عرض مشاركة واحدة

قديم 11-11-09, 04:22 PM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي العلاقات الانسانية ودورها في الممارسات القيادية



 

العلاقات الانسانية ودورها في الممارسات القيادية



العقيد- إبراهيم عبدالعزيز الحميد
من البدهيات المتعارف عليها في علم القيادة، أن القائد الناجح هو ذلك القائد الذي يملك القدرة على التأثير في مرؤوسيه، ويحملهم على تنفيذ ما يكلفهم به من أعمال وما يوكله إليهم من مهام وهم في حالة من الرضا والسعادة، وأن يحفّزهم على التغلّب على ما يواجههم من صعاب ويعترضهم من عقبات، لا أن يتخذوها سبباً للتهاون أو التهرُّب من المسؤولية.

ولا يستطيع قائد أو مدير لمجموعة من الأفراد، كثر عددها أو قلَّ، صعبت مهامها أم سهلت، أن يحقق تلك الغاية، ما لم يكن ملماً بالعلاقات الإنسانية، مدركاً لدورها الهام في التأثير على المرؤوسين، واعياً بأهميتها القصوى في الممارسات القيادية؛ وهو ما تتناوله هذه المقالة بالشرح والتوضيح.


مفهوم العلاقات الإنسانية

العلاقات الإنسانية عبارة عن: نوع من علاقات العمل الذي يهتم بالجوانب الإنسانية والاجتماعية في المنظمة، وهي بذلك تستهدف الوصول بالعاملين إلى أفضل إنتاج في ظل أفضل ما يمكن أن يؤثر على الفرد من عوامل نفسية ومعنوية، باعتباره إنساناً وجدانياً وانفعالياً أكثر منه رشيداً ومنطقياً(1)، وهي ميدان الإدارة الذي يهدف إلى تحقيق التكامل بين الأفراد في محيط العمل بشكل يدفعهم ويحفزهم إلى الإنتاجية والتعاون، وفي الوقت ذاته إشباع حاجاتهم الطبيعية والنفسية والاجتماعية(2).

والعلاقات الإنسانية تعبّر عن طرق تفاعل الناس مع بعضهم البعض والتي تتحدد وفقاً للثقافة التنظيمية والممارسات الإدارية والقوى العامة الأخرى.
ومن خلال المفهوم السابق للعلاقات الإنسانية يمكننا أن نحدد أهدافها فيما يلي(3):
(1) تنمية روح التعاون بين الأفراد والمجموعات في محيط العمل.
(2) تحفيز الأفراد والمجموعات على الإنتاج.
(3) تمكين الأفراد من إشباع حاجاتهم الاقتصادية والنفسية والاجتماعية.


نشأة وتطور العلاقات الإنسانية

"ظهرت مدرسة العلاقات الإنسانية في الثلاثينيات من القرن العشرين، كرد فعل للنظريات الكلاسيكية الثلاث: البيروقراطية، والإدارة العلمية، والتقسيم الإداري، والتي وضعت الحوافز المادية في مقدمة اهتمامات العاملين، واعتبرت العاملين آلات تعمل من خلال الحوافز المادية لزيادة الإنتاجية، ومن ثم أهملت العلاقات الاجتماعية والإنسانية، مما كان إيذاناً ببزوغ اتجاه جديد يسعى إلى الاهتمام بالعامل البشري من خلال العمل على إشباع احتياجاته وتلبية رغباته"(4).

ويُعدّ (ألتون مايو) ممثل اتجاه العلاقات الإنسانية، حيث لفت الأنظار لأهمية العلاقات الإنسانية ودورها الفعّال في السلوك الإنساني، وبخاصة بعد تجاربه التي أجراها في مصانع (هورثورن)، حيث أجرى (ألتون مايو) وأعوانه دراسات في مصنع (هورثورن) التابع لشركة (وسترن إلكتريك) بمدينة (شيكاغو) بغرض دراسة أثر العوامل المادية المتمثلة في: الإضاءة والتهوية والرطوبة والضوضاء، وسوء توزيع فترات الراحة والأجور التشجيعية على الكفاية الإنتاجية للعاملين(5)، أي أن هذه الدراسات ركّزت على أثر بيئة العمل على إنتاجية الموظف.

وجاءت نتائج تلك الدراسة مخالفة لما هو متوقع، ففي تجربة التعرّف على أثر زيادة الإضاءة على مستوى الإنتاج، اتضح أنه لا توجد علاقة بين المتغيرين، أي أن زيادة الإضاءة أو تثبيتها لا يؤثر على زيادة الإنتاج، على عكس ما تنبأت به نظرية الإدارة العلمية من أن زيادة الإضاءة تؤدي إلى زيادة الإنتاج(6).

وكشفت النتيجة السابقة عن وجود متغير جديد هو الروح المعنوية للعاملين ودرجة الانسجام والوئام القائمين بين المجموعات العاملة، وبالرغم من تكرار التجربة السابقة بمتغيرات مختلفة مثل أثر الراحة ومدتها على الكفاية الإنتاجية، وأثر طريقة دفع الأجور على الكفاية الإنتاجية، إلاّ أنه اتضح "عدم وجود علاقة واضحة أو ثابتة بين أي من تلك المتغيرات وبين الإنتاجية التي كانت تزيد باستمرار بغض النظر عن اتجاه التغيير في تلك المتغيرات"(7)، فقد تكررت النتائج غير المتوقعة التي تؤكد أن الإنتاجية ترتبط بالظروف الاجتماعية والنفسية للعاملين أكثر من ارتباطها بالتغيرات المادية لظروف وأحوال العمل.

وهذا يعني أن العلاقات الإنسانية ذات تأثير فعّال على العاملين، لأن إشباع حاجات العاملين ورغباتهم، وإشراكهم في عملية اتخاذ القرار، وشيوع العلاقات القائمة على الاحترام المتبادل، وتبادل الرأي، يؤدي إلى زيادة معدلات الرضا الوظيفي، وبالتالي زيادة الرغبة في الاستقرار والإقبال على العمل، وزيادة الإنتاجية.

 

 


 

   

رد مع اقتباس