عرض مشاركة واحدة

قديم 10-06-09, 08:12 PM

  رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
المنتصر
مشرف عام

الصورة الرمزية المنتصر

إحصائية العضو





المنتصر غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

الجاهزية القتالية


جاهزية الدفاع الجوى.
يواجه الدفاع الجوي، عادة، طائرات تفوق سرعتها سرعة الصوت، وتستطيع أن تقترب من أهدافها خِفْية، وتصبح فوقها، بعد دقائق معدودة. وهي طائرات تحمل ترسانة متنوعة من أسلحة الدمار، قادرة على إنزال خسائر فادحة بالأهداف الحيوية. ومن ثم، فإن الستار يُرفع، دائماً، في مسرحية الحرب على مشهد الهجوم الجوي الحاشد، الذي يؤدي، إذا نجح، إلى حسْم الحرب، من بدايتها، لمصلحة المهاجم، كما حدث في أول سبتمبر 1939، في الهجوم الألماني على بولندا، وكما حدث في 5 يونيه 1967 في الهجوم الإسرائيلي على مصر وسورية، وكما حدث في حرب تحرير الكويت، عندما نجحت القوات الجوية للتحالف في شل فاعلية الدفاع الجوي العراقي، حققت السيادة الجوية، منذ البداية حتى النهاية.
لذلك كله، صار من المحتوم، أن يكون الدفاع الجوي جاهزاً دائماً للاشتباك الفوري.
غير أن الاستعداد الفوري لقوات الدفاع الجوي، يعني أن تكون مراكز العمليات ووحدات الضرب مع مراكز القيادة والسيطرة والاتصالات في حالة استعداد دائم على مدار الساعة. وهذه كلها أمور مستحيلة، ولا يمكِن احتمال نفقتها، بأي حال من الأحوال. وإذا حدث هذا، فإنه يؤدي، بعد أيام قليلة، إلى نفاد طاقة الأفراد كلية، واستهلاك جميع المُعدَّات.
إذاً، فهي معادلة صعبة. يحتم أحد طرفيها، أن يكون الدفاع الجوي جاهزاً للقتال، في أي لحظة، بينما يتطلب الطرف الثاني تخصيص الوقت اللازم، للتدريب والراحة، وصيانة المعدات، وممارسة الحياة اليومية، داخل المعسكرات. وللبحث عن حلّ لهذه المشكلة، يجب تحليلها إلى عناصرها الأولية. وعندئذٍ، يتضح أن الجاهزية القتالية، تعتمد على عاملين أساسيين، هما:
- توفير أقصى زمن إنذار ممكِن.
- تقليل زمن تحوُّل الوحدات من حالة الاستعداد العادية، إلى وضْع الاشتباك الفعلي.
ويرتبط العاملان، كلاهما بالآخر، ارتباطاً وثيقاً. كما أن كلاًّ منهما، يحتوي على عددٍ من العوامل الفرعية، كما يتضح فيما يلي:
زمن الإنذار.
إن أقصى ما يتمناه قائد وحدة الدفاع الجوي، أثناء القتال، أن تُتاح له عِدَّة دقائق، لإنذاره من اقتراب الطائرة المعادية، يستعد، خلالها، للبدء في الاشتباك، لصدّ الهجوم الجوي.
ويتحدد زمن الإنذار المطلوب بمعادلة بسيطة، تقضي بألاّ تقلّ هذه الدقائق عن مجموع الزمن، اللازم لاستعداد الوحدة لفتح النيران، مضافاً إليه الزمن، الذي تستغرقه عملية الاشتباك نفسها.

تقدير الموقف.
ويشمل زمن الاستعداد مجموعة من الأزمنة اللازمة لتقدير الموقف، ثم تشغيل المعدات، والتقاط الهدف المعادي بأجهزة الرادارات، وعمل حسابات الاشتباك، وتجهيز الصواريخ للإطلاق. أما عملية الاشتباك، فتشمل الزمن اللازم لإطلاق الصاروخ، وزمن طيرانه، حتى يلتقي بهدفه. ويجب أن تكون نقطة اللقاء الأولى بين الصاروخ والطائرة، على أقصى مدى مؤثر للصاروخ، حتى يمكن معاودة الاشتباك بالهدف مرَّة ثانية، وثالثة،. أمّا إذا كان الاعتراض سيجري بوساطة المقاتلات، فيجب أن يوضع في الحسبان الأزمنة التي تستغرقها عمليات الإقلاع، والوصول إلى منطقة الاعتراض، ثم عملية التوجيه، والبحث عن الهدف، ثم دورة الاشتباك به.

