عرض مشاركة واحدة

قديم 20-06-10, 07:10 AM

  رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
المنتصر
مشرف عام

الصورة الرمزية المنتصر

إحصائية العضو





المنتصر غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

النزاع العربي – الإسرائيلي.
إن التدهور في عملية سلام الشرق الأوسط وتصاعد أعمال العنف بين إسرائيل والفلسطينيين من الممكن أن يؤثر بشكل كبير جداً على ديناميكيات الانتشار في المنطقة . وفي هذا الصدد هنالك أربع ملاحظات ذات صلة جديرة بالذكر.
أولا ، في ظل غياب أية محادثات فعالة يرجح أن تعزز المجابهة القائمة الدافع الصريح الداعي لنشر الأسلحة في العالم العربي وإيران والذي كان دائماً يحتل موقع الصدارة . والنزاع المستمر مع إسرائيل ، المسلحة بالأسلحة النووية ، قد يصلح مبرراً للمضي في برامج حيازة أسلحة الدمار الشامل الموجودة واستطلاع إمكانيات الشروع بأخرى جديدة غيرها . وحتى لو كان التنافس مع الدول الأخرى في المنطقة يشكل جزءاً من الحسابات ، وربما أيضاً الرغبة في إلزام الولايات المتحدة والغرب حدوداً لا يتجاوزونها ، فإن السعي لتحقيق التوازن مع إسرائيل يبقى سبباً منطقياً وجيهاً . وهذه البرامج تبقى مرتبطة أيضاً بشدة بالسعي لتحقيق الهيبة والمكانة الإقليميتين اللتين سبق أن أشرنا إليهما . والتوترات المتصاعدة مع إسرائيل تبرز كل هذه الاهتمامات على نحو أقوى و أفصح .
ثانياً ، من خلال المجابهة مع إسرائيل ، وفشل المحادثات مع سوريا ، يلوح شبح التصعيد واحتمال اتساع رقعته ليشمل المنطقة برمتها . وفي هذه الحالة لا يعود أمام سوريا بالذات إلا أن تراهن على بناء قدرتها في مجال أسلحة الدمار الشامل ، ولاسيما الأسلحة الكيمياوية والصواريخ البالستية ، كرادع وكأداة من أدوات الحرب غير المتناظرة . ومن تجدد المواجهة قد يبرز احتمال أن تزج دول " الصف الثاني " التي لا تحادد إسرائيل - مثل إيران ، وربما ليبيا وباكستان أيضاً - بقدراتها لتساهم في النزاع عن بعد . وإمكانية الإسهام هذه ، من وراء الأفق ، هي النتيجة الأبرز التي أفرزها انتشار الصواريخ بعيدة المدى في عموم المنطقة . والظروف الراهنة تشدد على هذا التوجه وتفتح أبواب الفرص أمام نشر منظومات من خلال وسطاء لها قدرة الوصول إلى الأراضي الإسرائيلية ، وفي هذا شبه ليس بالبعيد عن أسلوب نشر الصواريخ السوفيتية في مطلع الستينيات . ولدينا هنا مثال حاضر يتجسد في الصواريخ التي تسيطر عليها إيران ، البالغ مداها 70 كيلومتراً ، والتي زعمت التقارير أنها نصبت في لبنان ولها قدرة الوصول إلى حيفا .
ثالثاً ، إن الدمج بين منظومات الصواريخ الأبعد مدى ، ومشاريع إيران التي تدنو من عتبة القدرة النووية ، والتصاعد في قوة المبررات المسببة لاستخدام أسلحة الدمار الشامل سوف يؤدي بالتالي إلى تنامي هواجس إسرائيل تجاه الخطر المهدد لوجودها . كما أنه قد يعيد إثارة الجدال القائم في إسرائيل حول شؤون الردع ، والدفاع ، والإستراتيجية في ظل بيئة تسودها أسلحة الدمار الشامل . والجدال الإسرائيلي حول هذه الأمور يعكس من عدة نواحٍ ذات النقاش الدائر في الولايات المتحدة وأماكن أخرى ، ولكن بشكل أشد إلحاحاً . ونظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي ( بالنسبة لإسرائيل يعد مفهوما " صواريخ الدفاع الوطني " و " صواريخ مسرح العمليات " مترادفين ) الذي يرتكز على برنامج آرو ( السهم ) الإسرائيلي ، بالإضافة إلى التعاون المحتمل مع حلفاء مثل تركيا والولايات المتحدة ، يحظى اليوم باهتمام يفوق ما كان يحظى به في السابق . ومن هنا أصبحت الضربات بعيدة المدى والمسح وجمع المعلومات الاستخبارية المتعلقة بأسلحة الدمار والقدرة على مهاجمة الأهداف المتنقلة أسبقيات واضحة لاجدال فيها . كذلك تبقى الاستراتيجيات الإسرائيلية في حالة صراع دائم مع مشكلة لامفر منها هي مشكلة الدفاعات المخلخلة في منطقة تنوء بأسلحة الدمار الشامل . لذلك كان هناك ، إلى جانب الإجراءات الدفاعية والإجهاضية والردعية ، اهتمام بسلوك سبيل أكثر شمولاً يتضمن من بين ما يتضمن محاولات لـ " تحصين " المجتمع الإسرائيلي ضد المخاطر التي لا مجال لتفاديها . وهذا أمر ينطوي في جانب منه على الدفاع السلبي ( الدفاع المدني ) في حين ينطوي في جانبه الآخر على حسن إدارة الوعي لدى الناس . والفكرة من وراء كل هذا المسعى هو منع التهديد بأسلحة الدمار الشامل من أن يخل بنوعية الحياة التي يحياها المواطنون وما قد يتبع ذلك الخلل من إرباك لتوازن واستقرار صناعة السياسة ، وهذه عواقب من شأنها لو تحققت أن تشجع خصوم إسرائيل على حيازة أسلحة الدمار واستخدامها .
رابعاً ، مجرد وجود أسلحة الدمار الشامل قد يؤثر على طبيعة أية مجابهة تقع بين العرب وإسرائيل تكون دون استخدام أسلحة الدمار وخارج الحرب التقليدية . فتزايد الإمكانية المستقبلية للتصعيد الذي تحمله ترسانات أسلحة الدمار في المنطقة قد يشجع على الارتداد إلى أنواع من المجابهة الواطئة الشدة ، أو إلى استخدام الوسطاء ، أو اللجوء إلى الإرهاب . ومن المرجح أن تكون حرب المدن هي السمة المميزة لهذا النوع من المجابهة . ومثل هذا التوجه يمكن ملاحظته في جنوب لبنان والضفة الغربية وغزة .
كذلك فإنه يبدو جلياً في المجابهة بين الأطراف المتنازعة التي تمتلك الأسلحة النووية في شبه القارة الهندية . فدول المنطقة قد تسعى وراء أسلحة الدمار الشامل بقصد اكتساب الهيبة والثقل الاستراتيجي ، ولكنها سوف تحرص في الوقت ذاته على امتلاك بدائل أوطأ شدة وأدنى مجازفة لأغراض الاستخدام الفعلي.

 

 


المنتصر

يقول احد القادة القدماء وهويخاطب جنوده . ( اذا لم تكونوا مستعدين للقتال من أجل ما تروه عزيزاً عليكم , فسوف يأخذه أحد ما عاجلا أو اَجلا , واذا كنتم تفضلوا السلام على الحرية فسوف تخسرونهما معاً , واذا كنتم تفضلوا الراحة والرخاء والسلام على العدل والحرية فسوف تخسروهما جميعا ) .

   

رد مع اقتباس