الموضوع: الحرب
عرض مشاركة واحدة

قديم 25-04-10, 06:09 PM

  رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

التكتيك في حرب الجبال
يتخذ التكتيك في حرب العصابات شكلين رئيسيين ، هما الكمين والإغارة ، ويخضع كلٌ منهما لقواعد عامة لابد من مراعاتها في تكتيك العصابات أياً كان الشكل المتخذ فيه ، وسنشير فيما يلي إلى بعض الأمور العامة التي تحكم تكتيك العصابات ثم نتناول بعد ذلك كلاً من الكمين والإغارة .
الأمور العامةالتي تحكم تكتيك العصابات
- الهدف التكتيكي من العمل هو المقاومة والصمود الناجح لتحقيق النصر ، لذلك يجب الحذر دائماً من حصار العدو لنا ، والتملصفوراً منالقتال عندما يكون العدو هو المهاجم .
- يراعى في الهجوم الحذر التام، مع مراعاة إيهام العدو بأن الهجوم في الغرب ولكن يكون الهجوم الرئيسي في الشرقكمثال ، بحيث يشغل العدو بهجوم ثانوي من جهة ويُباغت من جهة أخرى .
- يجب الاعتماد التام على التخفي وحسن الانخراط والاختلاط بالسكان المحليين .
- يجب أن تكون قواعد الانطلاق محصنة تحصيناً طبيعياً ، ومجهزة هندسياً للدفاع عنها عند اللزوم ، كما يجب فضلاً عن ذلك أن تكون متمتعة بممراتٍ خفية سهلة للفرار ، بحيث توضع خطط للدفاع والانسحاب.
- يراعى عدم ترك أي آثار أو علامات تدل على رجال العصابات عند الانتقال أو التوقف للراحة أو للمبيت.
- يجب القيام بوضع قواعد صغيرة حسنة الإخفاء حول منطقة الأهداف قبل الهجوم عليها حتى يمكن استخدام مثل هذه القواعد في إخفاء المصابين توطئةً لنقلهم إلى مناطق أكثر أمناً .
- تُحل مسائل الإعاشة والذخيرة باستخدام مخازن صغيرة مخفاة لا يعرف طريقها إلا عدد محدود من المقاتلين ، وتوضع المواد المطلوب تخزينها في أوعية عازلة للرطوبة من البلاستيك أو الصفيح أو الزجاج حتى لا تفسد بالمياه والرطوبة .
- يراعى السرية التامة وحفظ الأسرار ، فخطط التحرك وقواعد الانطلاق الفرعية والتبادلية فضلاً عن الرئيسية بالطبع ؛ لا يجب أن يعرفهاإلا نفر قليل .
- يراعى تجنب النمطية والتكرار عند تنفيذ العمليات المختلفة بل لابد من الاختراع والابتكار ، والاندفاعُ والتهور مرفوضان تماماً في تكتيك العصابات ، بل لابد من التأني وأخذ جميع الأسباب.
- المفاجأة والسرعة والحسم أمور مهمة في تكتيك العصابات .
- يفضل مهاجمة العدو وهو في حالةالتحرك، لسهولة الإيقاع به في مثل هذه الحالة.
- يفضل الهجوم على المنشآت المنعزلة لأثرها المعنوي ، فضلاً عما تؤدي إليه من إجبار العدو على الانتشار وتوزيع قواته ، بالإضافة إلى توفر المؤن والسلاح بها بكميات كبيرة نسبياً .
- يجب سحب أسلحة ووثائق القتلى من رجال العصابات حتى لا يستفيد منها العدو .
والآن نأتي إلى الكمين والإغارة ..