مراكز العمليات.
ومراكز عمليات القطاع. هي المسؤولة عن توفير هذه الدقائق. وحساب أقلّ زمن إنذار، يجب تحقيقه، هو شرط أساسي في بناء هذه الشبكة. ومن البديهي، أنه كلما ازداد زمن الإنذار، الذي يمكِن الحصول عليه، تحررت وحدات النيران من القيود، التي تفرضها أوضاع الاستعداد المتقدمة. وبعد الوصول إلى أقلّ زمن تحتاج إليه الوحدات، فإنه يصبح قيداً، يلتزم به المُخطط، عند إنشاء منظومة الإنذار.

تمركز الرادار ومهارة المخطط.
وتتوقف إمكانات هذه المنظومة على مجموعة من العوامل، مثل أماكن تمركز مَواقع الرادار، وبُعدها من الحدود. فإذا كانت تتمركز قريباً من الحدود، وبعيداً عن المناطق الحيوية، المُدَافع عنها، فإن عمق الإنذار، يكون أكبر. أمّا إذا كانت تتمركز على شاطئ البحر، فإن قدرة أجهزة الرادار على الكشف، تكون محدودة، لأن الطائرات المعادية، عندما تقترب، على ارتفاع منخفض، من اتجاه البحر، تختفي الإشارات المنعكسة منها، داخل الإشارات المنعكسة من أمواج البحر. كما يختلف زمن الإنذار المتيسر، تبعاً لمدى كشف الجهاز، وقدرته على اكتشاف الطائرات، على الارتفاعات المختلفة. ومن الطبيعي، أن يتوقف مدى الكشف، كذلك، على أسلوب العدو الجوي في الاقتراب، ومهارة الطيار المهاجم، وقدرته على الاستفادة من الهيئات الأرضية، ومعرفته للثغرات الموجودة في حقل الإنذار، إن وُجدت. ويجب أن يضع المُخطِّط في حسبانه المشاكل، التي تعترض أجهزة الرادار، عند التعامل مع الطائرات العمودية، التي تطير فوق سطح الأرض مباشرة، وتستخدم الهيئات الأرضية الصغيرة في التخفي، ثم الصعود، فجأة، وقصْف أهدافها، والعودة إلى مكمنها بسرعة. وهو الأسلوب المعروف باسم Nap – of – the Earth.
وينبغي للمُخطِّط مراعاة خُلوّ نطاق الكشف الراداري من الثغرات، بقدر الإمكان، وأن يعمل على تغطية كافة الارتفاعات، مستعيناً على ذلك بأجهزة رادار الكشف المنخفض Gap – Fillers. وكذا زيادة كثافة التغطية الرادارية، في الاتجاهات الأكثر احتمالاً لاقتراب الطائرات المعادية منها.
وتُقدِّم أجهزة الرادار المحمولة جواً، حلاًّ جذرياً لمشكلة الكشف، على الارتفاع المنخفض.
وتتأثر إمكانات حقل الإنذار ـ إلى حدٍّ كبير ـ بالإعاقة الإلكترونية المعادية ECM Electronic Countermeasures. ولهذا السبب، يجب اتخاذ كافة الإجراءات الفنية والتكتيكية، لمواجَهتها ECCM Electronic Counter-Countermeasures، على النحو الوارد في هذه الدراسة.
وعلى كلٍّ، يجب ألاّ يقتصر حقل الإنذار على أجهزة الرادار، وحدها، وإنما يشمل مجموعة متنوعة من أجهزة الاستشعار Package، التي تعتمد على تقنيات مختلفة.
ومن الضروري، أن يتأكد المُخطِّط من وجود غير وسيلة اتصال، لاستمرار تدفق المعلومات، بالسرعة والدقة اللازمتين، إلى مراكز تجميع المعلومات وتصفيتها. ووجود غير طريقة لوصول هذه المعلومات إلى وحدات الرمى (الأسلحة الإيجابية)، حتى إذا فشلت إحداها، أو تعطلت، لسبب ما، يمكِن الاعتماد على الطريقة البديلة الثانية، أو الثالثة.
وتندمج مجموعة الإنذار والقيادة والسيطرة والاتصالات، في منظومة واحدة، يُرمز إليها بـ CCCI ، وهي الأحرف الأولى للكلمات الآتية: Command, Control, Communications & Intelligence وتستحوذ هذه المنظومة، عادة، على جزء كبير من الميزانية، المُخصَّصة لبناء أي منظومة دفاع جوي حديثة.

قُدرة الوحدات على التحول إلى وضْع القتال.

هذه هي الدعامة الثانية، التي يرتكز عليها الاستعداد القتالي للدفاع الجوي. وتُقَاس هذه القُدرة بالزمن، اللازم للتحول من وضْع استعداد معين، إلى آخر أكثر تقدماً. وتتأثر بمجموعة من العوامل، مثل أنواع الأسلحة، ومستوى تدريب القوات، ومدى صلاحية محاور التحرك، والمسافة المفروض أن تقطعها الوحدة، لتصل إلى المَوقع الجديد، وموقف العمليات، وغير ذلك من العوامل.
وقد تحتاج الوحدة إلى دقائق قليلة، لتكون جاهزة للاشتباك، إذا كانت موجودة، بالفعل، في مَوقعها القتالي. وربما يلزمها يوم أو أكثر، إذا كانت في ميدان الرماية، أو في ورش الإصلاح. وهذا يعني أن قُدرة القوات على التحول إلى وضع القتال، تتوقف، أساساً، على الموقفين، السياسي والعسكري. فلا شك أن أوضاع وحدات الدفاع الجوي، وقت السلم، تختلف عنها أثناء توتر الموقف السياسي، وظهور نُذُر الحرب في الأفق. أما إذا بدأ القتال، فإن الوضع يتغير كليةً. ومع ذلك، يجب أن يكون الدفاع الجوي جاهزاً للتصدي، لِما قد يواجهه من تهديد، في كل حالة.

الدفاع الجوى فى وقت السلم.

ففي وقت السلم، يُنتَظَر أن يواجِه الدفاع الجوي عمليات اختراق متباعدة، للمجال الجوي، بغرض الاستطلاع. ويرى بعض المحللين العسكريين أن الاستطلاع الجوي، بالطائرات، يكاد يفقد قيمته، في وقت، انتشرت فيه أقمار الاستطلاع وتنوعت. وهذا الرأي ليس دقيقاً، لأن الدول تحتاج إلى تكملة معلومات الأقمار الصناعية، والتدقيق فيها بوساطة طائرات الاستطلاع. بدليل أن برامج إنتاج هذه الطائرات وتطويرها، لا تتوقف، لا في الولايات المتحدة الأمريكية، ولا في روسيا، ولا في غيرهما من الدول المنتجة للسلاح.
وعلى الدفاع الجوي، في وقت السّلم، أن يواجه، كذلك، الطائرات، التي تضل طريقها، وتقترب من المجال الجوي للدولة، أو ربما تخترقه. فعليه أن يُصَحِّح مسارها، ويمنعها من التحليق فوق المناطق التي يدافع عنها. فالأخطاء من هذا النوع، قد تُسبِّب أضراراً، مادية وبشرية، مثل حـادث الفرقـاطة الأمريكية، ستـارك USS Stark، التي قصفتها طائرة عراقية، في 17 مايو 1987، خطأً، وأدى هذا الحادث إلى قتل 37 بحاراً، وإصابة 21 آخرين. كما أن عدم اكتشاف هذه الطائرات مبكراً، لا يعطي الفرصة لتبيُّن هويتها، وقد يؤدي التسرع في الاشتباك بها، إلى تدميرها. وقد حدث هذا الموقف عدة مرات في الثمانينيات. وفي جميع الحالات السابقة، لم يكن هناك حرب بين مَن قَصَفَ ومَن قُصِفَ.
ومن ذلك، يتضح أن على الدفاع الجوي، أن يكون يقِظاً، ومستعداً، حتى في أوقات السلم. والترجمة العملية لذلك، تحتم تشغيل نسبة مُحددة من معدات الإنذار، لتأمين عمليات اكتشاف طائرات الاستطلاع المعادية، وغيرها من الطائرات الضالة، من مسافات بعيدة، خارج الحدود، والإنذار المبكر منها. كما تعني ضرورة وجود نسبة محددة من الأسلحة، في أوضاع الاستعداد الفوري لاعتراض هذه الطائرات، عند الضرورة.
ويتوقف عدد الوحدات، الجاهزة فوراً، على مجموعة من العوامل، يحددها موقع الدولة الجغرافي، وتمركز الوحدات، والأهداف الحيوية، والموقف الدولي العام.
أمّا مراكز العمليات، فهي، دائماً، في حالة عمل مستمر، وإن كان من الطبيعي، أن تعمل في السلم بأطقم مخفّضة.
هذا عن موقف الدفاع الجوي، في السلم. ولكن هناك حالة تعرفها منطقة الشرق الأوسط، وهي حالة "اللاسلم واللاحرب". وفيها يتوقع الدفاع الجوي إغارات فعلية، من نوع عملية "المَرّة الواحدة"، مثلما حدث عندما دمَّرت الطائرات الإسرائيلية المفاعل النووي العراقي، في 7 يونيه 1981، وأغارت على قيادة منظمة التحرير الفلسطينية في تونس، أول أكتوبر 1985. و الغارات على المعامل السورية عام 2008 وهذه الإغارات تُمثِّل مشكلة صعبة للدفاع الجوي، لأنها، وإن كانت نادرة، فهي تحدث على أي حال، والواجب توقُّعها، والاستعداد لمواجَهتها.

