عرض مشاركة واحدة

قديم 07-04-09, 11:43 AM

  رقم المشاركة : 62
معلومات العضو
جيفارا
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

لو ان الروس لم يفعلوا شيئا، فإن الاشارات تدل على ان المصريين والسوريين لا يتجهون للهجوم، انما قابعون في حالة خوف منا ونحن كنا قد أقدمنا على سلسلة خطوات في الآونة الأخيرة بعثت في نفوسهم الخوف: وقد بدأ هذا بالتدريب الكبير لقوات المظليين في سيناء، والتي يقولون ان 20 طائرة منها (يقصد 20 طائرة من الطائرات التي شاركت في التدريبات) بقيت في الميدان. في الشمال، عشية رأس السنة أنت (وزير الدفاع) قلت ما قلت وهم فسروا ذلك بأنه استعداد (للحرب). وفيما بعد، قال رئيس الأركان أيضا في مؤتمر المظليين إن يدنا كبيرة وطائلة. وأجرينا مناورات وطلعات جوية وتصوير خرائط، وتم أيضا تجنيد قوات الاحتياط فربطوه مع ذلك.. كل هذه الأمور معا أوصلتهم الى شعور بأننا ننوي عمل شيء».

«لكن الموضوع السوفياتي هو من دون أدنى شك، شيء جديد. والسطر الأخير هو انني لا أعرف لماذا أخرج السوفيات النساء والأطفال. أستطيع أن أعطي تخمينات. التخمين الأول هو ان الروس يعرفون أن المصريين والسوريين يتجهون الى الهجوم. انهم يقدرون بأن هجومنا المضاد سينجح وسنضرب العمق و(ستتضرر) عائلاتهم، لذلك يريدون اخلاء عائلاتهم... الامكانية الثانية هي أن الروس يخشون فعلا من أننا ننوي تنفيذ هجوم.. أنا أعتقد بأنهم في حالة الشعور بأننا سنهاجم، أول ما يفعلونه هو أن يتوجهوا الى الأميركيين ويقولوا لهم إحكوا شيئا للاسرائيليين. وكان الأميركيون سيأتون الينا راكضين وفرحين لكي يؤدوا لهم هذه الخدمة. الأميركيون لم يفعلوا ذلك بعد. الامكانية الثالثة، وهي تتعلق في الشؤون الداخلية، العلاقات بين الروس والسوريين، لا أدري، فمن الممكن أن يكون بينهما احتكاك ما في أمر لا نعرفه..» (صفحة 3 ـ 4).

«ما الذي يزعجني في هذا الموضوع؟ يزعجني أن هذه هي ايضا مصر.. ربما يكون في مصر ايضا أمر لا نعرفه. من الممكن أن يكون الروس يقولون: أنهينا العمل مع سورية، فتعالوا ننهيه مع مصر، لأن المصريين سيذهبون هم أيضا وراء السوريين.. السطر الأخير هو انه لا يوجد تفسير لماذا فعل الروس هذا (الاخلاء)» (صفحة 4).

«لقد قالوا لهم في البداية خذوا ما حمولته 30 كيلوغراما وسافروا الى اللاذقية (كما أشرنا في حلقة سابقة فقد حرصت الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية على تسجيل مكالمات الخبراء الروس في سورية ومصر حتى مع زوجاتهم وأولادهم ومنها استمعوا الى أقوال هؤلاء الخبراء). لم نكن نعرف عن مسألة الطائرات. قالوا لهم خذوا 30 كيلو وسافروا عن طريق البحر» (المصدر نفسه).

«توجد حالات لا تفسير لها.. لا يوجد تفسير جدي ومسنود الآن في الساعة 9:15، فبعد ساعة ساعتين ربما تكون المزيد من الأخبار» (صفحة 5).

«توجد مواد كثيرة من المنطقتين: 1) التدريبات، 2) النقل. أيضا في قضية التدريبات لدي حيرة. فحتى الآن نحن لا نعرف أي نوع من التدريبات هي هذه. في أغلبية المواقع، لا يحركون القوات... ربما تكون تلك تدريبات للقيادات، وكل التدريبات تتم قرب الهواتف بحيث يتم كل شيء في شبكة الاتصالات» (المصدر نفسه).

«على الرغم من انني لا أرى تغييرا أساسيا، حيث ما زلت أرى أن المصريين والسوريين لن يهاجموا، بالرغم عن اللعبة الروسية، إلا انها (أي عملية إخلاء عائلات الخبراء الروس) تدخل بي الشك. ولهذا فإن من الصحيح أن نعمل بكل ما قاله رئيس أركان الجيش» (إعلان حالة تأهب بدرجة «ج» الخ) (المصدر نفسه).

(ط) في المشاورات مع رئيسة الوزراء، التي تمت قبيل ظهر يوم 5.10.1973 بمشاركة وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش، ذكر الجنرال زعيرا تفسيرات وتقديرات مشابهة. ومما قاله (التسجيل في وثيقة البينات رقم 57):

«في هذه الليلة أعطي الأمر لإخلاء النساء والأولاد بإضافة 30 كيلوغراما. حصلوا على باصات من السوريين، لكي توصلهم الى اللاذقية فيصلوا اليها حتى الساعة 12:00 من ظهر اليوم، لاخلائهم عن طريق البحر. وعندما كانوا، حسب التوقعات، على الطريق.. صدر الأمر اليهم بالعودة الى البيت.. وبالمقابل وبشكل مفاجئ أرسلوا الى الشرق الأوسط 11 طائرة: 6 طائرات الى مصر و5 طائرات الى سورية.. اننا نعتقد، نفترض، بان الطائرات حضرت لكي تخلي العائلات. ان الانطباع لدينا هو ان الروس، على الأقل في الدرجات الوسطى، استقبلوا الأمر بدهشة وقضية الطائرات تمت بهرولة. لا معلومات عن سبب ذلك. توجد فقط تقديرات: 1) اسرائيل تنوي الهجوم ولذلك يتم الاخلاء. 2) الروس توصلوا الى الاستنتاج بأن سرية ومصر تنويان الهجوم ويجب عدم المخاطرة، أو انهم لا يريدون أن يظهروا تأييدا تظاهريا لهذه الخطوة. 3) هناك نزاع روسي مصري أو سوري. كما أشرت آنفا، فإننا لا نملك تفسيرا جيدا لأي من هذه الاحتمالات...» (صفحة 1).

«خلفية: السوريون والمصريون يخشون من هجوم منا. المصريون يتخذون الكثير من الوسائل الأمنية الوقائية الحقيقية في التدريبات، وقد اضافوا الى الجبهة 300 رأس دفاعي (دبابة أو مدفعية)، وسلاح الجو في حالة تأهب عالية. وقد قربوا دباباتهم نحو القنال.

سورية: تشكيلات شتوية (طوارئ؟) منذ شهر. وفي الأيام الأخيرة نلاحظ الكثير من المخاوف. لقد استقدموا سربين من طائرات سوخوي 20 ... الأمر الذي لم يتم في السابق. عمليا خطوة هجومية. تخلق وضعا مريحا للهجوم» (صفحة 2).

«ما الذي يمكن أن يؤدي بهم الى الخوف منا؟

(1) دائما يخافون.

(2) اعتبروا الاشتباك الجوي (المشار اليه أعلاه، والذي أسقطت اسرائيل فيه 13 طائرة سورية) بمثابة كمين نصبناه لهم، وهذا بعد أن أصبحنا في وضع صعب. العالم يفرض علينا عزلة. وجبهة شرقية تتبلور ونحن نريد تفتيتها.

(3) أحداث عندنا: أ. تدريبات المظليين، ب. تدريبات تجنيد الاحتياط في الشمال، ج. في (الجبهة مع) سورية عززنا (القوات) بشكل كبير، د. وزير الدفاع قام بزيارة في هضبة الجولان عشية رأس السنة (العبرية)، هـ. رئيس الأركان تكلم في مؤتمر المظليين». (المصدر نفسه).

«التقدير بأن الاستعدادات تنبع بالأساس من خوفهم منا يبقى في مكانه. ولكن لا يمكن تجاهل اللعبة الروسية، وليس واضحا لماذا يفعلون هذا».

(ي) البروتوكول المختزل للمشاورات العسكرية ـ السياسية في ظهيرة يوم 5.10.1973 بمشاركة رئيسة الحكومة والوزراء بار ليف، ي. غليلي، م. ديان، ش. هليل، م. حزاني، ش. بيرس، رئيس أركان الجيش، رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش وآخرين (وثيقة البينات رقم 57). في هذا المقام قال الجنرال زعيرا:

«في الخامس من سبتمبر، دخل السوريون بصورة تدريجية الى حالة الطوارئ واليوم يقفون على الحدود الاسرائيلية في حالة طوارئ كاملة، يجرون الفحوصات والتدريبات على خطة معينة، هي كما يبدو خطة العمل التي وضعوها لاحتلال الجولان بمساعدة كل الجيش السوري، في غضون فترة قصيرة، يومين ثلاثة... بموازاة ذلك ومع التدرب على هذه الخطة وادخال كل الجيش السوري الى حالة الطوارئ، دفعوا باتجاه الجبهة سربين من طائرات سوخوي، التي كانت حتى الآن رابضة في منطقة ط ـ 4، وهي منطقة بعيدة عن الجبهة. في الوقت نفسه، أعرب السوريون، في القنوات الداخلية، عن مخاوف جدية من هجوم اسرائيلي، وحالة تشكيلاتهم العسكرية، التي نسميها حالة طوارئ، هي دفاعية وحسب المذهب الحربي السوفياتي، يعتبر نقطة انطلاق الى حرب دفاعية وفي الوقت نفسه هجومية. السوريون دخلوا الى هذه الوضعية، تدربوا على الهجوم، ولكنهم خائفون جدا من هجومنا..» (صفحة 1).

«... في الأسبوع الأخير نفذوا (المصريون) مناورات واسعة النطاق شملت جميع الأذرع، (سلاح) الجو، البحرية واليابسة والدفاعات الجوية. كانت هذه المناورات بمستوى القيادة العامة والألوية والوحدات. مثل هذه المناورات جرت أيضا في السنة الماضية، تقريبا في مثل هذا الوقت. وهكذا فإنه من حيث التوقيت والحجم، لا يوجد ما يدل على أمر شاذ. ولكن أيضا لدى المصريين نلاحظ اشارات كثيرة تدل على نوايا حقيقية للحرب، بالأساس دفاعية، من خلال التخوف الجدي بأن نستغل المناورات ونهاجمهم» (المصدر نفسه).

«لكن هذه الحالة من التشكيلات الحربية، التي هي دفاعية أيضا، تمكن من الانتقال الى الهجوم. فقد عززوا الجبهة على طول القناة في الأيام الأخيرة ورفعوا عدد المدافع من 800 الى 1100، أي زيادة 300. هذا تعزيز كبير بالتأكيد. لقد دفعوا بالكثير من الدبابات الى الأمام قرب القناة. ولهذا توجد لديهم القدرة على تغطية غالبية القناة. وهذا أمر جيد للدفاع وكذلك للهجوم» (المصدر نفسه).

«في الماضي وردت أنباء تقول بأنه في أكتوبر توجد فكرة هجوم مشترك سوري ـ مصري، وعمليا فإن الجيشين المصري والسوري مرابطان في مواقع يستطيعان منها الخروج الى هذه الهجمات (المشتركة) والدفاع عن نفسيهما من نفس المواقع» (صفحة 1 ـ 2).

«وقد حصل هذه الليلة شيء غريب، حيث أرسل الروس بصورة مفاجئة، إحدى عشرة طائرة نقل ركاب الى الشرق الأوسط: خمسا الى سورية وستا الى مصر، وتخميناتنا تقول إن هذه الطائرات تهدف الى إخلاء شيء ما، ومن الواضح ان (هذا الشيء) ليس أجهزة بل ربما بشر.. وحتى الآن، طائرتان منها أقفلتا عائدتين، واحدة من سورية وواحدة من مصر. بالاضافة الى ذلك فإن جميع السفن الروسية تقريبا، التي كانت ترسو في ميناء الاسكندرية غادرت الميناء، وهو الأمر الذي لم يسبق أن حصل سوى مرة واحدة عندما أعلن المصريون عما أسموه «حرب سنة الحسم» (في الحقيقة ان الرئيس المصري أسماها سنة الحسم فقط من دون استخدام كلمة حرب). وكان ذلك في سنة 1971، وهي العملية التي تعني ان السوفيات يتحفظون من الهجوم المصري» (صفحة 2).

«أعود وأقول إن المعلومات المتوفرة لدينا تقول إن الاتحاد السوفياتي حاول التأثير على سورية ومصر بأن لا تبادرا الى الهجوم على اسرائيل. ومع ذلك، توجد لدينا تقديرات بأن النفوذ السوفياتي في هاتين الدولتين هو أ: قليل، ب: آخذ في الهبوط أكثر» (المصدر نفسه).

«علي أن أضيف انه في الأسبوع الأخير، نشرت العديد من المجلات الدعائية وايضا مصادر عسكرية سورية ومصرية، وكذلك مصادر إذاعية وصحافة، نشرت العديد من الأقاويل الصريحة حول استعدادات حربية نجريها نحن ضد سورية ومصر، واعتبر الروس والسوريون اسقاط 13 طائرة سورية في شهر (يقصد الشهر الماضي) بمثابة مكيدة ومصيدة هدفها تفسيخ العالم العربي، على خلفية اقامة الجبهة الشرقية وعزلة اسرائيل الدولية وبشكل خاص في الأمم المتحدة وفي مؤتمر قمة عدم الانحياز. العرب والروس فسروا هذا على انه خطوة اسرائيلية ضد اتجاه الوحدة العربية وضد اتجاه عزلة اسرائيل» (المصدر نفسه).

«وكما يبدو فإن الأمور التي قمنا بها نحن خلال الأسبوع الأخير زادت هي الأخرى من مخاوف المصريين والسوريين، مثل تدريبات المظليين في سيناء وتدريب التجنيد في هضبة الجولان والصعود بالدبابات الى الهضبة (الجولان)» (المصدر نفسه). «مع هذا، نحن ما زلنا نرى وبنسبة تقدير عالية أن الاستعدادات السورية والمصرية نابعة من خوفهم منا، وبنسبة تقدير عالية نرى أن الهدف الحقيقي للمصريين والسوريين هو تنفيذ عمليات عدائية محدودة. وعلى الرغم من ذلك، فإن الأمر الشاذ في كل هذا المسار هو وصول 11 طائرة الى مصر وسورية من دون تفسير. هنا نحن نرى فعلا شاذا» (المصدر نفسه).

«لا يوجد لدى المصريين ولا السوريين تفاؤل كبير بإمكانياتهم في تحقيق نجاح، إذا خاضوا معركة كبيرة، خصوصا انهم مدركون جدا تدني مستوى قواتهم الجوية. وطالما انه لا يوجد لديهم الشعور بأن بالإمكان التوصل الى وضع مريح في (سلاح) الجو، فلن يتجهوا للحرب وبالتأكيد ليس لحرب واسعة..» (صفحة 5).

 

 


   

رد مع اقتباس