عرض مشاركة واحدة

قديم 11-06-09, 07:21 AM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

كما أشار كارتر للصدمة التي أصابت المجتمع اليهودي الأمريكي والرئاسة الأمريكية بانتخاب "مناحم بيجن" رئيسًا لوزراء إسرائيل، والذي عرف بتشدده وتاريخه مع العمليات الإرهابية. إلا أن لقاءه ببيجن أثبت إمكانية التفاهم معه، ولهذا فكر كارتر في جمع السادات وبيجن في كامب دافيد كحل أخيرٍ لمواجهة تعنت بيجن خاصة فيما يتعلق بقضية المستوطنات ولمواجهة الضغوط التي تصاعدت في مواجهة السادات بسبب مبادرة السلام.


ورغم العقبات التي واجهت هذه المفاوضات، إلا أنها أسفرت عن التوصل لإطار للتسوية واتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل. ولم تنفذ أي من بنود الاتفاقية المتعلقة بالقضية الفلسطينية لرفض الفلسطينيين المشاركة. وعلى الرغم من هذا التقدم، فقد خسر كارتر عديدًا من الأصوات اليهودية في انتخابات عام 1980.


تراجع أولوية السلام لدىالإدارات الأمريكية المتعاقبة
يشير كارتر إلى أنه أدرك أن قضية السلام في الشرق الأوسط لن تكون من أولويات خلفه رونالد ريجان. ومن هنا سعى لتوجيه الاهتمام بالمنطقة من خلال رئاسته لمركز كارتر، ومن خلال قيامه بعديدٍ من الزيارات للمنطقة ومقابلة قادتها.

وبعد فصل تاريخي يواصل كارتر سرد الأحداث وصولاً إلى مؤتمر مدريد عام 1991، واتفاق أوسلو عام 1993، الذي كان يميل فيهما لمصلحة إسرائيل حسبما أشار في كتابه. ويؤكد كارتر مرة أخرى على أن الاستمرار في بناء المستوطنات في ظل رئاسة كلٍّ من نتينياهو وباراك للوزارة في إسرائيل مثل عقبة في طريق السلام. وأخيرًا يذكر كارتر أن شارون كان المستفيد الأول من اندلاع العنف الذي أعقب إخفاق مفاوضات كامب دافيد الثانية التي توسط فيها الرئيس الأمريكي الأسبق "بيل كلينتون" بين باراك وعرفات، حيث تم انتخابه رئيسًا للوزراء عام 2001.

وفيما يتعلق بإدارة بوش الابن، يرى كارتر أن سياسات بوش في المنطقة تمحورت حول الخطر الإيراني، فضلاً عن إخفاقها في دفع تل أبيب إلى طاولة المفاوضات للتوصل إلى اتفاق سلامٍ. ومن هنا استمرت إسرائيل في سياساتها المتشددة التي أضعفت من فرص السلام، بما في ذلك إحكام الحصار على قطاع غزة، وهو الأمر الذي أدى ـ حسب كارتر ـ إلى زيادة شعبية حركة المقاومة الإسلامية (حماس).


طريق السلام ومواضع الأزمة
يؤكد كارتر في الفصل الخامس أن مبادرة السلام العربية التي طرحتها المملكة العربية السعودية في مارس عام 2002 ووافقت عليها الدول العربية ودول منظمة المؤتمر الإسلامي، بما فيها إيران، كانت فرصة حقيقية للسلام لولا عملية "نتاليا" التي أدت لرد فعل عنيف من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي شارون، واشتعلت بعدها أحداث العنف المسلح بين الطرفين.

وعلى الجانب الآخر يذكر كارتر أن الجدار العازل الذي بدأت إسرائيل بناءه عام 2003 يمثل تعديًا صارخًا على الأراضي والحقوق الفلسطينية. كما يذكر أن من بين عقبات السلام في المنطقة الضغوط التي فرضتها الولايات المتحدة وإسرائيل لمنع تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية بقيادة حركة حماس التي نجحت في الانتخابات التشريعية في بداية عام 2006. ويرفض كارتر العزلة التي فرضتها واشنطن وتل أبيب على حركة حماس المنتخبة داعيًا إلى ضرورة الحوار والتعامل معها. وعلى الجبهة اللبنانية يؤكد كارتر أن الوضع سوف يظل متوترًا طالما استمرت إسرائيل في احتلال مزارع شبعا.


خطة للسلام
في الفصول الخمسة الأخيرة يشرح كارتر سبل تحقيق السلام في الشرق الأوسط. وتقوم مقاربته لعملية السلام على حل شامل لا يهمش أيًّا من الأطراف المؤثرة حتى يحظى بقبول عام. فهو يرى أن حماس يمكن أن تلعب دورًا إيجابيًّا في تحقيق السلام، الذي يتطلب تأييدًا فلسطينيًّا واسعًا، يصعب تحقيقه بدونها. بالإضافة إلى تأكيده على أهمية السلام بين إسرائيل وكل من سوريا ولبنان.

وهو في هذا الإطار يؤكد اختلافه مع سياسات الرئيس بوش الابن التي شجعت التعنت الإسرائيلي، وركزت على إدانة التقارب مع سوريا وإيران وحزب الله، وهو ما أدى إلى الفشل في التوصل إلى إطار للتسوية، ناهيك عن اتفاقية سلام، خلال فترة رئاسته.

ويشير كارتر، ربما من قبيل تشجيع الإسرائيليين على خيار السلام القائم على دولتين، إلى أن التعنت الإسرائيلي أدى إلى تزايد الأصوات التي تنادي بحل الدولة الواحدة ـ الذي دعا له الرئيس الليبي معمر القذافي والذي رفضه شيمون بيريز في مقالة له بصحيفة الواشنطن بوست يوم الثلاثاء 10 من فبراير 2008 ـ، وهو ما يعني رفض إسرائيل كدولة لليهود فقط، واتجاه الفلسطينيين للدفاع عن حقوقهم داخل إسرائيل على غرار ما حدث في جنوب أفريقيا، منهيًا سياسات الفصل العنصري وحكم الأغلبية.


كلمة أخيرة
رغم أن كارتر لم يخلف إصلاحات سياسية أو اقتصادية أو إدارية مؤثرة خلال فترة رئاسته الوحيدة، كما فعل كثيرٌ من الرؤساء الأمريكيين أمثال جونسون وريجان، إلا أن نشاطه الدولي وإنجازاته على الساحة الدولية لاسيما مفاوضات السلام المصرية - الإسرائيلية التي انتهت بتوقيع اتفاقية السلام عام 1979، تعد من أهم إنجازاته. فبعد خروجه من البيت الأبيض ومن خلال مركزٍ للأبحاث "مركز كارتر" استمرت جهوده لتحقيق السلام ونشر الديمقراطية ومكافحة الفقر والمرض.

وقد أثمرت جهود كارتر لتحقيق السلام في دول مثل هاييتي وكوريا الشمالية عن فوزه بجائزة نوبل عام 2002، حتى أن كثيرًا من الأمريكيين يرى أن دور كارتر وتأثيره برزا عقب خروجه من البيت الأبيض على عكس الحال عندما كان داخله.
ومما لا شك فيه أن الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر من الشخصيات التي حظيت بتقدير خاص في العالم العربي، خاصة بعد خروجه من منصب الرئاسة بالنظر إلى التزامه بتسوية شاملة وعادلة في الشرق الأوسط تقوم على إنهاء الاحتلال واحترام القانون الدولي. ورغم أن الوضع الإقليمي الحالي ربما لا يدعو للتفاؤل، إلا أن عنوان هذا الكتاب الجديد جاء مفعمًا بالأمل، بشرط أن تقوم الولايات المتحدة بدور قيادي ومتوازن أساسه شمول جميع الأطراف ذات الصلة، وعدم السماح لاعتبارات أمنية ضيقة باستبعاد أطرافٍ هامة مثل حماس وإيران، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى تشجيع قوى التطرف، وتأزم الصراع وتعقده أكثر مما هو عليه الآن.

ويبقى القول هنا: إن خطاب بوش حتى حملة الانتخابات الرئاسية الأخيرة كان مناقضًا لخطاب أوباما. فبينما أعلن بوش صراحة رفضه التعامل مع سوريا وإيران وحزب الله، أكد أوباما على أهمية الحوار مع جميع الأطراف.

وقد اختار الأمريكيون طريق الحوار والدبلوماسية وتحسين الصورة الأمريكية. ولكن خطة كارتر لا تقوم فقط على الحوار، فهو يدعو إلى دور إيجابي وريادي للولايات المتحدة قد يقتضي أحيانًا ممارسة ضغوط للحيلولة دون سيطرة قوى التطرف على مسار السلام. فهل يستطيع أوباما أن يترسم هذا الطريق؟

 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس