عرض مشاركة واحدة

قديم 16-04-09, 03:18 PM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
السادات
•¦ رقـيـب ¦•

إحصائية العضو





السادات غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

التحضيرات الإسرائيلية والأمريكية للضربة ضد إيران

وانطلاقا من هذا السيناريو تزامنت التحضيرات العسكرية والسياسية الأمريكية المعلنة للحرب ضد إيران مع تحضيرات أمريكية - إسرائيلية سرية لتكليف إسرائيل بإطلاق الشرارة الأولى، مع ضمان دعم رسمى وحتى شعبى أمريكى لها، وذلك بحجة الدفاع عن إسرائيل التى سبق لأحمدى نجاد أن هدد بإبادتها ومحوها من الخريطة. وهو ما يفسر تصريح الرئيس الأمريكى بوش بأن “الولايات المتحدة ستدافع عن إسرائيل إذا ما تعرضت لعدوان من جانب إيران.” ومن البديهى أن إيران لن تبادر من نفسها دون سبب لشن هجوم صاروخى ضد إيران، خاصة أن الإيرانيين يعلمون جيدا حجم العقاب الرهيب الممكن أن يتعرضوا له من قبل إسرائيل التى تمتلك ترسانة نووية ضخمة تصل إلى حوالى 250 سلاحاً نووياً، ووسائل إيصالها من مقاتلات قاذفة وصواريخ بالستية (أريحا، شافيت، كروز) وغواصات دولفين. ولكن المنطق يقول بأن إسرائيل هى التى يمكن أن تبادر بشن هجوم جوى وصاروخى ضد إيران، بدعوى أنه ضربة وقائية ضد البرنامج النووى الإيرانى الذى يهددها بهدف إجهاضه قبل أن يتحول إلى إنتاج السلاح النووى؛ عند ذلك تقوم إيران بالرد على إسرائيل بشن هجمات صاروخية بواسطة (شهاب)، وهو ما ستعتبره واشنطن عدوانا إيرانيا على إسرائيل يبرر للولايات المتحدة الهجوم على إيران بدعوى الدفاع عن إسرائيل.
وقد جرت التحضيرات الإسرائيلية السرية على خطين رئيسين: الأول خط سياسى شمل تعبئة كل جماعات اللوبى الصهيونى فى الولايات المتحدة والعالم لاعتبار البرنامج النووى الإيرانى خطاً أحمر لا يمكن القبول به، لكونه يهدد لا إسرائيل فقط فى وجودها، بل يهدد الاستقرار العالمى كله. والثانى خط عسكرى شمل تكثيف الاستعدادات العسكرية الإسرائيلية والتعاون العسكرى والاستخباراتى مع الولايات المتحدة وعملاء إسرائيل فى العراق وإيران والدول المجاورة لإيران لجمع أكبر قدر من المعلومات الدقيقة عن المنشأت النووية الإيرانية، وطبيعة تحصيناتها تحت الأرض، والدفاعات الجوية والبرية حولها، مع إعطاء اهتمام خاص للحصول على معلومات يقينية عن وحدات الصواريخ (شهاب) من حيث مناطق تمركزها وطرق تحركها إلى مواقع إطلاقها وأماكن هذه المواقع (الرئيسية والتبادلية والهيكلية)، وعدد القواذف الثابتة الموجودة فى صوامع محصنة تحت الأرض، التي لاتظهر إلا وقت الإطلاق ثم تختفى مرة أخرى تحت الأرض - مثل صوامع الصواريخ عابرة القارات الروسية والصينية الموجودة فى صوامع مماثلة تحت الأرض، وقد حصلت إيران على هذه التقنية من روسيا والصين، التى تكفل حماية شبه كاملة لصواريخها البالستية من الضربات الجوية والصاروخية المعادية.
كذلك شملت التحضيرات العسكرية الإسرائيلية مجالات التعاون العسكرى مع الولايات المتحدة قبل وأثناء وبعد الضربة الإسرائيلية الأولى، خاصة ما يتعلق بالإنذار الفضائى والجوى بإطلاق الصواريخ الإيرانية (شهاب)، وكيفية اعتراضها قبل أن تصل إلى أرض إسرائيل، وإزالة آثار ضرباتها فى حالة إصابتها أهدافا إسرائيلية. كما شمل التعاون العسكرى أيضا عدة دول حليفة وصديقة فى المنطقة قد تعمل المقاتلات الإسرائيلية فى أجوائها والغواصات الإسرائيلية بالقرب من مياهها. وفى هذا الإطار أعادت إسرائيل تفعيل اتفاقياتها العسكرية مع تركيا لهذا الغرض، وحصلت على وعود بالمساعدة وفق هذه الاتفاقية تشمل عبور الأجواء والهبوط الاضطرارى، واتفاقية مماثلة مع أذربيجان التى تشهد منذ سنوات تفعيلا لافتا فى علاقاتها مع إسرائيل، واستخدام ثلاثة قواعد جوية فى أذربيجان. وتفيد تقارير استخباراتية بأن اتفاقا وقعته إسرائيل مع قطر يجيز للطائرات الإسرائيلية الهبوط الإضطرارى فى هذه الدولة، وحماية الطيارين الإسرائيليين فى حال تعرضهم للسقوط فيها، وأن اتفاقية مماثلة عقدت مع حكومة كردستان العراق، حيث تم تفعيل مكتب الموساد فى أربيل بوحدة خاصة. ومن المعروف أيضا وجود تعاون عسكرى مع دولة قرجيزيا التى بها القاعدة العسكرية الأمريكة فى (ماناس) وبها قنابل نووية تكتيكية أمريكية. هذا إلى جانب إجراء إسرائيل تجارب حية على الصواريخ المضادة للصواريخ (حيتس-3) - وهو أحدث تطوير لهذا الطراز، والصواريخ (أريحا - 3) القادرة على حمل رؤوس نووية حتى مسافة 5000 كم، كذلك استخدام قنابل زنة 1000 كجم لفتح ثغرة فى التحصينات الموجودة تحت سطح الأرض حتى عمق 30 متراً، بما يمهد بعد ذلك لإلقاء قنابل نووية تكتيكية على هذا العمق لتفجير المنشآت النووية ومراكز القيادة والسيطرة الموجودة فيها .
وفى إطار الاستعدادات العسكرية الإسرائيلية للعمل العسكرى ضد إيران نشطت الموساد فى اغتيال عدد من العلماء والمهندسين الإيرانيين العاملين فى المجالين الصاروخى والنووى، كان بينهم الخبير النووى أردشير حسن بدر فى أصفهان، وهو ما أدى إلى الكشف عن وجود مجموعة كوماندوز اسرائيلية داخل إيران تتجاوز مهمتها اغتيال الخبراء النوويين إلى تحديد الأماكن المعدة للقصف عبر زرع أجهزة أشعة الليزر فيها توجه الطائرات الإسرائيلية بسهولة إلى قصفها، وكان لافتا أن طهران نفت فى البداية وجود عناصر الموساد على أراضيها، ثم عادت مؤخرا إلى الكشف عن اعتقال شبكة تعمل لحساب المخابرات الإسرائيلية يفوق عدد عناصرها المئة.
لذلك يعتقد العراقيون أن سيناريو الضربة الإسرائيلية كرأس حربة لضربة أمريكية تالية أكبر وأشمل ضد إيران ينتظر أن تشكل مفاجأة الحرب المتوقعة، وأن احتمالاته تعززت أكثر على ضوء حرص الأمريكيين المفاجئ على تهدئة اللهجة مع إيران، والتركيز على العقوبات الاقتصادية والمالية، ومنح الاتحاد الأوروبى ومجلس الأمن فرصة جديدة. وإذا كانت المعلومات تفيد أن إسرائيل مستمرة بجدية فى تحضيراتها لإطلاق الشرارة الأولى على النحو الذى برز فى المناورات الجوية الأخيرة، فإن الجدل الدائر اليوم بين الإسرائيليين والأمريكيين لم يعد يتمحور حول قرار المشاركة الأمريكية فى الضربة من عدمه، ولكن فى كيفية إخراج هذه الضربة بالشكل الذى يقبله الكونجرس والرأى العام الأمريكى والعالمى، من حيث إلقاء مسئولية إشعال الحرب وتداعياتها على إيران.
وتشير معلومات مصادر المخابرات الغربية فى هذا الخصوص إلى أن إيران أجرت دراسات تتناول كيفية تصنيع رؤوس نووية للصواريخ شهاب، مع إقامة منشآت لإجراء تجارب نووية تحت الأرض. وكانت الفاينانشيال تايمز البريطانية قد نشرت مؤخرا تقريراً يفيد بأن البرنامج النووى الإيرانى أحرز تقدما كبيرا خلال الأشهر الماضية إلى مستوى أصبحت معه طهران قادرة على امتلاك القدرة على انتاج سلاح نووى فى العام القادم 2009.
وقد توقع السفير الأمريكى السابق لدى الأمم المتحدة (جون بولتون) أن تقوم إسرائيل بمهاجمة إيران بعد الانتخابات الرئاسية التى ستشهدها بلاده فى نوفمبر المقبل، قبل مغادرة بوش البيت الأبيض. وقال بولتون - الذى يعد من أبرز مؤيدى الخيار العسكرى ضد إيران لمنعها من تطوير أسلحة نووية - فى مقابلة مع صحيفة ديلى تلغراف فى 24 يونيو، واعتقد أنها ستسبب استنكاراً عاما، لكن لن يكون هناك أى رد. وأضاف “إن إسرائيل لا تزال مُصِرَّة على منع إيران من امتلاك أسلحة نووية، لذلك فإن الخيار الأمثل للضربات الجوية سيكون خلال الفترة المقبلة بين الرابع من نوفمبر والعشرين من يناير 2009، وهى الفترة الفاصلة بين انطلاق انتخابات الرئاسة فى الولايات المتحدة وتنصيب الرئيس الجديد”. واستبعد بولتون لجوء إسرائيل إلى العمل العسكرى ضد إيران فى حال فوز المرشح الديموقراطى باراك أوباما بانتخابات الرئاسة بسبب خشيتها من المضاعفات جراء النهج الذى أعلنه عن سياساته الخارجية، ورفضه استخدام الخيار العسكرى ضد إيران.
أولويات العمل العسكري ضد إيران
الأولوية الأولى: قصف مناطق تمركز وحدات الحرس الثورى الإيرانى، مع إعطاء أهمية خاصة لتدمير وحداته البحرية فى قواعدها البحرية (بندر عباس، بند خومينى، بوشهر، وفى جزر أبو موسى، وطنب الكبرى، وطنب الصغرى، وسيرى، وخرج) بهدف منعها من القيام بهجمات صاروخية وانتحارية ضد السفن الحربية والقواعد الأمريكية فى الخليج. وقد يرتبط بهذه العملية احتلال قاعدة بندر عباس بقوات خاصة أمريكية بعد تدمير القوات الإيرانية والصواريخ الساحلية سي-802 بالضربات الجوية والصاروخية فيها بهدف تأمين حركة السفن فى مضيق هرمز. يتزامن مع تنفيذ هذه المهمة قصف وحدات الصواريخ(شهاب) فى مناطق تمركزها وأثناء تحركها وفى صوامعها الثابتة تحت الأرض. كذلك قصف وحدات الدفاع الجوى الإيرانية (محطات رادار ووحدات صواريخ أرض/جو)، والمطارات الموجودة فى طريق اقتراب الطائرات الأمريكية نحو أهدافها لمنعها من التدخل فى أعمالها، وسيقترن ذلك بتنفيذ عمليات إعاقة إلكترونية (رادارية ولاسلكية) ضد مراكز القيادة والسيطرة ومحطات الرادارات الإيرانية بهدف شلها (حوالى 100 هدف).
الأولوية الثانية: قصف مناطق تمركز وانتشار وحدات الحرس الثورى الإيرانى، خاصة القريبة من الحدود العراقية لمنعها من الاندفاع إلى جنوب العراق واحتلاله، خاصة مواقع فيلق القدس. إلى جانب قصف مراكز القيادة والسيطرة السياسية والاستراتيجية الإيرانية، وباقى القواعد الجوية والمطارات ومواقع الدفاع الجوى الإيرانية، وباقى مواقع الحرس الثورى (حوالى 80 هدفاً).
الأولوية الثالثة: قصف المنشآت النووية الإيرانية، وتشمل طبقا للأهمية: مركز تخصيب اليورانيوم فى ناتانز، ومركز تحويل اليورانيوم إلى غاز uf-6 فى أصفهان، ومفاعل آراك لفصل البلوتونيوم وانتاج الماء الثقيل، ومركز جابر بن حيان (مختبرات) فى طهران، ومركز طحن اليورانيوم فى أراكادان، ومنجم اليورانيوم فى ساجاند، ومصنع طحن اليورانيوم فى جهينى، ومركز الأبحاث فى يازد، ومركز تخصيب اليورانيوم بالليزر فى لاشكاراد آباد، والمفاعل الجديد فى خوزستان، ومفاعل بوشهر، ومصنع أزاك، (حوالى 24 هدفاً).

 

 


   

رد مع اقتباس