·أولاً : الكمين
الكمين -كتكتيك قتالي - تعرفه قوات العصابات والقوات النظامية كذلك ، بل وتستخدمه القوات الخاصة بكثرة في الجيوش النظامية ، وذلك بغرض الحصول على أسير أو وثائق أو اغتيال ، أو تعطيل تقدم الجيوش. ولا يختلف الكمين سواء لدى رجال العصابات أو القوات النظامية في أسسه الفنية ، إلا أن الكمين عند رجال العصابات ينفرد بميزات معينة أهمها : الاعتماد على الدعم المحلي للسكان المحليين في الإخفاء التمويه والانسحاب وتخزين الأسلحة والمعدات المطلوبة ، وكذلك تعويض الإمكانيات المادية المطلوبة بالروح المعنوية العالية والذكاء المحلي .
ويُقصد بالكمين : الاختفاء في موقع جيد ينتظر فيه تقدم العدو بحيث يكون تحت سيطرته ، حيث تقتحم قوات الكمين بغرض إبادة العدو أو الحصول منه على أسرى أو وثائق أو أسلحة أو معدات ، فضلاً عن إزعاج العدو وإثارته وإرهابه بالطبع .
ولنجاح الكمين بهذا المعنى ، تعمد قوات العصابات إلى تقسيم الكمين إلى ثلاث مجموعات ، هي مجموعة ( الاستطلاع ) ومجموعة ( الاقتحام ) ومجموعة ( الحماية وقطع الطريق ) .
ومن الأمثلة على بعض أنواع الكمائن :
1- ينقسم رجال الكمين إلى أربع مجموعات ، تحتل كل واحدةٍ منها اتجاهاً جغرافياً معيناً ، وتقبع فيه انتظاراً للعدو ، فإذا ما جاء العدو وتوسطَ هذه المجموعات عمدت إحداها إلى إطلاق النار عليه ، فإذا هجم عليها : انسحبت هي من أمامه بينما تطلق مجموعة أخرى النار عليه ، وهكذا تتبادله المجموعات الأربع هجوماً وانسحاباً حتى تنهار روحه المعنوية ، ويتجمد في مكانه ثم يقع فريسة سهلة للكمين في النهاية .
ولا يهم الوقت في تنفيذ هذه المناورة ، فقد يكون ليلاً أو نهاراً ، إلا أنه يراعى تقصير الأبعاد فيما لو نُفذت هذه المناورة ليلاً .
5-ينقسم رجال الكمين إلى مجموعتين وتكون بنظام حرف l وتكون المجموعتين جاهزتين بحيث إذا دخل موقع الكمين قامت المجموعتين بمهاجمته ، ويراعى في هذه الحالة تقسيم خطوط النار .
ويوجد طبعاً غير هذه الأنواع الكثير .
·ثانياً : الإغارة
والفارق الفني بين الكمين والإغارة يكمن في أن الكمينَ : انتظارٌ وترقبٌ في موقعٍ جيد ، بينما الإغارة تَقّدُمٌمدروسٌ ومرتبٌ على هدفٍ مختارٍ بدقةٍ وعناية .
ففي الإغارة تتقدم المجموعة المغيرة مراعيةً الاختفاء التام على طريق تقدمها نحو الهدف المختار من قبل ، بحيث تجيد أمر التسلل والاقتراب والتخفي والاستفادة من الظروف الطبيعة ، ومن ثمّ تقوم هذه القوة باقتحام هذاالهدف بالأسلوب الذي يناسب المعلومات عنه وحسب الخطة الموضوعة من قبل .
وبالطبع فإن الهدف العام لكل إغارة : هو إزعاج العدو وإرهاقه وإرهابه ، إلا أن لكل إغارةٍ أهدافاً خاصة أخرى ، قد تكون الحصول على الأسرى أو الوثائق أو الأسلحة أو المؤن أو المعدات أو حتى مجرد تدمير الغرض المستهدف ونسفه وتخريبه .
وجدير بالذكر أن الانسحاب في الإغارة يعتبر من أهم مراحلها ، فالعدو لن يبخل بالمطاردة اللازمة إذا ما تيسرت له طرقها ، بينما لا تتمتع القوة المغيرة بأي ستارات أو تغطية من النيران الثقيلة لأن هذا البذخ لا يتوافر لرجال العصابات غالباً ، ولهذا يعمد رجال العصابات إلى تعويض ذلك بالانسحاب من الطرق الوعرة الصعبة ، الموضوعة في الخطة من قبل ، مع تلغيم هذه الطرق بالشراك الخداعية الصغيرة التي تعوق تقدم العدو خلف القوات المنسحبة .
وفي ختام الكمين والإغارة نُذكر بأن كلاً منهما قد يجري تنفيذه من قواعد مزروعة بين تشكيلات العدو ، كما قد يجري تنفيذه بأسلوب التسرب والانتشار داخل خطوط العدو.
في العموم هذا ما يتعلق بقوات الجبال وتكتيكاتهم وتنظيماتهم ، ولو أردنا الحديث عنهم بالتفصيل لطال بنا الحديث ، ولكن هذه أهم النقاط والمسائل المتعلقة بهذا القسم من قوات العصابات ، أسال الله أن ينفعنا بهذا العلم ويجعله حجةً لنا يوم القيامة لا علينا ، وأن يكون سبباً في قتال الكافرين وقهرهم و إذلالهم ، إنه على كل شيءٍ قدير ، وبالإجابة جدير .

