عرض مشاركة واحدة

قديم 22-05-09, 06:05 PM

  رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
المقاتل
مشرف قسم التدريب

الصورة الرمزية المقاتل

إحصائية العضو





المقاتل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

خلاصة الموضوع

خير من يوصف مأزق الاستراتيجية العسكرية العراقية في حرب الخليج الثانية عام 1991 رئيس أركان الجيش العراقي الفريق أول (جنرال) حسين رشيد التكريتي* حين سأله احد الأصدقاء عن وصفه لما حدث؟ أجاب (( كأننا وسط دوامه بحريه هائلة أخذتنا عميقا حتى لامست أقدامنا قاع البحر إلا إن الحظ الحسن أدركنا أخيرا حين وجدنا أنفسنا نصف غرقى متشبثين بقطع خشب طافية ))

* عين الفريق أول (جنرال) حسين رشيد رئيسا لأركان الجيش بدلا من (الجنرال) نزار الخزرجي الذي أبدى تحفظات كثيرة في الحرب مع أميركا.

إلا انه يمكن إجمال عناصر ذلك المأزق بما يأتي :

• إن القيادة السياسية (الاستراتيجية العليا) العراقية حددت أهدافا كبيرة جدا فاقت قدرة القوات المسلحة العراقية لتحقيق تلك الأهداف إي عدم (مطابقة الإمكانيات مع الأهداف).

• مركزية القائد السياسي امتدت إلى آلية صنع القرار العسكري الاستراتيجي كونه قائدا عاما للقوات المسلحة وهو لا يمتلك المؤهلات الكافية لهذا المستوى الرفيع وغالبا ما يفصح أمام القادة والمخططين عن مسلك العمل الذي يرتأية للوصول للهدف المراد فيصعب على هؤلاء البحث عن البدائل الأنسب لأسباب إنسانية محظة كالخوف من سطوة القائد السياسي أو السعي لإرضائه وما يتبع ذلك من فوائد شخصيه محتملة والقليل جدا من يجازف بحكم الضرورات الوطنية.

• دورة السياسة والحرب شبه متعذرة بالنمط العراقي لعدم وضوح المدى الحقيقي للدور السياسي في قرار الحرب وإدارتها.

• التحديد والتقليص المستمر لصلاحيات القيادة العسكرية نزولا إلى صلاحيات القادة الميدانيين. (الخوف من التآمر السياسي).

• انهيار قيمة الردع للأسلحة العراقية ذات التدمير الشامل (استخدام الأسلحة الكيمياوية وبوسيلة إيصال الصواريخ / الطائرات) عندما أعلن الخصم انه سيستخدم السلاح النووي. إذا ما ثبت له استخدام السلاح الكمياوي من قبلنا.

• قصور عام في التثقيف الإستراتيجي للمستويات المسؤولة عن التخطيط للحرب أدى إلى قبول المجازفة بأدنى التحفظات وفهم خاطئ لعقل الخصم ومما زاد في ذلك افتقار القيادة العسكرية العليا إلى مراكز بحوث استراتيجيه تغذيها بالكثير من المعلومات والاستنتاجات الضرورية ومنها البدائل علاوة على تعطيل دور جامعة البكر للدراسات العسكرية العليا في خدمة آلية التخطيط للحرب.

• كان السعي لتوظيف خبرتنا الكبيرة المحصلة من الحرب الطويلة مع إيران ضد عدو يختلف اختلافا جوهريا وضمن بيئة صراع ذات معايير تقنية عالية كاد يكون عقيما ولم يثمر ذلك السعي إلا في نتائج محدودة.

• إن القرار السياسي العراقي قد حرم نفسه من الفسحة الضرورية للمناورة على المستوى الاستراتيجي فبدوره حرم الاستراتيجية العسكرية العراقية من البحث عن بدائل معقولة بل جعلها في الاتجاه الخاطئ المؤدي إلى الهاوية.

• إن الاتصال بالقائد العام يشوبه الكثير من الصعوبات والمعوقات المعنوية والمادية حالت دون استيفاء العديد من المعضلات المناقشة الضرورية مما أدى إلى إصدار قرارات ذات نهايات سائبة أدت بدورها إلى ثغرات ميدانيه لصالح العدو. ناهيك عن بعض الملاحظات الشخصية للقائد العام حول بعض القضايا تمتاز بالكثير من القدسية غير المبررة وفقا لطبائع السلوك للمحيطين به يصعب على المخططين الفكاك منها.

• للفجوة الواسعة بالإمكانيات مابين الطرف العراقي والطرف المقابل في مجال جمع المعلومات الضرورية حرمت المخططين الاستراتيجيين و الميدانيين العراقيين من المعلومات الضرورية للتخطيط وعليه كان الاعتماد على الافتراضات لإملاء ساحة المجهول الواسعة.

• الافتقار إلى منظومة القيادة والسيطرة الحديثة للجانب العراقي. جعل من موضوع التعديل على الخطط شبه متعذرا وعلى سبيل المثال إن بعض الدروع الاميركية قد سارت فوق مقر ميداني عراقي يوم 27 /شباط/فبروري كان يعقد فيه اجتماع ميداني لتدارس موقف على ضوء أوامر ذات معطيات قديمة ونجوا هؤلاء من الأسر بأعجوبة.

• كان الأسوأ هو التقييم السياسي العام للحرب بعدم قبول الولايات المتحدة الاميركية فرضيه الحرب المباشرة على ضوء تجربتها الفاشلة في فيتنام وان ما يحدث (عمليات الحشود العسكرية يصب في موضوع (سياسة حافة الحرب) للضغط على القرار السياسي العراقي مع اعتماد ملاحظات مخطوئة من قبل بعض الوفود الدولية غير الرسمية التي زارت العراق خلال تطور الأزمة (بأن الحرب لن تقع والبديل هو الرضوخ الاميركي لإغراءات النفط العراقية الكويتية).

ملاحظه : مراجعة الملحق ( أ )

مأزق الاستراتيجية العسكرية العراقية في حرب(حرية العراق) عام 2003

بعد إن وضعت الحرب السابقة (حرب الخليج الثانية) أوزارها في الثامن والعشرين من شباط 1991 أتضح عدم اكتمال نتائجها السياسية لاستمرار النظام السياسي العراقي بزعامة الرئيس صدام حسين في الحياة بقوة وقادرا على التواصل مع محيطه الإقليمي وقد اكتسب قدره معنوية عالية واحترام لصموده تجاه اكبر قدره عسكريه عالميه بقيادة الولايات المتحدة الاميركية بعد الحرب الكورية ويعود ذلك لعدة أسباب أهمها حاله الإحباط العام التي يعيشها الشعب العربي من المحيط إلى الخليج لنجاح المشروع الصهيوني في دعم (إسرائيل) على حساب الحقوق العربية والمسند بقوة من قبل الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية. فصمود العراق كان بارقة الأمل التي أضاءت أفقهم المظلم وظنوا إن هناك قدره على التحدي وإشارة قويه تجلب انتباه الغرب إليهم عسى إن يعدل في سياسته لصالحهم وكانت الحرب في نظرهم أيضا إثبات لذاتهم المغيبة منذ تاريخ طويل. فهذا يفسر ظاهره هيجان عواصف العاطفة العربية المؤيدة للعراق مع نجاح القيادة العراقية بصدق نواياها أو كذبها بربط قضيه الحرب بالموضوع الفلسطيني.

إن الحريق السياسي والأمني الذي نشب في أربعة عشره محافظه عراقية من اصل ثمانية عشره في اليوم التالي لانتهاء الحرب قد تم إطفاءه بسرعة وخلال ستة أسابيع متواصلة تمكن النظام السياسي العراقي بعدها إعادة سيطرته وسطوته على جميع المناطق التي خرجت عن السيطرة مخيبا بذلك ظن الدوائر المعادية له والتي توقعت سقوطه كثمره ناضجة تسقط تلقائيا من غصنها. إن سوء التقدير للسياسة الاميركية حملت الرئيس (جورج بوش) مسؤولية أخلاقية تجاه المنتفظين الذين قمعوا بشده سواء في شمال العراق وجنوبه لأنه كان المحرض الأساسي لاندلاع انتفاضتهم الواسعة من خلال خطابه السياسي والإعلامي الموجه للشعب العراقي للانتفاض على حكومته عند نهاية الحرب وبغض النظر عن التخطيط والدعم والتدخل المباشر الإيراني لتلك الانتفاضة في المناطق الوسطية والجنوبية للعراق إلا أن المسؤولية وقعت بكاملها على الرئيس الاميركي مما دعاه ذلك لإعادة تدخله بالموضوع العراقي بإعلان المنطقة الشمالية من العراق ذي الأغلبية الكردية ملاذا آمنا لمن خرج عن السلطة العراقية مع منع الطيران العراقي من الحوم فوقها أي فوق خط العرض 36 ْْ فما فوق ثم أضاف منطقه أخرى لحظر الطيران العراقي دون خط عرض 32 ْ فما دون أي فوق المنطقة الجنوبية ذات الأغلبية الشيعية والموالية بغالبيتها للسياسة الإيرانية

كان الطرف الآخر (الرئيس صدام حسين) قد وقع في فخ أوهام القوة مرة أخرى حينما جلس على كرسيه مطمئنا ظاناً أن تلك الإجراءات لن تدوم طويلا فأصدر أوامره بسحب القوات العراقية المسلحة من المنطقة الشمالية ومنع قواته الجوية من الطيران فوق مناطق الحظر الجوي ومعتقدا إن ما خسره يمكن إعادته مادام العراق يملك مخزونا هائلا من النفط وعمليا نجح في إعادة الكثير مما دمرته الحرب في المجالات الاقتصادية والخدمية إلى سابق عهدها وكان الأخطر في معتقداته إن الله قد خصه بعنايته المباشرة دون غيره وقد أعده لمهام اكبر فأظهر نفسه كمسيح مسلح ليخلص هذه الأمة من شرور الشيطان الصهيوني الذي امتطى القدرات الاميركية لنيل غاياته في المنطقة العربية. فكان خطابه السياسي يشير دائما إلى النصر الذي حققه في تلك الحرب التي هي بداية لمشروع كبير يحتاج إلى الكثير من الصبر والتضحية لتحقيق كل أهداف الأمة في الوقت نفسه بدى رافضا لأية دراسات معمقه على المستويات الاستراتيجية للمعضلات السياسية والاقتصادية والعسكرية التي تواجه العراق في المستقبل القريب معتبرا إن تلك الدراسات ستسبب إحباطا شديدا لأمل ضمن هو تحقيقه فحرم المستحيلات إلا في موضوع إعادة الحياة للذي فارقها.

لقد فعل التوجيه الخطير بعدم ذكر أية معضلات لا تتوفر الإمكانيات لتجاوزها إلى طمر الحقائق الموضوعية التي تبنى عليها كل الدراسات المعمقة وخاصة في مجال الدراسات الاستراتيجية العسكرية وأطلق العنان للمنافقين والمنتفعين الذين لاتهمهم إلا مصالحهم الشخصية فزينوا له كل طموحاته جاعلين المستحيل ممكنا وبسطوا كل عظيم فقالوا تبا للمستحيل. لقد سعى النظام العراقي لاستعادة سيادته التي فقد الكثير منها بفعل سلسله طويلة من قرارات مجلس الأمن الدولي فوظف قدراته الاقتصادية الكامنة (النفط) لفتح ثغرات في جدار الحصار الاقتصادي وكانت البداية الموافقة على المقترح الفرنسي(مشروع النفط مقابل الغذاء والدواء) بعد تأني طويل وعمل على تنشيط تجاره تهريب النفط عبر البحار والصحاري الواسعة ليكسب موردا ذاتيا حرم منه لتطوير مشروعاته السيادية.

لقد بذلت جهود حثيثة في تقليص التأثير السلبي المباشر وغير المباشر للحصار التسليحي والعلمي الضار بالقوات المسلحة عموما وسلاح الدفاع الجوي والصواريخ والقوه الجوية بشكل خاص ولعبت دوائر التصنيع العسكري دورا مهما في توفير الحدود الدنيا من الاحتياجات لمعظم الأسلحة والصنوف وبرعاية واسعة كبيرة فلاقت كل تشجيع ودعم معنوي ومادي مما جعلها تطمع بالكثير فزادت ضغوط القيادة العراقية عليها لتحقيق الأفضل مع مرور الوقت وظن الرئيس إن كل شيء سيكون ممكنا بفتح ميزانيه الدولة لتلك الدوائر دون رقيب وخارج السياقات المالية للدولة فأدى ذلك فيما بعد وبشكل مطرد إلى تفشي الفساد الإداري في دوائر التصنيع العسكري والجهات ذات العلاقة من القوات المسلحة وغيرها في ظل انخفاض حاد بالرواتب ومستويات المعيشة لموظفي الدولة بشكل عام . ورغم كل ذلك كانت النتائج العملية محدودة جدا لتعاظم الفجوة العلمية والتقنية مابين أسلحتنا وأسلحه الخصم.

لقد تعرض العراق إلى العديد من الضربات الجوية والصاروخية خلال المدة المحصورة مابين حرب 1991 والحرب الأخيرة على ضوء عدد من الأزمات السياسية وبعض المخالفات للشروط الاميركية والبريطانية وكانت عمليه(ثعلب الصحراء) في منتصف كانون الأول 1998 اشد تلك الضربات مع فشل وسائل الدفاع الجوي العراقي في إسقاط أية طائره معاديه فوق الأراضي العراقية واقتصر النجاح في إصابة عدد محدود من الصواريخ الجوالة المعادية طيلة تلك الفترة. ثم جاءت الأحداث الدامية والمرعبة للحادي عشر من أيلول 2001 التي دعمت بشكل مباشر وغير مباشر الرئيس الاميركي الجديد (جورج وكر بوش) في مشروع واسع وغامض في الحرب على الإرهاب خارج حدود الولايات المتحدة فانظم العالم تحت جناحيه لأشهر عديدة ((من لم يكن معنا فهو ضدنا)) كما قالها الرئيس بوش. فكانت الحرب الأولى ضد أفغانستان بنظام طالبان المتحالف مع تنظيم القاعدة بزعامة (أسامة بن لادن) المسؤول عن تلك الأحداث وغيرها فنجحت الولايات المتحدة بإسقاط ذلك النظام بالتعاون مع تحالف الشمال (المعارضة الأفغانية) إلا إن تلك الحرب كانت باستخدام أضيق القياسات الحربية الاميركية حيث اقتصرت على الضربات الجوية والصاروخية والقوات الخاصة. ثم أعلن الرئيس الاميركي عن أهدافه المقبلة لهذه الحرب ضمن محور(شر) شمل العراق وإيران وكوريا الشمالية فبدأت حمله إعلامية ودبلوماسيه شديدتين لتهيئه الرأي العام الداخلي والدولي للحرب على العراق إلا إن الولايات المتحدة عجزت من خلال مواردها التجسسية وفرق التفتيش الدولية من إيجاد ذريعة قانونيه لشن الحرب حين اتهمت العراق بسعيه لامتلاك أسلحة دمار شامل علاوة على ما يملكه من أسلحة كيماوية سابقة. عندها رفض المجتمع الدولي بشده نظريه الحرب. إلا إن الولايات المتحدة الاميركية مضت قدما لشن الحرب على العراق بتأييد محدود من قبل بعض الدول ذات المصلحة بالحرب كبريطانيا وأسبانيا وبلغاريا واستراليا.

إن أية حرب تحتاج إلى ثلاثة عناصر أساسية لشنها هي:-

• شرعيه القانون الدولي.

• بيئة سياسية موافقة للحرب.

• توفر القدرة المادية (القدرات العسكرية). وهنا نجد إن الولايات المتحدة الاميركية لا تملك سوى توفر القدرة العسكرية في مشروع حربها على العراق. وبهذا شابهت الموقف العراقي في موضوع غزو الكويت.

 

 


المقاتل

القائد في منظور الإسلام صاحب مدرسة ورسالة يضع على رأس اهتماماته إعداد معاونيه ومرؤوسيه وتأهليهم ليكونوا قادة في المستقبل ويتعهدهم بالرعاية والتوجيه والتدريب بكل أمانة وإخلاص، وتقوم نظرية الاسلام في إعداد القادة وتأهيلهم على أساليب عديدة وهي أن يكتسب القائد صفات المقاتل وأن يتحلى بصفات القيادة وأن يشارك في التخطيط للمعارك ويتولى القيادة الفعلية لبعض المهام المحددة كما لو كان في ميدان معركة حقيقي

   

رد مع اقتباس