عرض مشاركة واحدة

قديم 19-05-10, 09:31 PM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
البواسل
مشرف قسم العقيدة / والإستراتيجية العسكرية

الصورة الرمزية البواسل

إحصائية العضو





البواسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي أصول العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل: ترومان والدولة اليهودية



 

أصول العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل: ترومان والدولة اليهودية

مداخلات أليس رادوش ورونالد رادوش
الاربعاء 05 ايار/مايو, 2010

معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى




"في 30 نيسان/أبريل 2010، خاطبا أليس رادوش ورونالد رادوش، الفائزان بجائزة كتاب معهد واشنطن لعام 2009، منتدى سياسي خاص في المعهد حيث ناقشا كتابهما "ملاذاً آمناً: هاري ترومان، وتأسيس دولة إسرائيل". والسيدة رادوش، هي مسؤولة سابقة عن شؤون البرنامج في "المؤسسة الوطنية للعلوم الإنسانية"، كما حاضرت سابقاً في كلية "سارة لورانس" وجامعة "مدينة نيويورك". والسيد رادوش هو أستاذ تاريخ سابق في جامعة "مدينة نيويورك"، وزميل مساعد بارز في "معهد هدسون". وقد بحث المؤلفان خلال المنتدى، أصل العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل وتطور سياسة إدارة ترومان تجاه فكرة الدولة اليهودية. وفيما يلي خلاصة المقرر لملاحظاتهما.


أليس رادوش
عندما أصبح هاري ترومان رئيساً للولايات المتحدة في نيسان/أبريل 1945، لم يكن قد فكر ملياً حول الصيغة الدقيقة لقيام وطن قومي يهودي في فلسطين التاريخية أو ما الذي ينبغي أن تكون تلك الصيغة. وعقب قراره التاريخي للإعتراف بدولة إسرائيل في أيار/مايو 1948، بدأ يشير بأن دعمه لمثل هذا التطور لم يتزعزع، وأن قراراته جاءت بسهولة. ومع ذلك، فإن السجلات تُبيِّن خلاف ذلك. ففي الفترة بين الأيام الأولى لرئاسة ترومان وموعد إقامة دولة إسرائيل، تطور نهجه حول فكرة قيام دولة يهودية بشكل كبير، وكان يبدو في بعض الأحيان بأنه يتغير استجابة للشخص الأخير الذي التقى به. وبالرغم من أنه اتخذ القرار التاريخي في نهاية المطاف، ففي ذهنه لم يكن قيام دولة يهودية أمراً مفروغاً منه.

إن وجهة النظر التبسيطية لرؤية ترومان كبطل يتمتع بضمير الإنسانية بالنسبة للشعب اليهودي -- وكشخص مندفع بطبيعته للقيام بما هو حق من الناحية الأخلاقية -- يمكن رسمها بسهولة من خلال معرفة خلفية ترومان الشخصية والسياسية. فتربيته المعمدانية ومعرفته العلمية بالكتاب المقدس أعطته إحساس بفعل الصواب فيما يتعلق بجذور اليهود العميقة في أرض فلسطين ورغبتهم في العودة إليها. وعندما كان عضواً في مجلس الشيوخ، انضم إلى العديد من زملائه للإحتجاج على "الكتاب الأبيض" البريطاني من عام 1939 الذي قّيد الهجرة اليهودية وبيع الأراضي في فلسطين، كما انضم في وقت لاحق إلى منظمة صهيونية مسيحية تدعى "اللجنة المسيحية الأمريكية لشؤون فلسطين". وقد تأثر بشكل عميق في أعقاب مجئ أدولف هتلر إلى السلطة وحربه ضد اليهود. ومع ذلك، كان الوضع الذي ورثه في فلسطين غامضاً بشكل عميق، وبينما ادعى علناً دعمه لقيام "وطن قومي" لليهود، إلا أن تصريحاته وتصرفاته في هذا الصدد عكست حالة متزايدة من عدم اليقين.

