عرض مشاركة واحدة

قديم 21-07-09, 07:53 PM

  رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
المنتصر
مشرف عام

الصورة الرمزية المنتصر

إحصائية العضو





المنتصر غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

عدن.. وتفجير المدمرة كول والبحث عن كبش فداء


علاقاتنا مع الحكومة الفرنسية لم تكن دائما ودية ولكن للعسكريين الفرنسيين مواقف قوية وإيجابية خصوصا في الأحداث الطارئة
رن جرس الهاتف حوالي الساعة الخامسة و14 دقيقة صباحا. قلت لنفسي فورا ان الاخبار السارة لا تأتي قبل الساعة السادسة.
كان على خط الهاتف نائب الادميرال ويلي مور الذي ابلغني بأن قائد البحرية نقل في اتصال له من العاصمة البحرينية المنامة انباء غير سارة. فقد وقع انفجار على متن المدمرة «يو اس اس كول» في مرفأ عدن باليمن. سألت ويلي مور عن طبيعة الوضع.

وجاء رده: الاتصال بالسفينة سيئ، لكننا علمنا بأن هناك خسائر في الارواح. تحرك فريق طوارئ من الخليج باتجاه المدمرة، كما توجهت الى الموقع اطقم طبية من البحرين واوروبا. حدوث انفجار على متن مدمرة لا بد ان يكون قد اوقع ضحايا، لذا فإن الاستجابة السريعة والوقت عاملان حاسمان في مثل هذه الحالات. ابلغني ويلي مور ايضا بأن هناك قوات عسكرية لدول حليفة ابدت استعدادها للمساعدة، فتوجهت صوب منطقة الانفجار قوات بحرية فرنسية من جيبوتي، ومن المحتمل ان تكون قد وصلت مسبقا الى هناك، طبقا لحديث ويلي. ومعروف ان لفرنسا قوات بحرية وبرية قوية ونشطة، وقوة جوية ايضا في هذه المستعمرة السابقة القريبة من باب المندب. وعلى الرغم من ان علاقاتنا مع الحكومة الفرنسية لم تكن دائما ودية، فللعسكريين الفرنسيين مواقف قوية وايجابية خصوصا في مثل هذه الاحداث الطارئة. سالت ويلي مور ما اذا كانت لديه أية فكرة عن اسباب وقوع الانفجار. أجابني بأن الوقت لا يزال مبكرا لمعرفة السبب، لكنه اشار الى ان ثمة شكوكا في حدوث عمل ارهابي. شكرت ويلي في نهاية المكالمة وطلبت منه ان يطلعني على التطورات وأكدت له بأنني سأبلغ واشنطن بالأمر. وصلت الى مكتبي مع شروق الشمس، وكان رايفل دي لونغ قد وصل مسبقا ولديه بعض الرسائل حول انفجار المدمرة «يو اس اس كول». طلبت من رايفل ان يدعو اعضاء فريق الازمات والطوارئ لاجتماع فابلغني انه فعل ذلك مسبقا. ما أود قوله هنا هو ان رايفل دي لونغ صاحب اداء متميز كنائب قائد، فهو صاحب مهارات قيادية وعسكرية بارزة، وواحد من اميز المديرين الذين التقيتهم خلال عملي في السلك العسكري. وقد تطورت مقدراته ومهاراته، شأنه شأن الكثيرين في جيلنا، في وحل فيتنام، ولذا فأنا اثق في تقييمه وتقديراته واثمن استشارته. أعد رايفل تقريرا حول اليمن البلد المثير للاهتمام فعلا، وقد ظهر اليمن كبلد موحد على مدى حوالي عشر سنوات فقط، وخرج من واحدة من ابشع النزاعات خلال فترة الحرب الباردة. وخاض اليمن الشمالي، عقب حصوله على الاستقلال من بريطانيا حربا اهلية في مواجهة اليمن الجنوبي العلماني اليساري. وفيما ساعدت مصر، تحت قيادة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، اليمن الجنوبي، زودت الدول العربية المحافظة شمال اليمن بالاسلحة والمتطوعين فيما اتسم ذلك الصراع خلال فترة منتصف الستينات بارتكاب مذابح واستخدام اسلحة كيماوية، وفي عام 1990 ظهرت جمهورية موحدة في الظاهر عاصمتها صنعاء في الشمال القبلي. ورغم ان الصراع في اليمن لم ينته تماما، فإن ثمة مؤشرات تبعث على الامل، اذ بدأ اليمنيون في السنوات السابقة في تخصيص المزيد من المساعدات الدولية لتطوير عدن مجددا كميناء تجاري، وبدأت الولايات المتحدة إعادة تزويد سفنها بالوقود في مرسى عدن. واشار التقرير العسكري الى انه كان من المقرر تزويد «يو اس اس كول» بالوقود في مرسى عدن صباح يوم 12 اكتوبر (تشرين الأول) عام 2000. لم تكن تلك زيارة رسمية للميناء على النحو الذي تتبع فيه الاجراءات العسكرية الرسمية بين الجانبين، وإنما كان مقررا فقط زيادة كمية وقود «يو اس اس كول» قبل مواصلة رحلتها صوب الخليج العربي. توالى وصول بعض المعلومات صباح ذلك اليوم. تحدثت الى هيو شيلتون لإبلاغه بأن فريق طوارئ تابع لقوات مشاة البحرية، فضلا عن طائرة من طراز «سي 130» تابعة للسلاح الطبي، بالإضافة الى فرق طبية فرنسية، بدأت جميعها الوصول الى عدن، كما ابلغت شيلتون ايضا بأننا لم نعرف بعد سبب الانفجار. تناولت خلال حديثي مع هيو مسألة ما اذا كانت هناك مخاطر في عدن ساعة وصول المدمرة «يو اس اس كول»، وتوصلنا الى انه لم يكن هناك ما يشير الى وجود خطر متزايد. ويعتمد تقييم الوضع من ناحية المخاطر المحتملة على تصنيفه الى درجات تبدأ من «ألفا» ـ وهي درجة تشير الى عدم وجود مخاطر ارهابية، انتهاء بـ«دلتا» ـ وهي الدرجة التي تشير الى احتمال وقوع هجوم ارهابي وشيك، علماً بأن عدم وجود مخاطر ارهابية محتملة هو الوضع السائد في غالبية الموانئ التي تقع داخل نطاق منطقة مسؤولياتنا. وبالتالي فلم يكن هناك سبب يدعو قائد المدمرة «يو اس اس كول» للشك في احتمال وقوع هجوم عندما اتجهت المدمرة الى موقع التزود بالوقود. وبرغم عدم صدور تأكيد رسمي حتى نهاية صباح ذلك اليوم بأن الهجوم الذي استهدف المدمرة نفذه ارهابيون، فإن الانباء التي ظهرت في وسائل الإعلام اشارت الى ان الانفجار كان عملا ارهابيا. وابلغت شيلتون والجنرال ديك مايرز من خلال سلسلة من المكالمات الهاتفية السريعة، بأن ويلي مور قال انه لا يستبعد احتمال وقوع هجوم ارهابي.

رد الجنرال هيو من جانبه قائلا ان وسائل الإعلام الاميركية تريد معرفة المزيد من المعلومات حول الحادثة. القيت نظرة سريعة على قناة «سي ان ان» التي كانت تقوم بتغطية متواصلة، وتبث مشاهد لهجمات ارهابية سابقة، بما في ذلك تفجير سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا. قلت لمايك ديلونغ انه منذ التطور الذي حدث في مجال شبكات الاخبار التلفزيونية التي تعتمد على الكيبل والاقمار الصناعية، بات التنافس حاميا وسريعا في مجال التغطية المعتمدة على «السبق الصحافي»، وان أي حدث غير عادي، يحتوي على مشاهد مثيرة للانتباه، يصبح بالتالي نبأ رئيسيا ويفرض نفسه كواقع في التصورات العامة لدى الجمهور بصرف النظر عن عناصر الدقة فيه. وبما إن القادة العسكريين قد لا يحبذون مثل هذا الاتجاه، لكننا، وفي نهاية الأمر لا بد ان نتعايش معه.

تحدثت خلال منتصف نهار نفس اليوم مع الادميرال فيرن كلارك، رئيس العمليات البحرية في البنتاغون، الذي كان يستعد في ذلك الوقت لعقد مؤتمر صحافي. قلت: لا يجب ان نصف اكثر مما نعرف، يا فيرن. فلنتجنب التكهنات ونقدم فقط الحقائق التي نتأكد منها.

قال: توم. انت لا تفهم واشنطن. لقد شاهدت التقارير. وسائل الاعلام ستلتهمنا احياء اذا لم نقدم لهم أي شيء.

قلت: الموقف لا يزال غير واضح يا فيرن. اوصى بالالتزام بالحقائق. تذكر المثل القديم: التقارير الاولى للكشافة خطأ دائما.

في غضون ذلك كان البريجادير جنرال غاري هاريل، مدير الأمن، يجري تقييما لنقاط الضعف في التسهيلات وكان موجودا بالمملكة العربية السعودية. ولكني احتجت اليه في اليمن، فابلغته بأن يذهب الى هناك. وقلت له: اريد اجراءات أمن مشددة حول تلك السفينة. تعامل مع الموقف مثل موقع جريمة لان هذا بالضبط ما حدث.

وكانت وزارة الخارجية من جهتها تستعد لارسال فريق دعم طوارئ خارجي يمكن له ان يضم محققين من مكتب التحقيقات الفيدرالي. قلت لهاريل: «اعمل مع فريق دعم الطوارئ. كن منتبها الى كل ما يجري حولك، الامور ستسوء قبل ان تتحسن».

وانتهيت من المحادثة مع هاريل في الوقت الذي وصلت فيه اول تقارير الخسائر. تأكد موت 5 بحارة، وهناك عدد مفقود. وقد نقل الفرنسيون معظم المصابين بإصابات خطيرة الى جيبوتي، وانقذوا حياتهم عن طريق تدخل سريع وماهر. ونحن ندين لهم بذلك. منذ تلك النقطة يوجد نوعان من المعلومات: واحدة سلسلة من المؤتمرات الصحافية ذات الحساسية السياسية، والاخرى تحقيقات محترفة وعرض الحقائق كما تظهر.

وقلت له «هيو. اوصى ان تقترح على وزير الدفاع ضرورة اجراء تحقيق خارجي شامل، شيء مشابه لتحقيق (واين داونينغ) لانفجارات ابراج الخبر في السعودية. علينا تجنب أي تصور بالمدارة او التغطية».

وقبل التوجه الى المطار، طلبت من الطاقم تجميع كل البيانات حول الحادث من القيادة السياسية، بما في ذلك السناتور جون وارنر رئيس لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ. لقد ذهبت الى الكونغرس ثلاث مرات للادلاء بشهادتي حول امور روتينية متعلقة بالميزانية وامور عملاتية، وانتابني الشك في ان الكونغرس سيعقد جلسات استماع حول الحادث. وطلبت من رايفل ديلونغ إعداد بحث واضح يشتمل على معلومات ذات حقائق حول الطريقة التي استخدمناها لاختيار عدن كميناء لاعادة التمويل، والنقاط المحددة حول الاسباب التي دفعت كول لأن تتوقف هناك.

وأيضا كنت على علم بأنه عندما تبدأ وسائل الاعلام في ملاحقة الموضوع، فستتكالب علينا الجماعات السياسية. ولسوء الحظ، فإن العثور على كبش فداء في اعقاب المآسي هو جزء من الشخصية القومية. ولذا فقد كان من الضروري ان نقدم الحقيقة غير المنمقة بطريقة واضحة ومختصرة، وأن نقدم وصفا دقيقا للتهديدات الارهابية في عدن في وقت الهجوم، والاسباب العملاتية للتوقف لاعادة التموين بالوقود، وكل ذلك من خلال مختصر يستمر لمدة عشرين ثانية.

* العمانيون حزنوا وقلقوا من أن يؤدي الهجوم على المدمرة كول الى التقليل من عزمنا وتعهداتنا بالمنطقة

* صعدت الى الطائرة الرمادية القديمة متوجها الى مسقط. وفي الطريق اطلعت على ملف الخلفيات وتقارير الموقف التي اعدها طاقم الرحلة، ومن بينها تقارير من ولي مور بقطاع البحرية في القيادة الوسطى ومن غاري هارل الذي وصل لتوه الى عدن، ومن ديلونغ في تامبا، ومن هيو شيلتون في البنتاغون.

واطفأت الاضواء فوق مقعدي وحاولت النوم قبل الهبوط في عمان، ولكني لم استطع، فهذا الهجوم على المدمرة كول يحمل بصمات القاعدة التي كانت هادئة لعدة شهور، ومن الواضح ان تلك العملية قد تم تنفيذها بعد الكثير من التخطيط.

قضيت ثلاثة أيام على الأرض في سلطنة عمان، كنت خلالها على اتصال برايفل ديلونغ وويلي مور وهيو شيلتون وغاري هاريل الذي كان يقدم لي آخر المعلومات من عدن، فيما كانت الحكومة اليمنية تعلن محاولة الشروع في تحقيقها الخاص، ولكنها كانت عاجزة ثقافيا عن أن تساير سرعة مطالب المحققين المدنيين والعسكريين الأميركيين. من جهة أخرى عبر العمانيون لي عن حزنهم لخسارتنا، ولكنهم اظهروا دلائل على القلق من أن هذا الهجوم الارهابي الأخير قد يقلل من عزمنا وتعهداتنا في المنطقة، فأكدت لوزير دفاعهم ان أميركا ظلت وستظل عازمة على أن تكون قوة ايجابية في المنطقة، وان موقفنا لن يهتز، وقد حملت الرسالة ذاتها الى السلطان قابوس بن سعيد. والسلطان قابوس رجل مثقف، تراه بلحية يغمرها الشيب، وعمامة من الحرير الأصفر برتقالي اللون، ورداء من الصوف دقيق النسيج. كانت تعازيه صادقة، وقال بلغة انجليزية واضحة: «أيها الجنرال خسارة بلدكم كبيرة والعالم العربي يشعر بالحزن، فكيف نستطيع مساعدتكم؟». قلت: «صداقتكم مساعدة عظيمة يا صاحب الجلالة».

قال: «ذلك ما ستجدونه دائما جنرال فرانكس». سرحت في عينيه السوداوين الذكيتين فلم يكن هناك رياء أو أجندة سرية. فالسلطان قابوس سيكون صديقا وسيكون حليفا موثوقا به خلال الأوقات الشاقة المقبلة.

* الرئيس علي صالح سلمني شريطي فيديو وملفا لعدد من المشتبهين وقال إن التصريحات والاتهامات المربكة بالصحافة الأميركية تسبب لليمن المشاكل، فقلت له: ولكن صحافتنا تسبب لنا المشاكل أيضا

* كنت أقف وسط الحر الشديد على ظهر المدمرة كول، وأحدق نحو الأسفل بالفتحة الموجودة في جانب من السفينة. وقد اوضح الكابتن كيرك ليبولد طبيعة الأضرار التي لحقت بها، والأجنحة التي مات فيها الملاحون، والوضع الحالي للجرحى. وكان الطاقم قد عمل في هذه الحرارة العالية لمدة 72 ساعة من أجل ابقاء السفينة طافية. كانوا جميعا مرهقين، وما يزال كثير منهم يعانون من الصدمة. بدا الميناء رائعا ومتألقا وكانت نسمات الريح الرطبة تحرك العلم الأميركي الكبير الذي يحلق على الجسر في مقابل بقايا الحطام والأجزاء المحترقة ومستودع النفط. وبينما كنت أسير في السفينة لم يكن لدي الكثير الذي أقوله أو أفعله لتخفيف الآلام التي رأيتها على وجوه أفراد الطاقم. عدت بأفكاري الى أيامي في فيتنام واغرورقت عيناي بدموع هي مزيج من الاحترام والاعجاب والأسف، في مقابل نكهة متجددة للغضب الذي كنت قد شعرت به منذ زمن بعيد.

وفي تلك الظهيرة جلست في القصر الجنوبي للرئيس اليمني علي عبد الله صالح. فيما كانت السفيرة الأميركية بربارا بودين قد اقترحت علي أن أبقى هادئا واستمع الى ما يمكن أن يقوله صالح. وكان ذاك هو تقديمي لصالح، ولذا قررت أن ابدأ وفقا لما اقترحته السفيرة. ورأيت أنه إذا ما كان صادقا فانني ومن جانبي سأكون متعاونا.

عندما بدأ الرئيس صالح الكلام رأيت انه كان مهتما بالوضع الذي كان يعيشه أفراد طاقم كول، وما إذا كانوا لا يزالون باقين على ظهر السفينة في مثل تلك الظروف التي لا يمكن إلا أن تكون بائسة وسيئة. كنت أعرف أن هذا الاهتمام براحة الضيوف لم يكن اهتماما شكليا بالغربيين، بل هو عميق الجذور في الثقافة العربية. فأكدت للرئيس أن الطاقم يتلقى رعاية جيدة وان الكابتن يقوم بمهمته على النحو المطلوب، وكنا فخورين به وبضباطه وأفراد طاقمه.

واضفت قائلا: «سيادة الرئيس، طلب مني الوزير كوهين ان أشكرك على كل ما فعلته من أجلنا، انها بداية جيدة».

فبدا الرئيس مسترخيا، وقال: «كنا على الدوام نتمتع بعلاقات جيدة مع بلدكم، مع شوارزكوف ومع زيني، واني لأشعر بالأسف لأن الصداقة بيني وبينك بدأت في ظل هذه الظروف».

وبدا أن صالح يطرح المسألة بصيغة سؤال بدلا من تصريح، ولهذا بذلت جهدا لطمأنته قائلا: «سيدي ان صداقة أميركا مع اليمن راسخة ولن تهتز بسهولة، وسنعمل معا، ويجب أن نتبادل المعلومات. لقد بدأ رجالنا بداية جيدة في التحقيق بشأن هذه المأساة، ولكنها ليست سوى بداية. وان علاقتنا ستنمو لأنها في مصلحة بلدينا».

ووجه الرئيس صالح كلاما موجزا لمسؤولين كانوا يجلسون الى جانبه عند المنضدة الكبيرة المحلاة بالفضة والنحاس، ثم قال: «هناك الكثير من التصريحات والاتهامات المربكة في صحافتكم، انها تسبب لنا المشاكل، اننا نبذل كل ما في وسعنا من أجل المساعدة».

قلت وأنا أنظر اليه: «صحافتنا تسبب لنا المشاكل أيضا يا سيدي».

ووعد بمساعدة التحقيق مشيرا الى انه شكل لجنة خاصة. وكنت أعرف ان اليمنيين سيعرفون الحقيقة، وتعين علينا التوثق من أنهم يشاركوننا في هذه المعرفة.

قلت: «سيادة الرئيس انه لمن المهم جدا أن توفر لجنتكم كل الدلائل التي تحصل عليها لتحقيقنا».

وقف الرئيس صالح وسلمني شريطي فيديو وملفا بلاستيكيا به بطاقات هوية لعدد من العناصر العربية المشتبهة. وقال: «هذه الشرائط من كاميراتنا بالميناء، وربما تكون مفيدة لكم، أما البطاقات الشخصية فهي تخص أفرادا تأكد اشتراكهم في هذه الهجمات البشعة».

أخذت البينات والأدلة وكتبت عليها التواريخ لأغراض التوثيق لأن مكتب التحقيقات الفيدرالي يحرص تماما على معرفة من تحصل على المعلومات وفي أي وقت. وحاول الرئيس علي عبد الله صالح جهده لكسب ثقتي وأعتقد أنه قد بدأ بداية طيبة.


يتبع....

 

 


المنتصر

يقول احد القادة القدماء وهويخاطب جنوده . ( اذا لم تكونوا مستعدين للقتال من أجل ما تروه عزيزاً عليكم , فسوف يأخذه أحد ما عاجلا أو اَجلا , واذا كنتم تفضلوا السلام على الحرية فسوف تخسرونهما معاً , واذا كنتم تفضلوا الراحة والرخاء والسلام على العدل والحرية فسوف تخسروهما جميعا ) .

   

رد مع اقتباس