عرض مشاركة واحدة

قديم 23-02-10, 11:17 AM

  رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

ج. الدروس المستفادة من حرب 1956


(1) أهمية وجود قيادة مستقلة للمدفعية المضادة للطائرات.
(2) توفير وسائل مضادة للطائرات متكاملة، تتناسب مع أهمية كل هدف، حسب مساحته وطبيعة الهجوم الجوي المتوقع، حيث إن المدافع، التي خصصت للدفاع الجوي، عن القواعد الجوية من الرشاشات الخفيفة، جعل العدو يلجأ إلى الهجوم من ارتفاعات خارج إمكانياتها.
(3) عدم تناسب حجم المدفعية المضادة للطائرات، المكلفة بحماية القوات البرية، مع حجم هذه القوات، مما عرض هذه القوات لخسائر كبيرة، نتيجة لهجوم العدو الجوي، بينما نجد أن المدفعية المضادة للطائرات، على ظهر المدمرة ناصر، تمكنت من حماية المدمرة من هجوم العدو الجوي، بسبب تناسب قوتها مع حجم الهدف المدافع عنه.
(4) ظهرت أهمية وجود شبكة متكاملة للإنذار، مزودة بوسائل الاتصال الجيدة، التي تمكن من إبلاغ الإنذار، في الوقت المناسب، والكافي؛ لرفع أوضاع استعداد الوحدات.
(5) ضرورة تدقيق تنظيم التعاون، بين القوات الجوية والقوات البرية، حيث أدى انعدام التنسيق إلى حدوث قصف للقوات البرية بطريق الخطأ.
(6) ضرورة مراجعة خطط الإمداد والتموين، وحساب الاستهلاك لكل متطلبات العملية، وتوفير قدر مناسب من الاحتياطيات، بالقرب من مسرح العمليات.
(7) الاهتمام بالتأمين الفني، وتوفير قطع الغيار، وإمكانيات الإصلاح لسرعة استعادة كفاءة المعدات في حالة عطلها.
(8) انعدام التجهيز الهندسي، خاصة بالنسبة إلى القواعد والمطارات، مما أدى إلى فداحة الخسائر.
د. أسلحة جديدة مضادة للطائرات بعد حرب 1956
ويظل السؤال حائراً، بعد كل حرب، هل نعي دروس الحرب، ونعمل على تجنب سلبياتها، وتطوير إيجابياتها؟ وبعد حرب 1956، بدأت القيادة المصرية، في دراسة أوضاع القوات المسلحة، واحتياجاتها من السلاح، وكان الاستنتاج الرئيسي، من هذه الدراسة، هو الأهمية القصوى لتسليح كل من القوات الجوية والدفاع الجوي.
وبدأت برامج إعادة تسليح الجيش المصري، بتزويد الدفاع الجوي، بشبكة من محطات رادار الإنذار، بحيث تتكون كل محطة من جهازين، جهاز ب -8 لكشف الأهداف العالية، وجهاز ب -20 لكشف الأهداف المنخفضة، يكمل كل منهما الآخر.


وفي عام 1958، دخلت الخدمة مجموعة من الأسلحة، تمثلت في:


(1) المدافع عيار 100 مم وسط، والمجهزة بأجهزة قيادة النيران.
(2) المدافع عيار 57 مم خفيف، والمجهزة بأجهزة قيادة النيران.
(3) المدافع عيار 14.5 مم رشاشات مضادة للطائرات رباعية وثنائية وفردية المواسير، مقطورة.
وعموماً دخلت المطالب جميعها حيز التنفيذ، بدرجات متفاوتة، عدا المطلب الخاص بأهمية وجود قيادة للدفاع الجوي، متخصصة ومستقلة، وأرجئ البت فيها، لأسباب خاصة، على رغم أهميتها القصوى.


هـ. دخول الصواريخ الموجهة المضادة للطائرات سام – 2


عقب العدوان الثلاثي عام 1956، جرى تقويم أداء وحدات المدفعية المضادة للطائرات، ودراسة نقاط القوة والضعف، وظهر جلياً الفارق الكبير، بين إمكانيات معدات الدفاع الجوي المصري، وبين إمكانيات الطائرات الموجودة لدى إسرائيل، واتجه التفكير، إلى تزويد وحدات المدفعية المضادة للطائرات، بالصواريخ الموجهة المضادة للطائرات.
وفي هذه الأثناء، حدثت اختراقات للمجال الجوي المصري، بطائرات تطير على ارتفاعات عالية، وذات سرعات عالية جداً، خارج مدى المدفعية المضادة للطائرات، وفي عام 1960، طلبت مصر، من الاتحاد السوفيتي، تزويدها بصواريخ سام – 2، حيث إنها التطور الطبيعي والمكمل للمدفعية المضادة للطائرات، وتمت الموافقة على ذلك، وكانت مصر أول دولة، خارج حلف وارسو، تزود بهذا الصاروخ.


(1) تشكيل أول وحدات الصواريخ


في بداية عام 1962، جرى تشكيل الوحدات الأولى، من وحدات الصواريخ، وكانت عبارة عن ثلاثة ألوية بإجمالي 13 كتيبة نيران، و12 سرية مدفعية مضادة للطائرات عيار 57 مم، للدفاع المباشر، وأربع كتائب فنية لتجهيز واختبار الصواريخ، وأعقبها تدريب لواء آخر، ثم أعقب ذلك عقد تكميلي، بعشر كتائب نيران، عدا الكتائب الفنية، وبذلك حدث توسع كبير على حساب المدفعية المضادة للطائرات، مما أثر على كفاءة المدفعية، بسبب انخفاض مستوى الأفراد، وعقدت دورات تخصصية للضباط، بمعرفة خبراء سوفيت، وذلك في مركز خاص بمشروع الصواريخ في ضواحي القاهرة. وقد أتمت الأطقم المصرية تدريبها في 25 مايو 1963، ووضعت خطة كاملة لترجمة الوثائق، وتعليمات التشغيل والصيانة، من اللغة الروسية إلى اللغة العربية.


(2) تجهيز مسرح العمليات


(أ) في أثناء فترة التدريب للأطقم والتخصصات المختلفة، جرى استطلاع، وانتخاب المواقع الدفاعية، التي سيتم احتلالها، بكتائب النيران، للدفاع عن الأهداف الحيوية.
(ب) حُددت شبكة الرادار والإنذار، وحُدد نظام القيادة والسيطرة على أعمال قتال وحدات الصواريخ.
(ج) جُهزت خطة المواصلات الخاصة بالمشروع.
(3) الرماية بالصواريخ
عقب انتهاء تدريب أطقم كتائب الصواريخ، أجريت رماية تدريبية بالصـواريخ، على هدف عاكس ركني مظلة، يسقط من القاذفة إليوشن - 28، وذلك بميدان الرماية جُهز لهذا الغرض، وتمت رماية لجميع الكتائب، بنسبة نجاح 100%.


وبدخول الصواريخ الموجهة المضادة للطائرات، ضمن تسليح الدفاع الجوي، بدأت مرحلة جديدة من تاريخ هذا السلاح، حيث كان البداية لدخول الأجيال المتتالية من الصواريخ المضادة للطائرات بأنواعها المختلفة. وكان هذا السلاح، من أعقد أنواع الصواريخ، فمعدات التوجيه الأرضية، والتي يطلق عليها محطة رادار التوجيه/ تضم العديد من التخصصات الفنية الدقيقة، ويحتاج إلى نوعية خاصة، من العاملين عليها، حتى يمكنهم إجراء الاختبارات المعقدة، وكذا توليف الأنظمة المختلفة بدقة متناهية، حيث إن أي خلل بسيط في عمليات الضبط والتوليف، يؤدي إلى فشل الاشتباك. وأصبح الصاروخ سام -2، السلاح الرئيسي في منظومة الدفاع الجوي، بالتعاون مع المدفعية المضادة للطائرات، وتقدم دوره على دور المقاتلات؛ لكفاءته ورخص ثمنه.



1/ أستشهد الفريق عبد المنعم رياض في 9 مارس 1969، أثناء حرب الاستنزاف، على الشاطئ الغربي لقناة السويس.






المبحث الثالث










التطور والأداء حتى نهاية حرب 1967







أولاًُ: انعكاس نتائج الجولة العربية ـ الإسرائيلية الثانية 1956، والمتغيرات السياسية والعسكرية، التي تلتها على تطور الدفاع الجوي


1. أسفرت نتائج هذه الجولة، والتغيرات السياسية، التي تلتها، عن التحول الكامل لمصر في الاعتماد على التسليح من الكتلة الشرقية، بدأت بعقد أول صفقة كبيرة للسلاح، مع الاتحاد السوفيتي، عام 1957، حصلت مصر بموجبها على أسلحة متطورة، نسبياً، في مجال الدفاع الجوي، تمثلت في الآتي:
أ. أجهزة رادار ثنائية وثلاثية الأبعاد، من نوع " ب-12، ب-15، ب-30، ب35".
ب. مقاتلات نفاثة، من أنواع ميج -19، وميج -21.
ج. صواريخ موجهة مضادة للطائرات، طراز سام -2.
د. مدافع مضادة للطائرات أعيرة مختلفة "100مم و57 مم، مجهزة بأجهزة قيادة نيران، و57 مم، ثنائي ذاتي الحركة، و37 مم".


2. لم يؤثر اتجاه الدفاع الجوي في التسليح، إلى الكتلة الشرقية، على تحول عقيدة القتال بالنسبة له، فاستمر اعتبار الدفاع الجوي جزءاً من القوات الجوية، ومكن بالتبعية العملياتية فقط، مع استمرار تعدد التبعيات التنظيمية لوسائله.


3. أثر تطور التسليح، في إعادة التنظيم، داخلياً، لكل وسيلة من وسائل الدفاع الجوي، طبقاً للتنظيم الشرقي، فأُعيد تنظيم وحدات الرادار؛ لتكون في كتائب مكونة من سرايا، وكذا المقاتلات لتكون في لواءات، مكونة من أسراب، مع تشكيل فرق مضادة للطائرات؛ للدفاع عن الأغراض الحيوية، عمادها الرئيسي المدفعية المضادة للطائرات، بجانب بعض وحدات الصواريخ، مع دخول المدفعية المضادة للطائرات، في التنظيم العضوي للتشكيلات البرية، للمرة الأولى في تاريخ الدفاع الجوي المصري.


4. وبالرغم من التطور الكبير، الذي شهده الدفاع الجوي، في الفترة، التي سبقت الجولة الثالثة، فإن هذا التطور، في مجمله، لم يواكب التقدم الهائل في القوات الجوية الإسرائيلية، بجانب القصور في بنائه، والذي لم يصل به إلى مفهوم النظام المتكامل، مما أدى إلى محدودية الدور، الذي لعبه خلال هذه الجولة.


ومهما كانت هزيمة يونيه 1967 قاسية ومريرة، فإنها كانت بمثابة الشرارة، التي وضعت الدفاع الجوي المصري، على بداية الطريق الصحيح، لبنائه بصفته قوة مستقلة، وفرعاً رئيسياً من أفرع القوات المسلحة، ولينتقل إلى المرحلة الرئيسية الثانية في تاريخ تطوره.
ثانياً: حرب يونيه 1967


أثبتت الجولات العربية الإسرائيلية، أن إسرائيل تعتمد اعتماداً رئيسياً، على المعلومات في تخطيط وتنفيذ أعمال قتالها ضد الدول العربية، ولذلك حرصت، عام 1967، على الحصول على كل أوراق الخطة البريطانية، للضرب الجوي الإستراتيجي، الذي قامت به القاذفات البريطانية، ضد الطيران المصري، ابتداءً من مساء 30 أكتوبر وحتى 2 نوفمبر 1956، وتم لها الحصول على ملف الخطة كاملاً.


ويرى المراقبون أن الخطة الإسرائيلية عام 1967 لم تكن استلهاما لخطة 1956، وإنما كانت إعادة لها بالنص، وكانت الخطة، ببساطة، هي قصف 11 قاعدة جوية، في الوقت نفسه، مع التركيز على قاعدتي بني سويف والأقصر، حيث تتمركز القاذفات المصرية، وهي الخطر الأكبر، الذي تتحسب له إسرائيل.


على رغم مرور أحد عشر عاماً، بين حرب 1956م وحرب 1967، لم تؤخذ الدروس المستفادة من حرب 1967 مأخذ الجد، فلم يستكمل تجهيز مسرح العمليات، بسبب عدم توافر القوات والاعتمادات المالية اللازمة لذلك، حتى وقع العدوان الإسرائيلي في يونيه 1967، ولم تكن القوات المسلحة قد تم إعدادها لخوض الحرب ضد إسرائيل، بسبب تورط الجيش المصري، في حرب اليمن، التي أنهكت الجيش المصري، وأدت إلى خفض كفاءته القتالية، حيث لم يواجه بعدائيات، يستطيع أن يكتسب منها الخبرة والدروس.


1. حجم القوات الجوية الإسرائيلية، قبل الخامس من يونيه 1967
أ. ثلاثة أسراب ميراج C-3 بقوة 72 طائرة.
ب. سرب سوبر مستير بقوة 24 طائرة.
ج. سربان مستير بقوة 40 طائرة.
د. سربان أورجان بقوة 40 طائرة.
هـ. سرب فوتور بقوة 24 طائرة.
و. سربان فوجاما جستر بقوة 60 طائرة.
ز. خمس طائرات هليوكوبتر سوبر فريلون.
ح. 24 هليوكوبتر سيكورسكي.
ط. أربع طائرات هليوكوبتر الويت.
ى. سربا نقل داكوتا ونور أطلس وستراتو كروز.
وقد نجحت القوات الجوية الإسرائيلية، في الوصول، بنسبة صلاحية الطائرات، إلى ما يقرب من 90%، قبل بدء الحرب، وقد تأكد، بعد توقف القتال، أن إسرائيل كانت تمتلك نحو 58 قاعدة جوية ومطار وأرض نزول، وتمتلك 12 محطة رادار في المنطقة الشمالية، وعشر محطات في المنطقة الوسطى، وأربع محطات في المنطقة الجنوبية.

 

 


   

رد مع اقتباس