اثنا التوتروالازمات.
أمّا في حالات التوتر أو الأزمات، فمن الملاحظ، أن عاصفة الحرب، لا تهبّ فجأة، وإنما تسبقها بعض الرياح الساخنة، كجرس إنذار أول، يُنَبِّه القوات إلى ضرورة البدء في التحول من أوضاع السلم، إلى حالة من التأهب، استعداداً للحرب. وليس من الضروري، أن يكون التوتر السياسي واضحاً، ومباشراً، ومصحوباً بإنذارات، كما حدث في حرب تحرير الكويت. بل إن الموقف يكون غامضاً، في العادة، وتصاحبه جهود سياسية، لحل الأزمة سلمياً. وفي جميع الأحوال، فلا بدّ أن يكون الدفاع الجوي يقظاً. وأن يتوقع زيادة نشاط الاستطلاع الجوي المعادي، بأنواعه المختلفة، إضافة إلى بعض الغارات الصغيرة المتفرقة. ومن أهم الأمور، في هذه الفترة، أن تكون الوحدات حذرة جداً، في ما يتعلق ببث طاقة أجهزتها الإلكترونية في الأثير،وأن تتخذ كافة الإجراءات المضادّة للاستطلاع الإلكتروني المعادي، وعليها أن تَتَّبِع نظاماً صارماً للسيطرة على الإشعاع، بهدف المحافظة على سرِّية تردّدات وخواصّ معداتها.
ويجري، في حالات التوتر، إلغاء الإجازات، وإعادة الوحدات من ميادين التدريب إلى مَواقعها، والانتهاء، بسرعة، من عمليات الإصلاح والصيانة الدورية، وما إلى ذلك.
وتهدف الدراسة، التي تُجرى في هذه الفترة، إلى استقراء التوقيت المحتمل لبدء الهجوم المعادي، ومن ثَمّ الوقت المتيسر للاستعداد، قبل بدء القتال. ويوضع مخطَّط للإجراءات، التي ستنفَّذ خلال هذه الفترة.
وتشترك كافة أجهزة الاستخبارات، على المستويين، السياسي والعسكري، في هذه الدراسة، مستفيدة من إلمامها العميق بقدرات العدو وإمكاناته، والوقت الذي يحتاج إليه لإجراء التعبئة، وحشد القوات، وإعادة التمركز، وغيرها من الإجراءات، اللازمة لبدء الهجوم. وهي مؤشرات لها قِيمتها، عند تحديد الموعد التقريبي لبدء العمليات الحربية.
هذا على فرض أن قواتنا تلتزم بالدفاع. أمّا إذا كانت تخطط للهجوم، فإن توقيت بدء الحرب لا بدّ أن يكون معلوماً لدى القيادة.
ويجري، خلال هذه الفترة، التدقيق في الخطط، ومراجعة موقف القوات، واتخاذ مجموعة من الإجراءات السريعة، لرفع إمكاناتها القتالية.
والخلاصة، أن الدفاع الجوي، في حالات التوتر، يكون في أوضاع أعلى جاهزيةً. بمعنى زيادة اليقظة، وزيادة عدد الوحدات الجاهزة من فورها، سواء للإنذار، أو للصدّ، مع التركيز على الاتجاهات والتوقيتات الأكثر احتمالاً للهجوم، وتدعيم مراكز العمليات بالأطقم الكاملة. وذلك، لمواجَهة التزايد المُتوقَّع في أعمال العدو الجوية. مع الوضع في الحسبان، أن العمليات قد تبدأ في أي لحظة.

