أســرار باخـرة الاسلحة الليبيـة
الكشف عن اسلحة مهربة في باخرة ليس بالمهمة السهلة خاصة اذا ما تغاضت قوات اليونيفيل البحرية عن رصدها للباخرة بما يطرح السؤال – اللغز الاول في سلسلة ألغاز وأسرار باخرة لطف الله 2 التي اوقفتها البحرية اللبنانية وضبطت فيها ثلاث مستوعبات من الاسلحة المختلفة وصادرتها. وهنا تتدفق الاسئلة حول نوعية الاسلحة ومصادرها الحقيقية. ثم يأتي الاعلان عن وجهة الباخرة وهي مدينة طرابلس اللبنانية فهل هي شحنة في سياق سباق التسلح اللبناني الداخلي ام ان هدفها النهائي هو المعارضة السورية؟… سلسلة من الالغاز والاسئلة كشفت عنها مصادرنا الخاصة ليتبين التالي:
1 - حضور العنصر السوري طاغياً . بما يؤكد ان وجهة الشحنة هي المعارضة السورية. حيث مالك الباخرة سوري من ارواد (محمد خفاجي) على علاقة مع عبد الحليم خدام وتحديداً مع ابنه جمال الذي كان شريكاً في عدد من شركات النقل البحري في طرطوس ممن كانت تملك باخرة واحدة يجري اغراقها بعد بضعة رحلات لتتم مطالبة شركات النقل بالتعويض. كما تؤكد المصادر ان مالك الباخرة له سوابق بتهريب الاسلحة الى سوريا ومنها سابقة في ربيع العام الماضي (2011) ، حين أدخل أسلحة إلى مدينة بانياس الساحلية. كما أن خفاجي عل صلة وثيقة بسعد الحريري ، وسبق له أن أوقف في لبنان قبل بضعة أشهر بتهمة تهريب السلاح ، لكن أطلق سراحه دون”شوشرة” إعلامية بتدخل من الحريري شخصيا!…
2 – تورط المسؤول العسكري للحريري: حيث رصدت جولات متتابعة للمسؤول العسكري لتيار المستقبل “العميد حمود” الى مصر وليبيا ليتبين انه كان ينسق لصفقات تسليح المعارضة السورية. والباخرة لطف الله المصادرة ليست الشحنة الاولى التي اشرف عليها العميد حمود بل هي الشحنة الرابعة. حيث تم تمرير ثلاث شحنات سابقة وبالطريقة نفسها.
3 – صراع مخابراتي كشف العملية: تحرك الاجهزة اللبنانية لمصادرة الباخرة جاء بناء على معلومات من جهات لبنانية لم تحددها الاجهزة. وذهبت التحليلات للحديث عن تسريبة استخبارية امريكية بسبب معارضة واشنطن لتسليح معارضة اصولية. كما جرة تداول سيناريوهات اخرى تتقاطع جميعها عند ربط الكشف عن الشحنة عبر الصراع المخابراتي الدائر على الارض اللبنانية بين قائمة طويلة من الدول.
4 – نوعية الاسلحة المصادرة: أشارت مصادر عسكرية ان حجم الاسلحة والذخائر المضبوطة يصل الى حوالي مئة وخمسين طنا، وتتنوع الاسلحة بين الفردية و البنادق المتنوعة وصولاً الى قذائف الهاون والار بي جي و الذخائر على انواعها. ولاحقاً كشفت المصادر أن من بين الأسلحة التي كانت تنقلها الباخرة صواريخ مضادة للطائرات محمولة على الكتف من طراز ” سام 7″ ، وقذائف لمدفعية الميدان الثقيلة من عيار 155 مم ورشاشات ” إم 16″ الأميركية. وبحسب محللين عسكريين فان هذه الشحنة تعكس نقص التسلح الاساسي لدى المعارضة على صعيد السلاح الفردي والذخائر. لكنه يعكس ايضاً استعدادات جدية لمواجهات كبيرة قادمة ولتفجيرات كبيرة اضافة لعمليات نوعية شديدة الاذى.
5 – مصادر الاسلحة: معلوم ان جهات ليبية تبيع كميات كبيرة من الاسلحة التي استولت عليها من مستودعات الجيش الليبي وهي اسلحة باتت معروفة في سوق السلاح الدولي. وهي لاتضم بعض فئات الاسلحة المصادرة من الباخرة لطف الله. بما يوحي بان هذه الاسلحة شحنت الى ليبيا واعيد شحنها ضمن حمولة الباخرة. حيث من الطبيعي ان تتوجه الانظار نحو الدول داعية تسليح المعارضة السورية وبخاصة الخليجية منها. ويحدد خبراء عسكريون قذائف المدفعية الثقيلة وبنادق ال ” إم 16″ الأميركية كأسلحة غير متوافرة في سوق السلاح الليبي. ويرجح الخبراء عدم ملكية المعارضة للمدفعية الثقيلة مرجحين استخدام قذائفها في تصنيع عبوات التفجير.
6 – المحطة النهائية للاسلحة: تقول المصادر ان الخطة المعتمدة لتهريب هذه الاسلحة تعتمد خطتين متوازيتين حيث يتم افراغ بعض المحتويات مع اخذ نوعيتها في الاعتبار في عرض البحر لادخالها عبر زوارق الى الداخل السوري. فيما يتم تخزين باقي الشحنة في مستودعات داخل لبنان لتهريبها لاحقاً. هذا و لفت مسؤول لبناني رسمي إلى أن كمية الأسلحة المضبوطة ونوعيتها تشير إلى منحى خطير في تصاعد الأزمة السورية، مما «يعني أن ثمة قراراً كبيراً على مستوى المنطقة، وربما على مستوى العالم، يقضي برفع مستوى تسليح المجموعات المقاتلة المناهضة للنظام السوري، مع ما يعنيه ذلك من نية لتوتير الأوضاع خلف الحدود اللبنانية، في ظل الحديث عن مبادرة أممية تهدف إلى منع الحرب الأهلية في سوريا. من المتوقع ان تكشف التحقيقات في هذه الحادثة استاراً هائلة من تورط جهات لبنانية في الازمة السورية لكن ازدواجية السلطة في لبنان بين مؤيد ومعارض للنظام السوري سوف تحول دون الكشف عن هذه النتائج مع لفلفة الموضوع عبر تدخل الجهات لفاعلة الواقفة خلف هذه العملية.
المصدر : المركز العربى للدراسات المستقبلية .