عرض مشاركة واحدة

قديم 17-12-18, 06:33 PM

  رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

بعد التحولات الأخيرة في سيكولوجيا الجماهير الصينية، والتي كانت مطمئنة للنظام بما يكفي، انتقلت الحكومة لمستويات أكثر جرأة، ومن بين أبرز التجارب التي كافحت للخروج للعلن في وقت سابق، أعلن المجلس الصيني عن إطلاق "نظام التصنيف الاجتماعي"(10) في يونيو/حزيران 2015، لتحديد المواطنين الذين يشكلون أثرا سلبيا على المجتمع ومعالجتهم، فيما كانت المباشرة الفعلية الأولية له منتصف العام التالي 2016.
عبر التاريخ، لطالما مثّلت رؤية المؤسسين الأوائل للشيوعية في خلق استجابة موحّدة للجماهير طموحا لقادة الحزب المتعاقبين، ولذلك فإن بنك معلومات هائلًا يتجمع بشكل يومي، ومخبرين موثوقين، وكمًّا ضخما من الفيديوهات عبر شبكة مراقبة واسعة، كانت عوامل مجتمعة قدحَت لدى الحزب فكرة أكثر جرأة، حيث بدأ بتعميم نظام مكافآت وعقوبات يعتمد على تتبع نشاط الأفراد في مُختلف الأماكن، وتقييمها داخل قاعدة مرجعية وفق معاييرَ محددة، ولأن الصين ترغب دوما في تصدُّر استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، فقد كانت الصفقة متكاملة، حيث تمكّنت الكاميرات الجديدة من التعرف على الأفراد فيالآن "Real Time Tec"، بالمقارنة مع صورهم وخصائصهم الجسدية المُسجلة في قاعدة البيانات، وهو أمر عنى أن كل شيء بات جاهزا لإنتاج أفراد صالحين وفق معايير الحزب، الأمر الذي وُصفَ بأنّهاستثمار الذكاء الصناعي لفرض سلطة أخلاقية.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
في عامنا الحالي، ومع نمو متزايد لأعداد الكاميرات يلامسُ سقفَ 200 مليون كاميرا، وسيتخطى حاجز نصف المليار كاميرا بعد عامين(11)، وصل عدد الممنوعين من طلبات ركوب رحلات جوية لنحو 11 مليون صيني، وكذا لا يستطيع بضعة ملايين آخرون الحصول على قروض بنكية، ويوجد نحو 4 ملايين صيني لا يستطيعون شراء تذاكر قطارات، وملايين آخرون ممنوعون من استخدام شبكة الإنترنت الصينية، بسبب ما سمّته لهم وكالات الأمن بـ "عدم الجدارة بالثقة"، ولدى تصفحهم قسائم الرفض، تبيّن أنهم حصلوا على تقييم متدنٍّ في سلوكهمكمواطنينصالحين، مانحة إياهم فرصة لاستعادة تلك الحقوق مقابل تصحيح سلوكهم بما يتفق مع لوائح الحزب.
تزامن ذلك مع نشر تقارير صحفية تُفيد بأن شركة "واتريكس"، إحدى بائعي خدمات الذكاء الصناعي للصين، بصدد تحسين تقنيات التعرف على الأفراد، لتشمل تمييزهم من أسلوبهم في المشي، وهو ما سيُمكّنها من معرفتهم من مسافات بعيدة قد تصل لعشرات الأمتار، بالتزامن مع تجارب أخرى تجري في مقاطعة "آنهوي" لبناء قاعدة بيانات لأنماط الصوت، وبالجمع بين البيانات المسجلة في القاعدة المرجعية، وتقنيات التتبع عبر ملامح الوجه ثم طريقة المشي، ونمط الصوت، تكون الصين قد وضعت يدها على مفاصل الطبيعة البشرية الرئيسة بشكل شبه كامل، في أعلى مستوى للتأثير على الأفراد عرَفته البشرية تقريبا. (12)
تسير الصين الآن في طريق تقود العالم فيه بشكل كامل نحو صناعة دليل فريد للسيطرة في أعلى صورها، فنظام المراقبة الصيني المرتكز على تقنية التعرف على الوجوه، والذي دخل الخدمة في منتصف العام الحالي في 16 مقاطعة ومدينة، والمكون من ملايين الكاميرات وبلايين الأسطر من الأكواد، يستطيع نظريا إجراء مسح شامل لكل التعداد السكاني الصيني "1.38 مليار نسمة" في ثانيةواحدة، وهو معدل مذهل بالمقاييس التكنولوجية الحالية.
ومن "كامبريدج أناليتيكا" بفرعها البريطاني لتوقع السلوك والتأثير في الرأي العام، إلى معامل الصين لصناعة السلوك وتوحيد نمط الأفراد، ومع قدرة على إعادة كتابة الماضي والحاضر عبر الجدار الناري العظيم، مُرورا باختراق خصوصية الأفراد عبر العيون الثاقبة، ووصولا لصناعة سلوكهم وتغيير أفكارهم عبر نظام الانضباط، يأتي التعديل الدستوري الذي جرى في مارس/آذار من العام الحالي(13)، ممكّنا بينغ من حكم البلاد للأبد، لتكون الصين قد أتمّت معه دليل صنع دولة الأخ الأكبر على أكمل وجه، دليل ممثل برباعية يمكن اختصارها في "الحريةُ هي العبودية" و"الجهلُ هو القوة"، و"الحربُ هي السلام"، وصولا لصناعة أكثر مواطن "صالح" قد يعرفه المستقبل.

 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس