هذا هو رامسفيلد بعيوني كجنرال محترف .. فبعض وزراء الدفاع كانوا يرون انفسهم أعلى منا ولكنه لم يكن يشعر بأنه في مدار خاص
* جرى بيني ودونالد رامسفيلد في 7 مارس (آذار) 2001 اول لقاء مطول لي معه داخل قاعة الاجتماعات بمكتبه. نجح رامسفيلد في الجلوس لعدة ساعات، رغم انه مشى بهدوء بضع مرات الى المكان المخصص للمشروبات لإعادة ملء كوبه بالقهوة الخالية من الكافايين. شارك في الجلسة كل من بول ولفويتز، نائب رامسفيلد، والمساعد الخاص له، ستيف كامبون.
ابلغت رامسفيلد بأنني سأتوجه غدا مجددا لمقابلة لجنة الخدمات العسكرية التابعة لمجلس النواب، وقلت له ان تلك كانت هي جلسة السماع الثامنة أمام اللجنة خلال فترة عملي التي لم تتعد ثمانية أشهر حتى الآن.
بدا شيء من الانزعاج على رامسفيلد ، فالتفت الى كامبون وطلب منه ان يحتفظ بسجل لجلسات السماع التي يشارك فيها كبار المسؤولين المدنيين والعسكريين بوزارة الدفاع، ثم التفت الي مرة اخرى وسألني عن رحلتي الاخيرة الى المنطقة. قابلت خلال عملي العسكري عددا من كبار المسؤولين المدنيين بوزارة الدفاع. كثير من هؤلاء حاولوا التفوق على العسكريين في استخدام الاختصارات، إلا ان رامسفيلد كان شخصا مختلفا. اعتقد انني سمعته مرتين فقط وهو يستعمل الاختصار الخاص بمنطقة المسؤوليات، أي «AOR»، لكنه كان اكثر ارتياحا عند استخدام اللغة واللهجة المدنية بصورة عامة. لا يعني ذلك بالطبع انه لم يكن مركزا على مسؤولياته العسكرية، بل على العكس تماما، فهو ينظر الى دوره كمساند ومتحد في نفس الوقت للقوات المسلحة. كما يمكن القول انه وخلافا للكثيرين من الذين شغلوا وزارة الدفاع في السابق، فهو يريد استخدام افكاره الخاصة لإحداث تغيير. في هذا الوقت المبكر من شغله لهذا الموقع بدأ رامسفيلد مسبقا في مناقشة كيفية أحداث التحول والتغيير اللازمين داخل الجيش الاميركي، وعلى نحو يلبي متطلبات القرن الواحد والعشرين.
قلت لنفسي ان هذا الشخص (رامسفيلد) يريد تغيير الاشياء. كنت متأكدا من ان الايام المقبلة ستشهد بداية لعدد من الدراسات التي ستجعل قادة الاسلحة يشعرون بالرهبة، مثل كيفية تقسيم الموارد وكيفية تعزيز وتحديث افرعهم، فضلا عن العديد من التغييرات الاخرى. بعض وزراء الدفاع كانوا يرون انفسهم اعلى من كبار الجنرالات من مرتبة الاربعة نجوم. إلا ان رامسفيلد لم يكن يشعر بنفسه أعلى منا مرتبة او كأنه في مدار خصص له وحده. الجنرالات والادميرالات يتعلمون كيفية التفكير افقيا ورأسيا، فيما يعمل عقل رامسفيلد بطريقة تخالف النمط التقليدي. والى ذلك كنت قد سمعت شخصيا تذمرا ينم عن عدم الرضا وسط بضعة زملاء يتهمون رامسفيلد بأنه شخص غريب الأطوار عندما يتعلق الحديث بخصائص وتفاصيل الدفاع الوطني. ربما يكون الامر كذلك، إلا ان لقاءاتي المبكرة معه اقنعتني بأنه سيكون مفيدا للجيش الاميركي. فالشعبية وحب الآخرين ليسا اكثر اهمية من الاحترام. اطلعت رامسفيلد، ردا على سؤال منه، على ما جرى في اجتماعاتي الاخيرة في كل من البحرين وقطر ودولة الامارات العربية المتحدة. سألني رامسفيلد عن ردود الفعل التي واجهتها في هذه الدول ازاء هجمات الولايات المتحدة الاخيرة على عدة اهداف داخل العراق. تضمنت هذه الهجمات ردا على هجمات عراقية بصواريخ «اس أي ـ 2» على طائراتنا. شرحت لرامسفيلد بعناية واهتمام اجراءات الرد (متفاديا استخدام أي اسماء مختصرة)، وابلغته بأن موقف الدول العربية الحليفة لنا يتسم بالتوازن ازاء النتائج، وان هناك تقديرا بصورة عامة لحقيقة اننا سنستعمل القوة عندما نرى ذلك ضروريا. حاولت وانا في طريقي الى غرفتي في الفندق بالقرب من البنتاغون الإطلاع على ما دونته من ملاحظات. كان الاجتماع مرهقا لكنه كان مفيدا. يمكن ان افهم لماذا لا يحب بعض الجنرالات دونالد رامسفيلد ولا يثقون فيه. فليس هناك من يريد ان يدخل الى مكتبه وهو يحمل العديد من الرسوم التوضيحية الانيقة التي يجري اعدادها، ذلك ان رامسفيلد من المحتمل ان يغير اتجاه سير المناقشات او الشرح بعد الرسم التوضيحي الاول.
كان وزير الدفاع قد وجهني للتفكير في المستقبل، لكنني كنت أقوم بمسؤولياتي اليومية والأسبوعية والشهرية من خلال إدارة قيادة فعالة وكبيرة. أنا أسافر لأداء مهامي في إدارة القيادة الوسطى. وأنا أرتب خياراتنا في مناطق الحظر الجوي في العراق. وأنا أقضي ساعات مع مدير العمليات الجديد الميجور جنرال جو جين رونارت، والمدير الجديد للاستخبارات البريغادير جنرال جيف كيمونز، وذلك لتحديد جملة أهداف على مواقع مشتبه فيها وتخص مرافق القاعدة وطالبان في أفغانستان.
* رسالتنا لصدام كانت: هذه معركة وليست طعنة إبرة .. ولذلك تخيرنا مع بوش كل كلمة قبل أن يخاطب العالم
* لم يكن لدي أي وقت حتى لفرقعة مفاصلي، فسرعان ما وجدت رامسفيلد على الخط. كان الرئيس قد قرر عقد مؤتمر صحافي بمجرد انتهاء عملية ضرب مزرعة الدورة. وقال رامسفيلد:
«ضع جهاز كتابة الخطب على أذنيك يا توم، فنحن في حاجة لمساهمتك. ما هو رأيك؟».
وقلت: «سيدي الوزير، بغداد مليئة بالصحافيين الأجانب. ستكون هناك قنابل وضربات صواريخ توماهوك التي ستقع بالقرب من النهر، وضربات صواريخ أخرى داخل المدينة نفسها. إننا في انتظار واحدة من لحظات سي ان ان الحقيقية».
قال رامسفيلد وهو في حالة استغراق في التفكير ليختار كلماته بدقة:
«أنت إذن تفضل أن يلقي الرئيس خطابا. وتقول إن خطابا رئاسيا لن يعرقل عملياتك؟».
قلت: العراقيون لا يحتاجون إلى «سي ان ان» لتخبرهم أن الهجمات الحرارية قد بدأت. وأضفت لرامسفيلد: «سيدي أنني أوصي بأن يلقي الرئيس كلمته». وأبدى رامسفيلد استحسانه لموقفي وقال: «حسنا يا توم .. ضع الجهاز على رأسك».
تفحصنا العبارات التي سيلقيها الرئيس، وقال رامسفيلد وهو يؤكد كلماته: «نحن لا نريد أن نعرقل سلامتك العملياتية بأي طريقة من الطرق».
وبينما كنت أستمع للكلمات التي ستلقى في خطاب الرئيس، كنت أوازن بين أمن القوات واثر كلمات الرئيس على المستوى العالمي. فلم نكن نريد أن يتحدث الرئيس بوش بطريقة تبدو حسنة بالنسبة لأميركا وحلفائها، ولكنها تعرقل بصورة غير مقصودة خططنا المستقبلية. صدر صوت عن جهاز الفاكس، وخرجت منه المسودة شبه النهائية للكلمات التي اخترناها كي توجه الى الشعب الاميركي وجاء فيها: «سيداتي سادتي... في هذه الساعة، دخلت القوات الاميركية وقوات الحلفاء المراحل المبكرة من العمليات العسكرية لنزع سلاح العراق، ولتحرير الشعب العراقي والدفاع عن العالم من الخطر العظيم».
ويبدو أن المطلع كان موفقا. وخاصة الإشارة الى المراحل المبكرة والتي كانت ذات أهمية كبيرة. وقلت لرامسفيلد: «نحن لا نريد أن يظن العدو أن هذه طعنة إبرة جديدة من هجمات صواريخ توماهوك التي حالفها الحظ. ولكننا لا نريد العراقيين كذلك أن يستعدوا لبداية الهجوم الشامل منذ هذه اللحظة».
وجاء في خطاب الرئيس بعد عدة اسطر: «إن هذه هي المراحل المبكرة لحملة واسعة ومنسقة».
قلت لرامسفيلد: «هذا جيد سيادة الوزير. فهو يوحي بأن الحملة الجوية ستكون طويلة. ولكن العدو تنتظره مفاجأة كبيرة». وتابعت قراءة النص حتى نهايته، فبدا متماسكا. وقلت لرامسفيلد: «إنني اوافق تماما يا سيدي».

 

 


   

رد مع اقتباس