العمل السري بالمدن

يحتاج العمل في المدن إلى مجموعات صغيرة منفصلة لا يزيد عدد أفرادها عن 4 في الغالب ، ويكونون من سكان المدينة التي يعملون فيها ، وذلك لأن أهل المدن يعرفون طبيعتها وطرقها ، وهذا الكلام ليس على إطلاقه فقدوم أهل البادية على المدن الكبيرة قد يكون معتاداً .
إذاً لابد من كون رجل المدينة يستطيع الحركة فيها بسهولة ويسر لأن المدينة يكثر فيها العيون والجواسيس – نظراً لوجود معظم الأهداف بها – ونظراً لوجود رجال الحكم والاقتصاد والثروة ، وهي في الغالب – أي المدن – تمثل هيبة الدولة .
ويجب ألا يُدفع بمجموعات العمل السري داخل المدن دون الحصول على التدريب اللازم والوثائق الثبوتية اللازمة والسواتر الجيّدة ، فلابد من تدريب الأفراد تدريباً عالياً ، ولابد من إيجاد مكاتب لتزوير الوثائق ، إذاً يجب أن يعمل في المدن أفضل عناصر التنظيم تعليماً وثقافةً وتدريباً ، لأن هذا الأمر سيساعد الأفراد على التحرك والعمل .
كما يحتاج العمل في المدن إلى دعم مادي كبير جداً ، والسبب في ذلك : ارتفاع تكاليف المعيشة في المدن عما هو عليه في الجبال ( المدن محرقة الأموال ) ، حتى الساتر يمكن أن يكون مكلف جداً ، فإذا كان المنزل في حي راقي فلابد من اقتناء سيارة ملائمة تتكيف مع طبيعة المكان .
· ملحوظة هامة : هناك خطأ وقعت فيه معظم الجماعات الجهادية ، وهو أن الفرد في التنظيم يعرف كل شيء عن التنظيم وأموره السرية ، أو تجدُ أن مجموعةً من مجموعات العمل تعرف طبيعةَ عملٍ معيّن أو عملية معيّنة من الألف إلى الياء ، فتجدُ أنها تقوم بدور جامع المعلومات والمجهز والمنفّذ والقائد ، ويجب على المجاهدين أن يستفيدوا من تجربة إخوانهم السابقين ويبدأوا من حيث انتهى أولئك ، فجامع المعلومات يجب ألا يعلم الهدف من جمع المعلومات عن هذا الشخص أو المنشأة ، ويجب ألا يعلم طريقة تنفيذ العملية ولا المواد المستخدمة في العملية ولا كيفية إحضارها إلى موقع العملية .. كذلك المُجهِّز يجب ألا يعرف لماذا جُمعَ هذا السلاح ولا لم هو يُعدُّ هذه المتفجرات .

 

 


   

رد مع اقتباس