عرض مشاركة واحدة

قديم 17-07-09, 08:17 PM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي الحرب: حقيقتها وآثارها



 

الحرب: حقيقتها وآثارها

تأليف: كرس هدجز تعريب: أيمن الأرمنازي
عرض وتحليل: يوسف كامل خطاب


تقديم:
الكتاب الذي نعرضه في هذا العدد من الكتب القليلة التي تناولت ظاهرة الحرب من جانبها السلبي ، حيث أبرز حقيقتها الزائفة وآثارها المدمرة على البشر، عسكريين كانوا أم مدنيين، وذلك لما تتركه من تشوهات بدنية ونفسية ووجدانية تفسد على الناس معاني المحبة والتواصل والتعاطف ... وغيرها من المعاني التي تجعل للحياة وزناً وقيمة .


عرض الكتاب

يقع كتاب: "الحرب: حقيقتها وآثارها" في (256) صفحة من القطع المتوسط، وقد صدرت طبعته (الأولى) عن: (شركة الحوار الثقافي)، بيروت لبنان، عام 2005م. ويتألف الكتاب من (مقدمة)، وسبعة فصول، تضمنت العديد من الأفكار والآراء والقناعات التي تبنّاها المؤلف عن الحرب ، وهو ما سوف نبرزه في العرض التالي:

المقدمة

وفيها يلخّص المؤلف ما تناوله في فصول الكتاب من آراء وأفكار عن حقيقة الحرب وآثارها، مستدلاً على تلك الآراء والأفكار بما شاهده من صور مأساوية مفزعة في الحروب والمعارك التي قام بتغطيتها في مختلف مناطق العالم حيث كان مراسلاً عسكرياً لصحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية على مدى (15) سنة مؤكداً أن مظاهر تلك الحروب وآثارها تكاد تكن متطابقة في كل مكان، وذلك لأن الحرب تولّد (ثقافة خاصة) تهيمن بها على كل الثقافات، وتؤثر بها على السلوك البشري الذي يصل إلى مستوى الحضيض بين طرفي الحرب اللذين تجرّعا ( مخدِّر الحرب)، فصارا على درجة واحدة من الهمجية والوحشية والعدوانية.

ويشير المؤلف إلى دور القادة في إشعال الحروب والتحريض عليها، نظراً لما يتحقق لهم في أجواء الحرب من تمجيد وتقدير من قِبل شعوبهم، فضلاً عن غضِّ النظر عن تجاوزاتهم وسلبياتهم، كما أنها (الحرب) تمنح الفرصة للمجرمين لمممارسة نشاطهم.
ويزعم المؤلف أن ما تعلن عنه الحكومات أو الجماعات من دوافع الحرب وأسبابها، لا تكون غالباً هي الدوافع والأسباب الحقيقية للحرب، وإنما هي دوافع مزيّفة لإلهاب المشاعر وإلهاء الناس، بل هي غطاء رقيق لإخفاء ما تثيره الحرب لدى الشعوب من (تقديس الذات) والتوقّف عن ممارسة (النقد الذاتي)، والتصوّر أن مُثلنا الأخلاقية هي الأفضل، وأن خصومنا قوم غدّارون وأشرار، فذلك في رأي المؤلف هو ما يجعلنا نتقبل ما يواكب الحرب من أهوال، باعتبارها أمراً ضرورياً لتحقيق الأهداف السامية.

وينهي المؤلف تلك المقدمة بالتصريح بأنه لا يهدف من تأليف كتابه إلى إقناع القارئ بعدم جدوى الحرب، لأنها قد تكون في بعض الحالات (سُمّاً) لابد من تجرّعه من أجل البقاء، وإنما يهدف إلى "ألاّ ندع أسطورة الحرب ومنطق القوة تعمي بصيرتنا، وإلاّ أصبحنا مثل الذين نحاربهم"، ويؤكِّد على أن السبيل إلى ذلك "هو التواضع أولاً والشفقة أخيراً" ص 33 ،
الفصل الأول : أسطورة الحرب

لكل حرب حسب رأي المؤلف جانبان، أحدهما: جانب حقيقي، ويتمثل فيما تنطوي عليه الحرب من مخاطر ودمار، وما تخلّفه من مآسٍ وأهوال وقتلى ومصابين، فهي "ليست إلاّ قتلاً منظَّماً"، وثانيهما: جانب مزيف أو (أسطوري)، ويكمن في تضمين الأحداث معاني تروق لنا، وإن كانت كاذبة، ووصف الأشياء بما يتفق مع أهوائنا، وإن كانت زائفة مضللة؛ فالهزيمة تصبح نكسة مؤقتة، والأعداء هم شياطين مجردون من الصفات الإنسانية، بينما نمثل نحن الخير والصلاح المطلقين. وعبر هذا التزييف والتضليل ونشر الأساطير، يتم تبرير الكثير من الأعمال الدموية التي تُرتكب في الحرب، حيث نتوهم أننا نقوم بأعمال بطولية، متناسين الكوارث المحزنة التي تعترض طريقنا.

وتقوم أكثر الحكومات بنشر أساطير الحرب وخرافاتها عبر وسائل الإعلام التي تسخّر بالكلية أثناء الحرب لتلك المهمة وتعتمد فيما تنشره على ما يرد إليها من المراسلين العسكريين، الذين يخضعون غالباً لتوجيه الضباط ومراقبتهم في ميادين القتال التي ينقلون منها أخبار المعارك، ومن ثم فلا يسمح لهم بنقل الجانب الحقيقي للحرب.

ورغم انطلاق معظم الأساطير القومية عن الحرب من أسس عرقية يغذّيها الجهل، إلاّ أنها لابد وأن تُغلّف بما يخفي حقيقتها، حيث تسخّر لها العلوم كالتاريخ وعلم النفس عبر فئة من المثقفين المستعدين لتبني نظريات سخيفة ومضلِّلة لخدمة المآرب القومية التي تروّجها الدولة أو أمراء الحرب.

ويذهب المؤلف إلى أن الخرافات الموروثة عن الحرب لها مفعول المخدرات، وبالتالي فهي تُفقد الذين يمارسونها أي مشاعر أخلاقية؛ وعليه فلابد من التمسُّك بتلك الخرافات لتبرير القتل والتدمير الذي يتعرّض له الأبرياء، ولابد من تصوير الحرب وكأنها ملحمة بطولية؛ ولكن هذه الأوهام سرعان ما تتبدد عندما يجد المقاتل نفسه في الميدان يواجه حقيقة الحرب، التي "تتسم بالفوضى الممزوجة بالوحشية"، فتتحول الشعارات الموروثة عن البطولة والشجاعة والمروءة، والكلمات الرنانة التي تمجّد واجب الدفاع عن الوطن والشرف العسكري، إلى مجرد ألفاظ خالية من المعنى، وتتبدّل الإرادة والعزيمة والإقدام إلى حالات من التصرف اللاشعوري، حيث يجهش البعض بالبكاء أو يصاب بالتقيّؤ، فيما يصاب البعض الآخر برعشة في أطرافه أو فقدان لشهيته، أو يشعر بألم متقطع في مؤخرة رأسه. ويبلغ الأمر ذروته في شعور بعض المقاتلين بالهوان عندما يتردد في إنقاذ جريح من رفاقه، خوفاً من تعريض حياته للخطر، وهو شعور شديد القسوة نظراً لرابطة الانتماء القوية التي تجمع بين رفقاء السلاح في المجموعة أو الوحدة "وبذلك نجده يفضّل الموت على فقدان هذا التواصل أو الرباط الذي يشدّه إلى زملائه" (ص 60). أما الشعب فيبقى على تمسّكه وقناعته بالشعارات والأوهام التقليدية التي تبثها وسائل إعلام الدولة أثناء الحرب.

وتُعدّ حرب البوسنة في رأي المؤلف من أكثر الحروب المعاصرة التي شهدت ترويجاً للخرافات والأساطير، فمن المعروف أن الكروات والصرب والمسلمين، كانوا قبل اندلاع الحرب يشكّلون شعباً متجانساً يصعب تمييزهم عن بعضهم البعض، ولم يكن هناك سبب لإشعال الحرب بينهم سوى رغبة عدد من "القادة المجرمين السياسيين" في التمتع بالسلطة وجني الثروة، حتى لو اقتضى الأمر القتل والتعذيب والإعدامات الجماعية، فلجأ أولئك القادة المجرمون إلى الخرافات والأساطير لتأجيج نار الفتنة وإيجاد مبررات لم تكن موجودة في الأصل، وإثارة قضايا تاريخية مشكوك بصحتها؛ مما أدى إلى تعميق الكراهية المتبادلة، واشتعال الحرب.

ويختتم المؤلف هذا الفصل بوصف مشاعره عندما اندلع القتال في إحدى المناطق، وسمع بأذنيه أنّات الجرحى والمصابين وصياحهم من شدة الألم قبل أن يفارقوا الحياة، حيث يقول: "هذه هي الحرب على حقيقتها، وليست الصورة الزائفة التي تقدمها لنا الأفلام السينمائية والكتب التي قرأتها في صباي، إنها صورة مخيفة مفجعة، ولا تمت بصلة إلى الأسطورة التقليدية التي تشربتها. إنها في الواقع صورة خالية مما يمكن أن أسميه بطولة أو مروءة" (ص 62).
الفصل الثاني : وباء القومية

يتناول المؤلف في هذا الفصل عاملاً رئيساً من عوامل إشعال الحرب واستمراريتها، وهو (الهوس القومي) أو (النزعة القومية) التي لا يخلو منها مجتمع بشري، ويتم تكوينها عبر مراحل عمر الإنسان من خلال الدروس التي يتلقاها في المدارس، والقصص والمواعظ التي يسمعها في الكنائس أو المساجد، والحكايات الشعبية أو الوطنية الموروثة التي تعدّ مصادر تكوين هوية الأمة وذاتيتها.
ويذهب المؤلف أن هذه (النزعة القومية) تبرز في حالات الحرب، وتأخذ طابع النشوة التي تخفف (القلق من المجهول) القابع في وعي الإنسان الفرد، بل إنها قد تلغي هذا القلق، فيتخلّى الفرد عن مسؤولياته تجاه مشروعية الأعمال الجماعية التي ترتكب في الحرب.

ونظراً لما لتلك (النزعة القومية) من أهمية، تحرص الدول والحكومات وأمراء الحرب على تأجيجها في نفوس المواطنين أوقات الأزمات والحروب عبر وسائل الإعلام وخصوصاً والتلفاز لتغذّي من خلالها نيران الحرب.

ويعدد المؤلف نماذج للحروب والنزاعات التي اشتعلت بوقود النزعات القومية والعرقية، ومنها: حرب الأرجنتين ضد جزر الفوكلاند، والحرب اليوغوسلافية، والحروب التي قادها الإسرائيليون قبل إقامة دولتهم، وحروب الأمريكيين ضد السكان الأصليين والحروب التي تقودها أمريكا حالياً ضد الإسلام؛ حيث يقول المؤلف عنها: "ونحن الأمريكيين لسنا أفضل حالاً، إذ إننا ننظر للإسلام نظرة مشوَّهة تنطوي على عنصرية واضحة المعالم، وتصف جميع المسلمين بأنهم ميالون إلى العنف، ومعادون للتقدم، فضلاً عن كونهم منغلقين في تفكيرهم" (ص 69).

ويرى المؤلف أنه عندما تندلع الحرب، فإن أغلب فئات المجتمع لا تسلم من (وباء القومية)، بمن فيهم المثقفون والنقّاد، الذين يتخلى عدد كبير منهم عن مبادئه ويؤيد الحرب، ويتقرّب إلى الجماهير عبر إلهاب أحاسيسهم الوطنية والقومية. ويزعم المؤلف أن كل من يرفض ذلك التأجّج من أبناء الشعب ويبرز الأمور على حقيقتها، يتعرّض إلى المهانة، مما يضطره إلى العيش بمعزل عن بقية أفراد المجتمع بعيداً عن ذلك (الهوس القومي) الذي يتاجر به دعاة العصبية القومية؛ إذ إن أولئك الرافضين يكونوا قليلي العدد، ولا حول لهم ولا قوة على مواجهة الأغلبية الكاسحة المتأثرة بالوباء القومي.

وقد أورد المؤلف قصصاً واقعية لنماذج من الصربيين الذين تساموا على على دعاوى (الهوس القومي) الذي أشعل الحرب في (يوغوسلافيا) وتعاملوا مع مواطنيهم من المسلمين (البسنويين) باعتبارهم الإنساني، بصرف النظر عن انتمائهم العرقي، مؤكداً على أن هذا الموقف جعلهم يتعرضون إلى الإهانة والاضطهاد من قِبل بني قوميتهم الصربية.

إن (النزعة القومية) حسبما يرى المؤلف هي التي تجعل أبناء شعب ما يشارك في جرائم الاعتداء على الآخرين وخصوصاً في الصراعات العرقية لتوهّمهم بأنهم يشاركون في كتابة تاريخ أمتهم.
وعندما تنتهي الحرب، ويزول (الوهم القومي)، وتتعرّى الخرافة، لا يعترف الناس بأخطائهم، ويلفظوا خرافاتهم وأساطيرهم الموروثة، بل يهربون من تلك المواجهة، مُحْتمين خلف شعار: (الانتماء القومي)، وذلك "لشعورهم بالعار وتجنّب الحديث عن الحقائق المؤلمة"، ولا يعني ذلك موت (فيروس القومية) وانتهائه من كيان هذا الشعب، إذ إنه "يبقى نائماً ليستيقظ من جديد من خلال النُصُب التذكارية التي نقيمها للذين قتلوا، والحكايات التي تروي بطولات الأحياء والذين سقطوا في سبيل الوطن". (ص 84).

ويختتم المؤلف هذه الفصل باستدلاله على دور النزعة القومية التي كانت الحكومات الأمريكية تبعثها في نفوس مواطنيها في الحروب التي خاضتها، وخصوصاً (حرب فيتنام) التي لم تكن حرباً (مشرِّفة) حسب تعبير المؤلف وكذلك في (حرب تحرير الكويت) التي قادت فيها الولايات المتحدة التحالف الدولي ثم بعثها من جديد في الحروب الأمريكية الأخيرة لإقامة (النظام العالمي الجديد) الذي يعدّ في رأي المؤلف غاية لا يمكن إدراكها.
الفصل الثالث : تدمير الثقافة

يناقش المؤلف في هذا الفصل آثار الحرب على ثقافة الأمم والشعوب المعتدية أو المعتَدى عليها حيث يرى أنه عندما تنشب الحرب، تبدأ الدولة بتدمير ثقافتها الذاتية الحقيقية، ثم تبادر إلى استئصال الثقافة الحقيقية لمعارضيها، وذلك لأن الثقافة الحقيقية في أزمنة الحرب تُعدّ أمرًا غير مرغوب فيه.

ويستعرض المؤلف آليات التدمير الثقافي التي تتمثل في: الفن، والنقد، والإعلام؛ ففي مجال (الفن) تنتشر الشعارات الحماسية المزيفة، وبطولات القادة والجنود الذين ضحوا بأرواحهم من أجل الوطن، وذلك عبر الأفلام السينمائية والأغاني والأشعار والكتب. أما (النقد)، فيتم تغيير معاييره وقيمه الحقيقية لتحل محلها قيم ومعايير أخرى مشوهة، تجعل العدو كائناً مجرداً من الإنسانية والخلق، مجرماً شريراً، في الوقت الذي يُنظر فيه إلى الذات بهالة من القدسية ذات الصبغة الدينية التي تظهرنا أبراراً أطهاراً أخياراً. فيما يُتخذ (الإعلام) آلية لإثارة الضغائن وتعبئة الرأي العام من خلال البرامج ونشرات الأخبار والأفلام والتحليلات .. وغيرها من الأساليب الإعلامية.

ولا تقتصر آثار تدمير الثقافة الذاتية وثقافة العدو على زمن الحرب فحسب، بل تمتد تلك الآثار الوخيمة على مدى سنوات طويلة، حيث يظل ترقّب الحرب أمراً قائماً بين الأمم والشعوب، ويمثل المؤلف لذلك بالحرب بين القبارصة الأتراك والقبارصة اليونانيين على جزيرة قبرص، والتي اشتعلت عام 1963م، وأدت إلى انقسام الجزيرة إلى قسمين متحاربين، وسعى كل قسم منهما إلى تدمير ثقافة الآخر، مما أدى إلى أن تكون ثقافة الكراهية والثأر والانتقام هي السائدة بين شعبي الطرفين إلى الآن. ومن النماذج التي أوردها المؤلف في هذا السياق أيضاً نموذج التثقيف الفلسطيني، حيث تنشأ الأجيال الجديدة على أمل تحرير فلسطين واستردادها من أيدي مغتصبيها الصهاينة، وتمني الشهادة لتحقيق هذا الهدف؛ ويورد المؤلف في هذا الصدد نماذج لأسر فلسطينية التقاها، ونقل عنهم إصرارهم على الثأر والانتقام لأجدادهم وآبائهم الذين قتلوا على أيدي الصهاينة، وحرصهم على استرداد أراضيهم وديارهم المغتصبة التي لازالوا يحتفظون بمفاتيحها ووثائق ملكيتها.

ومن الآثار البارزة التي يذكرها المؤلف لتدمير الثقافة: (تزوير التاريخ) لإضفاء الصبغة الشرعية على الحرب وعلى القضايا التي استغلت من أجلها، وينشط في هذا المجال المؤرخون وعلماء الآثار وعلماء الاجتماع، لإثبات آثار قديمة أو جذور ثقافية عميقة لتبرير العدوان والاحتلال والاستعمار، ويضرب مثلاً لذلك بما يحدث في فلسطين المحتلة، فيقول: "ففي إسرائيل يهتم الباحثون بحماس زائد بعلم الآثار، وبالتنقيب عن الآثار التي خلّفها اليهود القدامى، وذلك لتبرير استيطان اليهود فيما كان يُعرف بأرض فلسطين، لذلك يولي الإسرائيليون بعض الأماكن الأثرية اهتماماً خاصاً أكثر مما تستحق، ولذلك يسعى علماء الآثار والمؤرخون والمؤلفون إلى البحث عن الجذور الثقافية التي تعزز إيمانهم بالأسطورة أو الخرافة القومية، وفي الوقت نفسه يتجاهلون المعالم الأثرية غير اليهودية" (ص 100).

وفي الوقت الذي يهتم فيه أحد طرفي الحرب بتزوير التاريخ حتى يكون مؤيداً له، فإنه يسعى إلى تدمير المعالم التاريخية والثقافية لخصمه، وقد برز ذلك في الحرب ضد مسلمي البوسنة، حيث "بذل صرب البوسنة قصاري جهدهم لإنكار أي طابع إسلامي للبوسنة، ففجّروا المكتبات، والمتاحف، والنُصُب التذكارية، والمقابر، وأخيراً المساجد التي ركّزوا على تدميرها". (ص 105).
وتواكب عملية تدمير الثقافة الحقيقية للذات وللخصوم حملات الدعاية التي تتهم العدو بارتكاب جرائم حرب، سواء كانت تلك الجرائم حقيقية أو وهمية، وتكرار هذه الاتهامات بكافة الوسائل في مختلف الأقنية لإثارة مشاعر الغضب والكراهية في صفوف الشعب.

وفي أعقاب عملية تدمير الثقافة، تتم إعادة بنائها من جديد من قِبل طرفي الحرب ولكن بعد تزييفها ومزجها بالأساطير والخرافات التي تجعل كشف الحقائق من الأمور الصعبة.

 

 


 

الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس