عرض مشاركة واحدة

قديم 13-08-10, 10:44 AM

  رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

أعلن نائب وزير الخارجية الأميركي "كيرتس" يوم 14/4 أن أمريكا قررت اللجوء إلى القوة لتحرير الرهائن، وتأمل من دول السوق الأوربية المشتركة أن تعلن في إجتماعها المقرر يوم 21/4 فرض عقوبات اقتصاديه على طهران. وفي اليوم التالي حضر رئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق "جونز" تمرينا في الفرقة 101 المحمولة جوا وتتبع لقوات التدخل السريع. ثم زار قوات دلتا واجتمع بأفرادها لستة ساعات واطّلع على المعداتها التي ستستعمل في العملية. وفي ختام الزيارة وجه لقائد قوات (دلتا) سؤالا عن مدى اقتناعه في العملية، فأجابه بأن اقتحام السفارة وتحرير الرهائن امرا حتميا، وأن قواته جاهزة للتنفيذ، فأخبره أنه زار سرب العمليات الخاصة الذي سيزودهم بطائرات (سي130) بأنهم جاهزين ومتحمسين للتنفيذ أيضا. وفي يوم الأربعاء 16/4 عقد اجتماع نهائي في البيت الأبيض وصدرأمر الرئيس "كارتر" لتنفيذ العملية. وبدأت قوات (دلتا) تستعد للحركة إلى مصر كموقع متقدم.

الحركة لمسرح الـعملية
في فجر يوم 20/4 ارتدت قوات (دلتا) اللباس المدني وحملت التجهيزات والأسلحة، وتلقت التعليمات وبأنهم سيطيروا الآن إلى مصر عبر ألمانيا في طريقهم إلى إيران فارتفعت الأصوات فرحا، وأبلغهم رسالة شفوية من الرئيس "كارتر" بأنه يتطلع لسماع أخبار نجاح العملية وأن "كارتر" يتحمل عنهم وزر أي فشل في العملية. تحركوا إلى المطار بسيارات مدنية صغيرة متسللين حتى لا يلحظ حركتهم أحد وكانت تنتظرهم طائرة عسكرية (سي141). والتحق بهم في المطار لأول مرة ضابطين إيرانيين برتبة عميد سيرافقا القوات لتنفيذ المهمة داخل إيران، سيعملا مستشارين ومترجمين عند الحاجة لقائد العملية البرية وللمسئول الجوي ، وتسلّم كل منهما مسدس وجرى الترحيب بهما كأعضاء مشاركين لقوات العملية.

الساعة 0730 صباح 20/4 أقلعت قوات (دلتا) متجهة إلى فرانكفورت بألمانيا الغربية. لم يكن الطيارين الذين يقودا الطائرة على علم بأي شيء عن المهمة أو حتى هوية الركاب فوصلوا ألمانيا ليلا والتحقت بهم مجموعة القوات الخاصة المكلفة بتحرير رهائن وزارة الخارجية. وبعد التزود بالوقود وتبديل طاقم الطائرة أقلعت متجهة إلى مصر .وصباح الاثنين 21/4 هبطت طائرتا نقل عسكرية في قاعدة وادي قنا في صعيد مصر واستقبلتهما جماعة المقدمة واللواء "فوجت" قائد القوات المشتركة الذي أسّس له قيادة دائمة في هذه القاعدة في حاويتين أحضرهما من ألمانيا ومجهزتان بكافة وسائل القيادة والسيطرة والاتصالات. واستقبلهم مساعد قائد قوات (دلتا) الذي أشرف على تهيئة مكان استراحة القوات فأرشدهم إلى مكان النوم والراحة .

صباح 22/4 مارست قوات دلتا تمارين لياقة بدنية، وبقيت في مصر حتى صباح يوم 24/4 حيث تجهّزوا للعملية، وما زالوا في اللباس المدني. رتلوا ترانيم دينية وأنشدوا نشيدا وطنيا وركبوا الطائرتين. ومن هذه اللحظة بدأت عجلة عملية تحرير الرهائن تدور بمجرد اقلاع الطائرتين من مصر متجهة إلى عُمان. كان آخر احتمال لإلغاء أو تأجيل العملية هو قبل مغادرة مصر، وبعدها فجميع التحركات هي جزء من العملية. وصلت القوات لجزيرة "مصيرة" بعد الظهر بقليل، واستقبلهم اللواء (جاست) خبير الشئون الإيرانية، وفي المطار انتظرتهم طائرات عسكرية للنقل والوقود وقلاع طائرة "مقاتلة" وجميعها من طراز (سي130)، واما لحوامات فهي على ظهر حاملة الطائرات "نيميتز" في خليج عُمان. تناولت القواة المرطبات، وبدأت أعمال الجاهزية القتالية فارتدوا لباس المعركة والأسلحة الفردية والذخيرة المقررة. وأنجزوا أعمال التنسيق النهائي . وهم بانتظار حلول الساعة 1630 موعد الركوب في الطائرات، لبسوا جاكيتات الميدان وعلى الذراع الأيمن علم أميركا مغطى بقطعة قماش لاصق تنزع قبيل بدء اقتحام مجمع السفارة، ولم يرتدوا أي رتب عسكرية للمحافظة على الأمن.

أقلعت طائرة المقدمة الساعة 1800 مساء الخميس 24/4 متجهة لإيران، وفيها مسئول التحركات الجوية ومعه قائد قوات (دلتا) وجماعة حماية المقدمة ، ومجموعة اقتحام ، ومن المقرر أن تصل الطائرة إلى صحراء واحد الساعة 2200 (العاشرة) ليلا. وستقلع بقية الطائرات بعد ساعة أي 1900 (السابعة مساءا) وتصل إلى صحراء واحد الساعة 2300 (الحادية عشر) مساءا. حلّقت طائرة المقدمة فوق مياه خليج عمان على ارتفاع 2000 قدم (700متر) ، وعند الشاطيء الإيراني هبطت لارتفاع 400 قدم (140متر) لتفادي الكشف الراداري، ودخلت الأرض الإيرانية قرب "شاه بحرة" شرقي مضيق هرمز ب 250 كم وغربي حدود باكستان بمسافة 120 كم وهي منطقة منخفضة وخالية من السكان وتصلح ممر تسلل جوي. سلكت الطائرة ممرا بين الأودية وفوق صحراء "لوط" الخالية من السكان، فاهتزت بسبب المطبات الهوائية القريبة من سطح الأرض، وأصيب بعض الرجال بدوار الجو. وطيلة الرحلة كان العقيد الجوي على اتصال لاسلكي مع جزيرة مصيرة ومع القيادة الرئيسية في وادي قنا بمصر.

الساعة 2000 أقلعت 8 حوامات مجهزة لهذه المهمة من حاملة الطائرات (نيميتز)، ولما اقتربت طائرة المقدمة لمكان الهبوط أشعل الطيار الأضوية الخافتة على جانبي المدرج "بجهاز تحكم عن بعد من مسافة 5 كم" (غرست في الأرض بواسطة طائرة الاستطلاع ليلة 30/31 آذار). لتسهيل اقتراب وهبوط جميع الطائرات. شاهد الطيار أضوية مدرج الهبوط بوضوح وطاف بالطائرة جولة واحدة حول المدرج ثم هبط من الغرب إلى الشرق هبوطا سهلا ! توقفت الطائرة ومحركاتها الأربعة تدور ببطء ليضمن أن تعمل عند الإقلاع فلا يوجد مصدر طاقة أرضي لتشغيلها، وفتح باب الطائرة الخلفي فنزلت جماعة الحماية ومعها سيارة جيب واحدة وعدد من الدراجات النارية. وأثناء توزيعهم وقبل وصول طرف المدرج مرت صدفة حافلة ركاب كبيرة قادمة من الغرب وطريقها هي نفس مدرج الهبوط وكانت تشعل أنوارها ولما اقتربت من الطائرة أوقفوها بطلقة رصاص من كل منهم باتجاه عجلاتها فتوقفت الحافلة وسيطرت علركابها الإيرانيين مجموعة الاقتحام التي ما زالت تنزل من الطائرة، فأنزلوهم وعددهم 45 فرد من رجال ونساء وأطفال فأجلسوهم في الجوار تحت الحراسة وأبعدوا الحافلة عن المدرج.

ويشاء القدر "سبحانه وتعالى" أن وصل صهريج وقود من الغرب باتجاه مدرج الهبوط، فأمروه بالتوقف فلم يذعن فأطلقوا عليه قذيفة خفيفة ضد الدروع قصيرة المدى نوع (لو)، فأشعلت الصهريج وركض السائق بعيدا وكانت ترافقه وخلفه سيارة صغيرة أركبته ولاذوا فرارا نحو الغرب من حيث أتوا. فذهل رجال الحماية من انفجار الصهريج وهروب السيارة الصغيرة وادّعوا بأنهم حاولوا تشغيل الدراجة للحاق بالسيارة الصغيرة لكن محرك الدراجة لم يستجب الا بعد فوات الأوان، فأصبح من المستحيل اللحاق بها وارتفعت ألسنة اللهب 100 متر في السماء وأنارت المنطقة. ويقول رجال الحماية أن ركاب السيارة الصغيرة لم يشاهدوا الطائرة، وإن شاهدوها فماذا سيقولوا ومن سيصدقهم ! "تناسى هؤلاء الرجال أن هروب السيارة الصغيرة كان دليلا على عجزهم عن السيطرة على الموقف"، وأحد أسباب ارتباك المسئولين والأفراد في موقع صحراء واحد. وكان العقيد الجوي مشغولا في الاتصال مع الطائرات، ولما شاهد ألسنة اللهب نزل منزعجا وسأل زميله العقيد بيكويث وما الحل أمام هذه المصيبة الآن؟ !فأجابه العقيد مصطنعا المزاح وعدم الاكتراث: (لا تنزعج كثيرا يا عزيزي، علينا جمع عدد من السيارات الإيرانية ونفتح موقف سيارات هنا ! (تجاهل العقيد "بيكويث" الموقف الحساس وافتضاح سِرّية العملية باشتعال النار وسط الصحراء فبدأ الانزعاج الحقيقي يلفهم .

الساعة 2300 مساء 24/4 أخذت تصل تباعا بقية طائرات (سي130) وتوقفت بجوار المدرج ومقدمة كل منها للغرب. ونزل من الطائرة الثانية قائد مجموعة الاقتحام الثانية وحيى قائد قوات (دلتا) فرد له التحية مازحا (أهلا وسهلا في الحرب العالمية الثالثة! (وهذا دليل آخر على انزعاج القائد (بيكويث) لافتضاح أمر العملية من اللهب وهروب السيارة الصغيرة، والعملية لم تبدأ، لكن المشاعر الداخلية تؤكد افتضاح العملية، وربما تبدأ اشتباكات بين الطرفين، إذا وصل الخبر وتدخلت القوات الإيرانية واشتبك الطرفان بشكل حاسم فقد تجبر أميركا على انزال مزيد من القوات لحماية قواتها المتورطة في قلب إيران .نزل الأفراد وتم تفريغ شباك تستر الحوامات فأمرت الطائرة الأولى بمغادرة المكان إلى جزيرة مصيرة كما في الخطة فأقلعت وبعدها أقلعت الطائرة الثانية، وبقيت طائرة ركاب واحدة و 3 طائرات محملة بالوقود. وحتى تلك اللحظة كانت الأحداث تجري كما في البرنامح باستثناء اشتعال النار في شاحنة الوقود وهروب السيارة الصغيرة .

توزعت قوات دلتا إلى مجموعات تتناسب لأحمال الحوامات الثمانية في انتظار وصولها، ، وكانوا كثيري الحركة لجلب حاجياتهم، ولكثرة علامات الأقدام على التراب لم يكن مستغربا في اليوم التالي أن الإيرانيين قدروا وجود (800) جندي أميركي مع الطائرات! بقي ربع ساعة على وصول الحوامات، والتفت القائد إلى الضابط الإيراني المرافق له فوجده لا يحمل المسدس فسأله عنه فأجابه أنه تركه على مقعد الطائرة، ويبدو أنه ذُعر عندما لامست أقدامه أرض وطنه، وبدت له حقيقة جريمته المشهودة "بخيانة وطنه وتسهيل غزو بلاده"، ولما شاهد نيران الصهريج وهروب السيارة الصغيرة وركاب الحافلة جالسين على الأرض في كتلة بشرية انهارت قواه ذعرا وألقى بسلاحه على الأرض تحت جنح الظلام ! فأرسل من يجلبه من الطائرة ولكنه لم يجده، فوبّخهه قائد قوات دلتا قائلا: (ليس في الجيش الأمريكي جنرال يرمي سلاحه في ميدان المعركة ! وقرر ترحيله خارج إيران مع أول طائرة تغادر إيران. اتصلت قوات دلتا مع العميلين الموجودين قرب مخبأ الرجال، فأفاده العميل بجملة متفق عليها: (البضاعة جاهزة على الرف أي نحن ننتظركم في نقطة الترجل وكل شيء على ما يرام في طهران وحولها).

 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس