عرض مشاركة واحدة

قديم 23-07-09, 08:30 PM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي حرب العراق: الحقائق والأوهام



 

حرب العراق: الحقائق والأوهام

عرض: يوسف كامل خطاب
ماتزال الحرب الأمريكية البريطانية على العراق هي الشغل الشاغل لكثير من الكتّاب والمحللين والباحثين في مختلف التخصصات، وذلك من أجل إبراز الدروس المستفادة منها: عسكرياً وسياسياً واقتصادياً وإعلامياً ... إلخ، إضافةً إلى حرص البعض منهم على كشف ما سبق تلك الحرب من مبررات كاذبة روّجت لها الدعاية الأمريكية بشأن امتلاك العراق وتطويره لأسلحة الدمار الشامل، وما صاحبها من تضليل وتعتيم على ما ارتكب في العراق من تدمير هائل للممتلكات العامة والخاصة، وإزهاق متعمّد لأرواح آلاف الأبرياء من المدنيين جراء استخدام القوات الأمريكية لأجيال جديدة من القذائف المطوّرة، التي زعمت التقارير الأمريكية أن استخدامها في الحرب على العراق سيؤدي إلى الحدّ من الخسائر البشرية والمادية نظراً لأن توجيهها وتصحيح مسارها يتم عبر أنظمة فضائية خاصة.

الكتاب الذي نعرضه: "حرب العراق: الحقائق والأوهام"، للعميد المهندس الركن (م) سبأ عبدالله باهبري، هو أحد تلك الدراسات الوصفية التحليلية التي تابعت بدقة أحداث الحرب على ا لعراق منذ اندلاعها فجر الخميس 17-1-1424ه 20-3-2003م، وحتى إعلان الرئيس الأمريكي (بوش) انتهاء أعمالها القتالية الرئيسة صباح يوم الجمعة 1-3-1424ه 2-5-2003م، فضلاً عن متابعته لأبرز الأحداث العراقية والإقليمية والعالمية التي رافقت الحرب وأعقبتها، حتى الإعلان عن اعتقال الرئيس العراقي (صدام حسين) صباح يوم الأحد 20 شوال 1424ه 14 ديسمبر 2003م.

عرض الكتاب:
صدر الكتاب في طبعته الأولى نهاية العام الماضي 1424ه-2003م، ويقع في (375) صفحة من القطع المتوسط، تناول فيها المؤلف عبر اثني عشر فصلاً تفاصيل حرب العراق وما سبقها ولحقها من أحداث لعبت دورها في الإعداد لتلك الحرب وخوضها وما ترتب عليها من نتائج، وهو ما سوف يتضح لنا من العرض الموجز التالي لفصول الكتاب ومباحثه.

الفصل الأول: "الدوافع والذرائع والأهداف"
أبرز المؤلف في مدخل هذا الفصل الدور الرئيس الذي لعبه "المحافظون اليمينيون الجدد" من أعضاء الإدارة الأمريكية الحالية المعروفين بتأييدهم المطلق لإسرائيل في كل ما تقدم عليه من مخالفات وجرائم في حق الشعب الفلسطيني في الحرب ضد العراق، حيث قاموا بتحريض القيادة والشعب الأمريكيين بعد أحداث سبتمير ضد الدول العربية بعامة، حيث نشر أحدهم مقالاً في صحيفة (وول ستريت جرنال) بعد يوم واحد من الأحداث (12 سبتمبر) يطالب القيادة الأمريكية بتوجيه ضربات جوية انتقامية إلى معسكرات الإرهاب في كل من: سورية والسودان والجزائر؛ وضد العراق بخاصة، حيث تقدم "بول وولفويتز" نائب وزير الدفاع الأمريكي بدراسة إلى الإدراة الأمريكية بعد ثلاثة أيام فقط من الأحداث (15 سبتمبر) يطلب فيها البدء بتوجيه ضربة عسكرية ضد العراق لا أفغانستان، مبرراً ذلك بأن مهاجمة (بن لادن) في أفغانستان مهمة معقدة وتحتاج إلى وقت، بينما العراق يمثل هدفاً جاهزاً، فنظامه هش وقمعي ويمكن ضربه بسهولة، مؤكداً أن ذلك سيؤدي إلى امتصاص قسط كبير من غضب الشارع الأمريكي!!

وتأسيساً على هذه الوقائع اعتبر المؤلف أن ما أعلنته الإدارة الأمريكية فيما بعد من أسباب الحرب على العراق: كالبحث عن أسلحة الدمار الشامل، والحفاظ على ثروة العراق، وتحرير الشعب العراقي من تسلط دكتاتورية النظام .. وغيرها، لم تكن سوى ذرائع زائفة لتبرير العدوان الأمريكي البريطاني؛ أما الأسباب المنطقية والدوافع الحقيقية للغزو فهي في رأي المؤلف:

أ. تحقيق أمن إسرائيل: خصوصاً وأن العراق استمر في تقديم الدعم المادي لأسر الاستشهاديين الفلسطينيين (25 ألف دولار لكل أسرة) رغم التهديد الأمريكي للدول العربية التي تدعم أسر الاستشهاديين واعتبارها من الدول الداعمة للإرهاب.

ب. السيطرة على الثروة النفطية العراقية، باعتبار أن النفط العراقي وفقاً لما تشير إليه الدراسات المتخصصة هو الأكثر احتياطياً، والأسهل والأسرع والأقل كلفة من حيث الاستخراج (نصف دولار للبرميل مقابل دولارين ونصف في السعودية)، والأقل كلفة من حيث الاستثمار (أقل بدولار إلى دولارين من السعر العالمي)، والأفضل نوعية من حيث اللزوجة.

ج. إنعاش الاقتصاد الأمريكي المتردّي، لدعم فرص إعادة انتخاب الرئيس (بوش)، وذلك بالنظر إلى أن احتلال العراق سيجعل منه منطقة نفوذ تجاري واقتصادي أمريكي يصعب على المنافسين الدوليين اختراقها، حيث ستنفرد أمريكا بعقود إعادة إعمار العراق المدمّر، وإعادة تجهيز وتسليح القوات المسلحة، وإعادة تأهيل قطاع النفط، وبناء أسطول جوي جديد، وإغراق الأسواق العراقية بالمنتوجات الاستهلاكية الأمريكية، الأمر الذي سيصنع حسب تعبير المؤلف "معجزة اقتصادية تنتشل قطاعات الاقتصاد الأمريكي من مآسيها"، ومن ثم تتضاعف فرص إعادة انتخاب الرئيس (بوش).

وإذا كانت هذه هي الدوافع الحقيقية للحرب كما يراها المؤلف فإن الأهداف الحقيقية لها لم تكن تلك التي صرّح بها وزير الدفاع الأمريكي (رامسفيلد) في أول مؤتمر صحفي عقده في واشنطن بعد بدء الحرب، واتسمت في أغلبها بالغموض والريبة وقبولها لعدة تفسيرات؛ وإنما الأهداف الحقيقية غير المعلنة هي:

أ. إجبار الدول العربية على تبنّي النمط الأمريكي من الديمقراطية السياسية.
ب. إخراج آخر قوة عربية كبرى تعارض الاستسلام لإسرائيل من حلبة الصراع.
ج. فرض وجود عسكري طويل المدى في العراق بالقرب من منابع النفط، وكذلك المركز الاقتصادي والبشري العالمي.
د. بناء أسس فكرة الامبراطورية الأمريكية المدعومة بالردع والعقاب العسكري.
ه. إعادة يهود العراق إلى العمل السياسي والاقتصادي كمعبر لفك الحصار الاقتصادي عن إسرائيل.
الفصل الثاني: "مفهوم العمليات العسكرية لدى الطرفين في بداية الحرب"

أوضح المؤلف في هذا الفصل الأسس التي بنى عليها طرفا القتال خططهم العسكرية، حيث تأثّر الطرف الأمريكي بما كانت تروّجه المعارضة العراقية والتقارير الإسرائيلية من أن هناك عداءً مستحكماً بين شعب العراق وجيشه من جهة، وبين النظام وحرسه الجمهوري من جهة أخرى، كما أن هنالك اختلافاً قومياً (عرب وأكراد) ومذهبياً (سُنَّة وشيعة) بين أبناء الشعب العراقي، وذلك من شأنه أن يجعل وصول القوات الأمريكية إلى العراق محل ترحيب وتأييد وتعاون من كل العراقيين الذين سيزحفون معهم صوب بغداد لإسقاط الرئيس العراقي.

