عرض مشاركة واحدة

قديم 12-12-10, 02:03 PM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
البواسل
مشرف قسم العقيدة / والإستراتيجية العسكرية

الصورة الرمزية البواسل

إحصائية العضو





البواسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

2- الانتشار الكثيف للقواعد العسكرية:
لعل ذكريات (الصراع السياسي والإعلامي) بين روسيا وأمريكا في موضوع (الدروع الصاروخية المضادة للصواريخ) طوال سنوات 2006- وحتى مطلع العام 2010م- ومعارضة روسيا القوية والحازمة لإقامة قواعد للدرع الصاروخي الأمريكي في دول أوروبا (تشيكايا بولونيا) قد احتفظت تلك الذكريات بمكانتها بسبب قوتها وعمق تأثيرها في الفكر السياسي من جهة- وبسبب قرب العهد منها من جهة ثانية ولكن ومع التحولات؛ والانتقال من مواقع الصراع إلى آفاق الحوار- انطلقت مرحلة جديدة من نشر القواعد العسكرية- الروسية والأمريكية دونما أي صخب أو ضجيج؛ إذ تبذل جهود
امريكية (وأوروبية) عند أقرب الحدود في شرق أوروبا (بلغاريا وربما اليونان) لإقامة قواعد الدفاع الصاروخي لحماية أوروبا- بخاصة- من التهديدات الإيرانية. ومقابل ذلك تحركت روسيا لإعادة تنظيم وإقامة شبكة من مثل هذه القواعد.

ويمكن الإشارة إلى بعض الشواهد. ففي يوم 12- أب- أغسطس- 2010 أعلن قائد القوات الجوية الروسية (الجنرال (الكسندر زيلين) مايلي:(عملت روسيا على نشر منظمومة من صواريخ الدفاع الجوي (من نموذج أس - 300) في إقليم ابخازيا. كما نشرت منظومات أخرى من الدفاعات الجوية في إقليم أوسيتيا الجنوبية- والذي انفصل عن جورجيا منذ عامين وضمته روسيا إليها بعد حرب خاطفة لمدة خمسة أيام- وليست مهمة هذه المنظومات هي حماية ابخازيا وأوسيتيا الجنوبية فقط وإنما هي أيضا لمنع أي انتهاكات جوية لحدودهما، وتدمير أي مركبة تخترق أجواء البلدين بشكل غير مشروع، وتقوم هذه المنظومات أيضا بمهمة حماية القواعد الروسية بالتعاون مع الجيش والقوات الجوية) ويظهر أن ردود فعل غاضبة قد صدرت عن عواصم الغرب- أوروبا- في مواجهة هذا الاعلان الذي اعترف رسمياً ولأول مرة بنشر صواريخ أس 300- مخالفاً بذلك نص الاتفاق الروسي الأروبي (للعام 2008) بالجلاء الروسي التام عن هذين الإقليمين، وبعد يومين (يوم 14- آب - أغسطس- 2010) صدر تصريح عن الكريملين تضمن ما يلي: (إن نشر روسيا لمنظومة الدفاع الجوي (من نموذج س 300) على الأراضي الأبخازية ليس جديداً. ولم يتم نشر هذه المنظمة حديثاً وإنما هي موجودة هناك منذ عامين. والجديد هو في تغيير مواقع المنظومة فقط. وإن هذه المنظومة تقوم بواجبات دفاعية ولا يتعارض وجودها مع أي التزامات دولية. فلقد تم نصب هذه المنظومة ضمن حدود القاعدة العسكرية الروسية، وتحمل صفة دفاعية بحتة. ولا يمكن أن تؤدي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة. كما أن وجودها لا يخالف التزامات روسيا الدولية). وما هي إلا أيام قليلة حتى ظهر موقف في (أرمينيا) ذو علاقة وثيقة بالانتشار الجديد للقواعد العسكرية.

