عرض مشاركة واحدة

قديم 27-07-09, 10:11 AM

  رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
المنتصر
مشرف عام

الصورة الرمزية المنتصر

إحصائية العضو





المنتصر غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

فرانكس: يوم 7 سبتمبر سألتني شابة برتبة عريف: ما الذي يبقيك ساهرا في الليل؟ فأجبتها: هجوم إرهابي على المركز التجاري الدولي في نيويورك





رتبنا لقاء مع مدير مخابرات باكستان يوم 10 سبتمبر لتقييم إمكانية أن يقوم بمساعدتنا في الوصول إلى بن لادن والقاعدة فوقعت الأحداث بعد يوم واحد

كنت أظن أن سياستنا تجاه القاعدة ستتغير قريبا. إذ لم يكن هناك أي تحول درامي في الإشارات الإلكترونية التي كنت أحصل عليها. لكنني شعرت بوجود قدر من مشاعر الإحباط في البنتاغون والأوساط الاستخبارية مع الإزعاجات الطفيفة والعمليات الانتقامية القصيرة التي قمنا بها في الماضي. ستتجه الإدارة الجديدة صوب المعالجة الحازمة التي كنت متأكدا منها. سيتطلب الأمر وقتا للانتهاء من وضع خطوط السياسة الجديدة والمبادرات الدبلوماسية والقوة العسكرية لكنها قادمة لا محال من ذلك.
في أبريل زارني اريك أنتيلا في ماكديل وهو متقاعد قديم من القوة البرية، وقد بدا لي كبيرا في السن ومتعبا ولعله كان مريضا. قضينا ساعتين ندخن ونضحك على كرسيين مريحين في المكتب حيث تكلمنا عن تلك الأيام والليالي التي قضيناها معا في فيتنام وحول ما تعلمناه من ذلك.


قال أنتيلا: «أنا محظوظ يا توم. كان لدي جنود شبان شجعان راغبين في أن تتم قيادتهم وهذا أقصى ما يمكن أن يتمناه ضابط مسؤول».

فكرت آنذاك كم كان ذلك صحيحا. قلت: «كنا محظوظين لوجودك معنا سيدي». وعند مغادرته أخذت هذا الجندي الرائع عبر «غرفة الغنائم». كان مولعا بالأسلحة وحريصا على التحدث مع كل عسكري يمر به.

قال لي: «أنا فخور جدا بكل جنرال. أنت كنت أفضل ليفتنانت كنت أعرفه. أنت كنت تهتم بالوحدات وأنا أذكر ذلك دائما».

نظرت إلى الأرض مع دموع تجمعت في عيني.

قلت له: «كولونيل أنت كنت تهتم بكل ليفتنانت ولهذا السبب أنا موجود هنا اليوم».

ابتسم اريك أنتيلا وهو يسير خارجا. ولم أره مرة أخرى إذ أنه مات بعد أشهر قليلة، لكن ذكراه مع ما تبقى من ولاء مساعديه له ستظل قائمة معي خلال أكثر الفترات صعوبة في حياتي.

خلال ربيع 2001 وحتى الدخول في الصيف ظلت حماية وحداتنا المنتشرة من هجمات الإرهابيين هي الهم الأساسي. قضيت أياما كثيرة وعطل نهاية الأسبوع مع قادة القوات الجوية والبرية والبحرية حيث بقينا نعمل من أجل التوثق من عدم تكرار مهاجمة أبراج الخبر ومهاجمة السفينة الحربية كول.

وعند حلول الصيف كان الأفراد العاملون في الاستخبارات يشتغلون مع «سي آي إيه» ووكالة الاستخبارات العسكرية لجمع وتحليل مؤشرات متواصلة عن نشاط يخطط له الإرهابيون في الشرق الأوسط، لكنها مؤشرات غير محددة. ومصادر هذه المعلومات كانت مزيجا من استخبارات بشرية وتقنية. أمرت قادة هذه القوات أن يقللوا من عمليات ظهور جنودهم. وفي العديد من المناسبات قمت برفع مستوى استعدادنا الوقائي عن طريق طرح تهديدات زائفة. ونتيجة لذلك لم يكن هناك أي تهديد مشخص. كان هناك شيء ما يختمر، لكن أفضل العقول في سي آي إيه ومجلس الأمن القومي لم تستطع أن تحدد طبيعة وشكل التهديدات بأي درجة من الدقة. ولم تستطع الإجابة على سؤال أين سنرى فعلا إرهابيا ومتى؟

ومع قراءتي للتهديدات المتزايدة من احتمال وقوع هجمات محتملة على المرافق الغربية في المنطقة، بدأت تتشكل لدي قناعة بأن القاعدة ستستخدم سيارات وشاحنات وزوارق للقيام بعمليات انتحارية. وماذا بالنسبة للطائرات المشحونة بالمتفجرات؟ أنا بعثت ملاحظة أولا لسفيرنا في الرياض ثم لسفرائنا في الشرق الأوسط طالبا منهم أن ينقلوا مخاوفي للمسؤولين في البلدان المضيفة. وقلت «يجب أن نعمل كي نحقق تنسيقا بين جهود البلدان التي تستضيفنا لمواجهة هذا النوع من التهديد».

في أول أسبوع من سبتمبر عملت مع جورج تينيت ومع مساعدة وزيرة الخارجية كريستيانا روكا لترتيب لقاء مع الجنرال محمود أحمد مدير الاستخبارات الباكستاني خلال رحلة مقرر أن يقوم بها إلى واشنطن. كنت تواقا للنظر بعمق إلى العلاقات التي تجمع باكستان بطالبان، ولتقييم إمكانية أن تقوم باكستان بمساعدتنا في الوصول إلى أسامة بن لادن والقاعدة عن طريق زيادة التعاون بين وكالاتنا. وتقرر أن يكون اللقاء به يوم 10 سبتمبر 2001 .

تحدثت يوم 7 سبتمبر إلى كوادر في وكالة الاستخبارات سنتكوم في قاعدة ماكديل حول الأدوار والمسؤوليات التي أتنبأ بها في ميدان القيادة بالنسبة لهم.

وفي نهاية العرض طرحت شابة برتبة عريف سؤالا وقالت :«جنرال ما الذي يبقيك ساهرا في الليل»؟

إنه سؤال عويص.

بعد وقت قصير أجبت: «هجوم إرهابي على المركز التجاري الدولي في نيويورك، هذا ما يبقيني أرقا طيلة الليل».

استمع الحاضرون في القاعة بتوتر. ثم أضفت «إذا كان الإرهابيون سيوجهون ضربة كبيرة ضد أميركا فأنا أخاف من شبح وقوع عملية عسكرية داخل حدودنا لأول مرة منذ 1860».

وتحدثت عن آفاق إعادة الإعمار بعد الحرب الأهلية والتي نجم عنها قانون «بوس كوميتاتوس» والذي وفقه منعت القوات العسكرية من العمل في أجهزة الشرطة داخل الولايات المتحدة. هل هذا التقنين ستتم المحافظة عليه في حالة وقوع هجوم إرهابي كبير؟

«لذلك فإن الشيء الوحيد الذي يجعلني أرقا طيلة الليل أيها العريف هو احتمال استخدام قواتنا المسلحة ضد مواطنينا الأميركيين. نحن نقوم بعملنا بشكل جيد لكننا تدربنا كي نقاتل أعداء أجانب ونحن لسنا ضباط شرطة أو رؤساء شرطة أو أف بي آي. وإذا تطلب منا أن نقوم بذلك أثناء أزمة طوارئ كبيرة مثل الهجوم على المركز التجاري الدولي فإن التأثير على أميركا يمكن أن يكون مدمرا. فالقانون العرفي لا يتوافق مع مجتمع حر ومنفتح».

* الكونغرس حاول أن ينتزع منا اعترافا بأن زيارة المدمرة كول لعدن كانت جزءا من سياسة خاطئة للتعامل مع اليمن

* عندما بدأ اعضاء مجلس الشيوخ في طرح أسئلتهم وضح أن لكل منهم تفسيره الخاص للأحداث. ووجه إلينا قائد الأقلية الديمقراطية داخل اللجنة، السناتور الواسع النفوذ كارل ليفين أسئلة صعبة أراد منها أن ينتزع منا اعترافا بأن زيارة كول لميناء عدن كانت جزءا من سياسة خاطئة للتعامل مع اليمن. وبنى حججه على أن الميناء معروف بانه خلية من خلايا الإرهاب. ولكننا من جانبنا تمسكنا بالحقائق، فيما حفل النقاش بطرح وجهات النظر أكثر من تركيزه على الأسئلة. وكان السناتور ليفين مصرا على أن أعترف أن نظامنا لتحديد المخاطر به ثغرات. ولكني شرحت عملية اتخاذ القرار. وأضفت أنه وفي خلال السنوات العشر الماضية رست السفن التابعة للقيادة الوسطى 186 مرة في ثمانية موانئ في كل أنحاء المنطقة، وكلها فعلت ذلك بناء على نفس تعليمات السلامة. ولم تكن هناك أية معلومات بأن درجة الخطر صارت أعلى في ذلك اليوم، أي يوم 12 أكتوبر (تشرين الأول) في ميناء عدن، يوم الهجوم على المدمرة كول.

الى ذلك كتب الصحافي بيل غيرتس في «واشنطن بوست» يقول: إن تقريرا إستخباريا سريا، أوضح أن وكالة الأمن القومي قد أصدرت تحذيرا في نفس اليوم الذي رست فيه السفينة بميناء عدن بأن الإرهابيين كانوا يرتبون لشن هجوم في المنطقة. فلماذا رست كول في ذلك اليوم بالذات للتزود بالوقود؟

وجاء في تقرير غيرتس أن طاقم المدمرة كول لم يتسلم الإنذار إلا بعد تعرضها للهجوم. وأوحى التقرير بأن السلطات العسكرية احتفظت بهذه المعلومات، وأنها هي المسؤولة بالتالي عن موت البحارة على متن كول. وكان العنوان الجانبي للمقال: «الخطأ يكمن في بطء تبليغ المعلومات». وقد تساءل السناتور جيف سيشنز، عما إذا كنا نحن «الذين نحتل مواقع المسؤولية نعرف الإجابة على مثل هذه الأسئلة. وقد شعرنا بالإحراج من جراء هذه المعلومات». وعندما شرحت الحقيقة، وهي أن تحذير وكالة الأمن القومي لم تكن له علاقة بالقيادة الوسطى، كان إهتمام اللجنة بالحقائق أقل من اهتمامها بمشاهدة مظاهر الغضب التي أبداها بعض الأعضاء في الصور التلفزيونية التي كانت تعرض عليهم.

* مشرف قال لي: ليس أمامنا من خيار سوى العمل مع طالبان ونحن نبغض نزعتهم المتطرفة ولكنهم جلبوا الاستقرار إلى أفغانستان

* في التاسع من يناير 2001 وفي الأيام الأخيرة من عهد ادارة كلينتون اتصل بي ديك كلارك من مجلس الأمن القومي لمناقشة ملاحقة الحكومة لأسامة بن لادن والقاعدة. وقد تحدث لبرهة دون أن يقدم اية خيارات معقولة. وكان جورج تينيت قد ابلغني للتو بمعلومات حول نشاطات الوكالة في افغانستان وآسيا الوسطى، ولكني اصغيت الى كلارك بصبر لأنه قال ان الادارة المقبلة ستبقيه في موقعه بمجلس الأمن القومي في مجال مكافحة الارهاب.

وتحدثنا عبر الهاتف الآمن وكانت هناك معلومات حساسة في ما يتعلق ببرنامج عملية البريديتور. وقال ان العملية تسير قدما وقد تحصد النتائج قريبا. كما قال ان اداء مصادر المعلومات البشرية يتحسن ولكنه لا يتميز بالسعة والاتقان.

قلت : «هذا شيء عظيم. نحن مستعدون لتنسيق الأهداف».

ولم أتلق أبدا أية توصية عملياتية أو صفحة معلومات تتعلق بالعمل من ريتشارد كلارك.

كانت المكاتب العامة في راولبندي هادئة ومظللة. وهي قلعة للحكم البريطاني مشيدة من الأحجار القديمة. واستقبلني الرئيس برويز مشرف في مكتبه يوم 19 يناير 2001، وكان يرتدي زيا عسكريا.

وكان ذلك اللقاء بين جنديين، وكان مشرف يتسم بمشاعر طبيعية تجاه المصطلحات العسكرية. واعلن انه سيقدم لي معلومات موجزة حول «الوضع الشامل» ثم ينتقل في المناقشة الى التفاصيل. كنت أصغي كما لو انني استمع الى جنرال معتاد على تلخيص المعلومات المعقدة، وذلك ما كان عليه مشرف بالطبع قبل ان يقود انقلابا عسكريا ضد حكومة باكستان المدنية الفاسدة عام 1999. وبعد قيادة وحدات في المعارك خلال حربين مع الهند كان مشرف يمارس التدريس في معاهد باكستان العسكرية العليا. وكان أخصائيا استراتيجيا وتحول لقاؤنا الى محاضرة واسعة النطاق حول بلده وموقفه العسكري.

وأكد ان باكستان تقف بقوة الى جانب تحقيق السلام في المنطقة، وتعارض الارهاب والتطرف بأي شكل كان بما في ذلك التعصب الديني «الهندوسي والاسلامي».

وقال مشيرا الى نمو ترسانة باكستان النووية: لم نتجه أبدا الى البدء بسباق تسلح. فأسلحتنا موجهة للحفاظ على السلام واحترام كرامتنا. انها أسلحة رادعة وليست لتوجيه الضربة الأولى".

وكما لو أنه كان يتابع أفكاري أضاف: ان السبب الوحيد الذي جعل باكستان تستثمر الأموال والطاقات الكثيرة في تطوير الصواريخ البالستية هو أن سلاحهم الجوي قد أصيب بأضرار بسبب حصار السلاح الذي فرضته أميركا.

أومأت برأسي مشيرا الى فهمي لذلك.

ثم ركز بعد ذلك على افغانستان، وقال: «ليس امامنا خيار سوى العمل مع طالبان. أستطيع ان أؤكد لك اننا نبغض نزعتهم المتطرفة، ولكنهم جلبوا الاستقرار الى أفغانستان وأنهوا اراقة الدماء بعد مغادرة السوفيات. يجب ان نتمتع بالاستقرار على الأقل في حدود واحدة».

كانت هناك خارطة جميلة كبيرة لشبه القارة معلقة على الجدار. وبينما كان يتحدث كنت أدرس الطوبوغرافيا. الجنود يفضلون الدفاع من الأراضي المرتفعة، ولكن الكثير من اراضي باكستان تقع في سهول وادي اندوس. وعشية غزو هندي يمكن أن يتخذ الجيش الباكستاني مواقع لحماية اسلام آباد. ومن المؤكد انهم سيحتاجون الى اتصالات مع أفغانستان. وهذا هو «العمق الاستراتيجي» الذي كنا أنا وجورج تينيت قد ناقشناه.

قلت: «أفهم موقفكم ووضعكم».

قال: «انت تعرف ايها الجنرال ان طالبان معزولة. لدينا بعض النفوذ معهم ولكننا لا نسيطر عليهم. سأبذل ما في وسعي للمساعدة ولكننا بحاجة الى مساعدة من المجتمع الدولي».

والمساعدة التي كان يفكر بها بالطبع هي المساعدة الاقتصادية والعسكرية الأميركية. ولم أكن هناك لتقديم امتيازات. ولكني يمكن أن أنقل هذه الرسالة الى واشنطن.

وقال طارحا قضيته مباشرة: ان باكستان يمكن أن تساعد في مشكلة أسامة بن لادن والقاعدة. واذا ما استطعنا زيادة نفوذنا مع طالبان فانه من المحتمل ان يوافقوا على طرده الى دولة محايدة لينفى فيها او لمحاكمته هناك.

قلت: «أنا هنا لأستمع ايها الجنرال مشرف».

وواصل مشرف حديثه ولكن المعلومات الحاسمة قد جرى تبادلها. فاذا ما ساعدناه في تلبية حاجات باكستان، فانه سيساعدنا في قضية بن لادن والقاعدة.

وبينما كنا نتحدث لفت انتباهي انه من المناسب اننا نرتدي بدلاتنا العسكرية. فلسنوات كان المسؤولون والمبعوثون الدبلوماسيون الأميركيون يرتدون البدلات المدنية الرسمية ويتحدثون، بلغة متعالية، مع السياسيين العسكريين مثل برويز مشرف حول حقوق الانسان والحكومات الدستورية. ومن الطبيعي انني اؤمن بهذه القضايا بالمستوى ذاته من القناعة، ولكن في هذه المرحلة من التاريخ كنا بحاجة الى تحديد الأولويات. ان ايقاف القاعدة من اهم هذه الأولويات وكان مشرف مستعدا لتقديم المساعدة.

وقادني الرئيس نحو سيارة السفارة، ووقفنا في ظل شجرة الايكاليبتوس.

وقال مشرف: «يجب ان تأتي مرة ثانية لكي نلعب الغولف».

قلت: «سيكون من دواعي سروري».

ومن يومها اصبح برويز مشرف صديقا وحليفا في الايام التالية

 

 


المنتصر

يقول احد القادة القدماء وهويخاطب جنوده . ( اذا لم تكونوا مستعدين للقتال من أجل ما تروه عزيزاً عليكم , فسوف يأخذه أحد ما عاجلا أو اَجلا , واذا كنتم تفضلوا السلام على الحرية فسوف تخسرونهما معاً , واذا كنتم تفضلوا الراحة والرخاء والسلام على العدل والحرية فسوف تخسروهما جميعا ) .

   

رد مع اقتباس