وتأسيساً على هذا التقرير وضعت خطة مبدئية بتأثير من المستشارين المدنيين لوزير الدفاع تعتمد على القصف الجوي والصاروخي المكثف المدعوم بغزو بري تنفذه فرقتان مدرعتان فقط وفرقة اقتحام جوي احتياطية؛ وقد لقيت تلك الخطة اعتراضاً شديداً من قِبَل الجنرالات المحترفين؛ إلى أن تم الاتفاق على أن يكون الغزو بما مجموعه (200) ألف مقاتل أمريكي بريطاني، وألف دبابة قتال حديثة، (300) طائرة، و (6) مجموعات حاملات طرائرات، تضم الفرقاطات والكاسحات والمدمرات وسفن الإمداد؛ وارتكزت الخطة الأمريكية التي تم خوض الحرب يوم 20 مارس 2003م على أساسها على المبادئ التالية:

1. الاندفاع السريع نحو بغداد، وترك جيوب المقاومة لقوات النسق الثاني للتعامل معها.
2. مهاجمة القوة الرئيسة للحرس الجمهوري حيثما وجدت عن طريق القوات البرية ثم دعوة القوات الجوية لإبادتها إذا لزم الأمر.
3. تقوم القوات المدرعة بالإجهاز على ما تبقى من القوة العسكرية العراقية المنهكة من القصف الجوي.
4. تحاشي الدخول في حرب مدن، والاكتفاء بمحاصرة المدن من مسافات آمنة من الخارج.

ولم يكن تنفيذ الخطة الأمريكية سهلاً كما تصور الأمريكيون، حيث قوبلت القوات الأمريكية والبريطانية عند دخول العراق بقصف مدفعي مكثّف أجبرها على التوقّف والارتداد واستدعاء نيران المدفعية لإسكات القصف المضاد، لتتقدم بعد ذلك عبر محوريها الرئيسين إلى أهدافها.

ولكن بعد الأسبوع الأول من القتال، وصلت الخطة الأمريكية إلى طريق مسدود، جراء القتال الشرس الذي تعرّضت له من قبل القوات العراقية التي كانت تطلق هاوناتها على الأرتال الخلفية للقوات الأمريكية المتجهة إلى بغداد، مما جعل الرئيس (بوش) يصدر أمره بإعادة النظر في الخطة العسكرية وأسلوب تطبيقها ومعالجة نقاط ضعفها عاجلاً. وبدأ التعديل بتعزيز القوات الموجودة على الأرض بقوات إضافية، والعمل على فتح جبهة جديدة من الشمال حيث تم إسقاط ألف جندي مظلي يوم 27 مارس 2003م في شمال العراق وزُوِّدوا بعربات مدرعة لبدء أعمالهم العسكرية، لتشتيت انتباه وجهد القوات العراقية. واعتماداً على تلك التعديلات ظهر وزير الدفاع الأمريكي يوم 28 مارس 2003م ليعلن في مؤتمر صحفي أن العمليات في العراق تسير وفقاً لخططها الموضوعة.

انتقل المؤلف بعد ذلك إلى الطرف العراقي لعرض مفهوم العمليات العسكرية لديه، وابتدر حديثه بالتعجّب والاستنكار لما تم الإقدام عليه من خطوات تكتيكية وعملياتية، حيث تقوقع الجيش العراقي حول المدن تاركاً الحدود والمطارات والموانئ .. وغيرها من المواقع الاستراتيجية مستباحة للقوات الغازية تستغلها كما شاءت في تسهيل أعمالها العسكرية وحل مشاكلها اللوجستية. كما عاب المؤلف على العراقيين تحييدهم لقواتهم الجوية، حيث ظلت الطائرات العراقية جاثمة في ملاجئها أو مدفونة في حفر عميقة مغطاة بالشباك، كما أنها لم تستخدم دفاعها الجوي وبخاصة الصواريخ والشاشات الرادارية حتى لا تتعرض مراكز الرادار للقصف الجوي من الخصم بمجرد تشغيلها ولم يستثن من ذلك سوى المدافع المضادة للطائرات (عيار 57 مم) التي نشرها الجيش في المدن وعلى سطوح المباني وداخل الأحياء السكنية، ولم يكن لها تأثير على الطيران المحلّق عالياً، وإن كانت سلاحاً مخيفاً لعموديات (الأباتشي) و (الكوبرا)، كذلك تأثرت الخطط والعمليات العسكرية العراقية بالغياب الكامل للمعلومات الاستخباراتية الميدانية، حيث لم يكن لدى العراقيين معلومات استخبارية جوية أو استطلاع إلكتروني أو حتى مفارز استطلاع أرضي.

وإزاء هذا الواقع المزري الذي بدت عليه القوات العراقية، فإنها لم تقم بأي هجوم مضاد ناجح، على الرغم من توافر الأهداف المعادية المغرية؛ الأمر الذي جعل القوات العراقية تبدو من وجهة نظر المؤلف وكأنها كانت تعد عدّتها للهزيمة والاستسلام، لا المقاومة والانتصار.

بدءاً من الفصل الثالث: "الحرب في الأيام العشرة الأولى .. أيام المفاجآت"، مروراً بالفصل الرابع: "الحرب في الأيام العشرة الثانية .. أيام الصراع الدموي"، وصولاً إلى الفصل الخامس: "الحرب في الأيام العشرة الثالثة .. الانهيار الخاطف والهزيمة"، تتبع المؤلف أبرز الأحداث العسكرية التي جرت على مسرح العمليات في العراق، مبيناً ما تم فيها من تحركات للقوات البرية، وأعمال القصف الجوي والصاروخي للمدن العراقية، بما أسفر عنها من خسائر مادية وبشرية على الطرفين.

كما تتبع المؤلف عبر إيجاز تحت عنوان: "أحداث على هامش الحرب" أبرز الأحداث السياسية، الداخلية، والإقليمية، والدولية، التي تمت خلال ذلك اليوم؛ الأمر الذي جعل هذه الفصول الثلاثة بمثابة مذكرات عسكرية وسياسية مفصلة ودقيقة عن الأيام الثلاثين (من 20 مارس وحتى 20 أبريل 2003م) للحرب الأمريكية على العراق يوماً بيوم، وهو ما يجعلها مرجعاً ثرياً ودقيقاً للكتاب والباحثين.

الفصل السادس: "روايات عن سقوط بغداد: مقاومة، واستبسال، وخيانة"
تتبع المؤلف في هذا الفصل جل ما توارد في الصحف العربية والأجنبية من روايات عن سقوط بغداد، الذي كان مفاجأة مذهلة وكارثة مروّعة للشعوب العربية والإسلامية، نظراً للكيفية والسهولة والسرعة التي تمت بها مراسم السقوط والاستسلام.
ورغم تعدد الروايات التي أوردها المؤلف بشأن السقوط، فإنها تصب في سببين رئيسيين:

أولهما: أن عديداً من قادة قوات الجيش والحرس الجمهوري العراقي المدافعة عن بغداد قرروا التخلّي عن القتال والصمود في وجه القوات الأمريكية عندما أيقنوا أن النتيجة الحتمية لهذا القتال هو الانتحار، وأن استمرار الحرب يعني ارتفاع الخسائر البشرية في القوات العراقية إلى الحد الذي يفوق أسوأ التوقعات والتقديرات، وعليه فقد قرروا من تلقاء أنفسهم ترك مواقعهم والعودة لبيوتهم تاركين المدينة إلى مصيرها المحتوم الذي آلت إليه.

ثانيهما: أن السقوط والاستسلام جاء نتيجة خيانة من قِبَل أحد كبار ضباط الحرس الجمهوري (اللواء ماهر سفيان التكريتي) أحد أقارب الرئيس صدام حسين الذي تفاوض مع القوات الأمريكية على تجنّب نسف الجسور المؤدية إلى بغداد، وسحب قواته من كتائب الحرس الجمهوري الخاص من مواقعها على ضفاف نهر دجلة وحول المواقع الحكومية، مقابل تعهّد واضح من (رتبة أمريكية رفيعة المستوى) بضمان أمنه الشخصي مع (20) شخصاً من ضباطه وأفراد عائلته، وعدم تعقبهم إذا انتهت الحرب، والحفاظ على ممتلكاتهم الشخصية، وتركهم يعيشون في أمان بعد انتهاء الحرب.

وأياً كانت أسباب السقوط، فإن النتيجة التي شاهدها الجميع هي تلاشي القوات العراقية من بغداد، رغم أعدادها الكثيفة (كان العدد المخصص للدفاع عنها 170 ألف مقاتل من الحرس الجمهوري، فضلاً عن عشرات الآلاف من فدائيي صدام وملايين المتطوعين في جيش القدس)، تاركة التساؤل الذي لم يزل يبحث عن إجابة: أين ذهبت هذه القوات؟ وكيف ذابت كما يذوب الملح في الماء الساخن؟

على أن ذلك الاستسلام، أو الهروب، أو الخيانة، لم تمنع من وجود حالات استبسالية قام بها بعض العراقيين والمتطوعين العرب الذين دخلوا العراق للدفاع عن بغداد فوجدوا أنفسهم وحيدين بعد فرار القوات العراقية حسب ما جاء في رواياتهم التي أورد المؤلف كثيراً منها.