ففي يوم 18- آب - أغسطس - 2010 كان الرئيس الروسي (ديميتري ميديديف) يقوم بزيارة للعاصمة الإرمينية (بريفان) للتوقيع على بروتوكول لتمديد أجل احتفاظ روسيا بقاعدتها العسكرية في مدينة (غيومري). ذلك أن المعاهدة الروسية- الأرمنية التي ضمنت لروسيا حق احتفاظها بقاعدة على أرض أرمينيا، كان قد تم التوقيع عليها في سنة 1995 قد حددت مدتها بخمسة وعشرين عاماً من تاريخ توقيعها ويعني ذلك انتهاء سريان مفعولها في العام 2020، ونظراً لاقتراب هذا الموعد، ورغبة روسيا وأرمينيا في تعديل بنود الاتفاقية- استجابة لمتطلبات تطوير القاعدة وتحديثها، فقد تم الاتفاق بين (موسكو ويريفان) على تمديد المعاهدة لفترة (49 عاماً ) يتم احتسابها من بداية تنفيذ المعاهدة القديمة (1995) وتنتهي مدتها في العام( 2040).. وصرح وزير الخارجية الأرميني( إدوارد ناليا ديان) بمناسبة التوقيع على المعاهد الجديدة بما يلي:
((لقد تم تدقيق نص المعاهد لإضفاء مزيد من الوضوح عليها، والتأكيد على أن القاعدة العسكرية الروسية تستخدم بمشاركة من القوات المسلحة الأرمينية: لضمان أمن أرمينيا: إلى جانب تحقيق مصالح روسيا: وبحيث يعمل الجانب الروسي على تسليح الجيش الارميني وتزويده بالأعتدة الروسية الحديثة)) وكما كان متوقعاً: فإن تعديل وتحديث المعاهدة ( الروسية- الأرمينية) بشأن القاعدة العسكرية: قد استثار غضب(اذربيجان) التي دخلت صراعاً طويلاً مع(أرمينيا) على أرض الأقليم المنازع عليه بينهما (وهو إقليم ناغورني كارباح) فكان لزاما أن يعمل قادة الكريمين على تهدئة مخاوف (أذربيجان) فصرح وزير الخارجية الروسي(سيرغي لا فردوف) يوم 27 آب أغسطس -2010 مما يلي: (إن العلاقات بين روسيا وأذربيجان تشهد تقدماً كبيراً، وهي علاقات متعددة الجوانب، حيث تعتبر روسيا أن أذربيجان هي شريك استراتيجي مهم في منطقة جنوب القوقاز وحوض بحر قزوين.
وإن توقيع المعاهدة الروسية الأرمينية بشأن القاعدة العسكرية، لا علاقة له بتوازن القوى في المنطقة، ولايغير شيئاً في وظائف القاعدة العسكرية الروسية، إذ أن الهدف الأساسي من وجود هذه القاعدة هو ضمان مصالح روسيا الاتحادية التي يدخل في إطارها المحافظة على الاستقرار في جنوب القوقاز وحوض بحر قزوين). وتبع ذلك قيام الرئيس الروسي(ديمتري ميد فيديف) بزيارة للعاصمة الأذرية (باكو).

وأجرى مباحثات مع نظيره (الرئيس علييف) وتم التوقيع على عدد من المعاهدات الثقافية والدولية. وهنا لابد أيضاً من الإشارة إلى جهود موسكو لتوثيق التعاون مع( اوكرانيا) في كل المجالات( وبخاصة في مجال التسليح والتقانة والصناعة الحربية. في يوم24 آب أغسطس- 2010 وبمناسبة العيد الوطني لأوكرانيا- تلقى الرئيس الاوكراني ( فيكتور يانوكو فيتش) برقيات التهنئة من الرئيس (ميد فيديف) ومن الرئيس (فلاديمير بوتين) الذي تضمنت برقيته للتهنئة ما يلي: (إن الجهود المشركة للجانبين الروسي والأوكراني قد نجحت في وضع قاعدة للحوار الإيجابي بين مختلف المؤسسات الحكومية في البلدين.

