عرض مشاركة واحدة

قديم 23-02-10, 10:59 AM

  رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

سابع عشر: تطبيقات حرب المعلومات في عاصفة الصحراء

شهدت عمليات عاصفة الصحراء العديد من أساليب حرب المعلومات، حيث قام خمسة أشخاص هولنديين، في الفترة ما بين أبريل 1990م ومايو 1991م باختراق شبكة الحاسب، والوصول إلى 34 موقعا على شبكة الإنترنت من المواقع العسكرية الأمريكية.

وقد شمل ذلك بعض المواقع التي كانت تقوم بمهام دعم عمليتي "درع الصحراء" و"عاصفة الصحراء"، وتمكن هؤلاء الأشخاص من الدخول إلى الملفات والبريد الإلكتروني، للبحث عن بعض المصطلحات، مثل "نووية"، "أسلحة"، "مقذوفات"، "درع الصحراء"، "عاصفة الصحراء"،

وتمكنوا من الحصول على معلومات عن مواقع القوات الأمريكية، وأنواع الأسلحة التي تستخدمها هذه القوات، وقدرات الصاروخ "باتريوت" Patriot، وتحركات السفن الحربية الأمريكية في منطقة الخليج. وبعد الانتهاء من هذه الأعمال قام هؤلاء الأفراد الخمسة بإزالة آثار أفعالهم، لإخفاء ما حصلوا عليه من معلومات.

واستخدام المعلومات، التي حصل عليها هؤلاء القراصنة، والخاصة بأنظمة الإمداد، كان يمكن أن يؤدي إلى أن تزود القوات الأمريكية في الخليج بشحنات من فرش الأسنان بدلا من الذخائر!.

وقد حصل قراصنة المعلومات الخمسة على معلومات كثيرة ملأت العديد من أقراص الحاسب، وعندما لم يجدوا مكانا لإخفاء غنيمتهم هذه، قاموا باختراق شبكة المعلومات في جامعتي "باولنج جرين" Bowling Green وشيكاغو، وأفرغوا المعلومات بها على أمل نقلها، فيما بعد، إلى مكان آخر.

وخلال الحرب عرض هؤلاء الهولنديون بيع معلوماتهم إلى العراق، من خلال طرف وسيط. ولكن بغداد رفضت العرض، خوفا من أن تكون هذه مجرد حيلة للابتزاز.

ثامن عشر: التعامل مع جواسيس المعلومات في عاصفة الصحراء

من أساليب حرب المعلومات في عمليات عاصفة الصحراء أيضا علاقة بغداد ببعض جواسيس المعلومات، ففي مايو 1991م حكم على أحد العاملين بوزارة الخارجية الألمانية بالسجن لمدة خمس سنوات، بتهمة نقل معلومات عسكرية وسياسية إلى بغداد، خلال حرب الخليج. وكان هذا الجاسوس المدعو "جتلر" Gietler قد نقل إلى جهاز الاستخبارات العراقي مئات الملفات قبل القبض عليه، ومنها:

1. الخطابات المتبادلة بين الرئيس الأمريكي جورج بوش والمستشار الألماني هيلموت كول، والخاصة بالخطط العسكرية الأمريكية، لنقل القوات والمعدات عبر ألمانيا.

2. التقارير التي حصلت عليها وكالات الاستخبارات الغربية حول الشركات الأجنبية، التي تساعد العراق في صناعة أسلحة الدمار الشامل.

3. تقارير الاستخبارات الألمانية عن الصواريخ العراقية والخرائط، التي توضح مواقع هذه الصواريخ، والأهداف الإسرائيلية، التي ستوجه إليها.

4. صور الأقمار الصناعية الفرنسية، التي توضح مواقع الصواريخ الإسرائيلية.

5. قائمة بالطائرات الخفية الأمريكية، التي ستقوم بعمليات في حرب الخليج.

وقد أشارت المحكمة الألمانية، التي حكمت على "جتلر" بالسجن، إلى أن المعلومات العسـكرية، التي نقلها إلى بغداد، قد أفادتها إلى حد ما. وبعد انتهاء فترة العقوبة في السجن، صرح "جتلر" لمحطة تلفزيون CBS الأمريكية بأن عملية نقل معلومات عن القوات المتحالفة إلى العراق كان عملا ممتعا له.

وظل "جتلر" يقوم بهذا العمل لمدة خمسة أيام أسبوعيا، وكان يتقاضى مبالغ مالية نظير ذلك، وقال جتلر أن المال لم يكن هو دافعه إلى ذلك، لأنه كان متعاطفا مع العراق، ولذلك، فإن هذا العمل كان من واجبه. وأضاف قائلا:"انه بعد مقابلته للملحق العسكري العراقي، مصادفة في أحد المطاعم، فإنه تطوع لتقديم هذه المعلومات". وكان القبض على "جتلر" قد تم بعد أن التقطت أجهزة الاستخبارات الألمانية مكالمة تليفونية له مع الملحق العسكري العراقي.

تاسع عشر: شل فعالية نظم المعلومات العراقية في عاصفة الصحراء

قامت قوات التحالف بتدمير وشل فاعلية العناصر الرئيسة في نظم المعلومات العراقية. ففي الدقائق الأولى لعمليات عاصفة الصحراء أطلقت الأسلحة المضادة للإشعاعات من الطائرات العمودية والطائرات ثابتة الأجنحة لتشل فاعلية شبكة الدفاع الجوى العراقية.

وأطلقت إحدى الطائرات الخفية من طراز F-117 قنبلة دقيقة التوجيه مباشرة على مركز الاتصالات الرئيسي في وسط العاصمة العراقية، مما أدى إلى تعطيل نظام الاتصالات الأرضية الذي يربط مركز القيادة للرئيس العراقي بمراكز القيادة الأخرى المتصلة بقيادات التشكيلات المقاتلة في الخطوط الأمامية.

وبمجرد أن توقفت مراكز القيادة والسيطرة على العمل، بدأت قوات التحالف في التعامل مع وحدات الدفاع الجوي العراقية، لتشل قدرتها على كشف ميدان المعركة.

وقامت قوات التحالف بشل فعالية نظم الحاسبات العسكرية العراقية باستخدام الفيروسات، التي تسربت إلى هذه النظم من خلال أجهزة الطباعة، ووفقا لهذه الرواية، التي أذيعت في العاشر من يناير 1992م من محطة ABC الأمريكية، فإن الإدارة الأمريكية وجهت هذه الفيروسات إلى نظام الدفاع الجوي العراقي.

وقبل بدء عمليات الصحراء بعدة أسابيع، تم زرع فيروس في جهاز الطباعة، الذي تم تجميعه في فرنسا، وأرسل إلى العراق عن طريق عمان. وقيل إن هذا الفيروس تم تطويره في وكالة الأمن القومي الأمريكية، وتم زرعه في جهاز الطباعة بواسطة وكالة المخابرات المركزية CIA. وقد أطلق على هذا الفيروس اسم AF/91. وبحلول الثامن من يناير 1991م أكدت دول التحالف تعطل حوالي نصف أجهزة الحاسبات العراقية.

عشرون: تطبيقات حرب المعلومات في البلقان


اعتمدت الولايات المتحدة على أساليب حرب المعلومات اعتمادا رئيسيا خلال حربها في البلقان، حيث شنت عمليات مكثفة، من أجل الولوج إلى الأنظمة العسكرية اليوغسلافية والتحكم بها، وخصوصا أنظمة الحاسبات الخاصة بالدفاع الجوي اليوغسلافي. فلقد سعى الأمريكيون إلى تعطيل وتشويه الصور الظاهرة على شاشات منصات التحكم بأنظمة الدفاع الجوي، للحيلولة دون نجاح اليوغسلافيين في إسقاط الطائرات المعادية.

وتمثل جزء من المجهود المعلوماتي الأمريكي ضد اليوغسلافيين في خداع شبكات الدفاع الجوي ووضع أهداف كاذبة. وهذه الهجمات المعلوماتية ضد وسائل الدفاع الجوي اليوغسلافية، حدثت أولا عن طريق التقاط اتصالات كانت تتم بين الوحدات اليوغسلافية، وتسجيلها، ثم تحويلها إلى محطات للاتصالات، ليتم بثها في أوقات غير مناسبة، فتحدث فوضى من جراء اتخاذ العسكريين اليوغسلافيين تدابير لا تتلاءم مع ظروف المعركة، كإطلاق قذائف أو صواريخ مضادة للطائرات، عندما لا يكون هناك وجود لأية طائرة معادية.

وعمد الأمريكيون أيضا إلى إرسال صور وإشارات رادارية خاطئة، يصعب على مشغلي النظم الرادارية أن يميزوا بينها وبين الصور الحقيقية في صورة أهداف خداعية.

 

 


   

رد مع اقتباس