الفصل السابع: "أيام الحرب الأخيرة: الاضطرابات الأمنية والصراع على مستقبل العراق"
تابع المؤلف في هذا الفصل أبرز الأحداث التي تمت داخل العراق، وكذلك التي تمت على المستويين الدولي والإقليمي، خلال الفترة من 21 صفر إلى 10 ربيع الأول 1424ه 19 أبريل إلى 11 مايو 2003م، وخصوصاً ما يتعلق منها بالجانب السياسي والأمني، فتعرض على المستوى الإقليمي للمؤتمر الذي دعت إليه المملكة العربية السعودية دول الجوار الست المحيطة بالعراق، بالإضافة إلى مصر والبحرين للتباحث بشأن مستقبل العراق؛ وقد عقد المؤتمر بالرياض في 19 أبريل 2003م واختتم أعماله ببيان تضمن تسع نقاط توضح موقف الدول المجتمعة من الأحداث العراقية وما ينبغي أن يكون عليه عراق المستقبل.

أما على المستوى الدولي، فقد أبرز المؤلف موقف فرنسا المطالب بإدارة الموارد العراقية تحت رعاية الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وهو الموقف الذي يعكس تخوّف فرنسا من انفراد الأمريكيين بإعادة إعمار العراق وإدارة شؤون النفط العراقي وعقوده واستثماراته.

أما عن أبرز الأحداث السياسية والأمنية التي تمت داخل العراق في تلك الفترة وسلط عليها المؤلف الضوء، فهي:
رفض العراقيين لما أُشيع عن فرض حكومة عراقية موالية للأمريكيين يرأسها (أحمد الجلبي) رئيس المؤتمر الوطني العراقي المعارض الذي كان يقيم بأمريكا قبل الحرب والدعوة إلى تشكيل مجالس في المحافظات مكونة من العلماء والوجهاء وشيوخ العشائر لتتولى إعادة الأمن وجمع السلاح وتسيير الأمور، (وهو ما جاء في بيان آية الله العظمى السيستاني؛ الرافض لتدخّل السلطة الأجنبية في شؤون العراق).

وصول رئيس ما يسمّى بالإدارة المؤقتة (الجنرال جاي غارنر) إلى بغداد في 19 أبريل 2003م، لطمأنة العراقيين بأن الإدارة الأمريكية لن تملي عليهم شكل ولا تركيبة أية حكومة عراقية ديمقراطية، وأن القوات الأمريكية ستخرج من العراق بعد الاطمئنان على مستقبله.

قيام الشيعة باستعراض مكانتهم وكثافتهم العددية بالعراق في احتفالية أربعينية مقتل (الإمام الحسين)، حيث احتشد في كربلاء أكثر من مليوني شيعي لأول مرة منذ تولي صدام حسين للحكم قبل 30 عاماً في إشارة واضحة إلى ثقلهم السياسي الذي تجب مراعاته في أية حكومة مستقبلة للعراق.
اجتماع (غارنر) مع أكثر من (250) عراقياً يمثلون المعارضة في بغداد، يوم 28 أبريل 2003م للتشاور في تشكيل حكومة عراقية، وامتصاص النقمة المتصاعدة ضد المخططات الأمريكية.
تعرُّض القوات الأمريكية لإطلاق النار من قِبَل عراقيين مسلحين في عديد من المدن العراقية.

بدء عمليات اعتقال أعوان الرئيس العراقي المطلوبين من قِبَل الإدارة الأمريكية، وعرض قائمة بأسماء من تم القبض عليه منهم تمهيداً لتقديمهم للمحاكمة.

انتشار ظاهرة السطو على منازل رموز النظام السابق، ومنازل العراقيين المتواجدين خارج البلاد، من قبل بعض المواطنين العراقيين، واحتلالها بقوة السلاح بعد إخراج من فيها من النساء والأطفال، بزعم أنها كانت مملوكة لهم قبل عهد صدام حسين؟ كذلك انتشرت ظاهرة الثأر الانتقامي التي لجأ إليها بعض العراقيين ضد العاملين في الأجهزة الأمنية أثناء حكم صدام.
واختتم المؤلف هذا الفصل بالحديث عن إعلان الرئيس الأمريكي (بوش) عن نهاية العمليات العسكرية الرئيسة في العراق في 2 مايو 2003م، وإن لم يعلن رسمياً عن انتهاء الحرب، وذلك لتجنّب بعض الالتزامات القانونية التي تترتب على الإعلان، ولكي تواصل الإدارة الأمريكية ما تصفه بمحاربة الإرهاب.

 

 


 

الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس