عرض مشاركة واحدة

قديم 20-05-09, 07:15 PM

  رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

المبحث الثالث

توفير القدر الأولى اللازم للإعاشة والقتال

وفي هذا المجال يعتمد رجال العصابات على وسائل عدة، أهمها تخزين بعض المؤن والمعدات والأسلحة في مخازن صغيرة لا يعرفها إلا نفر قليل، ومسلحة بالإخفاء والتمويه اللازمين، فضلا عن تهيئتها لحماية المخزون من التلف والفساد.
وينتهج رجال العصابات أسلوب التقتير التام في الاستهلاك من هذا المخزون، خصوصا في المراحل الأولية، إذ لاشك أن وقتا سيمر قبل أن تعمل القنوات المحلية والخارجية على تعويضهم بالمؤن والعتاد والسلاح.



تمهيد

يرى بعض المحللين أن الحرب النووية لا تعد حربا بالمعنى الفلسفي للحرب، ويصدرون في ذلك عن أن الحرب عمل منظم بطبيعته، بينما الحرب النووية ليست إلا نوعا من الفوضى ليس إلا.
ولعل مما يؤيد هذا الرأي، أن الأساس الفكري لاستخدام الأسلحة النووية الشاملة - فيما لو استخدمت - لن يكون إلا الجنون في حالة الهجوم، أو التشفي والانتقام في حالة الرد بالهجوم المضاد. إذ لا يعقل أن يكون استخدام مثل هذه الأسلحة نوعا من السياسة بوسائل أخرى!!..
ولا يخل بهذا الرأي ظهور الأسلحة النووية التكتيكية، إذ ما زلنا ننظر بعين الشك والريبة إلى إمكانية استخدام هذه الأسلحة بأسلوب العمليات التقليدية (هجوم ويلحق به المعارك التصادمية والمطاردة والتعزيز، ودفاع ويلحق به القتال داخل الحصار والقتال بقصد التخلص والارتداد لإعادة التجميع)، وقنبلتا هيروشيما ونجازاكي أصدق شاهد على ما نقول.
كما لا يثنينا عن تأييد هذا الرأي، ما تعارفت عليه الجيوش الحديثة من تدريب قواتها على أساليب الوقاية من الأسلحة النووية، إذ غاية ما نسلم به مع هذه الأدلة المناهضة هو اعتبار الحرب النووية - خصوصا في صورتها الشاملة - نوعا من الحرب التهديدية ليس إلا.
ولعل تأييدنا لمن ينكرون على الصدام النووي صفة الحرب، هو الذي دفعنا إلى دراسة هذه الحرب - إذا جاز تسميتها حربا- في فصل خاص نكتفي فيه بالإشارة إلى المبدأين اللذين يحكمان هذه الحرب، ألا وهما الصدقية، والقدرة على توجيه الضربة الثانية.
ونتناول فيما يلي كلا من هذين المبدأين:
أولا : مبدأ القابلية للتصديق

وأساس هذا المبدأ ما ذكرناه من أن الحرب النووية ليست إلا حربا تهديدية تخاض بالتهديد الجدي لا بالتنفيذ الفعلي. ولهذا فلا يتصور أن تحسم هذه الحرب إلا بأسلوب واحد هو إقناع العدو- ليس فقط بامتلاكنا للمتفجرات النووية - وإنما كذلك بامتلاكنا للوسائط اللازمة لنقل هذه المتفجرات إلى الأهداف المختارة، ولن يتحقق هذا الاقتناع لدى العدو إلا إذا كانت الشواهد كلها تدل على صدق ما نهدد به. فعند هذا القدر من التصديق تحسم الحرب، وتؤتي ثمارها المرجوة، بالرغم من أنها ستبقى في إطارها المرجو لها ألا وهو إطار اللاتنفيذ.
ثانيا: مبدأ القدرة على الضربة التالية

وإذا اعتبرنا أن المبدأ الأول « القابلية للتصديق » هو أساس الهجوم في الحرب النووية، فإن هذا المبدأ « اعتقاد العدو بقدرتنا على توجيه الضربة التالية » هو أساس الدفاع في هذه الحرب.
فالمبدأ المكافئ للمبدأ الأول، يتحقق بإحساس العدو بقدرتنا على رد ضربته بضربة مماثلة في القوة ومضادة في الاتجاه. فعند هذا القدر من القناعة يتحقق التوازن المطلوب للرعب النووي لدى الطرفين، وتخرج بالتالي الوسائل النووية من حلبة التأثير في الصراع السياسي بينهما.


خاتمة

وبعد.. فقد كانت تلك رسالتنا عن المدخل للثقافة العسكرية، وقد توخينا فيها التأصيل مادام مفيدا، والإيجاز مادام كافيا. كما كان حسبنا من هذه الرسالة أن نحيط إحاطة ثقافية بالقواعد الأصولية للحروب وكيفية الإعداد لها، ولهذا فقد راعينا في هذه الإحاطة الثقافية اجتناب التفصيلات الفنية إلا بالقدر الذي نحتاجه لشرح قاعدة أصولية، بل لقد استبعدنا - أحيانا - بعض النظريات الأساسية ما دامت ستجرنا إلى تفصيلات تزيد عن حاجة هذه الدراسة كثيرا، وكان من هذا الذي استبعدناه ما يلي:
1 - نظريات الأمن، وقد استبعدناها عند الحديث عن الحرب التقليدية، نظرا لتعدد هذه النظريات واحتياجها لدراسة خاصة مستقلة توضح النظريات المختلفة للأمن من مثل: نظرية الضمانات الدولية، نظرية الاعتماد على الحلفاء الأقوياء، نظرية الحدود الآمنة، نظرية القوة الرادعة.
2 - الاستراتيجيات المختلفة للعمليات الفعلية من مثل: إستراتيجية المناورة المباشرة، والتي تعتمد على البدء بالتمهيد النيراني المدمر، ثم التقدم لاكتساح الدفاعات مع التوقف بعد إقامة رؤوس الكبارى، وبعد كل استيلاء على خط دفاعي لتأمين الأوضاع، وصد وتدمير الضربات المضادة في مناطق قتل محددة سلفا، ثم تطوير الهجوم لمرحلة تالية، وهكذا.
ويقابل هذه الاستراتيجية استراتيجية الاقتراب غير المباشر التي تعتمد على اختراق قطاعات محدودة بثلاثي (الطائرة - الدبابة - المشاة الميكانيكية)، وتطوير هذا الخرق في العمق التعبوي بقطع خطوط المواصلات، وبث الاضطراب في القيادات الخلفية، ومراكز الشئون الإدارية.
وإلى جوار هاتين الاستراتيجيتين هناك استراتيجية السلاح الحاسم، والتي تعتمد على سلاح معين بصفة أساسية في حسم المعركة، وقد كان هذا السلاح الحاسم في أول الأمر هو السلاح البحري، ثم حل محله فيما بعد السلاح الجوي، وبالاعتماد على هذا السلاح يتم دفع الخطوط الجوية دائما للأمام، ثم تتولى هذه الخطوط بدورها التمهيد لاستيلاء القوات الأخرى على الخطوط التالية، ثم تبدأ عملية دفع جديدة للخط الجوي، وهكذا.

3 - ومن ناحية أخرى فقد استبعدنا بعض التفريعات الفنية، من مثل عناصر الصدم والسيطرة والشئون الفنية في التكتيك، ومن مثل كيفية التجهيز الفني لمسرح العمليات سواء في جانبه الإيجابي المتمثل في تجهيز المسرح لخدمة قواتنا، أو في جانبه السلبي المتمثل في إعداد الوسائل الكفيلة بالحيلولة دون استفادة العدو من تجهيزاته لمسرح العمليات، ومن مثل الوسائل الديناميكية التفصيلية لإدارة الحرب في حرب العصابات ومن مثل أنواع الأسلحة النووية وأنواع الوسائط الحاملة لها سواء في الهجوم أو في الشبكات المضادة.

وقد كان أساس استبعادنا لهذه التفريعات الفنية هو احتياجها لدراسة تفصيلية تجاوز الغرض المنشود، فضلا عن أنها تفوق طاقتنا في الوقت الحاضر، وإن كان أملنا كبيرا في العودة لهذه التفريعات بدراسة تفصيلية إن لم يكفنا غيرنا مشقة الكتابة فيها بالطبع.

 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس