عرض مشاركة واحدة

قديم 16-04-09, 03:17 PM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
السادات
•¦ رقـيـب ¦•

إحصائية العضو





السادات غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي كيف سيتم تسويقها داخلياً وعالمياً ؟



 

المبررات الأمريكية للاشتراك في الضربة الإسرائيلية لإيران

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
غلاف مجلة الحرس الوطني عدد 318تعتبر الإدارة الأمريكية أن المشكلة الرئيسية التى تواجهها عند اتخاذ قرار بشن عملية عسكرية ضد إيران، تتمثل فى إيجاد المبررات والذرائع التى يمكن بها إقناع الكونجرس والرأى العام الأمريكى والعالمى بجدواها، وتسويقها داخليا وخارجيا، خاصة مع ضرورة الحصول على موافقة الكونجرس عليها قبل شنها، حيث أصبح من الصعب على إدارة بوش تسويق مبررات سابقة مستهلكة وغير مقنعة، مثل حيازة إيران لأسلحة دمار شامل، كما فعلت فى السابق لتبرير هجومها على العراق 2003 وثبت كذب هذه الادعاءات، الأمر الذى أفقد إدارة بوش وأجهزة مخابراتها المصداقية داخل الولايات المتحدة وخارجها.
كما فشلت إدارة بوش أيضا فى تسويق حجة مسئولية إيران عن الخسائر البشرية الجسيمة التى لحقت بالقوات الأمريكية فى العراق، حيث جمعت قيادة القوات الأمريكية فى العراق أدلة كثيرة حول إمداد إيران للميليشيات التابعة لها فى العراق بالأسلحة والذخائر والعبوات المتفجرة الحديثة التى نجحت فى تدمير أعداد كبيرة من المدرعات الأمريكية، بمن فيها من عسكريين أمريكيين، ورغم ذلك فشلت فى إقناع الكونجرس بأن يكون ذلك مبرراً لشن حرب ضد إيران.
كذلك لم تشكل الاستفزازات التى مارستها زوارق الحرس الثورى الإيرانى ضد السفن الحربية الأمريكية فى الخليج، دافعا لرد فعل عسكرى أمريكى عنيف ضد إيران قد يترتب عليه تصعيد إلى مستوى حرب لا يمكن السيطرة على أبعادها، لذلك تلقى فكرة شن حرب ضد إيران معارضة شديدة من ثلثي الشعب الأمريكى، ومن داخل الكونجرس الذى يسيطر عليه الديموقراطيون. وقد راهنت الإدارة الأمريكية أيضا على فكرة احتلال إيران للبصرة بعد خروج البريطانيين منها، لكنها فشلت أيضا فى الترويج لهذه الفكرة فى تبرير مخططها لشن عملية عسكرية ضد إيران، حيث حرصت الأخيرة - رغم نفوذها القوى فى البصرة ومدن الجنوب العراقى - على عدم تمكين واشنطن من التذرع بهذه الحجة بعد أن صدّرت الميليشيات العراقية التابعة لها للسيطرة على الأوضاع فى هذه المدن، وأخفت نشاط فيلق القدس الإيرانى وراء هذه الميليشيات العراقية، حتى تبعد المسئولية عن نفسها بشأن عمليات المقاومة العراقية التى تجرى فى هذه المناطق ضد القوات الأمريكية. وبسبب ذلك قام البنتاجون بتأجيل الكشف عن أدلة التورط الإيرانى فى العراق، حيث فوجئت الإدارة الأمريكية بردود الفعل الباردة تجاه الإعلان عن الأدلة الدافعة لتورط فيلق القدس التابع للحرس الثورى فى مقتل 170 أمريكيا فى العراق، ودور الرشاشات التى سبق أن اشترتها طهران من النمسا فى تفجير شاحنات (هامفى) العسكرية الأمريكية فى العراق.
لذلك لم يعد الاهتمام فى واشنطن بتفاصيل الخطة العسكرية الأمريكية ضد إيران - وهى موضوعة بالفعل بل جاهزة للتنفيذ - ولكن بإيجاد “الذرائع والأدلة الثبوتية” التى ستستخدم لتبرير إطلاق الحرب، وخصوصا فى مصدر الشرارة الأولى التى ستشعل الحرب. ووجدوا الحل فى العودة إلى “السيناريو الإسرائيلى” كخيار بديل من شأنه إنقاذ الإدارة الأمريكية من “فيتو” الكونجرس ضد شن حرب ضد إيران، ومن هشاشة الادلة الدامغة وضعف التقارير الاستخباراتية عن البرنامج النووى الإيرانى، خصوصا على ضوء استمرار الشبهات حولها بسبب الكذب والتضليل بالنسبة لأسلحة الدمار الشامل فى العراق، وتقرير جهاز المخابرات الأمريكية الوطنية الذى لم يؤكد على عدم وجود أدلة على نشاط نووى ذي طابع عسكرى فى البرنامج النووى الإيرانى.
ولوضع السيناريو الإسرائيلى موضع التنفيذ عقدت اجتماعات عديدة بين قيادات عسكرية وسياسية إسرائيلية وأمريكية خلال الأشهر الأخيرة بهدف وضع اللمسات الأخيرة على سيناريو الضربة الإسرائيلية الأولى، وعلى ضوء هذه الاجتماعات تم التوافق على أن الاعتماد على إسرائيل لإطلاق شرارة الحرب ضد إيران هو الوسيلة الأفضل لتفادى احتمال رفض الكونجرس لخطة الحرب الأمريكية، وأعد هذا السيناريو من منطلق الوزن الكبير الذى يمثله اللوبى الصهيونى فى الحزب الديموقراطى، وبالتالى استحالة رفض الديموقراطيين دخول أمريكا الحرب للدفاع عن إسرائيل، خصوصا أنهم على أبواب انتخابات رئاسية فى أواخر ديسمبر القادم (2008). وعلى اعتبار أن الضربة الإسرائيلية الأولى ضد إيران التى ستكون ضد منشآت نووية وصاروخية إيرانية، سيعقبها بالتأكيد رد إيرانى إنتقامى ضد إسرائيل بواسطة صواريخ شهاب، سيعرض إسرائيل لخسائر بشرية يقدرها الخبراء الإسرائيليون بحوالى 2000-3000 فرد قتيل، لكن إسرائيل على استعداد لتقبل هذا الحجم من الخسائر، إذا ما كان مبرراً لاشتراك الولايات المتحدة فى الحرب ضد إيران بحجة الدفاع عن إسرائيل، بما يؤدى فى النهاية إلى إزالة الخطر الإيرانى نهائيا من المنطقة، بما فى ذلك اختفاء نظام حكم الملالى من طهران.

 

 


 

   

رد مع اقتباس