كما نجحت برسم اتجاهات جديدة للتعاون بينهما في مجالات الاقتصاد والنقل والعلوم والتكنولوجيا والصناعات الحربية (الدفاعية) وغيرها وإن استمرار التعاون سيستجيب بالتأكيد للمصالح الأساسة الروسية الأوكرانية) ويظهر بوضوح أن هذه المرحلة الجديدة في روسيا هي مرحلة إعادة التنظيم الشامل للعلاقات الروسية الداخلية ومع دول الجوار) التشكيل قاعدة صلبة تضم كل (القواعد السكرية) التابعة للعاصمة (موسكو).
3-تجارب الأسلحة والنظريات في الحرب:

يظهر مما تقدم أنه ما من جديد حملته السياسات العسكرية الجديدة مما يمكن الإفادة منه لاستخلاص شواخص أو مؤشرات ذات علاقة باهتمام شعوب الأرض في قضية (الأمن العالمي والسلام). فالأطراف القطبية تتابع سياساتها في تطوير تقانة التسلح (التقليدته وغير التقليدية) .وتطور انتشارها العسكري وتوسيع مجال عملها العسكري عبر نشر المزيد من القواعد العسكرية.

وكذلك فإنها تتابع مناوراتها العسكرية (البرية والبحرية والجوية) التي لم تكن بعيدة دائما عن الاستفزازات والتحديات المثيرة (كمثل ماحدت يوم 12- آب - أغسطس - 2010 عندما وجهت الصين تحذيراً إلى الولايات المتحدة الإمريكية بالابتعاد عن بحر الصين في تنفيذ مناوراتها البحرية العسكرية أو مشاركة حاملات الطائرات الأمريكية - الأمر الذي يعرض هيبة الصين للخطر؟
بحسب البيان الذي أصدره جيش التحرير الشعبي الصيني) ولقد كانت مثل هذه الاعمال تعتبر - في الماضي أي قبل الحرب العالمية الثانية - من مؤشرات الحرب ومن البراهين على اقتراب الخطر من نقطة الانفجار - ولكن عصر الحرب الباردة- والعقدين الماضيين قد بدلا كل المفاهيم والمبادئ التقليدية- وأصبح ضجيج الحرب وقعقعة السلاح. ومعارض الأسلحة والمناورات العسكرية مجرد أوراق لاعلاقة لها بمشاريع الحرب. بل هي متلاحمة لدعم عمل سياسي أو لتحقيق أهداف علمية أو اقتصادية أو تعاون في التقانة.


أكثر من تعلقها بحرب حقيقية في محيط الدول القطبية العابثه بقضايا الأمن والحرب ويظهر ذلك في تطور (مفهوم الأمن) سواء في محيط العمل العسكري (تنظيم الجيوش وتسلحها وتدربيها إلخ) أو في محيط الدول والأقاليم والعالم أيضا وتكفي مطالعة نشيرت السلاح أو الدوريات الاختصاصية بقضايا الأمن والتقانة والتسلح، كما تكفي زيارة واحدة لأحد معارض الأسلحة البرية والبحرية والجوية والأمنية الخ) للإحاطة بالتطور الكبير الذي أقتحم بوابات (فن الحرب) محدثا منها ثورة حقيقية في مفاهيم (الأمن والتقانة والتسلح) إذ أصبح كل ما كان معروفا في الماضي باسم (أمن الجيوش أو حتى أمن الدولة) معروضا في الأسواق التجارية لمن أراد الشراء، ولمن لدية الثمن. ونموذج عن ذلك ما أعلنته وكالة الأنباء الروسية (نوفو ستي) يوم 27 - آب - أعسطس - 2010- وهو التالي: «اختبر الجيش الروسي بنجاح عربة جديدة مخصصة لقوات الإنزال الروسية اسمها (ب. المجتمع . د. 4م) خلال مناورات الفرقة الثامنة والتسعين لقوات الإنزال الجوي الروسي في ضواحي كوستروما- الروسية. وقد صرح قائد قوات الإنزال الجوي الروسية (الجنرال فلاديمير ستا مانوف) بأن عدداً من العربات الجديدة إلى جانب 20 آلية أخرى قد شاركت في عملية الانزال الجوي -بالمظلات- والتي نفذها 1300ضابط وجندي من الفرقة (98) المذكورة.

وسيتم وضع العربات الجيدي (ب .م. د 4م) في خدمة قوات الإنزال الجوي الروسية بعد إتمام كل التجارب والاختبارات المتبقية لها حسب البرامج الحكومية الحاصة؛ حيث سيتم اختبار العربة المذكورة ضمن المرحلة النهائية من المناورات السنوية والتي تشمل قيام وحدات من المظلمن بعبور نهر الغولفا البالغ عرضه كيلو متراً بواسطة الاليات البرمائية. ويتكون طاقم العربة من فردين، وتحمل على متنها فريق إنزال من ستة جنود. كما تم تجهيز المركبة بمحرك ديزل يسمح لها بالسير بسرعة 70 كيلو متراً في الساعة- براً - وبسرع 10 كيلو مترات في الساعة عبر المستنقعات والسطوح المائية.

كما تستطيع هذه المركبة- بحمولة خزانها قطع مسافة 500 كيلو متراً دونا حاجه للتزود بالوقود). ولا ريب أن هذا التصريح أو الإعلان لا يمكن إلا أن يحمل عنواناً واحدا وهو:((سلاح جديد للبيع)). إذ بات من المعروف أن معارض السلاح تحتوي على أفضل إبداعات التقانة في صناعة الأسلحة والوسائط القتالية- بداية من الأسلحة الفردية والصواريخ الصغيرة المحمولة: ونهاية بصواريخ ( أس-300) ونطائره- مع عرض كل نماذج المنظومات المتنافسة التي تفتحها الدول المختلفة- وهنا لابد من التوقف عند بعض الظواهر ومنها .

أولا- إن تجارة الأسلحة قد تحدث حتى بين الدول القطبية الكبرى ( الصناعية ). في أنواع ومعينة ونماذج محدودة ( كما لطائرات والأسلحة الصاروخية كا قد يحدث تعاون بين الدول القطبية في مشاريع صناعية كبرى ( مثل مركبات الفضاء- والدروع الصاروخية، وأنواع من القطع البحرية والجوية وتحاول كل دولة كبرى الاحتفاظ بنوع من ( الأسرار الصناعية) التي تعتبرها من ( مفاتيح التفوق). ولا يعطي ذلك مضموناً للتوجهات الحربية القتالية.

ثانياً: إن غطاء روسيا لتسليح إيران- وإمدادها بتقانة الصناعات الحربية- تحت ذريعة الغطاء الامريكي لاسرائيل.. ماهو في الحقيقة إلا تحرر الدولتين الكبيرتين نسبياً من مسؤولية استخدام السلاح في الحرب، وما قد يقع في الحرب من جرائم وانتهاكات . علاوة على أنه يقدم للدولتين الكبيرتين مجالاً أكثر اتساعاً للمحافظة على السيطرة عند وقوع الحروب- ونموذج ذلك قدرة الدول الكبرى على إيقاف الحرب بصورة فورية عندما تدرك هذه الدول أنه أصبح من الضروري إيقاف الحرب عند الحدود المناسبة( للعمل السياسي).

ثالثاً: ان إحتفاظ الدول الكبرى بالقدرة على التحكم والسيطرة في تفجر الحروب وتحديد مساراتها ونهاياتها ونتائجها: يضمن لهذه الدول تجنب أية خسارة مادية أو معنويه- إذ باستطاعة هذه الدول إعادة تنظيم الجيوش المتحاربة وتسليحها وتدريبها- مقابل الحصول على الثمن المناسب- ونموذج ذلك الحروب العربية- الإسرائيلية- وحتى( حروب مكافحة الارهاب) مابين افغانستان والسودان(دارفورد) بما في ذلك الحروب العربية الإسرائلية وإذن- فإن أحاديث الحروب. عبر قعقعة السلاح وضجيج الاقتتال ماهي الا للتذكير بوجود ( براميل بارود). وهذه موجودة في كل زمان ومكان ( ولكن يبقى تفجيرها مرتبطاً بإرادة الدول القطبية ) عندما تتوافر ظروف مفيدة ربما كان أولها: تجربة السلاح والتقانة والذخائر في لهيب نار الحرب الحقيقية.

4- السلم الأقوياء والويل للضعفاء:
مامن حاجة بعد ذلك لاستعادة قراءة البيان والوثائق الخاصة بتجارة الأسلحة وانتشارها في العالم ( سواء الأسلحة التقليدية أو غير التقليدية أو تلك الموصوفة بأنها أسلحة دفاعية والأخرى الموصوفه بأنها هجومية) إذ قدمت التقانة كل ماتحتاجة الأسلحة التقليدية لتلبية متطلبات الحرب الشاملة أو العالمية كما أن هذه التقانه أزالت الفوارق المميزه بين أسلحة هجومية وأسلحة دفاعية لذلك لم يعد قريباً ولا مباغتاً لنموذج الدولة العسكرية التي حملة اسم إسرائيل أن نطلق على جيشها اسم (جيش الدفاع الإسرائيلي يتساهل) وهو جيش بات كل العالم يعرفه بأنه ( جيش العدوان الصهيوني وجيش الاستعمار
الجديد) وبالتالي لم يعد من الغريب أيضاً أن تمارس الدول الكبرى حروبها تحت عناوين دفاعية ( فخرب روسيا في اوسيتيا الجنوبية ) في العام 2008
هـ حرب دفاعية. وكذلك حربها في الشيشان (1999).


أما غزو جيوش دول التحالف تحت مظلة القيادة الأمريكية في (افغانستان والعراق. فما هو إلا غزو دفاعي (أو نوع من الحرب الوقائية، ونموذج متطور لحرب الاستباقية المبكره للدفاع عن الأمن الأمريكي). والمهم في المعادله أن ينعم الأمن الامريكي والأمن الإسرائيلي بالهدوء - والنوم المريح - والأمن والاستقرار حتى لو تعرضت شعوب الأرض للدمار والفناء. ويظهر ذلك أن شعار «أكاليل الغار والفخار للمنتصرين والويل للمغلوب» مازال ساري المفعول، بل وبقوة أكبر فى الأزمنة الحديثة. وهكذا فعندما تعمل إسرائيل على امتلاك القدرة الكاملة للتفوق على دول محيطها الجغرافي وربما إلى ما وراء هذا المحيط، مع كون إسرائيل هي من أصغر دول المنطقة- فإن ذلك هو دافع لاندفاع كل دول الوطن العربي(الموصوف بالشرق الأوسط) لامتلاك مايكفي من الأسلحة لضمان أمنها- والمحافظة على سيادتها وحماية شعوبها وهل هناك من يستطيع أن يتجاهل مايتعرض له الشعب الفلسطيني من المعاناة ومن التهديد والفناء واعتبار ذلك - بحق - أنه تهديد لكل الشعب العربي؟ لقد شكل التسلح الإسرائيلي عاملاً لزج الشعب العربي بكل مكوناته وبمجموع أنظمته في دائرة سباق التسليح - فاحتل الوطن العربي الموقع العالمي الأول في (تجارة الأسلحة). وامتلاكها.

وجاء الدور الإيراني الجديد ليشكل تحدياً خطيراً لا يمكن تجاهله ولا يمكن قبول مسوغاتة، فيكمل بذلك عملية وضع الوطن العربي وشعبة في حالة حرب دائمة ولكن دون حالة حرب، وبحيث لايمكن تصنيف هذ النموذج من الحروب إلا بأنه (حروب استنزاف للوطن العربي) وبالتالي- فإن دور إسرائيل الأول يلتقى والدور الإيراني الراهن من حيث زج الوطن العربي في حرب استنزاف عبر الحركة المتسارعة في دائرة سباق التسليح:

