عرض مشاركة واحدة

قديم 08-12-09, 07:10 PM

  رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
المنتصر
مشرف عام

الصورة الرمزية المنتصر

إحصائية العضو





المنتصر غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

تنافس أمريكا الحلفاء في الشرق الأوسط والخليج:
إن حلفاء الأمس ضد دول المحور ينفرط عقدهم اليوم طبقاً لمنظومة جديدة تضع المصالح الفردية أساساً للعلاقات بينما يتبلور تدريجياً ظهور قوتين هما أمريكا (وخلفها بريطانيا وفرنسا) ثم الإتحاد السوفيتي. ومع ذلك فالتجمع الغربي رغم اجتماعه حول مخاوف كبرى يثيرها السوفيتي فإنه ظل ولفترة طويلة في حالة تناحر داخلي حيث حاولت أمريكا الحلول محل حليفيها داخل دائرة نفوذ كل منهما في ظل المرحلة الإستعمارية للدولتين.
وخلال هذه المرحلة سيشهد التنافس بين أمريكا وبريطانيا في الخليج. وسيتسم هذا الصراع بسمتين الأولى هي الضرب من تحت المائدة والثانية هي الحقيقة الكبرى حول عجز بريطانيا في مواجهة الإتحاد السوفيتي في المنطقة وإدارة الصراع لصالح الغرب. ولهذا لا يمكن الفصل بين التنافس الأمريكي / البريطاني والتنافس السوفيتي / البريطاني ثم التنافس السوفيتي الأمريكي. إن الصراع سيتسم بالتعقيد والتدريج في ظهور القوتين والتدريج في ظهور القوتين الأكبر في المكان الذي كانت تحتله بريطانيا في الشرق الأوسط عامة والخليج خاصة. سيلعب الجميع بكل الأوراق الممكنة لكن الحصان الفائز هو الأمريكي، فأمريكا دولة شابة قوية وليس لها ماض استعماري، بل ومستقبلها (الذي نعرفه جيد اليوم) يبشر بعالم مختلف.
ولطرح موضوع التنافس، وهناك حقيقتان لا بد من ذكرهما هنا:
الأولى هي الفشل الكبير الذي لحق بحلف بغداد، حيث أنه لم يستطع أن يستقطب إلى عضويته أياً من الدول العربية ذات الارتباط الوثيق وذات العلاقات الوطيدة مع المعسكر الغربي. وهكذا أصبح خالياً من أي دولة عربية ما عدا العراق (المؤسس) طبعاً، أما الحقيقة الأخرى فهي تأميم قناة السويس من قبل الرئيس المصري جمال عبد الناصر في السادس والعشرين من شهر يوليو 1956(1).
وقد خافت فرنسا وبريطانيا أن تتكرر عملية التأميم في دول عربية أخرى، كان لهما فيها مصالح كبيرة، خاصة في الدول المنتجة للنفط. ولذا قررت هاتان القوتان الأوربيتان تبديد مخاوفهما عن طريق القوة وتلقين عبد الناصر درساً قاسياً. فكان ما عرف بـ "العدوان الثلاثي" الذي اضطر الفرنسيون والإنجليز والإسرائيليون لإيقافه بعد قرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة وكنتيجة للضغط الأمريكي والتهديد السوفيتي.
ولئن كان من أهم النتائج التي أسفرت عنها هذه الأزمة التي دامت ثلاثة شهر تقريباً هي النتيجة المتعلقة بإعادة توزيع الأدوار في المنطقة، فإن المغزى الأهم الذي كشفه هذا الفشل العسكري إنما يتركز في تبلور القناعة الدولية بأن الدولتين (فرنسا وبريطانيا) لم يعد في مقدورهما إملاء الإرادة على مسار الأحداث باللجوء إلى استعمال قوتيهما العسكريتين أو حتى التهديد بهمم. هكذا أثبتت هذه التحولات أيضاً وبشكل واضح مصير نفوذ هاتين الدولتين في المنطقة إلى الزوال المحقق.
أما الإتحاد السوفيتي فقد أيد تاميم عبد الناصر للقناة، ورأى أن القرار المصري بالتأميم سوف يسمح للحكومة المصرية بممارسة حقوقها المشروعة وكذلك سيادتها على أراضيها.
وقد أعلن خروتشوف في الأول من أغسطس 1956 "أن قناة السويس تقع على الاراضي المصرية وقد اقتلعت من سيادة هذه الدولة، وبما أن ناصر قد تعهد باحترام حرية الملاحة، فلا أجد أن التأميم يشكل أية مشكلة(2).
واستناداً إلى هذه الرؤية السياسية الاستراتيجية، لم يرفض الإتحاد السوفيتي اقتراح "ولسن" في عقد مؤتمر دولي في لندن لمناقشة قضية تأميم القناة، لأنه رأى أن المشاركة في مثل هذا المؤتمر ستتيح له الفرصة لأن يسمع العالم بوجهة النظر المصرية في الوقت الذي سيدعم الاقتراح المقدم من الرئيس جمال عبد الناصر، والذي دعا فيه الدول الموقعة على ميثاق القسطنطينية لعام 1888م(3) والدول المنتفعة من استعمال القناة للاجتماع في مؤتمر دولي يكون هدفه الوصول إلى التداول حول الشروط المتعلقة بحقوق رسوم العبور، وصيانة القناة وكذلك الاعتراف بحقوق المنتفعين.
وفي الخامس من نوفمبر 1956م وجه بولجانين نداءً للحكومات الفرنسية والإنجليزية والإسرائيلية من أجل إيقاف عدوانها في الحال. وفي الوقت نفسه قدم للرئيس الأمريكي إيزنهاور اقتراحاً ينص على القيام بعمل مشترك من أجل إعادة السلام في الشرق الأوسط. وفي ندائه، حاول بولجانين أن يفهم رئيس الوزراء البريطاني آنذاك أنتوني إيدن وكذلك رئيس الوزراء الفرنسي جي موليه أن اعتداءهم على مصر من شأنه أن يقود إلى حرب عالمية ثالثة وأن الإتحاد السوفيتي مستعد لاستعمال صواريخه ضد بريطانيا العظمى وفرنسا إذا لم توقفا عدوانهما(4).
إن موقف الاتحاد السوفيتي من المعتدين (فرنسا ـ بريطانيا) جعل منه حليفاً رئيساً للعالم العربي على الصعيد الاقتصادي والعسكري.
أما الولايات المتحدة فإنها احتفظت بهيبتها في المنطقة أثناء أزمة القناة، أذ أنها بالرغم من القلق الذي أصابها نتيجة لإعتقادها الأكيد أن تأميم القناة من قبل جمال عبد الناصر، سيشكل خطراً كبيراً على المصالح الغربية، إلا أنها لم تشارك فرنسا وبريطانيا في تصورهما الاستراتيجي، الذي لم يكن يتحلى بالواقعية السياسية ـ حسب وجهة النظر الأمريكية ـ وإنما ينطلق من عقلية القرن التاسع عشر المنادية بحل جميع المشكلات الدبلوماسية بالقوة (دبلوماسية المدفع). وهكذا عندما وصلت أزمة السويس ذروتها أثناء الهجوم العسكري البريطاني الفرنسي الإسرائيلي. أدانت الإدارة الأمريكية هذا الهجوم ونادت بوقف مباشر للإعتداء. وإضاف إلى ذلك، التزمت الولايات المتحدة بالصمت تجاه التهديد السوفيتي لكل من بريطانيا وفرنسا، وهو ما يعني إضفاء نوع من المشروعية على هذا التدخل قد تستفرضه التطورات اللاحقة. غير أن موقف الولايات المتحدة المدين لحلفائها، لم يكن يعني بأنها سوف تترك المجال مفتوحاً للإتحاد السوفيتي للانتفاع بانحسار القوى الأوروبية في المنطقة لمد نفوذه(5) بل على العكس تماماً. سارعت الولايات المتحدة للتأكيد على رغبتها لملئ ما سمي آنذاك بالفراغ الشرق أوسطي.
وقد طرح الرئيس الأمريكي مشكلة الشرق الأوسط أمام الكونجرس في الخامس من شهر يناير 1957م بهذه الكلمات "أن الفراغ الحاضر في الشرق الأوسط لا بد من ملئه بالولايات المتحدة الأمريكية قبل أن يملأ بالإتحاد السوفيتي"(6).
لقد كان الرئيس الأمريكي يرى أن للسوفييت رغبة في السيطرة على قناة السويس ومناطق البترول حتى يتمكنوا من توجيه ضربة قوية للمعسكر الغربي وخنقه اقتصادياً، تمهيداً للسيطرة عليه على صعيد سياسي. ولمواجهة هذه المشكلة. أرسل الرئيس الأمريكي دعوة عاجلة إلى الكونغرس، اشتملت على موضوعين رئيسين هما: المساعدات الاقتصادية والمساعدات العسكرية للشرق الأوسط. وقد طلب الرئيس الأمريكي إعطاءه الصلاحية لإنشاء مؤسسة خاصة للشرق الأوسط تهتم بالمساعدات الاقتصادية وكذلك طالب بزيادة قدرها مائتا مليون دولار للقروض الموجهة للشرق الأوسط للسنوات 1958(7).
أما بالنسبة للمساعدات العسكرية فقط طلب الرئيس الأمريكي السماح له بإرسال القوات الأمريكية إلى الشرق في حالة إحساس دول الشرق الأوسط بأن استقلالها مهدد من قبل الدول الشيوعية(8). هذا المبدأ سمي بمبد إيزنهاور أو سياسة ملأ الفراغ.
وبالرغم من صلاحية هذا المبدأ لاحتواء كل بلاد الشرق الأوسط، إلا أننا نعتقد أن التركيز على هذا المبدأ كان منصباً على الدول العربية الشرق أوسطية، لأن هذا الجزء من الشرق الأوسط، في الواقع، هو أكثر تعرضاً لأي نجاح سوفيتي في المنطقة.
ويعد مبدأ إيزنهاور مكملاً لمبدأ ترومن المتعلق "بدول المقدمة"(9) ولكنه يختلف عن مبدأ ترومن في إجباره للجيش الأمريكي للدفاع عن الدول التي تواجه تهديدات سوفيتية.
إنه من الواضح جداً، أن مبدأ إيزنهاور في صياغته، حاول أن يتحاشى الأخطاء التي ارتكبت أثناء تشكيل حلف بغداد وكذلك أثناء العدوان الثلاثي على مصر. وأن مهندسي هذا المبدأ لم تكن لديهم النية لإجبار الدول العربية على الدخول في أحلاف عسكرية جديدة. ومن الواضح كذلك أن الولايات المتحدة أكدت عدم رغبتها في التدخل إلا في الدول التي تطلب مساعدتها.
ومن المآخذ على هذا المبدأ، أنه لم يفهم العلاقات بين عبد الناصر والسوفييت وأنه لم يحاول أن يفرق بين الحركات الوطنية والشيوعية كما أن هذا المبدأ قد صب في اتجاه تعميق الانقسام بين الدول العربية بطلبه من أعداء الشيوعية لا مواجهة الإتحاد السوفيتي فحسب وإنما كل الدول التي تقع تحت سيطرة الشيوعية الدولية.
وقد حذر رئيس وزراء الهند آنذاك "جواهر نهرو" الرئيس الأمريكي إيزنهاور من الانقسام في العالم العربي(10) كنتيجة حتمية لهذا المبدأ حين كتب إليه قائلاً: "بأن هذا المبدأ سوف يثير الانفعالات ويخلق الانقسام بين الدول العربية ويرفع التوتر". ويواصل رئيس وزراء الهند قائلاً: "أنا لا أعتقد في ظل الظروف الحالية إننا نتخوف من عدوان سوفيتي في الشرق الأوسط"(11).
وقد كانت ردود فعل الدول العربية على مبدأ إيزنهاور متوقعة حيث أصر معظم الرؤساء العرب على أن الولايات المتحدة الأمريكية إذا ما أرادت أن تحسن علاقاتها مع الدول العربية فعليها أولاً أن تبدأ بنسيان حربها الصليبية مع الإتحاد السوفيتي. ويجب عليها (الولايات المتحدة الأمريكية) أيضاً أن تركز كثيراً على الصراع العربي الإسرائيلي. ومن جانب آخر فقد أثارت كلمة "فراغ" الواردة في البيان الأمريكي الكرامة العربية(12). لهذا نجد أن هذا المبدأ قد انتقد كثيراً من قبل القادة المصريين والسوريين، وقد رفض الرئيس المصري جمال عبد الناصر بوضوح وجود فراغ في الشرق الأوسط، وقال بأن المنطقة يسكنها العرب، وسكانها أجدر بالدفاع عن استقلالها.
ولم يصدق على هذا المبدا رسمياً من قبل أية دولة عربية سوى العراق (العضو في حلف بغداد) ولبنان وليبيا. أما بالنسبة للملكة العربية السعودية واليمن وإسرائيل فإن استقبالهم لمبدأ إيزنهاور كان متحفظاً.
وفي الثاني عشر من يناير أي بعد حوالي بضعة أيام من إعلان الرئيس الأمريكي عن خطته، أعلنت الوكالة الرسمية السوفيتية "تاس" في بيان مطول الرد السوفيتي والذي جاء كالآتي: "عن أي فراغ في الشرق الأوسط نتساءل نحن؟ متى اعتبرت الدول التي استطاعت تحرير نفسها من الاضطهاد الإستعماري واختارت لنفسها طريق التطور الوطني المستقل فراغاً؟ إنه من الواضح أن تدعيم الاستقلال الوطني من جانب الدول العربية وتأكيد النضال ضد الاضطهاد الإستعماري لا يعد في أي صورة من الصور فراغاً ولكنه إحياء للحقوق الوطنية لشعوب الشرق الأوسط ويشكل عاملاً إيجابياً في تطوره الاجتماعي(13).
"إن ما يثير الفضول أيضاً هو تسجيل توكيدات الرئيس الأمريكي إيزنهاور في إعلانه، حول انشغال الولايات المتحدة بموضوع الأديان في المنطقة بما فيها طبعاً الدين الإسلامي. ونحن نجد صعوبة في فهم الكيفية التي سوف يطلب فيها مسلمو الشرق الأوسط من الولايات المتحدة أو من أي قوة أخرى المجيء لحماية الإسلام. لهذا فإن القول بأن حماية الأديان يتطلب إرسال القوات الأمريكية قول ليس له أي مبرر"(14) وفي النهاية أعلنت وكالة تاس الموقف السوفيتي "أن الإتحاد السوفيتي يعارض الإتفاقيات والمعاهدات غير المتكافئة، ويعارض كذلك إقامة القواعد العسكرية في الأراضي الأجنبية، التي تخدم الاعتبارات الاستراتيجية والخطط الهادفة إلى تمكين الأمبريالية العالمية من السيطرة. وهذا ناشئ من المبدا الذي يقول بأن الثروات الطبيعية لدول العالم الثالث ما هي إلا ملك وطني، ولهم الحقوق الكاملة للتصرف فيها باستقلالية تامة. واستعمالها بالطريقة المثلى التي تراها لتقدمها ونموها وغناها"(15).
بجانب الرد الموجه للعرب. حاول الجواب الدبلوماسي السوفيتي توضيح موقف موسكو بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية وكذلك تنظيم علاقات القوتين في الشرق الأوسط. وقد جاء الرد في صورة خطة سميت "خطة شبلوف"، وقد عبر بها عن طريق وزير الخارجية آنذاك شبلوف. في مذكرة مرسلة إلى القوى الموقعة على الإعلان الثلاثي لعام 1950 في الحادي عشر من شهر فبراير لعام 1957 عبر شبلوف عن النقاط الأساسية المكونة لخطته وهي:
1 ـ إن الحفاظ على السلام والأمن في الشرق الأدنى والأوسط، وكذلك الوصول إلى حلول للمسائل المتنازع فيها، لا يأتي إلا عبر الطرق السلمية القائمة على المقاوضات.
2 ـ عدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول الشرق الأدنى والأوسط. وكذلك احترام سيادتها واستقلالها.
3 ـ العدول عن كل المحاولات الهادفة لإدخال هذه الدول في أي أحلاف عسكرية تشارك فيها القوى الكبيرة.
4 ـ تصفية جميع القواعد الأجنبية وسحب جميع القوات الأجنبية من أراضي الشرق الأدنى والأوسط.
5 ـ المساهمة في التطور الاقتصادي لدول الشرق الأدنى والأوسط، ولكن دون تقديم أي نوع من الشروط السياسية أو العسكرية المتعارضة مع كرامة وسيادة هذه الدول(16).
إن الإتحاد السوفيتي قد أراد بموقفه الذي تبناه، الحصول على صوت مساو في مجلس القوى الكبرى حول الشرق الأوسط. لقد ظن الإتحاد السوفيتي أن مشكلات المنطقة ينبغي أن تحل عن طريق القوى الكبرى، ومما دفعنا إلى تأكيد هذه النقطة، أن الخطاب السوفيتي موجه مباشرة إلى القوى الأوروبية قد قدم عرضاً ببرنامج للعمل حول الشرق الأوسط.
لقد كان هذا الموقف الخاطئ الذي نادى به الإتحاد السوفيتي صدمة للعرب استغلتها الولايات المتحدة الأمريكية بسرعة حيث روج الأمريكيون لقناعة مفادها أن الطريق الصحيح للتعاون يمر عبر استشارة الدول الشرق أوسطية وأضافوا بأن الولايات المتحدة الأمريكية لا ترغب في أن تكون إحدى الدول الكبرى، كما اقترح الإتحاد السوفيتي، وادعى لنفسه مشروعية اتخاذ القرارات المتعلقة بالمسائل الهامة بالنسبة لشعوب الشرق الأوسط، أو إعاقة هؤلاء الذين يحسون بأنهم مهددون من ربط أنفسهم وبحرية تامة مع شعوب أخرى حتى يتمكنوا من اتخاذ الإجراءات المشروعة المتعلقة بأمنهم الجماعي، والمتفقة مع مبادئ ميثاق الأمم المتحدة.
أما بالنسبة للأمور الأخرى مثل الأحلاف العسكرية وتصفية القواعد الأجنبية، وانسحاب القوات الأجنبية والتي ذكرها السوفييت في مذكرتهم، فإن حكومة الولايات المتحدة الأمريكية (يواصل البيان) ترى نفسها مجبرة للإعلان بأن دول الشرق الأوسط مؤهلة تماماً لاختبار نموذج التعاون المناسب والذي يمكنها من تأدية دورها في الدفاع عن المنطقة(17).
أراد الأمريكان، في الواقع، أن يوضحوا في ردهم على الإعلان السوفيتي، بأنه ليس من شأن الدول الكبرى تقرير ما هو جيد وغير جيد للدول الشرق أوسطية بل على هذه الدول نفسها اختيار التحالفات المناسبة لها والتي تخدم احتياجاتها.
وبعد أن استطاعت الولايات المتحدة الأمريكية أن تحل محل القوى الأوروبية في حوض المتوسط، فإنها سوف تحل محل بريطانيا العظمى في الخليج العربي. فلماذا قررت بريطانيا الانسحاب من الخليج بعد فترة سيطرة دامت نحو مائة وخمسين عاماً؟
الهوامش:
1 ـ حول أزمة السويس أنظر:
محمد حسنين هيكل، "ملفات السويس، حرب الثلاثين سنة"، الطبعة الأولى، مركز الأهرام للترجمة والنشر، القاهرة، 1986.
2 ـ Carrere D, Encausse Helene, "La Politique Sovietique au Moyen Orient 1955- 1975”, Presses de Ia Fondation Nationale des Sciences Poiences Politiques, Paris, 1975, P. 72.
3 ـ نفس المصدر السابق:
4 ـ نفس المصدر السابق.
أنظر أيضاً نظام شرابي "أمريكا والعرب: السياسة الأمريكية في الوطن العربي في القرن العشرين"، مؤسسة رياض نجيب الريس للكتب والنشر، لندن، 1990، ص ص 141 ـ 150.
5 ـ Zorgbibe Charles, “La Mediterranees Sans Les Grands”? “Presses Universitaires de France, Paris, 1980, PP. 17- 18.
6 ـ Eisenhower Dwigt, Op. Cit, P. 187.
7 ـ نفس المصدر السابق، ص 190.
8 ـ نفس المصدر السابق.
9 ـ "دول المقدمة" تعني في لغة استراتيجي وسياسي عقد الخمسينات، الدولة التي تتلقى بحكم موقعها الجغرافي في حالة نشوب حرب، أول صدمة للهجوم السوفيتي، وعليه، يجب تسليحها ومساعدتها عن طريق الدول الغربية على أساس هذه الفرضية.
10 ـ لاحظ جون كنيدي، إلى أي مدى لم يكن دلس فاهماً لحقيقة الفترة بقوله: "إن رفض تمويل مشروع السد العالي في مصر، مفهوم حلف بغداد ومبدأ إيزنهاور المرفوض من غالبية الدول الغربية، كل هذه الوقائع تمثل من وجهة نظري لحظات تعسة لمستر دلس في الشرق الأوسط".
Kennedy John, “The Strategy of Peace”, Popular Library, New York, 1961, P. 261.
11 ـ Eisenhower Dwight, Op. Cit, P. 192.
12 ـ د. أحمد عبد الرحيم مصطفى، "الولايات المتحدة والمشرق العربي"، سلسلة عالم المعرفة، الكويت، إبريل 1978، ص 154.
13 ـ Page Stephen< "The U.S.S.R. and Aabia" Central Asian Research Center in Association With Canadian Institute of International Affaires, London, 1917, P. 34.
14 ـ نفس المصدر السابق.
15 ـ نفس المصدر السابق.
16 ـ Ponomarev B. Gromyko A. St Khvostov V., "Histoire de Ia Politique Exterieure de "I'URSS”. 1945- 1970”, ed. Du progre’s, Moscou, 1974 P. 434.
17 ـ Segesvary Victor, "La Realisme Khrouchtchevien, Ia Politique Sovietique a I’Egard du Natio- nalisme Arabe. 1953- 1960”, These, ed. De Ia Baonniere, Neuchatal, Geneve, 1968, P. 70.

 

 


المنتصر

يقول احد القادة القدماء وهويخاطب جنوده . ( اذا لم تكونوا مستعدين للقتال من أجل ما تروه عزيزاً عليكم , فسوف يأخذه أحد ما عاجلا أو اَجلا , واذا كنتم تفضلوا السلام على الحرية فسوف تخسرونهما معاً , واذا كنتم تفضلوا الراحة والرخاء والسلام على العدل والحرية فسوف تخسروهما جميعا ) .

   

رد مع اقتباس