عرض مشاركة واحدة

قديم 31-08-10, 10:20 PM

  رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
جمال عبدالناصر
مشرف قسم الإتفاقيات العسكرية

الصورة الرمزية جمال عبدالناصر

إحصائية العضو





جمال عبدالناصر غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

البترول والدولار: الاقتصاد النقدي والاقتصاد العيني
يربط التحليل في الفصل الرابع بين قيمة الدولار وسعر البترول. أي الذهب الأسود. وذلك من خلال أحداث قد تبدو للوهلة الأولى غير مترابطة.و أهم هذه الأحداث هي:
1 - التنبؤ بأن كمية إنتاج أمريكا من البترول سوف تصل إلى الذروة في عام 1970، لتنخفض تدريجيا بعد ذلك، وهذا ما حدث فعلا. وأصبحت أمريكا بلدا مستوردا صافيا للبترول في عام 1970، وحدث أول عجز في ميزان التجارة الأمريكي في العام التالي 1971.
2 - بلغت قيمة الدولارات الأمريكية المتداولة خارج الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1971 نحو 300 مليار دولار، في حين أن قيمة احتياطيات الذهب في فورت نوكس لا تتعدى 14 مليار دولار، حيث كان سعر أوقية الذهب 35 دولارا أمريكيا. وهذا الوضع هو الذي دفع الرئيس نيكسون إلى الخروج عن قاعدة الذهب في 15 أغسطس 1971، وتخلت الولايات المتحدة الأمريكية على تحويل الدولار إلى ذهب بهذا السعر.
3 - طبعت أمريكا كميات هائلة من الدولارات لتمويل حرب فيتنام وغيرها، مما دفع الرئيس الفرنسي السابق شارل ديجول إلى المطالبة بعودة الاقتصاد العالمي إلى نظام قاعدة الذهب، لتحجيم مشكلة تضخم الدولارات وارتفاع معدل التضخم في العالم، وتذبذب أسعار صرف العملات. إلا أن هذه الدعوة لم تلق قبولا.
وهذه التطورات من أهم الأسباب التي أدت إلى زيادة كمية النقود أي الدولارات في العالم، وأصبح الاقتصاد النقدي أكبر حجما من الاقتصاد العيني، كما أصبح البترول سلعة للمضاربة وليست فقط مصدرا للطاقة.

وترتب على ذلك اضطرابات اقتصادية عدة منها: أزمة المكسيك في منتصف عقد التسعينيات من القرن العشرين. ومن ناحية أخرى، اشتملت خطة سيطرة الغرب على البترول على مراحل ثلاث هي: تنمية البنية العسكرية في الدول الخليجية في الفترة من 1974 إلى 1990، وذلك لإمكان استخدامها في تحركات القوات الأمريكية في المنطقة. وامتدت المرحلة الثانية من 1990 إلى عام 2003 التي شهدت حرب الخليج الأولى عام 1991 ثم غزو أفغانستان في عام 2001، وذلك ترسيخا لميلاد نظام عالمي جديد يتميز بأحادية القوة المهيمنة على العالم. وفي عام 2003 بدأت المرحلة الثالثة للخطة وهى الحرب الشاملة على العراق والسيطرة على البترول.

ولكي تكتمل رواية الكاتب لقصته، يعرض في الفصل الخامس للتطورات التي حدثت في داخل الأوبك، وشركات البترول الكبرى، واليد الخفية وراء ما يحدث. ويتلخص هذا الفصل في أن سياسات البترول تحددها أساسا شركات البترول الكبرى الغربية من أجل مصالحها ومصالح الغرب، وأن هذا لم يكن دائما بما يحقق المكاسب للجميع وخاصة دول الأوبك التي لا تُرعى مكاسبها إلا إذا توافقت مع مصالح الغرب.
إسرائيل والمحافظون الجدد وإشعال الحرب
يفصل الكاتب رعاية الغرب لمصالح إسرائيل في الفصل السادس، منذ وعد بلفور في عام 1917، الذي كان بداية المسيرة لإنشاء دولة إسرائيل في فلسطين بدلا من الأماكن الأخرى التي كانت مطروحة مثل البرازيل وأماكن أخرى في أفريقيا. ويبين الدور الذي قامت به أمريكا لإقامة دولة إسرائيل ودعم مشروعها النووي وذلك تحت تأثير اللوبي الصهيوني القوى.

وقد نجح هذا الضغط في مساندة إسرائيل في كثير من الأحداث منذ حرب الأيام الستة عام 1967 إلى تخلى الرئيس بوش الابن عن مشروعه الذي سمى "خارطة الطريق" من أجل إقامة دولة فلسطينية مستقلة. ويذكر المؤلف كثيرا من الأحداث الدامية التي كانت تقف وراءها الموساد من أجل دفع السياسة الأمريكية للسير في اتجاه مصالح إسرائيل. وفى ضوء ذلك أدت المعونة الأمريكية إلى نمو القوة العسكرية الإسرائيلية نموا كبيرا بعد أن منيت بهزيمة كبيرة في حرب أكتوبر 1973.

ويطرح الكاتب في نهاية هذا الفصل التساؤل حول ما إذا كان الناس في الولايات المتحدة الأمريكية يخشون قوة اللوبي الصهيوني، أم أن لإسرائيل والولايات المتحدة مصالح إستراتيجية مشتركة؟ ويرى المؤلف -في سياق براهينه- أن السياسة الأمريكية تميل نحو الحفاظ على مصالح إسرائيل حتى لو كانت على حساب المصالح الأمريكية. ووجهة النظر هذه هي التي أيدها كل من ديزموند توتو والكاتبان الأمريكيان جون ميرشماير (الأستاذ في جامعة شيكاغو) والأستاذ ستيفن والت (الأستاذ في جامعة هارفارد).

ويكتمل بناء الوقائع في الفصل السابع ببيان دور المحافظين الجدد في الحرب الصليبية على البترول وذلك تحت عنوان "الله والبترول". وأهداف المحافظين الجدد أوجزت في أمرين هما مبدأ بوش والقرن الجديد الأمريكي. أما مبدأ بوش فيقرر لأمريكا الحق في شن حروب استباقية، والمبدأ الثاني هو التسليم بأن القرن الحادي والعشرين هو قرن الإمبراطورية الأمريكية. ولا يخفى المحافظون الجدد تحيزهم لإسرائيل ورعاية مصالحها. ومن أمثلة هؤلاء المحافظين الجدد:
أ‌- ارفنج كريستول I. Kristol الذي يشار إليه بأنه عراّم المحافظين الجدد، وعضو النخبة الفكرية بنيويورك.
ب‌- نورمان بود هوريتز N. Podhoretz الذي كتب عدة كتب يدافع فيها عن أن صون حياة إسرائيل حيوي لتنفيذ الإستراتيجية العسكرية الأمريكية.
ج‌- بول وولفوويتز P. Wolfowitz والذي شغل منصب وكيل وزارة الدفاع الأمريكية، وخرج بفضيحة جنسية من رئاسة البنك الدولي التي عين بها مكافأة لجهوده في خدمة مصالح إسرائيل.
د‌- ريتشارد بيرل R. Perle وهو مهندس جدول أعمال "التدمير الأخلاق".
ه‌- دوجلاس فيث D. Feith وهو من كبار مناصري إسرائيل.
وقد لعب هؤلاء جميعا دورا في تنفيذ السياسات التي اتبعها الرئيس السابق بوش الابن، والتي عانى منها العالم وتضرر ضررا كبيرا وما زال.

 

 


جمال عبدالناصر

ليس القوي من يكسب الحرب دائما
وإنما الضعيف من يخسر السلام دائما



   

رد مع اقتباس