عرض مشاركة واحدة

قديم 31-08-10, 10:22 PM

  رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
جمال عبدالناصر
مشرف قسم الإتفاقيات العسكرية

الصورة الرمزية جمال عبدالناصر

إحصائية العضو





جمال عبدالناصر غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

مستقبل البترول: رهانات وإكراهات
يختتم الكتاب بالفصل الثامن بمحاولة رسم صورة المستقبل تحت عنوان "عدم كمال المستقبل: لماذا يجب أن تتغير أمريكا؟". ويضع المؤلف أهم التوقعات التي سوف تشكل هذا المستقبل ومنها: نضوب البترول بنهاية القرن الحادي والعشرين، وأن إنتاج بديل للبترول عملية باهظة التكاليف من حيث الوقت والمال. وفي الوقت نفسه فإن العمود الأساسي للإمبراطورية الأمريكية هو البترول، الذي يقبع تحت أراضٍ تختلف حضاريا وثقافيا مع ما هو سائد في أمريكا. كما يتوقع الكاتب أن يشهد القرن الحادي والعشرين تعاظم قوة كل من الهند والصين. ولا تمانع الولايات المتحدة الأمريكية في ذلك -كما سبق القول- طالما كانت تتحكم في عنصرين أساسيين من نموهما وهما البترول وتدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر.

ويضيف الكاتب اتجاها عاما آخر يأخذ مجراه في العالم الغربي القديم وهو نقص معدلات المواليد، مع تزايد نسبة المتقاعدين إلى العاملين. فبعد أن كانت نسبة العاملين إلى المتقاعدين 1 على 5 أصبحت 1 على 2. وهذا مما سيدفع هذه الدول إلى استيراد الأيدي العاملة وتوليد موجات من الحركات السكانية عبر الأقاليم. وتسعى أمريكا إلى سد فجوة الأيدي العاملة هذه من غير الدول الإسلامية. وهذا ما يزيد من احتمالات حدوث تصادم الحضارات الذي أكد عليه كل من برنارد لويس وصموئيل هنتنجتون. ومن أجل ذلك شوّه كثير من الكتاب صورة الإسلام والمسلمين، وأكدوا الزعم بأن الإسلام قد انتشر على أسنّة الرماح، وذلك خلافا لكتاب آخرين، مثل كارين آرمسترونج التي أكدت على أن الإسلام الصحيح لا يدعو إلى الحرب، بل ويتسامح مع الآخر.

ويعقد الكاتب مقارنة مطولة لنقاط الاختلاف بين النظام الرأسمالي والنظام الاقتصادي من منظور إسلامي. وأن هذا الاختلاف هو الذي يؤدى إلى استمرار الصراع بينهما من وجهة نظر الغرب. وفى محاولة تخمين ما ستكون عليه اتجاهات المستقبل يذكر أن مشروع إقامة الإمبراطورية الأمريكية سوف يتمخض عن أربعة أشياء هي:
أولا : استدامة حالة الحرب مما يؤدى إلى مزيد من الكراهية والحرب ضد أمريكا.
ثانيا : مزيد من فقدان الديمقراطية والحقوق الدستورية للمواطنين الأمريكيين نتيجة لتزايد قوة الرئاسة بالمقارنة لقوة الكونجرس. ولكن ما ذهب إليه المؤلف هنا ربما يكون غير صحيح بعد انتخاب الرئيس أوباما.
ثالثا : مزيد من نشر الدعاية، والبيانات المضللة، وتمجيد الحروب والقوة بدلا من نشر الحقائق.
رابعا : سوف تفلس أمريكا نتيجة لتعاظم الإنفاق على الحروب بدلا من الإنفاق على التعليم والصحة وأمن المواطن وأمانه.
ويرى كثير من المحللين أن المغامرات الحربية الأمريكية -في العراق وأفغانستان وغيرها- سوف تهزم نفسها بنفسها على عكس ما يدعو إليه مشروع إقامة الإمبراطورية عن طريق الحرب على الإرهاب والسعي لنشر الديمقراطية، وأن هذه الفترة تفوق في أضرارها عما نتج من الفترة المكارتية، أو حرب خليج الخنازير على كوبا، أو حرب فيتنام.



خاتمة
على الرغم من أن كاتب الكتاب من أصل فلسطيني مما يوحى بأنه متحامل على تحيز السياسات الأمريكية لصالح إسرائيل، إلا أنه كان موضوعيا إلى حد بعيد، ودعم وجهات نظره بأبحاث الخبراء الأمريكيين. أما عن التوقعات واتجاهات المستقبل فهذه اجتهادات شخصية قد تصيب وقد تخيب، والحكم عليها لا يكون إلا بانتظار ما تسفر عنه الإحداث المستقبلية، التي قد يطول زمن انتظارها لأكثر من جيل. ومما لاشك فيه أن محاولات الهيمنة في ظل صراع الحضارات لا ينتج عنه إلا مزيد من البغضاء والحروب، والمأمول أن يدفع ما عانى العالم منه من أضرار خلال العقد الماضي إلى مزيد من التنافس الحميد بدلا من المواجهة المدمرة. وكذلك يبدو أن غياب بوش الابن وحلول الرئيس أوباما محله قد أبرز بعض التغيرات في السياسة الأمريكية، التي نأمل أن تقلل من الحروب والمواجهات من أجل تحقيق عالم أفضل يتمتع بالسلام، والبيئة النظيفة ويستفيد سلميا بثمار العلم والتكنولوجيا.

الكتاب:
Title: Oil Crusades America Through Arab Eyes
Author: Abdulhay Zalloum
Publisher:
Pluto Press, May 2007
ISBN: 978-0-7453-2559-0
ISBN10: 0-7453-2559-9
_
______________
وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية المصري الأسبق، الأستاذ غير المتفرغ بكلية الاقتصاد جامعة الزقازيق بمصر

 

 


جمال عبدالناصر

ليس القوي من يكسب الحرب دائما
وإنما الضعيف من يخسر السلام دائما



   

رد مع اقتباس