عرض مشاركة واحدة

قديم 25-02-09, 07:57 PM

  رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

المسرح الأوروبي

بعد هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى، وضعت معاهدة فرساي بعض العقوبات والشروط على هذه الدولة، بما فيها تعويضات مالية كبيرة (دفعت ألمانيا البعض منها) وفقدان بعض الأراضي (مؤقتا)، هذا غير الانهيار الاقتصادي والتضخم الذي عانته ألمانيا بعد فترة الحرب العالمية الأولى من شروط المعاهدة، كل ذلك أدى إلى تضخم مشاعر الاستياء لدى الألمان مما جعل أدولف هتلر هو وحزبه الوصول لحكم ألمانيا.

في نفس الوقت، استطاع الزعيم الفاشيبينيتو موسوليني الوصول إلى حكم إيطاليا وذلك عام 1923، مما أدى إلى تحويل إيطاليا إلى دولة فاشية، هذا وقد أدى تقارب الأفكار بين حزب هتلر وموسيليني إلى تكوين علاقة قوية بين الزعيمين، بعد أن أخذ هتلر الحكم في ألمانيا، اتفق الأخير هو وموسيليني على إنشاء حلف يسمى بالمحور بين روما وبرلين، تحت مسمى "الحلف الصلب أو الميثاق الصلب"، بعدها شاركت اليابان في الحلف مع الأطراف السابقة، كما وقعت اليابان معاهدة مع ألمانيا عام 1939 تسمى بـ ضد الشيوعية والتي كانت موجهة ضد الاتحاد السوفيتي بالتحديد، بعد ذلك قامت بعض القوى الأخرى الصغيرة بالالتحاق بصفوف دول المحور.

كانت ألمانيا النازية، والإتحاد السوفياتي يعتبروا من أشد الأعداء اتجاه بعضهم البعض، رغم ذلك تم توقيع اتفاقية ميونيخ بين الطرفين والذي اقتضى بتسليم تشيكوسلوفاكيا إلى ألمانيا، كما أن الواقع السياسي جعل الإتحاد السوفياتي أن يوقع اتفاقية عدم اعتداء بينه وبين ألمانيا the Molotov-Ribbentrop Pact، تشمل هذه الإتفاقية بتقسيم بولندا، وجمهوريات البلطيق وفنلندا بين الطرفين.
بدأت الحرب فعليا في أوروبا في 1 سبتمبر عام 1939، عندما قام الجيش الألماني النازي باستخدام تكتيك يسمى "بالحرب الخاطفة" Blitzkrieg، وهو تكتيك يستخدمه الجيش بالهجوم على خصمه بسرعة وأخذه غرة حتى لايستطيع الخصم أن يهيئ نفسه لملاقاة عدوه، وقد استخدم تكتيك الحرب الضوئية عام 1939 في بولندا والتي قد تعهدت اليها فرنسا وبريطانيا بتقديم ضمانات، في 3 سبتمبر من نفس العام، أعلنت بريطانيا وفرنسا الحرب على ألمانيا، كما بدأت بريطانيا بإرسال جيوشها إلى فرنسا، بالرغم من ذلك، لم يقم الجيش الفرنسي أوالبريطاني بتقديم أي مساعدة فعليه للبولندين خلال غزو ألمانيا لهم، وبقيت الحدود الفرنسية الألمانية هادئة.
في 17 سبتمبر، قام الإتحاد السوفياتي بغزو بولندا من الشرق، وبعدها بساعات، بدأت الحكومة البولندية بإخلاء سكانها إلى رومانيا، سقطت بولندا خلال 5 شهور بعدما استخدمت كل جيوشها وعتادها أمام القوات الغازية، كما استسلمت في 5 أكتوبر بعد معركة كوك Battle of Kock.

بعدما انتهت حملة بولندا في سبتمبر، قام هتلر بعرض معاهدة سلام مع بريطانيا وفرنسا ضمن الواقع الجديد لألمانيا في الشرق وهو إحتلال بولندا. في 12 أكتوبر، استطاع هتلر أن يتلقى إشارة ايجابيه من المملكة المتحدة "بريطانيا".
لم تصمت بولندا وبدأت حكوماتها السابقة بتكوين أكبر خلايا وشبكات مقاومة عرفها العالم في محاولة لإسقاط الحكم النازي.
بالرغم من الحملة السريعة في الشرق، بقت الحدود الألمانيه الفرنسية رغم إعلان الحرب بينهما هادئة حتى تاريخ 19 مايو1940 وتسمى هذه الفترة بالحرب المزيفة.

في ذلك الزمن، دخلت بعض الدول إلى التوتر العسكري أيضا، في 28 سبتمبر عام 1939، لم يكن هناك أي خيار لجمهوريات البلطيق سوا أن يستضيفوا القواعد السوفيتية وجيوشها داخل بلدانهم، وقد تم احتلالهم من الإتحاد السوفياتي في مايو 1940، وتم ضمهم إلى الإتحاد السوفياتي في أغسطس عام 1940.
قام الإتحاد السوفياتي في ذلك الوقت بعرض نفس ماحدث لجمهوريات البطليق إلى فنلندا، ولكن فنلندا رفضت تسليم أراضيها للجيش السوفياتي، مما أدى إلى غزوها في 30 نوفمبر ويعرف ذاك الوقت "بحرب الشتاء"، بعد ثلاث شهور من المعارك الشديدة والخسائر الفادحه للأطراف، تخلى الإتحاد السوفياتي عن فكرة غزو فنلندا، فقامت معاهدة سلام موسكو في 12 مارس1940، والتي ينص شرط منها بأن تسلم فنلندا 10% من أراضيها للإتحاد السوفياتي، الطريف بالموضوع بأن فنلندا خسرت نسبة أراضي بسبب الإتفاقية أكثر من خسارتها لأراضيها في المعارك! في ظل عدم وجود أي تعاطف أو مساندة من دول العالم الأخرى.
في 9 أبريل عام 1940 قامت ألمانيا بما تسمى عملية Weserübung لإحتلال الدنمارك والنرويج، حاولت بريطانيا وفرنسا بعمل مناورة دفاعية بالسيطرة على المناطق السويديه التي يتواجد بها الخامات كالحديد في شمال الأطلسي، بعد فشلت بريطانيا في حملة النرويج، فعليا - السويد وفنلندا تم قطعهم من الغرب بعدها، حاولت ألمانيا أن تمارس ضغطا على السويد التي كانت دولة محايدة في ذلك الوقت بأن تزود جنودها بالموارد والإحتياجات قبل الخروج، بعدها اتجهت ألمانيا إلى فنلندا والتي وجدت حدودها مليئة بالألغام الأمر الذي يعتبر خطوة في تقدم الجيش الفنلندي حين ذاك.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

القوات النازية في باريس بعد غزو فرنسا في 3 مايو.

في 10 مايو، انتهت الحرب المزيفة بين الأطراف وذلك بقيام ألمانيا بغزو بلجيكا، هولندا ولوكسمبورج، وفي 13 مايو تم غزو ألمانيا لفرنسا، وذلك بدخول جيوشها من خلال غابات الأردين Ardennes، جاء ذلك التوغل نتيجة خطأ فادح من الفرنسيون عندما تركوا هذه المنطقة بدون أي حماية، لإعتقادهم بأن طبيعة هذه المنطقة الجغرافية تجعل من المستحيل أن تتحرك بها الدروع الحربية الألمانية لمهاجمتهم، كان معظم قوات التحالف تتمركز في منطقة فلاندرز وهي منطقة مابين فرنسا وبلجيكا، قام الألمان بإعادة تنفيذ خطة عسكرية اسمها Schlieffen Plan وهي ابتكار من أحد الجنرالات الألمان قديما في الحرب العالمية الأولى، وهكذا استطاع الألمان التوغل في منتصف فرنسا وقطع هذه المناطق، الأمر الذي أثقل كفة الألمان واستطاعوا أن ينهوا معركة فرنسا بوقت قصير لم يتوقعه الحلفاء وهو 6 أسابيع يشمل ذلك قصف باريس في 3 مايو الأمر الذي أدى إلى استسلام فرنسا.
من أجل إذلال الشعب الفرنسي أكثر، قام هتلر باصدار وثيقة تم توقيعها في نفس المكان الذي وقع به الألمان وثيقة استسلامهم في الحرب العالمية الأولى، والتي تنص على استسلام فرنسا وتقسيمها إلى طرفين، الطرف الشمالي يحكمه الحزب النازي والطرف الجنوبي يحكمه الفرنيسون والذين كانت عاصمته فيشي. الكثير من الجنود الفرنسيون هربوا إلى بريطانيا، حينها قام الجنرال الفرنسي ديغول بتنصيب نفسه كقائد للمقاومة الفرنسية الحرة ودعاهم لاستكمال القتال، كما أعلنت إيطاليا الحرب أيضا في 10 مايو وتبدأ دخولها في ساحات المعارك مع ألمانيا.

 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس