عرض مشاركة واحدة

قديم 15-09-09, 01:03 PM

  رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

5.الأمـــن 0
ينبه الإسلام على اليقظة والحذر في قوله تعالى:((يا أيُها اّلذينَ آمنوا خُذوا حِذرَكُمْ ))وكما في قول الرسول (ص) : ((المُؤمن كيٌس فَطِن )) فاليقظة والحذر والوعي والفطنة كلها تدفع إلى كتمان الأسرار التي جعلها الإسلام أمانة من الأمانات يجب على المسلمين أن يحافظوا عليها ، كما في قوله تعالى (( يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرَّسولَ وتخونوا أماناتِكُمْ ))10 وقال الرسول (ص) : ((لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له))فمبدأ الأمن يعتبر الجدار الصلب الذي يتحصن خلفه الفرد ، ومن النيات والترتيبات العسكرية ، كما انه يعتبر ترساً لفكر المقاتل يدرأ عنه الضربات التي تحاول اختراق فكره0

وهناك الأمن الاستراتيجي الذي يعني الدفاع عن الأهداف الحيوية وعدم إعطاء العدو فرصه المباغتة ، وذلك بمكافحة التجسس ، ورصد الرتل الخامس ، وتهيئة الدفاع المدني ، وتحصين الأفراد ، خصوصاً العاملين في الحقل الخارجي والقوات المسلحة ضد الانزلاق في أحضان العدو . لقد أمن الرسول (ص) حماية قواته في كل غزواته وبذل غاية جهده لمنع العدو من الحصول على المعلومات ، وابتكر أسلوب الرسائل المكتومة مراعاة للسرية والأمن ، فقد بعث سرية من المهاجرين قوامها اثنا عشر رجلاً بقيادة عبد الله بن جحش الاسدي ، وأمره إلا يفتح الرسالة إلا بعد يومين ، فإذا فتحها وفهم مضمونها مضى في تنفيذ واجبه . وتعتبر غزوة ((افتح)) من أروع الأمثلة التاريخية في مجال السرية والأمن والكتمان ، فحتى المقربين إلى الرسول (ص) لم يكن لديهم علم بخططه ، وكانت لإجراءاته (ص) اكبر الأثر في تحقيق المفاجأة الاستراتيجية الكاملة وفتح مكة بلا قتال .

أن فرق الاستطلاع والطلائع التي كان يؤمنها الرسول (ص) في مسير الاقتراب هو حماية قواته من مباغتة العدو ، وقد طبق مبدأ الكتمان في كل أعماله ، وحث المسلمين على حفظ الأسرار وعدم إباحتها .. فكيف عرف برسالة ((حطاب بن بلتعة))؟ وكيف عرف كل بازماع أبي سفيان القدوم إلى المدينة لتحديد الهدنة ؟ وكيف عرف كل حركات المنافقين واليهود وقضى عليها ؟ كل ذلك يدل على الحرص الشديد على المعلومات ومنع العدو من معرفة مقاصد المسلمين .

6 0 المبـاغتة0
هي عمل الغرض منه استثمار غفلة العدو ، وذلك بتوجيه ضربة سريعة في مكان وزمان معينين ، بحيث لا يتمكن من اتخاذ أي فعل مضاد لأحباط خططنا والمباغتة كلية وجزئية ، وإذا تم تأمين المباغتة في المكان أو الزمان أو السلاح والمعدات أو الأسلوب ، فهي مباغتة جزئية ، وإذا تم تأمين المباغتة في جميع ما ذكر فهي مباغتة كلية .

ولنرى كيف طبق الرسول (ص) هذا المبدأ ، ففي المباغتة في المكان : غزة ((بني لحيان)) تحرك الرسول (ص) بقواته شمالاً ونشر إخبار الحركة واستدار فجأة بقواته وباغت بني لحيان وقضى عليهم . والمثل الآخر في المباغتة في المكان ، في غزوة ((خيبر)) إذ تحرك الرسول (ص) إلى (( الرجيع )) قريباً من ديار غطفان ( حلفاء يهود خيبر) ، وأرسل مفرزة صغيرة لمشاغلتهم واستدار بقواته الرئيسة إلى خبير ، وبهذه الحركة أهم ((غطفان)) بأنه يريدهم واوهم يهود خيبر بأنه لا يريدهم ، فباغت الطرفين ومنع تعاونهم في قتال المسلمين .

ومن أمثلة المباغتة في الزمان ، غزوة (( بني قريظة)) إذ تحرك الرسول (ص) أليهم في وقت لا يتوقعونه وفي يوم العودة من معركة (( الخندق )) نفسه ، فشل معنوياتهم وقضى عليهم . والمثل الآخر في تقرب المسلمين إلى خبير ، فقد تقربوا ليلاً وكمنوا نهاراً ، وتم الوصول إلى خبير في ساعات الفجر دون أن أيعرف اليهود وقت وصولهم . والمباغتة في الأسلوب كانت في إتباع الرسول (ص) قتال الصف في معركة (( بدر)) لأول مرة في الجزيرة العربية ، فقد كان القتال المعروف هو الكر والفر. وكذلك حفر الخندق في غزوة ((الأحزاب)) واستخدام المنجنيق في حصار الطائف بعد الانتصار في معركة ((حنين)).أن الرسول (ص) طبق المباغتة بأجلى صورها في كل حروبه وجسد حديثة الشريف (( الحرب خدعة ))0

 

 


   

رد مع اقتباس