لقد بدأ الصراع حول سياسات ترومان تجاه فلسطين بعد ستة أيام فقط من تسلمه مهام منصبه كرئيساً للولايات المتحدة، عندما حذره وزير الخارجية أدوارد أستيتينيوس بعدم الإدلاء بأي تصريحات علنية حول هذا الموضوع حتى يتم إطلاعه بصورة تامة. وبعد يومين، التقى وفداً صهيونياً أمريكياً برئاسة الحاخام ستيفن وايز بالرئيس ترومان، الذي عهد بدعمه الذي لا يتزعزع لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين.

ومع ذلك، عندما عاد ترومان من "مؤتمر بوتسدام" في آب/أغسطس 1945، بدى وأن عزمه قد تلاشى. فقد كان أكثر تحفظاً في نظرته، وفضل التركيز على الهجرة اليهودية إلى فلسطين بدلاً من القضية الأكثر تعقيداً والمتعلقة بمستقبل المنطقة على المدى الطويل. وقد ازداد هذا التركيز حدة بعد أن تلقى تقريراً عن الظروف الرهيبة التي كان يمر بها الناجين اليهود في معسكرات "المشردين" الأوروبية – وأصبحت إمكانات التخفيف من بؤس اللاجئين هدفاً أكثر إلحاحاً وقابلاً للتحقيق.

إن عدم اليقين المتزايد الذي ساور ترومان حول إقامة دولة [يهودية مستقلة] كان واضحاً أيضاً في ملاحظاته إلى الزعيم الصهيوني حاييم وايزمن في كانون الأول/ديسمبر عام 1945. فقد أخبر وايزمان بأنه بدلاً من الحديث عن دولة يهودية، ينبغي عليه أن يسعى لإقامة دولة فلسطينية على أساس نموذج تعددي مشابه لذلك القائم في الولايات المتحدة، حيث يعيش اليهود والمسلمون والمسيحيون معاً في سلام.

وفي نيسان/أبريل عام 1946، أيد ترومان توصيات اللجنة الأنجلو - أمريكية، التي دعمت الهجرة اليهودية لكنها عارضت فكرة قيام دولة ذات هيمنة يهودية أو فلسطينية. وعندما فشلت هذه الخطة واثنتان أخريتان في وقت لاحق، قبل ترومان بالحقيقة الواقعة وتبنى [الفكرة القائلة] بأن تقسيم فلسطين هو الحل الوحيد. وعندما صوتت الأمم المتحدة على قرار التقسيم في تشرين الثاني/نوفمبر 1947، عمل على إزالة جميع الأصوات الإعتراضية لضمان تلقي القرار ما يكفي من الأصوات للموافقة عليه، وقام بالضغط بشدة على العديد من المندوبين.
ومع ذلك، فمن اللافت للنظر، بأنه قبل ثلاثة أشهر فقط من انتهاء الإنتداب البريطاني في أيار/مايو 1948، كان ترومان لا يزال في وضع متناقض حول ما يمكن عمله حيال فلسطين. ففي حين كانت وزارة الخارجية الأمريكية قد أخبرته بأن قيام دولة يهودية قد يكون مخالفاً للقانون الدولي، كان يبدو بأن صديق ترومان، أوسكار يوينغ، قد أقنعه عكس ذلك. فكمحامي، أكد يوينغ السيادة التي منحها الحلفاء لليهود على الأراضي التي أخذت من الإمبراطورية العثمانية بعد الحرب العالمية الأولى -- وفي رأيه، كانت هناك شرعية لتلك الحقوق بقدر السيادة التي مُنحت للبلدان العربية. وفي 14 أيار/مايو عام 1948، أعلن يهود فلسطين قيام دولة إسرائيل، واعترف ترومان بالبلد الجديد في غضون دقائق من الإعلان عنه. وبذلك يكون موضوع الدولة اليهودية قد رسخ أخيراً في ذهنه.

 

 


 

البواسل

ليس القوي من يكسب الحرب دائما
وإنما الضعيف من يخسر السلام دائما

   

رد مع اقتباس