ولا اختلاف كبير بين مصدر السلاح الأمريكي ومصدر السلاح الروسي، طالما أن هناك هدف وأحد لتجارة السلاح لدى كل الأطراف ذات العلاقة ويمكن هنا التوقف عند النقاط التالية: أولا:ً إن الدول المصدرة للسلاح- وفي إطار المنافسة لاكتساب أسواق بيع السلاح تتعهد في اتفاقات بيع الأسلحة أن تقدم الدعم المستمر في حال تفجر (حرب دفاعية). وكانت هذه الأربعة منذ منتصف القرن الماضي هي البوابة التي اقتحمها الإتحاد السوفيتي السابق عبر صفقات الأسلحة للوصول إلى قلب دول عربية . وقد استمر هذا النهج حتى اليوم- ومن ذلك على سبيل المثال. ما أعلن يوم 26 شباط- فبراير- 2010 في صنعاء( اليمن) حيث صرح الرئيس اليمني علي عبدلله صالح بأن بلاده ترغب في شراء طائرات مقاتلة(ميغ 29 وميغ 35) وحوامات وزوارق حربية وشاحنات بمبلغ 2.5 مليار دولار وذلك في إطار تعزيز العلاقات الروسية- اليمنيةفي مجالات الاقتصاد والتعاون العسكري والمشاركة في حل الأزمات الدولية وفي مقدمتها قضية الشرق الأوسط. وتلتزم اليمن مقابل ذلك بدعم نشاط الشركات الروسية في اليمن- في مجالات التنقيب عن النفط واستخراجة وفي المشاركة بتطوير مشاريع الطاقة الكهربائية في البلد- وفي اليوم ذاته- كانت الأردن وروسيا توقعان على اتفاق للتعاون النووي للأغراض السلمية.

ثانياً: إن التعهدات والالتزامات التي تقدمها الدول المصدرة للسلاح لا تتعارض مع إمداد أطراف متصارعة ومتحاربة أخرى- ومن ذلك ما أعلن يوم 5 يلول- سبتمبر 2010 عن زيارة لوزير الدفاع الإسرائيلي للعاصمةالروسية وإجراء مبحثات لأقناع قادت الكريملين بالامتناع عن إمداد سوريا وإيران ( بصواريخ أس 300 المضاده للصواريخ والطائرات) حيث أعلن في نهاية المبا حثات عن عقد اتفاقيات للتعاون العسكري بين ( موسكووإسرائيل) مع إبقاء نوع هذا التعاون وأبعاده بعيداً عن التداول الإعلامي ومعروف أن هناك دولاً كثيرة في آسيا وأمريكيا اللاتينية: تتعاون عسكرياً وفي مجالات مختلفة: سواء للحصول على الإشاعة: أو للتعاون في مجال التقانة. مع الدول الصناعة الكبرى بحسب ما يتوافر من شروط متنافسة تكون ( الأفضل).

ثالثاً- إن استبعاد خيارات الحرب بين الدول القطبية: لا يتعارض مع تعاون هذه الدول لإحكام سيطرتها على الحروب المحدودة، والتي تبدو أحياناً مطلوبة لتسويات إقليمية- أو حتى لتطوير حوارات الحرب واختبار نظر ياتها وأسلحتها وأعتدتها القتاليه مما يحقق فائدة حقيقية. سواء لتطوير الأسلحة أو لاستبدالها بعد تدميرها بأسلحة( أكثر حداِثة وتطوراً) وتبقى الأطراف الضعيفة هي ميادين الحروب وهي مختبرات نظريات الحرب ووسائطها وهي التي تدفع أثمانها الباهظة- فيما تبقى غريزة الإنسان المحارب الكامنة في أعماق النفس البشرية: متوثبة دائماً وفي حالة استعداد للقتال بعيداً عن التفكير بالمبدأ القديم والمجدد والقائل:( يبقى السلم هو الخيار الأفضل: مهما كان هدف الحرب) فكيف إذا كانت هذه الحروب عقيمة- وذات نتائج محدودة بصورة مسبقة؟.

 

 


البواسل

ليس القوي من يكسب الحرب دائما
وإنما الضعيف من يخسر السلام دائما

   

رد مع اقتباس