في وقت الحرب.
من البديهي، أن تتحول جميع وحدات الدفاع الجوي، إلى وضع القتال، لدى الإنذار باقتراب موجات الهجوم الجوي. ومع ذلك، فقد يحدث أن تكون الموجات الأولى خداعية، بوساطة طائرات موجَّهة من بُعد، تُجهَّز بمعدات، تُرسل نبضات مماثلة لتلك المنعكسة من طائرات القتال، وتُمثِّل هجوماً فعلياً، تضطر وحدات الدفاع الجوي، حياله، إلى الاشتراك بكل قوّتها في صدِّه. وأثناء ذلك، تندفع القاذفات المعادية نحو مَواقع الدفاع الجوي، التي تكون منهمكة في صدّ الهجوم الخداعي، وتقصفها بالصواريخ والقنابل. ويمكن القاذفات، في مثل هذا الموقف، استخدام أفضل تكتيكات الهجوم، فضلاً عن فرصة الإفلات من نيران الدفاع الجوي.
وقد يدفع العدو، في بداية العمليات، بمجموعة من طائراته الموجَّهة، من دون طيار، إلى تحقيق هدف آخر، وهو إجبار الدفاع الجوي

على تشغيل جميع أجهزة الاستشعار لديه. وبهذا، يتمكن العدو من الحصول على معلومات قَيِّمة عن التشكيل، تشمل الآتي:
- التردّدات الرئيسية والبديلة، وتردّدات الحرب.
- تمييز المواقع الحقيقية من تلك الهيكلية.
- تحديد مناطق نيران الأسلحة، ومعرفة أقواس نيرانها.
- معرفة رد فعل تجميع الدفاع الجوي، بصفة عامة، الذي يشمل زمن الإنذار المتيسر، وزمن رد الفعل، وعدد الوحدات، وتأثير النيران، وغير ذلك من المعلومات، التي تفيد العدو في تحديث خططه الهجومية والتدقيق فيها.
ولهذا، يجب أن يكون تقدير القادة للموقف، شاملاً، وواعياً. وهو ما يتوقف، في المقام الأول، على مدى كفاءة منظومة الإنذار، في تقديم صورة صحيحة ومعلومات تفصيلية عن الهجوم الجوي، في وقت مبكر. كما يحتاج إلى تجهيز مراكز العمليات بالمعدات الحديثة، اللازمة لجمع المعلومات وعرضها وتحليلها، بدِقة وسرعة.
وبعد انتهاء الهجوم الجوي، وللمحافظة على الجاهزية القتالية للوحدات، أثناء الحرب، التي قد تطول، فإن الدفاع الجوي، يلتزم بخطة، تكفل وجود الوحدات في أوضاع استعداد متقدمة، فيكون جزء منها جاهزاً من فوره للاشتباك، ويُقسَّم الجزء الباقي إلى أوضاع أقلّ استعداداً، وبدرجات مختلفة. ويُحدَّد لكل وضع الزمن، اللازم للتحول إلى وضع الاشتباك الفوري.
وتراعى في ذلك مجموعة من العوامل، تشمل الآتي:
- زمن رد فعل الوحدة.
- مَوقعها من التشكيل، وبُعدها عن جبهة القتال.
- عدد الاشتباكات، التي أجرتها الوحدة، خلال اليوم.
- مدى صلاحية معداتها، ومعدات الوحدات الأخرى في التشكيل.
- مدى تعرُّض الهدف الحيوي للهجوم.
- كثافة الهجوم والوقت المتوقع له.
وفي جميع الأحوال، يجب ألاّ يتجاوز زمن تحوّل الوحدة من أي وضع استعداد، إلى وضع القتال، زمن الإنذار المتيسر.
وتوضع الخطط المُنظِّمة لحالات الاستعداد وأوضاعه، عادة، في وقت السلم. ويجري التدريب عليها دائماً، والتأكد من فهْم الوحدات لها، وقدرتها على تنفيذها بدِقة، إضافة إلى مراجعتها بين الحين والآخر.
مما سبق، يتضح أن جاهزية الدفاع الجوي، ليست بالأمر الهَيِّن. فهي، في الواقع، سباق بينه وبين الطائرات المعادية، تتوقف عليه نتيجة الحرب. وهو سباق يستحق الجهود التي تُبذل من أجْله.

يتبع....

 

 


المنتصر

يقول احد القادة القدماء وهويخاطب جنوده . ( اذا لم تكونوا مستعدين للقتال من أجل ما تروه عزيزاً عليكم , فسوف يأخذه أحد ما عاجلا أو اَجلا , واذا كنتم تفضلوا السلام على الحرية فسوف تخسرونهما معاً , واذا كنتم تفضلوا الراحة والرخاء والسلام على العدل والحرية فسوف تخسروهما جميعا ) .

   

رد مع اقتباس