عرض مشاركة واحدة

قديم 18-02-11, 11:01 AM

  رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

الدروس المستفادة من عملية بيرل هاربر

24. كان للهجوم الياباني على ميناء بيرل هاربر العديد من التأثيرات السياسية والعسكرية التي أدت فيما بعد إلى تحول كبير في سياسة الولايات المتحدة الأمريكية وأدت إلى جرها إلى أن تصبح طرف في الحرب العالمية الثانية كما أنها أدت إلى مراجعة دقيقة وتفصيلية لمستوى أداء القوات المسلحة واعتبرت أمريكا أن تلك الواقعة كانت درس قاسي وفي نفس الوقت مفيد للبدء في تحديث معداتها وإعادة بناء ترسانتها الحربية بما يتلاءم والظروف السياسية والعسكرية المستجدة على الساحة الدولية، كما أن الهجوم على القاعدة الأمريكية الضخمة نتج عنه عدد من الدروس المستفادة التي ما زالت تدرس حتى الآن في العديد من الأكاديميات والمعاهد العسكرية المتخصصة ومن تلك الدروس ما يلي:
أ. الإقتصـاد من أسبـاب الحـروب. كان للحظر الإقتصـادي وبالأخص النفطي على اليابان أثر كبير فقد أدى إلى شل حركة الآلة اليابانية وجعلها تقف على عدة خيارات صعبة ومنها سحب قواتها من الصين التي إحتلتها أو البحث عن مصـدر بديل للطاقة أو العمل على إحتلال مناطق يتوفر فيها النفط مثل أندونيسيا القريبة من اليابان أو الانصياع للشروط الأمريكية والدخول في مفاوضات تعتبر نتائجها محسوبة مقدماً وهنا يتضح أهمية العامل الاقتصادي وما يمكن أن يسببه من صدامات عسكرية.
ب. أهمية إبلاغ الأوامر والتبليغات الحربية بوسائل مأمونة . إعتمدت اليابان في إيصال التعليمات والأوامر الخاصة بالهجوم عن طريق الوسائل اليدوية وتم ضبط الإرتباك وذلك تحاشياً لاستخدام وسائل الاتصالات اللاسلكية التي يمكن التقاطها من قبل القوات المعادية وبالتالي عامل المفاجأة.
جـ. أهمية المباغتة في الحروب . إستطاع اليابانيون مباغتة القوات الأمريكية باتخاذ عدد من الإجراءات أهمها ضربهم أبعد القوات الأمريكية التي كان الأمريكيون يعتبرونها في مأمن من أي هجوم ثم باعتماد إجراءات سرية صارمة في أساليب الاتصالات وحشد القوات وكذلك اختيارهم للوقت المناسب في تنفيذ الهجوم حيث تم التنفيذ في يوم العطلة الأسبوعية.
د. تأثير الضربة المجزأة يضاعف الخسائر . قام اليابانيون بتجزئة ضربتهم الجوية إلى قسمين فبعد أن قامت الطائرات اليابانية بضرب الميناء واستطاعت تدمير عدد كبير من الطائرات الجاثمة في القاعدة وإحراق السفن وإعادة الضربة بعدها بـ 45 دقيقة أدى إلى مضاعفة الخسائر.
هـ. أهمية توزيع المعلومات الاستخبارية في الوقت المناسب وللجهات المستفيدة . حذرت القيادة الأمريكية العليا جميع القواعد التابعة لها في المحيط الهندي وأوصتها باتباع الحذر من أي هجمات معادية ولكن نظراً لقناعة الأميرال كيميل باستحالة ضرب قاعدته من قبل اليابانيين البعد الكبير من مصادر التهديد بأنه لم يتم إيصال المعلومات إلى الوحدات المرؤوسة مما أدى إلى نجاح اليابانيين في مهاجمة الميناء وتحقيق عنصر المفاجأة.
و. أهمية توحيد القيادة ووضوح الهدف للساسة العسكريين . شاركت القيادة العسكرية اليابانية في وضع خطة الهجوم واتحدت بينهم الرؤية للأهداف المطلوب تحقيقها وكان لذلك أثر كبير في نجاح الهجوم ومن أهم القادة السياسيين والعسكريين الذين شاركوا في وضع الخطط للهجوم والتنفيذ:
(1) رئيس الوزراء الياباني (توجو).
(2) الأدميرال البحري (ناكومو).
(3) الأدميرال البحري (ياماموتو) وقد سيطرة أفكار الشخصية باعتباره القائد العام للبحرية اليابانية على مجريات العمليات الحربية خلال الحرب العالمية الثانية التي شاركت فيها اليابان وكان يركز على أن تكون حاملات الطائرات لها الأولوية في بناء الأسطول وكان لديه قناعة تامة بأن اليابان يجب أن تحارب أمريكا وأنها ستظفر بذلك خلال الستة الأشهر الأولى وبالتالي ستتمكن من فرض شروطها على الولايات المتحدة الأمريكية وقد تمتع هذا القائد بكثير من الاحترام في العالم بعد نجاح العملية مما جعل أساليبه العسكرية التي نفذها تدرس في كثير من المؤسسات الأكاديميات العسكرية.

الاستنتاجات

25. خطط اليابانيون لهذا الهجوم تخطيطاً جيداً ونفذوه بكفاءة عالية حيث حققوا المفاجأة كاملة على القوات الأمريكية في بيرل هاربور، فقد تجمعت القوة المكلّفة بالمهمة في سرية تامة، وتم اختيار الوقت المناسب للاقتراب ليلاً، كما تم اختيار توقيت الضربة في الصباح الباكر، بالإضافة إلى إجراء العديد من خطط الخداع الاستراتيجي والتعبوي.

26. أما القوات الأمريكية فقد فشلت في اتخاذ الإجراءات المناسبة للاستطلاع البحري والجوي، حتـى عندما التقطت الرادارات الأرضية الأمريكية الأهداف اليابانية الجوية المقتربة لم تعط لذلك الأهمية المناسبة وتم تحليل المعلومات بطريقة خاطئة، إضافة إلى ذلك فقد كان هناك قصور شديد في إجراء التأمين المناسب للطائرات والقطع البحرية في الميناء وأخيراً كانت حالة الاسترخاء الكاملة للقوات الأمريكية في بيرل هاربور أحد الأسباب الرئيسية التي لم تؤثر فقط على اكتشاف الهجوم الياباني في الوقت المناسب، ولكن لم تستطع أيضاً أن تواجه فعالياته حتى خلال موجة الهجوم الثانية التي جاءت بعدما يقرب من ساعة من موجة الهجوم الأولى.

الخلاصة

27. يمكننا اعتبار بيرل هاربر بمثابة معركة فاصلة غيرت وجه التاريخ حيث تركزت أهم آثارها المباشرة في تخلي الولايات المتحدة عن موقف الحياد الذي كانت قد اتخذته منذ نشوب الحرب العالمية الثانية قبل ذلك بعامين، ومن هنا فإنها بعد بيرل هاربور في (1941م) ألقت بكل ثقلها إلى جانب الحلفاء في القتال ضد جيوش المحور المطوقة، ولا شك أن إنضمام عجلة الحرب الأمريكية بكل ثقلها إلى جانب الحلفاء في الحرب العالمية الثانية كان له أعظم الأثر في إعادة التوازن إلى جبهة الحلفاء التي تمكنت بعدها لا قبلها من الصمود لضربات الجيوش النازية الساحقة المتتالية، ثم إتخاذ موقف الهجوم الذي حقق النصر الكبير للحلفاء في النهاية، ولنا أن نطلق لخيالنا العنان لنتصور الموقف العسكري الخطير الذي كان على بريطانيا وحلفائها مواجهته إذا بقيت الولايات المتحدة الأمريكية على الحياد إذن لتغير وجه التاريخ.

28. ويؤكد لنا الهجوم الجوي المركز على القاعدة البحرية الأمريكية في بيرل هاربر ونتائجه المأساوية، ذلك التأثير الصاعق للمفاجأة والخطأ في تقدير النوايا في آن واحد حيث كانت كل الشواهد والأدلة تؤكد لواشنطن أن اليابان بعد فشل المفاوضات قد أدرجت على جدول أعمالها سلسلة من العمليات الحربية للقضاء على القوة البحرية الأمريكية في المحيط الهادي وبخاصة بعد تعاظم نفوذ المؤسسة العسكرية اليابانية المتعطشة للحرب، وكانت هذه الأهداف تتضمن إحتلال جزيرة هونج كونج وماليزيا والفلبين وقصف القاعدة البحرية في بيرل هاربر بغية تدمير القوات الضخمة الموجودة بها، ولكن وعلى الرغم من هذا فقد فشل الأمريكيون فشلاً ذريعاً في التوصل إلى تحديد تلك الأولويات التي كانت المؤسسات العسكرية اليابانية قد انتهت بالفعل من ترتيبها.

29. كانت خسارة الولايات المتحدة الأمريكية فادحة فقد نتج عن الغارة اليابانية تدمير البوارج الثمانية وجميع الطرادات والمدمرات التي كانت ترسو بالقاعدة، والقواعد الجوية الست في الجزر المحيطة بما فيها من طائرات حيث ارتفعت أصوات الشعب الأمريكي تنادي بالثأر وتساءل الكثيرون ألم يكن بالإمكان إكتشاف نوايا اليابان وتجنب الكارثة، ألم يدرك القادة الأمريكيون أن العالم في حرب منذ ثلاث سنوات وأنه كان يجب عليهم اليقظة والحذر، وأعلنت بعدها الولايات المتحدة الحرب.

30. هكذا يبدو واضحاً أن اليابانيين قد اعدوا لتنفيذ الإغارة إعداداً جيداً سواءً بالنسبة للمعدات أو التدريب وكان لديهم الإصرار على التنفيذ، لذا فإن استغلال الأمريكيين لأي فرصة من الفرص السانحة حتى ولو كانت توفر خمس عشرة ساعة ما كان ليجول دون وقوع الكارثة إذا لم تكن البوارج والطرادات والمدمرات الأمريكية قد خرجت إلى عرض البحر لاعتراض الأسطول الياباني في غياب الحاملات الأمريكية وإلا لأدى الأمر إلى إغراق هذه الوحدات ووقـوع أفدح الخسـائر في الأرواح والمعدات بين الجانب الأمريكي وكل ما في الأمر أن نجاح الأمريكيين في إستغلال أي من الفرص السابقة كان سيؤدي إلى رفع درجة استعدادات الدفاعات الساحلية والجوية عن القاعدة، مما كان سيؤدي بالتالي إلى زيادة الخسائر بين الجانب الياباني.

 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس